تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 78 من سورة هود - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾
[ سورة هود: 78]

معنى و تفسير الآية 78 من سورة هود : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا


فـ { وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ }- أي: يسرعون ويبادرون، يريدون أضيافه بالفاحشة، التي كانوا يعملونها، ولهذا قال: { ومن قبل كانوا يعملون السيئات }- أي: الفاحشة التي ما سبقهم عليها أحد من العالمين.{ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } من أضيافي، [ وهذا كما عرض لسليمان صلى الله عليه وسلم، على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه, لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن، ولا حق لهم فيهن.
والمقصود الأعظم، دفع هذه الفاحشة الكبرى
]{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي }- أي: إما أن تراعوا تقوى الله, وإما أن تراعوني في ضيفي، ولا تخزون عندهم.{ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ } فينهاكم، ويزجركم، وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم، من الخير والمروءة.

تفسير البغوي : مضمون الآية 78 من سورة هود


( وجاءه قومه يهرعون إليه ) قال ابن عباس وقتادة : يسرعون إليه .
وقال مجاهد : يهرولون ، وقال الحسن : مشي بين مشيتين .
قال شمر بن عطية : بين الهرولة والجمز .
( ومن قبل ) أي : من قبل مجيئهم إلى لوط ، ( كانوا يعملون السيئات ) كانوا يأتون الرجال في أدبارهم .
( قال ) لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان ، ( يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) يعني : بالتزويج ، وفي أضيافه ببناته ، وكان في ذلك الوقت ، تزويج المسلمة من الكافر جائزا كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب ، وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي ، وكانا كافرين .
وقال الحسين بن الفضل : عرض بناته عليهم بشرط الإسلام .
وقال مجاهد وسعيد بن جبير : قوله : ( هؤلاء بناتي ) أراد : نساءهم ، وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته .
وفي قراءة أبي بن كعب : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " .
وقيل: ذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق ، ولم يرضوا هذا .
( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) أي : خافوا الله ولا تخزون في ضيفي ، أي : لا تسوءوني ولا تفضحوني في أضيافي .
( أليس منكم رجل رشيد ) صالح سديد .
قال عكرمة : رجل يقول لا إله إلا الله .
وقال ابن إسحاق : رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .

التفسير الوسيط : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا


- ثم بين- سبحانه - ما كان من قوم لوط- عليه السلام- عند ما علموا بوجود هؤلاء الضيوف عنده فقال: وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ.
وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ....- ويهرعون- بضم الياء وفتح الراء على صيغة المبنى للمفعول- أى: يدفع بعضهم بعضا بشدة، كأن سائقا يسوقهم إلى المكان الذي فيه لوط وضيوفه.
يقال: هرع الرجل وأهرع- بالبناء للمفعول فيهما- إذا أعجل وأسرع لدافع يدفعه إلى ذلك.
قال الآلوسى: والعامة على قراءته مبنيا للمفعول، وقرأ جماعة يهرعون- بفتح الياء مع البناء للفاعل- من هرع- بفتح الهاء والراء- وأصله من الهرع وهو الدم الشديد السيلان، كأن بعضه يدفع بعضا .
أى: وبعد أن علم قوم لوط بوجود هؤلاء الضيوف عند نبيهم، جاءوا إليه مسرعين يسوق بعضهم بعضا إلى بيته من شدة الفرح، ومن قبل هذا المجيء، كان هؤلاء القوم الفجرة، يرتكبون السيئات الكثيرة، التي من أقبحها إتيانهم الرجال شهوة من دون النساء.
وقد طوى القرآن الكريم ذكر الغرض الذي جاءوا من أجله، وأشار إليه بقوله:وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ للإشعار بأن تلك الفاحشة صارت عادة من العادات المتأصلة في نفوسهم الشاذة، فلا يسعون إلا من أجل قضائها.
ثم حكى القرآن بعد ذلك ما بادرهم به نبيهم بعد أن رأى هياجهم وتدافعهم نحو داره فقال: قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ...
والمراد ببناته هنا: زوجاتهم ونساؤهم اللائي يصلحن للزواج، وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أب لأمته من حيث الشفقة وحسن التربية والتوجيه.
قال ابن كثير: قوله-تبارك وتعالى- قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ...
يرشدهم إلى نسائهم، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم، كما قال لهم في آية أخرى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ.
وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ...
قال مجاهد: لم يكن بناته، ولكن كن من أمته، وكل نبي أبو أمته ...
وقال سعيد بن جبير: يعنى نساؤهم، هن بناته وهو أب لهم ....ومنهم من يرى أن المراد ببناته هنا: بناته من صلبه، وأنه عرض عليهم الزواج بهن ...
ويضعف هذا الرأى أن لوطا- عليه السلام- كان له بنتان أو ثلاثة- كما جاء في بعض الروايات- وعدد المتدافعين من قومه إلى بيته كان كثيرا، فكيف تكفيهم بنتان أو ثلاثة للزواج ...
؟ويبدو لنا أن الرأى الأول أقرب إلى الصواب، وقد رجحه الإمام الرازي بأن قال ما ملخصه: «وهذا القول عندي هو المختار، ويدل عليه وجوه.
منها: أنه قال هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وبناته اللاتي من صلبه لا تكفى للجمع العظيم، أما نساء أمته ففيهن كفاية للكل..ومنها: أنه صحت الرواية أنه كان له بنتان وهما: زنتا وزعورا، وإطلاق لفظ البنات على البنتين لا يجوز، لما ثبت أن أقل الجمع ثلاثة ...
» .
والمعنى: أن لوطا- عليه السلام- عند ما رأى تدافعهم نحو بيته لارتكاب الفاحشة التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين، قال لهم: برجاء ورفق يا قَوْمِ هؤلاء نساؤكم اللائي بمنزلة بناتي ارجعوا إليهن فاقضوا شهوتكم معهن فهن أطهر لكم نفسيا وحسيا من التلوث برجس اللواط، وأفعل التفضيل هنا وهو أَطْهَرُ ليس على بابه، بل هو للمبالغة في الطهر.
قال القرطبي: وليس ألف أطهر للتفضيل، حتى يتوهم أن في نكاح الرجال طهارة، بل هو كقولك الله أكبر- أى كبير- ...
ولم يكابر الله-تبارك وتعالى- أحد حتى يكون الله-تبارك وتعالى- أكبر منه ...
» .
ثم أضاف إلى هذا الإرشاد لهم إرشادا آخر فقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي....قال الجمل: ولفظ الضيف في الأصل مصدر، ثم أطلق على الطارق ليلا إلى المضيف، ولذا يقع على المفرد والمذكر وضديهما بلفظ واحد، وقد يثنى فيقال: ضيفان، ويجمع فيقال:«أضياف وضيوف ...
» .
وتخزون: من الخزي وهو الإهانة والمذلة.
يقال: خزي الرجل يخزى خزيا ...
إذا وقع في بلية فذل بذلك.
أى: بعد أن أرشدهم إلى نسائهم، أمرهم بتقوى الله ومراقبته، فقال لهم: فاتقوا الله.
ولا تجعلوني مخزيا مفضوحا أمام ضيوفى بسبب اعتدائكم عليهم، فإن الاعتداء على الضيف كأنه اعتداء على المضيف.
ويبدو أن لوطا- عليه السلام- قد قال هذه الجملة ليلمس بها نخوتهم إن كان قد بقي فيهم بقية من نخوة، ولكنه لما رأى إصرارهم على فجورهم وبخهم بقوله:أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يهدى إلى الرشد والفضيلة.
وينهى عن الباطل والرذيلة.
فيقف إلى جانبي، ويصرفكم عن ضيوفى؟ولكن هذا النصح الحكيم من لوط لهم لم يحرك قلوبهم الميتة الآسنة.
ولا فطرتهم الشاذة المنكوسة.
بل ردوا عليه بقولهم:قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 78 من سورة هود


وقوله : { يهرعون إليه } أي: يسرعون ويهرولون [ في مشيتهم ويجمرون ] من فرحهم بذلك [ وروي في هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة وشمر بن عطية وسفيان بن عيينة ] .
وقوله : { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } أي: لم يزل هذا من سجيتهم [ إلى وقت آخر ] حتى أخذوا وهم على ذلك الحال .
وقوله : { قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } يرشدهم إلى نسائهم ، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد [ للرجال والنساء ] ، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة ، كما قال لهم في الآية الأخرى : { أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون } [ الشعراء : 165 ، 166 ] وقوله في الآية الأخرى : { قالوا أولم ننهك عن العالمين } [ الحجر : 70 ] أي: ألم ننهك عن ضيافة الرجال { قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين . لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } [ الحجر : 71 ، 72 ] ، وقال في هذه الآية الكريمة : { هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } قال مجاهد : لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبي أبو أمته .
وكذا روي عن قتادة ، وغير واحد .
وقال ابن جريج : أمرهم أن يتزوجوا النساء ، ولم يعرض عليهم سفاحا .
وقال سعيد بن جبير : يعني نساءهم ، هن بناته ، وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
وكذا روي عن الربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
وقوله : { فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي } أي: اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم ، { أليس منكم رجل رشيد } أي: [ ليس منكم رجل ] فيه خير ، يقبل ما آمره به ، ويترك ما أنهاه عنه ؟

تفسير الطبري : معنى الآية 78 من سورة هود


القول في تأويل قوله تعالى : وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ( 78 )قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وجاء لوطًا قومه يستحثون إليه ، يُرْعَدون مع سرعة المشي ، مما بهم من طلب الفاحشة.
* * *يقال: " أهْرِعَ الرجل " ، من برد أو غضب أو حمَّى، إذا أرعد، " وهو مُهْرَع " ، إذا كان مُعْجلا حريصًا، كما قال الراجز: ( 24 )* بِمُعْجَلاتٍ نَحْوَهُ مَهَارِع * ( 25 )ومنه قول مهلهل:فجاؤوا يُهْرَعُونَ وهمْ أُسارَىتَقُودُهُمُ على رَغمِ الأُنُوفِ ( 26 )* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك :18361- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( يُهْرَعون إليه ) ، قال: يهرولون، وهو الإسراع في المشي.
18362- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
18363- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
18364- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو خالد والمحاربي، عن جويبر، عن الضحاك: ( وجاءه قومه يهرعون إليه ) ، قال: يسعون إليه.
18365- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة : قال : فأتوه يهرعون إليه، يقول: سراعًا إليه.
18366- حدثنا ابن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( يهرعون إليه ) ، قال: يسرعون إليه.
18367- حدثنا موسى قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط، عن السدي: ( وجاءه قومه يهرعون إليه ) ، يقول: يسرعون المشي إليه.
18368- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا يحيى بن زكريا، عن ابن جريج، عن مجاهد: ( وجاءه قومه يهرعون إليه ) ، قال: يهرولون في المشي ، قال سفيان: ( يهرعون إليه ) ، يسرعون إليه.
18369- حدثنا سوار بن عبد الله قال، قال سفيان بن عيينة في قوله: ( يهرعون إليه ) ، قال: كأنهم يدفعون.
18370- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب قال ، حدثنا حفص بن حميد، عن شمر بن عطية قال، أقبلوا يسرعون مشيًا بين الهرولة والجمز.
18371- حدثني علي بن داود قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي عن ابن عباس، قوله: ( وجاءه قومه يهرعون إليه ) ، يقول: مسرعين.
* * *وقوله: ( ومن قبل كانوا يعملون السيئات )، يقول: من قبل مجيئهم إلى لوط ، كانوا يأتون الرجال في أدبارهم، كما:-18372- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: ( ومن قبل كانوا يعملون السيئات ) ، قال: يأتون الرجال.
* * *وقوله: ( قال يا قوم هؤلاء بناتي )، يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه لما جاؤوه يراودونه عن ضيفه: هؤلاء يا قوم بناتي ، يعني نساء أمته ، فانكحوهن فهنّ أطهر لكم، كما:-18373- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) ، قال: أمرهم لوط بتزويج النساء وقال: ( هن أطهر لكم ).
18374- حدثنا محمد قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: وبلغني هذا أيضًا عن مجاهد.
18375- حدثنا ابن وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) ، قال: لم تكن بناته، ولكن كنَّ من أمّته، وكل نبي أبُو أمَّته.
18376- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) ، قال: أمرهم أن يتزوجوا النساء، لم يعرضْ عليهم سفاحًا.
18377- حدثني يعقوب قال ، حدثنا أبو بشر، سمعت ابن أبي نجيح يقول في قوله: ( هن أطهر لكم ) ، قال: ما عرض عليهم نكاحًا ولا سفاحًا.
( 27 )18378- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) قال: أمرهم أن يتزوجوا النساء، وأراد نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يَقي أضيافه ببناته.
18379- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال، أخبرنا أبو جعفر عن الربيع، في قوله: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم )، يعني التزويج ، حدثني أبو جعفر، عن الربيع في قوله: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) ، يعني التزويج.
( 28 )18380- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو النعمان عارم قال ، حدثنا حماد بن زيد قال ، حدثنا محمد بن شبيب الزهراني ، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قول لوط: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) ، يعني: نساءهم ، هنّ بَنَاته ، هو نبيّهم ، وقال في بعض القراءة: ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ ) [ سورة الأحزاب: 6 ] .
( 29 )18381- حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط، عن السدي: ( وجاءه قومه يهرعون إليه )، قالوا: أو لم ننهك أن تضيف العالمين؟ قال: ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم )، إن كنتم فاعلين ، أليس منكم رجل رشيد؟18382- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما جاءت الرسل لوطًا أقبل قومه إليهم حين أخبروا بهم يهرَعون إليه.
فيزعمون ، والله أعلم ، أن امرأة لوط هي التي أخبرتهم بمكانهم، وقالت: إن عند لوط لضيفانًا ما رأيت أحسنَ ولا أجمل قطُّ منهم ! وكانوا يأتون الرجالَ شهوة من دون النساء، فاحشةٌ ، لم يسبقهم بها أحد من العالمين.
فلما جاؤوه قالوا: أو لم ننهك عن العالمين؟ أي : ألم نقل لك: لا يقربنَّك أحدٌ، فإنا لن نجد عندك أحدًا إلا فعلنا به الفاحشة؟ قال : " يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم "، فأنا أفدي ضيفي منكم بهنّ، ولم يدعهم إلا إلى الحلال من النكاح.
18383- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: ( هؤلاء بناتي ، قال: النساء.
* * *واختلفت القراء في قراءة قوله: (هن أطهر لكم )
.
فقرأته عامة القراء برفع : ( أَطْهَرُ )، على أن جعلوا " هن " اسمًا، " وأطهر " خبره، كأنه قيل: بناتي أطهرُ لكم مما تريدون من الفاحشة من الرجال.
* * *وذكر عن عيسى بن عمر البصري أنه كان يقرأ ذلك: ( هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ ) ، بنصب " أطهر ".
( 30 )* * *وكان بعض نحويي البصرة يقول: هذا لا يكون، إنما ينصب خبر الفعل الذي لا يستغني عن الخبر إذا كان بين الاسم والخبر هذه الأسماء المضمرة.
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: من نصبه جعله نكرةً خارجة من المعرفة، ويكون قوله: " هن " عمادًا للفعل فلا يُعْمِله.
* * *وقال آخر منهم: مسموع من العرب: " هذا زيد إيَّاه بعينه " ، قال: فقد جعله خبرًا ل " هذا " مثل قولك: " كان عبد الله إياه بعينه ".
قال: وإنما لم يجز أن يقع الفعل ههنا ، لأن التقريب ردُّ كلام ، ( 31 ) فلم يجتمعا ، لأنه يتناقض، لأنَّ ذلك إخبار عن معهود، وهذا إخبار عن ابتداء ما هو فيه: " ها أنا ذا حاضر "، أو : " زيد هو العالم "، فتناقض أن يدخل المعهودُ على الحاضر، فلذلك لم يجُزْ.
* * *قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز خلافها في ذلك، الرفع : ( هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )، لإجماع الحجة من قراء الأمصار عليه ، مع صحته في العربية، وبعد النصب فيه من الصحة.
* * *وقوله: ( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي )، يقول: فاخشوا الله ، أيها الناس، واحذروا عقابه ، في إتيانكم الفاحشة التي تأتونها وتطلبونها ، ( ولا تخزون في ضيفي ) ، يقول: ولا تذلوني بأن تركبوا مني في ضيفي ما يكرهون أن تركبُوه منهم.
( 32 )* * *و " الضيف " ، في لفظ واحدٍ في هذا الموضع بمعنى جمع.
والعرب تسمي الواحد والجمع " ضيفًا " بلفظ واحدٍ.
كما قالوا: " رجل عَدْل، وقوم عَدْل ".
* * *وقوله: ( أليس منكم رجل رشيد )، يقول: أليس منكم رجل ذو رُشد ، ينهى من أراد ركوبَ الفاحشة من ضيفي، فيحول بينهم وبين ذلك؟ ( 33 ) كما:-18384- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ) ، أي رجل يعرف الحقَّ وينهى عن المنكر؟
الهوامش :( 24 ) لم أعرف قائله .
( 25 ) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 294 .
( 26 ) اللسان ( هرع ) ، ولم أعرف سائر الشعر .
( 27 ) لا يظهر لهذه العبارة معنى ، وأخشى أن يكون سقط من الكلام شيء ويكون : " ما عرض عليهم بناته نكاحا ولا سفاحا " ، ويكون ابن أبي نجيح أراد أنه أمرهم بأن يتزوجوا النساء من قومهم .
( 28 ) هكذا جاء التكرار في المخطوطة والمطبوعة ، وأخشى أن يكون سقط من الإسناد شيء .
( 29 ) الأثر : 18380 - " محمد بن شبيب الزهراني " ، ثقة .
مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 114 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 285 .
( 30 ) انظر قراءة عيسى بن عمر ، وما قاله له أبو عمرو بن العلاء ، في طبقات فحول الشعراء ص : 18 .
( 31 ) انظر تفسير " التقريب " فيما سلف 7 : 149 ، تعليق : 4 ، وص : 150 ، تعليق : 3 ، وهو من اصطلاح الكوفيين .
وهو أن تكون " هذا " و " هذه " ، من أخوات " كان " في احتياجهما إلى اسم مرفوع ، وخبر منصوب .
( 32 ) انظر تفسير " الخزي " فيما سلف من فهارس اللغة ( خزي ) .
( 33 ) انظر تفسير " الرشد " فيما سلف 13 : 114 ، تعليق : 5 ، والمراجع هناك .

وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد

سورة : هود - الأية : ( 78 )  - الجزء : ( 12 )  -  الصفحة: ( 230 ) - عدد الأيات : ( 123 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ذلك بأنهم كرهوا ما أنـزل الله فأحبط أعمالهم
  2. تفسير: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم
  3. تفسير: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما
  4. تفسير: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون
  5. تفسير: أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون
  6. تفسير: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا
  7. تفسير: فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين
  8. تفسير: قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة
  9. تفسير: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها
  10. تفسير: ما سلككم في سقر

تحميل سورة هود mp3 :

سورة هود mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة هود

سورة هود بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة هود بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة هود بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة هود بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة هود بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة هود بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة هود بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة هود بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة هود بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة هود بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب