1. التفسير الميسر
  2. تفسير الجلالين
  3. تفسير السعدي
  4. تفسير البغوي
  5. التفسير الوسيط
تفسير القرآن | باقة من أهم تفاسير القرآن الكريم المختصرة و الموجزة التي تعطي الوصف الشامل لمعنى الآيات الكريمات : سبعة تفاسير معتبرة لكل آية من كتاب الله تعالى , [ هود: 78] .

  
   

﴿ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾
[ سورة هود: 78]

القول في تفسير قوله تعالى : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء ..


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

التفسير الميسر : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون


وجاء قومُ لوط يسرعون المشي إليه لطلب الفاحشة، وكانوا مِن قبل مجيئهم يأتون الرجال شهوة دون النساء، فقال لوط لقومه: هؤلاء بناتي تَزَوَّجوهن فهنَّ أطهر لكم مما تريدون، وسماهن بناته؛ لأن نبي الأمة بمنزلة الأب لهم، فاخشوا الله واحذروا عقابه، ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي، أليس منكم رجل ذو رشد، ينهى من أراد ركوب الفاحشة، فيحول بينهم وبين ذلك؟

المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار


وجاء قوم لوط لوطًا مسرعين قاصدين فعل الفاحشة بضيوفه، ومن قبل ذلك كان عادتهم إتيان الرجال شهوة من دون النساء، قال لوط مدافعًا قومه ومعذرًا لنفسه أمام ضيوفه: هؤلاء بناتي من جملة نسائكم فتزوجوهن؛ فهن أطهر لكم من فعل الفاحشة، فخافوا من الله، ولا تجلبوا لي العار في ضيوفي، أليس منكم - يا قوم - رجل ذو عقل سديد ينهاكم عن هذا الفعل القبيح؟!

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 78


«وجاءه قومه» لما علموا بهم «يُهرعون» يسرعون «إليه ومن قبل» قبل مجيئهم «كانوا يعملون السيئات» وهي إتيان الرجال في الأدبار «قال» لوط «يا قوم هؤلاء بناتي» فتزوجوهن «هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون» تفضحون «في ضيفي» أضيافي «أليس منكم رجل رشيد» يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

تفسير السعدي : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون


فـ { وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ }- أي: يسرعون ويبادرون، يريدون أضيافه بالفاحشة، التي كانوا يعملونها، ولهذا قال: { ومن قبل كانوا يعملون السيئات }- أي: الفاحشة التي ما سبقهم عليها أحد من العالمين.{ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } من أضيافي، [ وهذا كما عرض لسليمان صلى الله عليه وسلم، على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه, لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن، ولا حق لهم فيهن.
والمقصود الأعظم، دفع هذه الفاحشة الكبرى
]{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي }- أي: إما أن تراعوا تقوى الله, وإما أن تراعوني في ضيفي، ولا تخزون عندهم.{ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ } فينهاكم، ويزجركم، وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم، من الخير والمروءة.

تفسير البغوي : مضمون الآية 78 من سورة هود


( وجاءه قومه يهرعون إليه ) قال ابن عباس وقتادة : يسرعون إليه .
وقال مجاهد : يهرولون ، وقال الحسن : مشي بين مشيتين .
قال شمر بن عطية : بين الهرولة والجمز .
( ومن قبل ) أي : من قبل مجيئهم إلى لوط ، ( كانوا يعملون السيئات ) كانوا يأتون الرجال في أدبارهم .
( قال ) لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان ، ( يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) يعني : بالتزويج ، وفي أضيافه ببناته ، وكان في ذلك الوقت ، تزويج المسلمة من الكافر جائزا كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب ، وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي ، وكانا كافرين .
وقال الحسين بن الفضل : عرض بناته عليهم بشرط الإسلام .
وقال مجاهد وسعيد بن جبير : قوله : ( هؤلاء بناتي ) أراد : نساءهم ، وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته .
وفي قراءة أبي بن كعب : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " .
وقيل: ذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق ، ولم يرضوا هذا .
( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) أي : خافوا الله ولا تخزون في ضيفي ، أي : لا تسوءوني ولا تفضحوني في أضيافي .
( أليس منكم رجل رشيد ) صالح سديد .
قال عكرمة : رجل يقول لا إله إلا الله .
وقال ابن إسحاق : رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية


- ثم بين- سبحانه - ما كان من قوم لوط- عليه السلام- عند ما علموا بوجود هؤلاء الضيوف عنده فقال: وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ.
وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ....- ويهرعون- بضم الياء وفتح الراء على صيغة المبنى للمفعول- أى: يدفع بعضهم بعضا بشدة، كأن سائقا يسوقهم إلى المكان الذي فيه لوط وضيوفه.
يقال: هرع الرجل وأهرع- بالبناء للمفعول فيهما- إذا أعجل وأسرع لدافع يدفعه إلى ذلك.
قال الآلوسى: والعامة على قراءته مبنيا للمفعول، وقرأ جماعة يهرعون- بفتح الياء مع البناء للفاعل- من هرع- بفتح الهاء والراء- وأصله من الهرع وهو الدم الشديد السيلان، كأن بعضه يدفع بعضا .
أى: وبعد أن علم قوم لوط بوجود هؤلاء الضيوف عند نبيهم، جاءوا إليه مسرعين يسوق بعضهم بعضا إلى بيته من شدة الفرح، ومن قبل هذا المجيء، كان هؤلاء القوم الفجرة، يرتكبون السيئات الكثيرة، التي من أقبحها إتيانهم الرجال شهوة من دون النساء.
وقد طوى القرآن الكريم ذكر الغرض الذي جاءوا من أجله، وأشار إليه بقوله:وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ للإشعار بأن تلك الفاحشة صارت عادة من العادات المتأصلة في نفوسهم الشاذة، فلا يسعون إلا من أجل قضائها.
ثم حكى القرآن بعد ذلك ما بادرهم به نبيهم بعد أن رأى هياجهم وتدافعهم نحو داره فقال: قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ...
والمراد ببناته هنا: زوجاتهم ونساؤهم اللائي يصلحن للزواج، وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أب لأمته من حيث الشفقة وحسن التربية والتوجيه.
قال ابن كثير: قوله-تبارك وتعالى- قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ...
يرشدهم إلى نسائهم، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم، كما قال لهم في آية أخرى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ.
وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ...
قال مجاهد: لم يكن بناته، ولكن كن من أمته، وكل نبي أبو أمته ...
وقال سعيد بن جبير: يعنى نساؤهم، هن بناته وهو أب لهم ....ومنهم من يرى أن المراد ببناته هنا: بناته من صلبه، وأنه عرض عليهم الزواج بهن ...
ويضعف هذا الرأى أن لوطا- عليه السلام- كان له بنتان أو ثلاثة- كما جاء في بعض الروايات- وعدد المتدافعين من قومه إلى بيته كان كثيرا، فكيف تكفيهم بنتان أو ثلاثة للزواج ...
؟ويبدو لنا أن الرأى الأول أقرب إلى الصواب، وقد رجحه الإمام الرازي بأن قال ما ملخصه: «وهذا القول عندي هو المختار، ويدل عليه وجوه.
منها: أنه قال هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وبناته اللاتي من صلبه لا تكفى للجمع العظيم، أما نساء أمته ففيهن كفاية للكل..ومنها: أنه صحت الرواية أنه كان له بنتان وهما: زنتا وزعورا، وإطلاق لفظ البنات على البنتين لا يجوز، لما ثبت أن أقل الجمع ثلاثة ...
» .
والمعنى: أن لوطا- عليه السلام- عند ما رأى تدافعهم نحو بيته لارتكاب الفاحشة التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين، قال لهم: برجاء ورفق يا قَوْمِ هؤلاء نساؤكم اللائي بمنزلة بناتي ارجعوا إليهن فاقضوا شهوتكم معهن فهن أطهر لكم نفسيا وحسيا من التلوث برجس اللواط، وأفعل التفضيل هنا وهو أَطْهَرُ ليس على بابه، بل هو للمبالغة في الطهر.
قال القرطبي: وليس ألف أطهر للتفضيل، حتى يتوهم أن في نكاح الرجال طهارة، بل هو كقولك الله أكبر- أى كبير- ...
ولم يكابر الله-تبارك وتعالى- أحد حتى يكون الله-تبارك وتعالى- أكبر منه ...
» .
ثم أضاف إلى هذا الإرشاد لهم إرشادا آخر فقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي....قال الجمل: ولفظ الضيف في الأصل مصدر، ثم أطلق على الطارق ليلا إلى المضيف، ولذا يقع على المفرد والمذكر وضديهما بلفظ واحد، وقد يثنى فيقال: ضيفان، ويجمع فيقال:«أضياف وضيوف ...
» .
وتخزون: من الخزي وهو الإهانة والمذلة.
يقال: خزي الرجل يخزى خزيا ...
إذا وقع في بلية فذل بذلك.
أى: بعد أن أرشدهم إلى نسائهم، أمرهم بتقوى الله ومراقبته، فقال لهم: فاتقوا الله.
ولا تجعلوني مخزيا مفضوحا أمام ضيوفى بسبب اعتدائكم عليهم، فإن الاعتداء على الضيف كأنه اعتداء على المضيف.
ويبدو أن لوطا- عليه السلام- قد قال هذه الجملة ليلمس بها نخوتهم إن كان قد بقي فيهم بقية من نخوة، ولكنه لما رأى إصرارهم على فجورهم وبخهم بقوله:أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يهدى إلى الرشد والفضيلة.
وينهى عن الباطل والرذيلة.
فيقف إلى جانبي، ويصرفكم عن ضيوفى؟ولكن هذا النصح الحكيم من لوط لهم لم يحرك قلوبهم الميتة الآسنة.
ولا فطرتهم الشاذة المنكوسة.
بل ردوا عليه بقولهم:قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ.

وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون: تفسير ابن كثير


وقوله : { يهرعون إليه } أي: يسرعون ويهرولون [ في مشيتهم ويجمرون ] من فرحهم بذلك [ وروي في هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة وشمر بن عطية وسفيان بن عيينة ] .
وقوله : { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } أي: لم يزل هذا من سجيتهم [ إلى وقت آخر ] حتى أخذوا وهم على ذلك الحال .
وقوله : { قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } يرشدهم إلى نسائهم ، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد [ للرجال والنساء ] ، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة ، كما قال لهم في الآية الأخرى : { أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون } [ الشعراء : 165 ، 166 ] وقوله في الآية الأخرى : { قالوا أولم ننهك عن العالمين } [ الحجر : 70 ] أي: ألم ننهك عن ضيافة الرجال { قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين . لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } [ الحجر : 71 ، 72 ] ، وقال في هذه الآية الكريمة : { هؤلاء بناتي هن أطهر لكم } قال مجاهد : لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبي أبو أمته .
وكذا روي عن قتادة ، وغير واحد .
وقال ابن جريج : أمرهم أن يتزوجوا النساء ، ولم يعرض عليهم سفاحا .
وقال سعيد بن جبير : يعني نساءهم ، هن بناته ، وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
وكذا روي عن الربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
وقوله : { فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي } أي: اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم ، { أليس منكم رجل رشيد } أي: [ ليس منكم رجل ] فيه خير ، يقبل ما آمره به ، ويترك ما أنهاه عنه ؟

تفسير القرطبي : معنى الآية 78 من سورة هود


قوله تعالى : وجاءه قومه يهرعون إليه في موضع الحال .
يهرعون أي يسرعون .
قال الكسائي والفراء وغيرهما من أهل اللغة : لا يكون الإهراع إلا إسراعا مع رعدة ; يقال : أهرع الرجل إهراعا أي أسرع في رعدة من برد أو غضب أو حمى ، وهو مهرع ; قال مهلهل :فجاءوا يهرعون وهم أسارى نقودهم على رغم الأنوفوقال آخر :بمعجلات نحوه مهارعوهذا مثل : أولع فلان بالأمر ، وأرعد زيد .
وزهي فلان .
وتجيء ولا تستعمل إلا على هذا الوجه .
وقيل : أهرع أي أهرعه حرصه ; وعلى هذا يهرعون أي يستحثون عليه .
ومن قال بالأول قال : لم يسمع إلا أهرع الرجل أي أسرع ; على لفظ ما لم يسم فاعله .
قال ابن القوطية : هرع الإنسان هرعا ، وأهرع : سيق واستعجل .
وقال الهروي يقال : هرع الرجل وأهرع أي استحث .
قال ابن عباس وقتادة والسدي : ( يهرعون يهرولون ) .
الضحاك : يسعون .
ابن عيينة : كأنهم يدفعون .
وقال شمر بن عطية : هو مشي بين الهرولة والجمزى .
وقال الحسن : مشي بين مشيين ; والمعنى متقارب .
وكان سبب إسراعهم ما روي أن امرأة لوط الكافرة ، لما رأت الأضياف وجمالهم وهيئتهم ، خرجت حتى أتت مجالس قومها ، فقالت لهم : إن لوطا قد أضاف الليلة فتية ما رئي مثلهم جمالا ; وكذا وكذا ; فحينئذ جاءوا يهرعون إليه .
ويذكر أن الرسل لما وصلوا إلى بلد لوط وجدوا لوطا في حرث له .
وقيل : وجدوا ابنته تستقي ماء من نهر سدوم ; فسألوها الدلالة على من يضيفهم ، ورأت هيئتهم فخافت عليهم من قوم لوط ، وقالت لهم : مكانكم ! وذهبت إلى أبيها فأخبرته ; فخرج إليهم ; فقالوا : نريد أن تضيفنا الليلة ; فقال لهم : أو ما سمعتم بعمل هؤلاء القوم ؟ فقالوا : وما عملهم ؟ فقال أشهد بالله إنهم لشر قوم في الأرض - وقد كان الله - عز وجل - قال لملائكته لا تعذبوهم حتى يشهد لوط عليهم أربع شهادات - فلما قال لوط هذه المقالة ، قال جبريل لأصحابه : هذه واحدة ، وتردد القول بينهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات ، ثم دخل بهم المدينة .
قوله تعالى : " ومن قبل " أي ومن قبل مجيء الرسل .
وقيل : من قبل لوط .
كانوا يعملون السيئات أي كانت عادتهم إتيان الرجال .
فلما جاءوا إلى لوط وقصدوا أضيافه قام إليهم لوط مدافعا " هؤلاء بناتي " ابتداء وخبر .
وقد اختلف في قوله : " هؤلاء بناتي " فقيل : كان له ثلاث بنات من صلبه .
وقيل : بنتان ; زيتا وزعوراء ; فقيل : كان لهم سيدان مطاعان فأراد أن يزوجهما ابنتيه .
وقيل : ندبهم في هذه الحالة إلى النكاح ، وكانت سنتهم جواز نكاح الكافر المؤمنة ; وقد كان هذا في أول الإسلام جائزا ثم نسخ ; فزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنتا له من عتبة بن أبي لهب ، والأخرى من أبي العاص بن الربيع قبل الوحي ، وكانا كافرين .
وقالت فرقة - منهم مجاهد وسعيد بن جبير - أشار بقوله : بناتي إلى النساء جملة ; إذ نبي القوم أب لهم ; ويقوي هذا أن في قراءة ابن مسعود .
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم .
وقالت طائفة : إنما كان الكلام مدافعة ولم يرد إمضاءه ; روي هذا القول عن أبي عبيدة ; كما يقال لمن ينهى عن أكل مال الغير : الخنزير أحل لك من هذا .
وقال عكرمة : لم يعرض عليهم بناته ولا بنات أمته ، وإنما قال لهم هذا لينصرفوا .
قوله تعالى : " هن أطهر لكم " ابتداء وخبر ; أي أزوجكموهن ; فهو أطهر لكم مما تريدون ، أي أحل .
والتطهر التنزه عما لا يحل .
وقال ابن عباس : ( كان رؤساؤهم خطبوا بناته فلم يجبهم ، وأراد ذلك اليوم أن يفدي أضيافه ببناته ) .
وليس ألف " أطهر " للتفضيل حتى يتوهم أن في نكاح الرجال طهارة ، بل هو كقولك : الله أكبر وأعلى وأجل ، وإن لم يكن تفضيلا ; وهذا جائز شائع في كلام العرب ، ولم يكابر الله تعالى أحد حتى يكون الله تعالى أكبر منه .
وقد قال أبو سفيان بن حرب يوم أحد : اعل هبل اعل هبل ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر : قل الله أعلى وأجل .
وهبل لم يكن قط عاليا ولا جليلا .
وقرأ العامة برفع الراء .
وقرأ الحسن وعيسى بن عمرو " هن أطهر " بالنصب على الحال .
و " هن " عماد .
ولا يجيز الخليل وسيبويه والأخفش أن يكون " هن " هاهنا عمادا ، وإنما يكون عمادا فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها ، نحو كان زيد هو أخاك ، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت .
قال الزجاج : ويدل بها على أن كان تحتاج إلى خبر .
وقال غيره : يدل بها على أن الخبر معرفة أو ما قارنها .
قوله تعالى : فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أي لا تهينوني ولا تذلوني .
ومنه قول حسان :فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ولقاك قبل الموت إحدى الصواعقمددت يمينا للنبي تعمدا ودميت فاه قطعت بالبوارقويجوز أن يكون من الخزاية ، وهو الحياء ، والخجل ; قال ذو الرمة :خزاية أدركته بعد جولته من جانب الحبل مخلوطا بها الغضبوقال آخر :من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت بها مرطها أو زايل الحلي جيدهاوضيف يقع للاثنين والجميع على لفظ الواحد ; لأنه في الأصل مصدر ; قال الشاعر :لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائرويجوز فيه التثنية والجمع ; والأول أكثر كقولك : رجال صوم وفطر وزور .
وخزي الرجل خزاية ; أي استحيا مثل ذل وهان .
وخزي خزيا إذا افتضح ; يخزى فيهما جميعا .
ثم وبخهم بقوله : أليس منكم رجل رشيد أي شديد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
وقيل : رشيد أي ذو رشد .
أو بمعنى راشد أو مرشد ، أي صالح أو مصلح .
ابن عباس : ( مؤمن ) .
أبو مالك : ناه عن المنكر .
وقيل : الرشيد بمعنى الرشد ; والرشد والرشاد الهدى والاستقامة .
ويجوز أن يكون بمعنى المرشد ; كالحكيم بمعنى المحكم .

﴿ وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ﴾ [ هود: 78]

سورة : هود - الأية : ( 78 )  - الجزء : ( 12 )  -  الصفحة: ( 230 )

English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد
  2. تفسير: وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين
  3. تفسير: ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى
  4. تفسير: فحشر فنادى
  5. تفسير: ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون
  6. تفسير: وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم
  7. تفسير: قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري
  8. تفسير: قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون
  9. تفسير: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
  10. تفسير: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

تحميل سورة هود mp3 :

سورة هود mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة هود

سورة هود بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة هود بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة هود بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة هود بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة هود بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة هود بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة هود بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة هود بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة هود بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة هود بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب