﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
[ الحج: 11]
سورة : الحج - Al-Hajj
- الجزء : ( 17 )
-
الصفحة: ( 333 )
And among mankind is he who worships Allah as it were, upon the very edge (i.e. in doubt); if good befalls him, he is content therewith; but if a trial befalls him, he turns back on his face (i.e. reverts back to disbelief after embracing Islam). He loses both this world and the Hereafter. That is the evident loss.
على حرْف : شكّ وقلق و تزلزل في الدين
ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشكٍّ، فيعبد الله على تردده، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه، فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته، وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه، فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغيِّر كفرُه ما قُدِّر له في دنياه، وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بيِّن واضح. يعبد ذلك الخاسر من دون الله ما لا يضره إن تركه، ولا ينفعه إذا عبده، ذلك هو الضلال البعيد عن الحق. يدعو مَن ضررُه المحقق أقرب من نفعه، قبح ذلك المعبود نصيرًا، وقبح عشيرًا.
ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به - تفسير السعدي
أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ }- أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه.
فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ }- أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }- أي: الواضح البين.
تفسير الآية 11 - سورة الحج
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ومن الناس من يعبد الله على حرف : الآية رقم 11 من سورة الحج

ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به - مكتوبة
الآية 11 من سورة الحج بالرسم العثماني
﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [ الحج: 11]
﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ﴾ [ الحج: 11]
تحميل الآية 11 من الحج صوت mp3
تدبر الآية: ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به
لقد خاب مَن يعبد اللهَ تعالى طامعًا في الكرامات، ومحامد العباد والأَعْطيات، فمتى وجد ذلك سكنَ إلى العبادة وإلا تركها أو تهاون فيها.
المؤمن لا يجرِّب إلهه؛ إذ ليس الأمرُ صفقةً في السوق بين بائع ومشترٍ، وإنما هو إسلام المخلوق لخالقه، ومدبِّر أمره ورازقه.
المتخلِّي عن دينه بسبب فواتِ مصلحته أو نزولِ مصيبةٍ عليه غيرُ مستفيدٍ من ارتداده، بل هو خاسر الدنيا بما يقاسيه من شقائها من غير أجر، وخاسر الآخرة بدخوله النار.
إلى الله تعالى وحده توجَّه في عباداتك وتضرعاتك، وخضوعك وطلبِ حاجاتك؛ فإنه لا ينفعك ولا يبعد الضُّرَّ عنك سوى ربك تعالى.
أعظمُ الضلال أن يتعلق العبدُ رغبًا ورهبًا بما لا يملك له نفعًا ولا ضَرًّا، بل لا يجلب له ذلك التعلق به إلا وصولًا إلى الضرَر، وبعدًا عن النفع.
شرح المفردات و معاني الكلمات : الناس , يعبد , الله , حرف , أصابه , خير , اطمأن , أصابته , فتنة , انقلب , وجهه , خسر , الدنيا , الآخرة , الخسران , المبين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- هذا ما توعدون ليوم الحساب
- فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا
- ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين
- فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا
- له ما في السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد
- قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين
- فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا
- إن ربك لبالمرصاد
- لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر
- يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين
تحميل سورة الحج mp3 :
سورة الحج mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الحج
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, May 25, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب