﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
[ التغابن: 11]
سورة : التغابن - At-Taghabun
- الجزء : ( 28 )
-
الصفحة: ( 557 )
No calamity befalls, but with the Leave [i.e. decision and Qadar (Divine Preordainments)] of Allah, and whosoever believes in Allah, He guides his heart [to the true Faith with certainty, i.e. what has befallen him was already written for him by Allah from the Qadar (Divine Preordainments)], and Allah is the All-Knower of everything.
بإذن الله : بإرادته و قضائه و قـَـدَره تعالى
يَهْدِ قـَـلبَه : يوفّـقه لليَقين و الصّـبر و التـّـسليمما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال؛ لأن أصل الهداية للقلب، والجوارح تبع. والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه - تفسير السعدي
يقول تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله [تعالى]، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته، والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟ فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة، فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وعلم من هذا أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل، ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه، فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد، قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر.
هذا ما يتعلق بقوله: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } في مقام المصائب الخاص، وأما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي، فإن الله أخبر أن كل من آمن- أي: الإيمان المأمور به، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته، أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله، وأفعاله وفي علمه وعمله.وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان، كما قال تعالى في الأخبار: أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة.وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة، فقال: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات، وذلك لما معهم من الإيمان.
تفسير الآية 11 - سورة التغابن
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله : الآية رقم 11 من سورة التغابن
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه - مكتوبة
الآية 11 من سورة التغابن بالرسم العثماني
﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [ التغابن: 11]
﴿ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ﴾ [ التغابن: 11]
تحميل الآية 11 من التغابن صوت mp3
تدبر الآية: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه
قال عَلقَمة: ( هو الرجُل تصيبه المصيبةُ فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم ).
إن الله يعلم ما يُصيب عبدَه المؤمنَ من بلاء فيصبِّره ويثبِّت جَنانه، ويجازيه عن ذلك بما أعدَّه من كرامة للصَّابرين.
لا يبلغ العبدُ اليقينَ حتى يعلمَ علمًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليُخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبَه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما وقعَ عليك فلن تدفعَه، وما ليس بواقع عليك فلن تجلبَه.
إن رُمتَ راحةَ البال وطُمَأنينةَ الفؤاد فلتوطِّن نفسَك على الرِّضا بقضاء الله والتسليم لقدَره، مع الصَّبر والثبات.
قال إبراهيمُ الحَربيُّ تلميذ الإمام أحمد: ( أجمع عقلاءُ كلِّ ملَّة أنه مَن لم يجرِ مع القدَر لم يهنأ بعَيشه ).
ليس كالإيمان قائدٌ يقود صاحبَه إلى المبرَّات في أحواله كلِّها؛ «color: blue">فإن أصابته سرَّاءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له».
شرح المفردات و معاني الكلمات : أصاب , مصيبة , الله , يؤمن , الله , يهد , قلبه , الله , شيء , عليم ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في
- وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
- هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو
- فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون
- ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا
- ما لكم كيف تحكمون
- وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان
- كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا
- أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على
- الذين هم في خوض يلعبون
تحميل سورة التغابن mp3 :
سورة التغابن mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التغابن
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, December 22, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب