﴿ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾
[ الأحزاب: 13]

سورة : الأحزاب - Al-Ahzab  - الجزء : ( 21 )  -  الصفحة: ( 419 )

And when a party of them said: "O people of Yathrib (AlMadinah)! There is no stand (possible) for you (against the enemy attack!) Therefore go back!" And a band of them ask for permission of the Prophet (SAW) saying: "Truly, our homes lie open (to the enemy)." And they lay not open. They but wished to flee.


يثرب : اسم المدينة المنوّرة قديما
لا مُقام لكم : لا إقامة لكم هـهنا
إن بيوتنا عورة : قاصية يخشى عليها العدوّ
فِرارًا : هرَبا من القتال مع المؤمنين

واذكر -أيها النبي- قول طائفة من المنافقين منادين المؤمنين من أهل "المدينة": يا أهل "يثرب"(وهو الاسم القديم "للمدينة") لا إقامة لكم في معركة خاسرة، فارجعوا إلى منازلكم داخل "المدينة"، ويستأذن فريق آخر من المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غير محصنة، فيخشون عليها، والحق أنها ليست كذلك، وما قصدوا بذلك إلا الفرار من القتال.

وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق - تفسير السعدي

{ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ } من المنافقين، بعد ما جزعوا وقلَّ صبرهم، وصاروا أيضًا من المخذولين، فلا صبروا بأنفسهم، ولا تركوا الناس من شرهم، فقالت هذه الطائفة: { يَا أَهْلَ يَثْرِبَ } يريدون { يا أهل المدينة } فنادوهم باسم الوطن المنبئ [عن التسمية] فيه إشارة إلى أن الدين والأخوة الإيمانية، ليس له في قلوبهم قدر، وأن الذي حملهم على ذلك، مجرد الخور الطبيعي.{ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ }- أي: في موضعكم الذي خرجتم إليه خارج المدينة، وكانوا عسكروا دون الخندق، وخارج المدينة، { فَارْجِعُوا } إلى المدينة، فهذه الطائفة تخذل عن الجهاد، وتبين أنهم لا قوة لهم بقتال عدوهم، ويأمرونهم بترك القتال، فهذه الطائفة، شر الطوائف وأضرها، وطائفة أخرى دونهم، أصابهم الجبن والجزع، وأحبوا أن ينخزلوا عن الصفوف، فجعلوا يعتذرون بالأعذار الباطلة، وهم الذين قال اللّه فيهم: { وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ }- أي: عليها الخطر، ونخاف عليها أن يهجم عليها الأعداء، ونحن غُيَّبٌ عنها، فَأْذَنْ لنا نرجع إليها، فنحرسها، وهم كذبة في ذلك.{ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ }- أي: ما قصدهم { إِلَّا فِرَارًا } ولكن جعلوا هذا الكلام، وسيلة وعذرًا.
[لهم] فهؤلاء قل إيمانهم، وليس له ثبوت عند اشتداد المحن.

تفسير الآية 13 - سورة الأحزاب

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا : الآية رقم 13 من سورة الأحزاب

 سورة الأحزاب الآية رقم 13

وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق - مكتوبة

الآية 13 من سورة الأحزاب بالرسم العثماني


﴿ وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا  ﴾ [ الأحزاب: 13]


﴿ وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ﴾ [ الأحزاب: 13]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأحزاب Al-Ahzab الآية رقم 13 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 13 من الأحزاب صوت mp3


تدبر الآية: وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق

لمَّا عدل المنافقون عن الإسلام ظهر ذلك في فلتات ألسنتهم التي عدلت عن الاسم الحسن ( المدينة ) الذي سمَّاها به رسولُ الله ﷺ وارتضاه، إلى الاسم الذي كانت تُدعى به في الجاهليَّة ( يثرب ).
التلاعب بالألفاظ، وتحريف المصطلحات من شأن أهل النفاق، فإنه لا يسمِّي الهربَ من المعارك والفرارَ من الزحف رجوعًا إلا مَن يريد تزيينَ الباطل للناس والترويجَ له.
المنافقون أصنافٌ في الصدِّ عن الحق، فمنهم المشكك بوعد الله، ومنهم الغاشُّ لعباده بسوء نصيحته، ومنهم المتنصِّل من مشاركة المؤمنين في مواقف الصدق، باختلاق الأعذار الواهية.
كم حرَص المنافقون على ألا يُذموا بفِرارهم، فتذرعوا لهروبهم بما استطاعوا من الأعذار؛ حتى يُخفوا حقيقة ما يُبطنون، فجاء ذمهم في كتاب يتلى إلى يوم القيامة!

أى: واذكروا- كذلك- أيها المؤمنون- وقت أن قالت لكم طائفة من هؤلاء المنافقين:يا أَهْلَ يَثْرِبَ أى: يا أهل المدينة، لا مقام لكم في هذا المكان الذي تقيمون فيه بجوار الخندق لحماية بيوتكم ومدينتكم، فارجعوا إلى مساكنكم، واستسلموا لأعدائكم.
قال الشوكانى: وذلك أن المسلمين خرجوا في غزوة الخندق، فجعلوا ظهورهم إلى جبل سلع، وجعلوا وجوههم إلى العدو، وجعلوا الخندق بينهم وبين القوم.
فقال هؤلاء المنافقون:ليس ها هنا موضع إقامة وأمروا الناس بالرجوع إلى منازلهم بالمدينة .
ثم بين- سبحانه - أن هؤلاء المنافقين لم يكتفوا بهذا القول الذميم، بل كانوا يهربون من الوقوف إلى جانب المؤمنين، فقال-تبارك وتعالى-: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ، يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً.
أى: أنهم كانوا يحرضون غيرهم على ترك مكانه في الجهاد، ولا يكتفون بذلك، بل كان كل فريق منهم يذهب إلى النبي- صلى الله عليهم- فيستأذنه في الرجوع إلى بيوتهم، قائلين له: يا رسول الله: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ أى: خالية ممن يحرسها.
يقال: دار ذات عورة إذا سهل دخولها لقلة حصانتها.
وهنا يكشف القرآن عن حقيقتهم ويكذبهم في دعواهم فيقول وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ أى:والحال أن بيوتهم ليست كما يزعمون، وإنما الحق أنهم يريدون الفرار من ميدان القتال، لضعف إيمانهم، وجبن نفوسهم.
روى أن بنى حارثة بعثوا أحدهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليقول له: إن بيوتنا عورة، وليست دار من دور الأنصار مثل دورنا، ليس بيننا وبين غطفان أحد يردهم عنا، فأذن لنا كي نرجع إلى دورنا، فمنع ذرارينا ونساءنا.
فأذن لهم صلّى الله عليه وسلم.
فبلغ سعد بن معاذ ذلك فقال: يا رسول الله، لا تأذن لهم، إنا والله ما أصابنا وإياهم شدة إلا فعلوا ذلك.. فردهم.
قوله تعالى : وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا .
قوله تعالى : وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا الطائفة تقع على الواحد فما فوقه .
وعني به هنا أوس بن قيظي والد عرابة بن أوس ; الذي يقول فيه الشماخ :إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمينو ( يثرب ) هي المدينة ; وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة وطابة .
وقال أبو عبيدة : يثرب اسم أرض ، والمدينة ناحية منها .
السهيلي : وسميت يثرب لأن الذي نزلها من العماليق اسمه يثرب بن عميل بن مهلائيل بن عوض بن عملاق بن لاوق بن إرم .
وفي بعض هذه الأسماء اختلاف .
وبنو عميل هم الذين سكنوا الجحفة فأجحفت بهم السيول فيها .
وبها سميت الجحفة .
" لا مقام لكم " بفتح الميم قراءة العامة .
وقرأ حفص والسلمي والجحدري وأبو حيوة : بضم الميم ; يكون مصدرا من أقام يقيم ; أي لا إقامة ، أو موضعا يقيمون فيه .
ومن فتح فهو اسم مكان ; أي لا موضع لكم تقيمون فيه .
( فارجعوا ) أي إلى منازلكم .
أمروهم بالهروب من عسكر النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عباس : قالت اليهود لعبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه من المنافقين : ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد أبي سفيان وأصحابه ! فارجعوا إلى المدينة فإنا مع القوم فأنتم آمنون .
قوله تعالى : ويستأذن فريق منهم النبي في الرجوع إلى منازلهم بالمدينة ، وهم بنو حارثة بن الحارث ، في قول ابن عباس .
وقال يزيد بن رومان : قال ذلك أوس بن قيظي عن ملأ من قومه .
( يقولون إن بيوتنا عورة ) أي سائبة ضائعة ليست بحصينة ، وهي مما يلي العدو .
وقيل : ممكنة للسراق لخلوها من الرجال .
يقال : دار معورة وذات عورة إذا كان يسهل دخولها .
يقال : عور المكان عورا فهو عور .
وبيوت عورة .
وأعور فهو معور .
وقيل : عورة ذات عورة .
وكل مكان ليس بممنوع ولا مستور فهو عورة ; قاله الهروي .
وقرأ ابن عباس وعكرمة ومجاهد وأبو رجاء العطاردي : ( عورة ) بكسر الواو ; يعني قصيرة الجدران فيها خلل .
تقول العرب : دار فلان عورة إذا لم تكن حصينة .
وقد أعور الفارس إذا بدا فيه خلل للضرب والطعن ; قال الشاعر :متى تلقهم لم تلق في البيت معورا ولا الضيف مفجوعا ولا الجار مرملاالجوهري : والعورة كل خلل يتخوف منه في ثغر أو حرب .
النحاس : يقال أعور المكان إذا تبينت فيه عورة ، وأعور الفارس إذا تبين فيه موضع الخلل .
المهدوي : ومن كسر الواو في عورة فهو شاذ ; ومثله قولهم : رجل عور ; أي لا شيء له ، وكان القياس أن يعل فيقال : عار ; كيوم راح ، ورجل مال ; أصلهما روح ومول .
ثم قال تعالى عورة وما هي بعورة تكذيبا لهم وردا عليهم فيما ذكروه .
إن يريدون إلا فرارا أي ما يريدون إلا الهرب .
قيل : من القتل .
وقيل : من الدين .
وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في قبيلتين من الأنصار : بني حارثة وبني سلمة ; وهموا أن يتركوا مراكزهم يوم الخندق ، وفيهم أنزل الله تعالى : إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا الآية .
فلما نزلت هذه الآية قالوا : والله ما ساءنا ما كنا هممنا به ; إذ الله ولينا .
وقال السدي : الذي استأذنه منهم رجلان من الأنصار من بني حارثة أحدهما - أبو عرابة بن أوس ، والآخر أوس بن قيظي .
قال الضحاك : ورجع ثمانون رجلا بغير إذنه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : قالت , طائفة , أهل , يثرب , مقام , فارجعوا , يستأذن , فريق , النبي , يقولون , بيوتنا , عورة , بعورة , يريدون , فرارا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين
  2. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في
  3. إلى ربك يومئذ المساق
  4. وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم
  5. وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا
  6. لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون
  7. وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون
  8. وقالوا ياأيها الذي نـزل عليه الذكر إنك لمجنون
  9. فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى
  10. إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

تحميل سورة الأحزاب mp3 :

سورة الأحزاب mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأحزاب

سورة الأحزاب بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأحزاب بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأحزاب بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأحزاب بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأحزاب بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأحزاب بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأحزاب بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأحزاب بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأحزاب بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأحزاب بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب