﴿ ۞ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
[ آل عمران: 153]

سورة : آل عمران - Āl-‘Imrān  - الجزء : ( 4 )  -  الصفحة: ( 69 )

(And remember) when you ran away (dreadfully) without even casting a side glance at anyone, and the Messenger (Muhammad SAW) was in your rear calling you back. There did Allah give you one distress after another by way of requital to teach you not to grieve for that which had escaped you, nor for that which had befallen you. And Allah is Well-Aware of all that you do.


تُصعِدون : تذهبون في الوادي هربا
لا تلوون : لا تُعرّجون
فأثابكم : فجازاكم الله بما عصيتم
غمّا بغم : حزنا متّصلا بحزن

اذكروا -يا أصحاب محمد- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين من أعدائكم، ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في الميدان يناديكم من خلفكم قائلا إليَّ عبادَ الله، وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون، فكان جزاؤكم أن أنزل الله بكم ألمًا وضيقًا وغمًّا؛ لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من نصر وغنيمة، ولا ما حلَّ بكم من خوف وهزيمة. والله خبير بجميع أعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء.

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما - تفسير السعدي

يذكرهم تعالى حالهم في وقت انهزامهم عن القتال، ويعاتبهم على ذلك، فقال: { إذ تصعدون }- أي: تجدون في الهرب { ولا تلوون على أحد }- أي: لا يلوي أحد منكم على أحد، ولا ينظر إليه، بل ليس لكم هم إلا الفرار والنجاء عن القتال.
والحال أنه ليس عليكم خطر كبير، إذ لستم آخر الناس مما يلي الأعداء، ويباشر الهيجاء، بل { الرسول يدعوكم في أخراكم }- أي: مما يلي القوم يقول: "إليَّ عباد الله" فلم تلتفتوا إليه، ولا عرجتم عليه، فالفرار نفسه موجب للوم، ودعوة الرسول الموجبة لتقديمه على النفس، أعظم لوما بتخلفكم عنها، { فأثابكم }- أي: جازاكم على فعلكم { غما بغم }- أي: غما يتبع غما، غم بفوات النصر وفوات الغنيمة، وغم بانهزامكم، وغم أنساكم كل غم، وهو سماعكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل.
ولكن الله -بلطفه وحسن نظره لعباده- جعل اجتماع هذه الأمور لعباده المؤمنين خيرا لهم، فقال: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من النصر والظفر، { ولا ما أصابكم } من الهزيمة والقتل والجراح، إذا تحققتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل هانت عليكم تلك المصيبات، واغتبطتم بوجوده المسلي عن كل مصيبة ومحنة، فلله ما في ضمن البلايا والمحن من الأسرار والحكم، وكل هذا صادر عن علمه وكمال خبرته بأعمالكم، وظواهركم وبواطنكم، ولهذا قال: { والله خبير بما تعملون }

تفسير الآية 153 - سورة آل عمران

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول : الآية رقم 153 من سورة آل عمران

 سورة آل عمران الآية رقم 153

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما - مكتوبة

الآية 153 من سورة آل عمران بالرسم العثماني


﴿ ۞ إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ  ﴾ [ آل عمران: 153]


﴿ إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون ﴾ [ آل عمران: 153]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة آل عمران Āl-‘Imrān الآية رقم 153 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 153 من آل عمران صوت mp3


تدبر الآية: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما

وقع الفِرار من خير جيلٍ مع أن الداعيَ رسول الله ﷺ، لكن لا يجوز أن يُقتَدى بأحدٍ في معصية، ولا التهوين منها بوقوع بعض الأفاضل فيها، فإن السيف قد ينبو، والجواد قد يكبو.
عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر فكان خيرًا له.
يقين المؤمن بأن الله تعالى خبيرٌ بعمله يدفعه إلى تحرِّي الخير والرشاد في كلِّ صغيرة وكبيرة.
من لطف الله بعباده أن يُنزلَ عليهم الأمنَ في الأزَمات، وأيُّ نعمةٍ أعظمُ في حالات الجزَع من الأمن؟ به تَسكُن الأفئدة، وتطمئنُّ القلوب، ويستقيم التفكير.
لا تطلب أمنَ نفسك في دنياك، بتضييع دينك والتفريط بأُخراك، كحال المنافقين المخذولين، فإنه لا أمنَ إلا للمؤمنين، ولا نجاةَ إلا للمتَّقين.

ثم ذكرهم- سبحانه - بعد ذلك بما كان من بعضهم بعد أن اضطربت أحوالهم وجاءهم أعداؤهم من أمامهم ومن خلفهم بسبب ترك معظم الرماة لأماكنهم، فقال-تبارك وتعالى- إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ.
وقوله: تُصْعِدُونَ من الإصعاد وهو الذهاب في صعيد الأرض والإبعاد فيه.
يقال: أصعد في الأرض إذا أبعد في الذهاب وأمعن فيه، فهو الصعد.
قال القرطبي: الإصعاد: السير في مستو من الأرض وبطون الأودية والشعاب.
والصعود: الارتفاع على الجبال والدرج.
وقوله إِذْ تُصْعِدُونَ متعلق بقوله صَرَفَكُمْ أو بقوله لِيَبْتَلِيَكُمْ أو بمحذوف تقديره اذكروا.
أى اذكروا- أيها المؤمنون- وقت أن كنتم مصعدين تهرولون بسرعة في بطن الوادي بعد أن اختلت صفوفكم- واضطراب جمعكم.
وصرتم لا يعرج بعضكم على بعض ولا يلتفت أحدكم إلى غيره من شدة الهرب، والحال أن رسولكم صلّى الله عليه وسلّم يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ أى يناديكم في أخراكم أو في جماعتكم الأخرى أو من خلفكم يقال.
جاء فلان في آخر الناس وأخراهم إذا جاء خلفهم، كما يقال: جاء في أموالهم وأولادهم.
والمراد أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو المنهزمين إلى الثبات وإلى ترك الفرار من الأعداء وإلى معاودة الهجوم عليهم وهو ثابت لم يتزعزع ومعه نفر من أصحابه.
قال ابن جرير لما اشتد المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم، دخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم إلى الجبل فوق الصخرة فقاموا عليها، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو الناس:«إلى عباد الله» ! فذكر الله صعودهم إلى الجبل، ثم ذكر دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم إياهم فقال: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ .
ففي هذه الجملة الكريمة تصوير بديع معجز لحال المسلمين عند ما اضطربت صفوفهم في غزوة أحد، فهي تصور حالهم وهم مصعدون في الوادي بدون تمهل أو تثبت، وتصور حالهم وقد أخذ منهم الدهش مأخذه بحيث أصبح بعضهم لا يلتفت إلى غيره أو يسمع له نداء، أو يجيب له طلبا وتصور حال النبي صلّى الله عليه وسلّم وقد ثبت كالطود الأشم بدون اضطراب أو وجل ومعه صفوة من أصحابه وقد أخذ ينادى الفارين بقوله: «إلى عباد الله، إلى عباد الله أنا رسول الله، من يكر فله الجنة» .
وقوله-تبارك وتعالى- فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ.
بيان للنتيجة التي ترتبت على هذا الاضطراب وهو معطوف على قوله صَرَفَكُمْ أو على قوله تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ ولا يضر كونهما مضارعين في اللفظ لأن إذ المضافة إليهما صيرتهما ماضيين في المعنى.
وأصل الإثابة إعطاء الثواب، وهو شيء يكون جزاء على عطاء أو فعل ولفظ الثواب لا يستعمل في الأعم الأغلب إلا في الخير، والمراد به هنا العقوبة التي نزلت بهم.
وسميت العقوبة التي نزلت بهم ثوابا على سبيل الاستعارة التهكمية كما في قوله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.
ويجوز أن يكون اللفظ مستعملا في حقيقته، لأن لفظ الثواب في أصل اللغة معناه ما يعود على الفاعلي من جزاء فعله، سواء أكان خيرا أو شرا.
قال القرطبي: قوله-تبارك وتعالى- فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ الغم في اللغة التغطية.
يقال: غممت الشيء أى غطيته.
ويوم غم وليلة غمة إذا كانا مظلمين.
قال مجاهد وقتادة وغيرهما، والغم الأول القتل والجراح والغم الثاني الإرجاف بمقتل النبي صلّى الله عليه وسلّم وقيل الغم الأول ما فاتهم من الظفر والغنيمة والثاني: استعلاء المشركين عليهم.
وعند ذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم «اللهم لا يعان علينا» .
والباء في بِغَمٍّ على هذا بمعنى على.
وقيل هي على بابها والمعنى أنهم غموا النبي صلّى الله عليه وسلّم بمخالفتهم إياه فأثابهم بذلك غمهم بمن أصيب منهم» .
ويجوز أن يكون الكلام لمجرد التكثير أى جازاكم بغموم وأحزان كثيرة متصل بعضها ببعض بأن منع عنكم نصره وحرمكم الغنيمة وأصابتكم الجراح الكثيرة وأشيع بينكم أن نبيكم قد قتل ...
وكل ذلك بسبب أنكم خالفتم وصية نبيكم صلّى الله عليه وسلّم وتغلب حب الدنيا وشهواتها على قلوب بعضكم فلم تخلصوا الله الجهاد فأصابكم ما أصابكم.
وقوله لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ تعليل لقوله وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ أى:ولقد عفا الله-تبارك وتعالى- عنكم لئلا تحزنوا على ما فاتكم من غنائم ونصر، ولا على ما أصابكم من جراح وآلام، فإن عفو الله-تبارك وتعالى- يذهب كل حزن ويمسح كل ألم.
ويرى صاحب الكشاف أن معنى «لكي لا تحزنوا» لتتمرنوا على تجرع الغموم فلا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع، ولا على مصيب من المضار.
ثم قال: ويجوز أن يكون الضمير في فَأَثابَكُمْ للرسول.
أى: فآساكم في الاغتمام- أى فصار أسوتكم- لأنه كما غمكم ما نزل به من كسر الرباعية والشجة وغيرها فقد غمه ما نزل بكم.
فأثابكم غما اغتمه لأجلكم بسبب غم اغتممتموه لأجله ولم يثربكم على عصيانكم ومخالفتكم لأمره، وإنما فعل ذلك ليسليكم وينفس عنكم لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نصر الله ولا على ما أصابكم من غلبة العدو» .
ثم ختم- سبحانه - الآية بقوله وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ أى: والله-تبارك وتعالى- عليم بأعمالكم ونياتكم علما كاملا، وخبير بما انطوت عليه نفوسكم فهو- سبحانه - لا تخفى عليه خافية مهما صغرت، فاتقوه وراقبوه واتبعوا ما كلفكم به لتنالوا الفوز والسعادة.
قوله تعالى : إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملونإذ متعلق بقوله : ولقد عفا عنكم .
وقراءة العامة تصعدون بضم التاء وكسر العين .
وقرأ أبو رجاء العطاردي وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن وقتادة بفتح التاء والعين ، يعني تصعدون الجبل .
وقرأ ابن محيصن وشبل " إذ يصعدون ولا يلوون " بالياء فيهما .
وقرأ الحسن " تلون " بواو واحدة .
وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم " ولا تلوون " بضم التاء ; وهي لغة شاذة ذكرها النحاس .
وقال أبو حاتم : أصعدت إذا مضيت حيال وجهك ، وصعدت إذا ارتقيت في جبل أو غيره .
فالإصعاد : السير في مستو من الأرض وبطون الأودية والشعاب .
والصعود : الارتفاع على الجبال والسطوح والسلاليم والدرج .
فيحتمل أن يكون صعودهم في الجبل بعد إصعادهم في الوادي ; فيصح المعنى على قراءة تصعدون و " تصعدون " .
قال قتادة والربيع : أصعدوا يوم أحد في الوادي .
وقراءة أبي " إذ تصعدون في الوادي " .
قال ابن عباس : صعدوا في أحد فرارا .
فكلتا القراءتين صواب ; كان يومئذ من المنهزمين مصعد وصاعد ، والله أعلم .
قال القتبي والمبرد : أصعد إذا أبعد في الذهاب وأمعن فيه ; فكأن الإصعاد إبعاد في الأرض كإبعاد الارتفاع ; قال الشاعر :ألا أيهذا السائلي أين أصعدت فإن لها من بطن يثرب موعداوقال الفراء : الإصعاد الابتداء في السفر ، والانحدار الرجوع منه ; يقال : أصعدنا من بغداد إلى مكة وإلى خراسان وأشباه ذلك إذا خرجنا إليها وأخذنا في السفر ، وانحدرنا إذا رجعنا .
وأنشد أبو عبيدة :قد كنت تبكين على الإصعاد فاليوم سرحت وصاح الحاديوقال المفضل : صعد وأصعد وصعد بمعنى واحد .
ومعنى تلوون تعرجون وتقيمون ، أي لا يلتفت بعضكم إلى بعض هربا ; فإن المعرج على الشيء يلوي إليه عنقه أو عنان دابته .
على أحد يريد محمدا - صلى الله عليه وسلم - ; قاله الكلبي .
والرسول يدعوكم في أخراكم أي في آخركم ; يقال : جاء فلان في آخر الناس وأخرة الناس وأخرى الناس وأخريات الناس .
وفي البخاري أخراكم تأنيث آخركم : حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب قال : جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم .
ولم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلا .
قال ابن عباس وغيره : كان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أي عباد الله ارجعوا ) وكان دعاؤه تغييرا للمنكر ، ومحال أن يرى عليه السلام المنكر وهو الانهزام ثم لا ينهى عنه .
قلت : هذا على أن يكون الانهزام معصية وليس كذلك ، على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
قوله تعالى : فأثابكم غما بغم الغم في اللغة : التغطية .
غممت الشيء غطيته .
ويوم غم وليلة غمة إذا كانا مظلمين .
ومنه غم الهلال إذا لم ير ، وغمني الأمر يغمني .
قال مجاهد وقتادة وغيرهما : الغم الأول القتل والجراح ، والغم الثاني الإرجاف بقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - ; إذ صاح به الشيطان .
وقيل : الغم الأول ما فاتهم من الظفر والغنيمة ، والثاني ما أصابهم من القتل والهزيمة .
وقيل : الغم الأول الهزيمة ، والثاني إشراف أبي سفيان وخالد عليهم في الجبل ; فلما نظر إليهم المسلمون غمهم ذلك ، وظنوا أنهم يميلون عليهم فيقتلونهم فأنساهم هذا ما نالهم ; فعند ذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم لا يعلن علينا ) كما تقدم .
والباء في بغم على هذا بمعنى على .
وقيل : هي على بابها ، والمعنى أنهم غموا النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخالفتهم إياه ، فأثابهم بذلك غمهم بمن أصيب منهم .
وقال الحسن : فأثابكم غما يوم أحد بغم يوم بدر للمشركين .
وسمي الغم ثوابا كما سمي جزاء الذنب ذنبا .
وقيل : وقفهم الله على ذنبهم فشغلوا بذلك عما أصابهم .
قوله تعالى : لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون اللام متعلقة بقوله : ولقد عفا عنكم وقيل : هي متعلقة بقوله : فأثابكم غما بغم أي كان هذا الغم بعد الغم لكيلا تحزنوا على ما فات من الغنيمة ، ولا ما أصابكم من الهزيمة .
والأول أحسن .
و " ما " في قوله ما أصابكم في موضع خفض .
وقيل : " لا " صلة .
أي لكي تحزنوا على ما فاتكم وما أصابكم عقوبة لكم على مخالفتكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهو مثل قوله : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ; أي أن تسجد .
وقوله لئلا يعلم أهل الكتاب أي ليعلم ، وهذا قول المفضل .
وقيل : أراد بقوله فأثابكم غما بغم أي توالت عليكم الغموم ، لكيلا تشتغلوا بعد هذا بالغنائم .
والله خبير بما تعملون فيه معنى التحذير والوعيد .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تصعدون , تلوون , أحد , الرسول , يدعوكم , أخراكم , فأثابكم , غما , بغم , لوكيلا , تحزنوا , فاتكم , أصابكم , الله , خبير , تعملون , فأثابكم+غما+بغم+لكيلا+تحزنوا+على+ما+فاتكم , الله+خبير+بما+تعملون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. فبأي آلاء ربكما تكذبان
  2. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
  3. فويل للمصلين
  4. ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين
  5. لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا
  6. وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
  7. وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين
  8. وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين
  9. وآمنوا بما أنـزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا
  10. إني لكم رسول أمين

تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب