﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾
[ الأنعام: 158]
سورة : الأنعام - Al-Anam
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 150 )
Do they then wait for anything other than that the angels should come to them, or that your Lord should come, or that some of the Signs of your Lord should come (i.e. portents of the Hour e.g., arising of the sun from the west)! The day that some of the Signs of your Lord do come, no good will it do to a person to believe then, if he believed not before, nor earned good (by performing deeds of righteousness) through his Faith. Say: "Wait you! we (too) are waiting."
يأتي ربّك : ايتاءً يليق بجلاله تعالى و قدسه
هل ينتظر الذين أعرضوا وصدوا عن سبيل الله إلا أن يأتيهم ملك الموت وأعوانه لقبض أرواحهم، أو يأتي ربك -أيها الرسول- للفصل بين عباده يوم القيامة، أو يأتي بعض أشراط الساعة وعلاماتها الدالة على مجيئها، وهي طلوع الشمس من مغربها؟ فحين يكون ذلك لا ينفع نفسا إيمانها، إن لم تكن آمنت من قبل، ولا يُقبل منها إن كانت مؤمنة كسب عمل صالح إن لم تكن عاملة به قبل ذلك. قل لهم -أيها الرسول-: انتظروا مجيء ذلك؛ لتعلموا المحق من المبطل، والمسيء من المحسن، إنا منتظرون ذلك.
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض - تفسير السعدي
يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين استمر ظلمهم وعنادهم، { إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ } مقدمات العذاب، ومقدمات الآخرة بأن تأتيهم { الْمَلَائِكَةِ } لقبض أرواحهم، فإنهم إذا وصلوا إلى تلك الحال، لم ينفعهم الإيمان ولا صالح الأعمال.
{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } لفصل القضاء بين العباد، ومجازاة المحسنين والمسيئين.
{ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } الدالة على قرب الساعة.
{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } الخارقة للعادة، التي يعلم بها أن الساعة قد دنت، وأن القيامة قد اقتربت.
{ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا }- أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه أن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.
والحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب، وكان اختيارا من العبد، فأما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبق للإيمان فائدة، لأنه يشبه الإيمان الضروري، كإيمان الغريق والحريق ونحوهما، ممن إذا رأى الموت، أقلع عما هو فيه كما قال تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد ببعض آيات الله، طلوع الشمس من مغربها، وأن الناس إذا رأوها، آمنوا، فلم ينفعهم إيمانهم، ويُغلق حينئذ بابُ التوبة.
ولما كان هذا وعيدا للمكذبين بالرسول صلى الله عليه وسلم، منتظرا، وهم ينتظرون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه قوارع الدهر ومصائب الأمور، قال: { قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } فستعلمون أينا أحق بالأمن.
وفي هذه الآية دليل لمذهب أهل السنة والجماعة في إثبات الأفعال الاختيارية لله تعالى، كالاستواء والنزول، والإتيان لله تبارك وتعالى، من غير تشبيه له بصفات المخلوقين.
وفي الكتاب والسنة من هذا شيء كثير، وفيه أن من جملة أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها.
وأن الله تعالى حكيم قد جرت عادته وسنته، أن الإيمان إنما ينفع إذا كان اختياريا لا اضطراريا، كما تقدم.
وأن الإنسان يكتسب الخير بإيمانه.
فالطاعة والبر والتقوى إنما تنفع وتنمو إذا كان مع العبد الإيمان.
فإذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء من ذلك.
تفسير الآية 158 - سورة الأنعام
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو : الآية رقم 158 من سورة الأنعام
هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض - مكتوبة
الآية 158 من سورة الأنعام بالرسم العثماني
﴿ هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ [ الأنعام: 158]
﴿ هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ﴾ [ الأنعام: 158]
تحميل الآية 158 من الأنعام صوت mp3
تدبر الآية: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض
بادِر إلى الإيمان ولا تتريَّث؛ فإن الانتظارَ غيرُ محمود، والعمر قصيرٌ محدود، والموت مفاجئ يخطَف على حين غِرَّة.
الإيمـان ينفـعُ ما كان إيمانًا بالغيـب، واختيارًا من العبد، أمَّا إذا حضَرَت الآياتُ فلم يَبقَ للإيمان فائدة؛ لأنه يشبه الإيمانَ الضَّروريَّ، كإيمانِ الغَريق والحريق ونحوهما، ممَّن إذا رأى الموتَ أقلع عمَّا هو فيه.
واظِب على الصالحات ولا تُعرِض عنها، قبلَ العجز عن فعلها، والندم على ترك الإقبال عليها.
لكلِّ مُعرضٍ عن الحقِّ مسوِّفٍ بالتوبة: إذا انتظرتَ مستقبلَ الزمان لأوبَتِك، فإن هناك تهديدًا بالعذاب ينتظرُك، فاسبِق التهديدَ بتوبتِك، قبل أن يسبقَك إلى عقوبتك.
شرح المفردات و معاني الكلمات : ينظرون , تأتيهم , الملائكة , يأتي , ربك , يأتي , بعض , آيات , ربك , يوم , يأتي , بعض , آيات , ربك , ينفع , نفسا , إيمانها , آمنت , كسبت , إيمانها , خيرا , انتظروا , منتظرون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون
- وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب
- ما لكم كيف تحكمون
- إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون
- واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون
- دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
- اقتربت الساعة وانشق القمر
- وخسف القمر
- وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من
- حكمة بالغة فما تغن النذر
تحميل سورة الأنعام mp3 :
سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, December 22, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب