﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
[ الأنفال: 46]

سورة : الأنفال - Al-Anfal  - الجزء : ( 10 )  -  الصفحة: ( 183 )

And obey Allah and His Messenger, and do not dispute (with one another) lest you lose courage and your strength depart, and be patient. Surely, Allah is with those who are As-Sabirin (the patient ones, etc.).


تذهب ريحكم : تتلاشى قوّتكم أو دولتكم

والتزموا طاعة الله وطاعة رسوله في كل أحوالكم، ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم، فتضعفوا وتذهب قوتكم ونصركم، واصبروا عند لقاه العدو. إن الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد، ولن يخذلهم.

وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع - تفسير السعدي

‏{‏وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏ في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال‏.‏ ‏{‏وَلَا تَنَازَعُوا‏}‏ تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها، ‏{‏فَتَفْشَلُوا‏}‏ أي‏:‏ تجبنوا ‏{‏وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم، ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله‏.‏ ‏{‏وَاصْبِرُوا‏}‏ نفوسكم على طاعة اللّه ‏{‏إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏ بالعون والنصر والتأييد، واخشعوا لربكم واخضعوا له‏.‏

تفسير الآية 46 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب : الآية رقم 46 من سورة الأنفال

 سورة الأنفال الآية رقم 46

وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع - مكتوبة

الآية 46 من سورة الأنفال بالرسم العثماني


﴿ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ  ﴾ [ الأنفال: 46]


﴿ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ﴾ [ الأنفال: 46]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنفال Al-Anfal الآية رقم 46 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 46 من الأنفال صوت mp3


تدبر الآية: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع

طاعة اللهِ ورسوله أعظمُ عُدَّةٍ في ساحة المعركة، وهي طاعةٌ وبركةٌ وقربة.
إذا استسلم الناسُ لله ورسوله انتفى الهوى الذي هو سببٌ للنزاع الذي يجعل كلَّ صاحب وجهة يُصرُّ عليها، ولو تبيَّن له وجهُ الحقِّ في غيرها.
قوَّة المؤمنين وعزُّهم في ائتلاف قلوبهم، واجتماع كلمتهم، فإذا تنازعوا فيما بينهم، ودبَّ فيهم الشِّقاق، تبدَّدت قوَّتُهم، ووهنَت عزيمتُهم، وآلت حالهم إلى هزيمةٍ وهوان.
أيُّ بيانٍ لفائدة الصبر أبلغُ من إثبات معيَّة الله تعالى لأهله؟! ومَن كان الله معه فكيف يُهزم؟!

وقوله وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ نهى لهم عن الاختلاف المؤدى إلى الفشل وضياع القوة بعد أمرهم بالثبات والمداومة على ذكر الله وطاعته.
وقوله تَنازَعُوا من النزع بمعنى الجذب وأخذ الشيء.. والتنازع والمنازعة المجاذبة كأن كل واحد من المتنازعين يريد أن ينزع ما عند الآخر ويلقى به.
والمراد بالتنازع هنا: الخصام والجدال والاختلاف المفضى إلى الفشل أى: الضعف.
قال الآلوسى: وقوله: وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ، قال الأخفش: الريح مستعارة للدولة.
لشبهها بها في نفوذ أمرها وتمشيه، ومن كلامهم هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة وجرى أمره على ما يريد.
وركدت رياحه إذا ولت عنه وأدبر أمره.
قال الشاعر:إذا هبت رياحك فاغتنمها ...
فإن لكل خافقة سكونولا تغفل عن الإحسان فيها ...
فما تدرى السكون متى يكون .
والمعنى: كونوا- أيها المؤمنون- ثابتين ومستمرين على ذكر الله وطاعته عند لقاء الأعداء، ولا تنازعوا وتختصموا وتختلفوا، فإن ذلك يؤدى بكم إلى الفشل أى الضعف، وإلى ذهاب دولتكم، وهوان كلمتكم، وظهور عدوكم عليكم.
وَاصْبِرُوا على شدائد الحرب، وعلى مخالفة أهوائكم التي تحملكم على التنازع، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ بتأييده ومعونته ونصره.
هذا والمتأمل في هاتين الآيتين يراهما قد رسمتا للمؤمنين في كل زمان ومكان الطريق التي توصلهم إلى الفلاح والظفر.
إنهما يأمران بالثبات، والثبات من أعظم وسائل النجاح، لأنه يعنى ترك اليأس والتراجع وأقرب الفريقين إلى النصر أكثرهما ثباتا.
ويأمران بمداومة ذكر الله، لأن ذكر الله هو الصلة التي تربط الإنسان بخالقه الذي بيده كل شيء، ومتى حسنت صلة الإنسان بخالقه، صغرت في عينه قوة أعدائه مهما كبرت.
ويأمران بطاعة الله ورسوله، حتى يدخل المؤمنون المعركة بقلوب نقية، وبنفوس صافية ...
لا مكان فيها للتنازع والاختلاف المؤدى إلى الفشل، وذهاب القوة.. ويأمران بالصبر، أى بتوطين النفس على ما يرضى الله، واحتمال المكاره والمشاق في جلد.
وهذه الصفة لا بد منها لمن يريد أن يصل إلى آماله وغاياته.
ورحم الله الإمام ابن كثير فقد قال عند تفسيره لهاتين الآيتين الكريمتين: «هذا تعليم من الله-تبارك وتعالى- لعباده المؤمنين آداب اللقاء، وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء» .
وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن أبى أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر في بعض أيامه التي لقى فيها العدو حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف.
ثم قام وقال: اللهم منزل الكتاب، ومجرى السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» .
وفي الحديث الآخر المرفوع يقول الله-تبارك وتعالى- «إن عبدى كل عبدى الذي يذكرني وهو مناجز قرنه» أى: لا يشغله ذلك الحال عن ذكرى ودعائي واستعانتى.
وعن قتادة في هذه الآية: «افترض الله ذكره عند أشغل ما يكون.
الضرب بالسيوف» .
ثم قال: «وقد كان للصحابة- رضى الله عنهم- في باب الشجاعة والائتمار بما أمرهم الله ورسوله، وامتثال ما أرشدهم إليه، ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم، ولا يكون لأحد من بعدهم، فإنهم ببركة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمرهم، فتحوا القلوب والأقاليم شرقا وغربا، في المدة اليسيرة، مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس ...
قهروا الجميع حتى علت كلمة الله وظهر دينه على سائر الأديان، وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وحشرنا في زمرتهم إنه كريم وهاب» .
وبعد هذه التوجيهات السامية التي رسمت للمؤمنين طريق النصر، نهاهم- سبحانه - عن التشبه بالكافرين الذين صدهم الشيطان عن السبيل الحق، فقال تعالى:
قوله تعالى وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرينقوله تعالى وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا هذا استمرار على الوصية لهم ، والأخذ على أيديهم في اختلافهم في أمر بدر وتنازعهم .
فتفشلوا نصب بالفاء في جواب النهي .
ولا يجيز سيبويه حذف الفاء والجزم وأجازه الكسائي .
وقرئ ( تفشلوا ) بكسر الشين .
وهو غير معروف .
وتذهب ريحكم أي قوتكم ونصركم ، كما تقول : الريح لفلان ، إذا كان غالبا في الأمر قال الشاعر :إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكوناوقال قتادة وابن زيد : إنه لم يكن نصر قط إلا بريح تهب فتضرب في وجوه الكفار .
ومنه قوله عليه السلام : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور .
قال الحكم : وتذهب ريحكم يعني الصبا ، إذ بها نصر محمد عليه الصلاة والسلام وأمته .
وقال مجاهد : وذهبت ريح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نازعوه يوم أحد .
قوله تعالى واصبروا إن الله مع الصابرين أمر بالصبر ، وهو محمود في كل المواطن وخاصة موطن الحرب ، كما قال : إذا لقيتم فئة فاثبتوا .


شرح المفردات و معاني الكلمات : أطيعوا , الله , رسوله , تنازعوا , فتفشلوا , وتذهب , ريحكم , واصبروا , الله , الصابرين ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب