﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾
[ المزمل: 6]

سورة : المزمل - Al-Muzzammil  - الجزء : ( 29 )  -  الصفحة: ( 574 )

Verily, the rising by night (for Tahajjud prayer) is very hard and most potent and good for governing (the soul), and most suitable for (understanding) the Word (of Allah).


ناشِئة الليل : العبادة التي تنشأ به و تحدث
أشدّ وطأ : ثباتا للقدَم و رسوخا في العبادة
أقوَم قيلا : أثبتُ قِراءة لحضور القلب فيها

إن العبادة التي تنشأ في جوف الليل هي أشد تأثيرًا في القلب، وأبين قولا لفراغ القلب مِن مشاغل الدنيا.

إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا - تفسير السعدي

ثم ذكر الحكمة في أمره بقيام الليل، فقال: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ }- أي: الصلاة فيه بعد النوم { هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا }- أي: أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان، وتقل الشواغل، ويفهم ما يقول، ويستقيم له أمره، وهذا بخلاف النهار، فإنه لا يحصل به هذا المقصود .

تفسير الآية 6 - سورة المزمل

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم : الآية رقم 6 من سورة المزمل

 سورة المزمل الآية رقم 6

إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا - مكتوبة

الآية 6 من سورة المزمل بالرسم العثماني


﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا  ﴾ [ المزمل: 6]


﴿ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ﴾ [ المزمل: 6]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة المزمل Al-Muzzammil الآية رقم 6 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 6 من المزمل صوت mp3


تدبر الآية: إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا

إنَّ للعبادة في الليل حَلاوة، وللصَّلاة فيه خشوعًا وطَلاوة، ولترتيل القرآن لذَّةً وعذوبة، فيا خيبةَ من فرَّط بها وتهاون! الليل بسكونه وظُلمته أوقعُ أثرًا في مُواطأة القلب للِّسان، وحضور الذِّهن وخشوع الأركان، فعليكَ به؛ فإنه دأبُ الصالحين المُخبِتين.

ثم بين- سبحانه - بعد ذلك الحكمة من أمره له صلى الله عليه وسلم بقيام الليل إلا قليلا منه للعبادة والطاعة فقال: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا.
وقوله: ناشِئَةَ: وصف من النشء وهو الحدوث، وهو صفة لموصوف محذوف.
وقوله: وَطْئاً بمعنى مواطأة وموافقة، وأصل الوطء: وضع الرجل على الأرض بنظام وترتيب، ثم استعير للموافقة، ومنه قوله-تبارك وتعالى- لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ، ومنه قولهم: وطأت فلانا على كذا، إذا وافقته عليه.
وهو منصوب على التمييز.
وقوله:قِيلًا بمعنى قولا.
وقوله: أَقْوَمُ بمعنى أفضل وأنفع.
والمعنى: يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا منه للعبادة والطاعة.
فإن العبادة الناشئة بالليل.
هي أشد مواطأة وموافقة لإصلاح القلب، وتهذيب النفس، وأقوم قولا، وأنفع وقعا، وأفضل قراءة من عبادة النهار، لأن العبادة الناشئة بالليل يصحبها ما يصحبها من الخشوع والإخلاص، لهدوء الأصوات بالليل، وتفرغ العابد تفرغا تاما لعبادة ربه.
قال الشوكانى ما ملخصه: قوله: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ ...
أى: ساعاته وأوقاته، لأنها تنشأ أولا فأولا، ويقال: نشأ الشيء ينشأ، إذا ابتدأ وأقبل شيئا بعد شيء، فهو ناشئ ...
قال الزجاج: ناشئة الليل، كل ما نشأ منه، أى: حدث منه ...
والمراد ساعات الليل الناشئة، فاكتفى بالوصف عن الاسم الموصوف.
وقيل: إن ناشئة الليل، هي النفس التي تنشأ من مضجعها للعبادة، أى: تنهض، من نشأ من مكانه، إذا نهض منه.
هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً قرأ الجمهور وَطْئاً بفتح الواو وسكون الطاء مقصورة، وقرأ بعضهم وطاء بكسر الواو وفتح الطاء ممدودة.
والمعنى على القراءة الأولى: أن الصلاة الناشئة في الليل، أثقل على المصلى من صلاة النهار، لأن الليل للنوم ...
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم «اللهم اشدد وطأتك على مضر» .
والمعنى على القراءة الثانية: أنها أشد مواطأة وموافقة بين السمع والبصر والقلب واللسان، لانقطاع الأصوات والحركات، ومنه قوله-تبارك وتعالى-: لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ أى:ليوافقوا.
وَأَقْوَمُ قِيلًا أى: وأشد مقالا.
وأثبت قراءة، لحضور القلب فيها، وهدوء الأصوات، وأشد استقامة واستمرارا على الصواب ....
قوله تعالى : إن ناشئة الليل قال العلماء : ناشئة الليل أي أوقاته وساعاته ، لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا ; يقال : نشأ الشيء ينشأ : إذا ابتدأ وأقبل شيئا بعد شيء ، فهو ناشئ وأنشأه الله فنشأ ، ومنه نشأت السحابة إذا بدأت وأنشأها الله ; فناشئة : فاعلة من نشأت تنشأ فهي ناشئة ، ومنه قوله تعالى : أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين والمراد إن ساعات الليل الناشئة ، فاكتفى بالوصف عن الاسم ، فالتأنيث للفظ ساعة ، لأن كل ساعة تحدث .
وقيل : الناشئة مصدر بمعنى قيام الليل كالخاطئة والكاذبة ; أي إن نشأة الليل هي أشد وطئا .
وقيل : إن ناشئة الليل قيام الليل .
قال ابن مسعود : الحبشة يقولون : نشأ أي قام ، فلعله أراد أن الكلمة عربية ، ولكنها شائعة في كلام الحبشة ، غالبة عليهم ، وإلا فليس في القرآن ما ليس في لغة العرب .
وقد تقدم بيان هذا في مقدمة الكتاب مستوفى .
بين تعالى في هذه الآية فضل صلاة الليل على صلاة النهار ، وأن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن أعظم للأجر ، وأجلب للثواب .
واختلف العلماء في المراد بناشئة الليل ; فقال ابن عمر وأنس بن مالك : هو ما بين المغرب والعشاء ، تمسكا بأن لفظ نشأ يعطي الابتداء ، فكان بالأولية أحق ; ومنه قول الشاعر :ولولا أن يقال صبا نصيب لقلت بنفسي النشأ الصغاروكان علي بن الحسين يصلي بين المغرب والعشاء ويقول : هذا ناشئة الليل .
وقال عطاء وعكرمة : إنه بدء الليل .
وقال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : هي الليل كله ; لأنه ينشأ بعد النهار ، وهو الذي اختاره مالك بن أنس .
قال ابن العربي : وهو الذي يعطيه اللفظ وتقتضيه اللغة .
وقالت عائشة وابن عباس أيضا ومجاهد : إنما الناشئة القيام بالليل بعد النوم .
ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة .
فقال يمان وابن كيسان : هو القيام من آخر الليل .
وقال ابن عباس : كانت صلاتهم أول الليل .
وذلك أن الإنسان إذا نام لا يدري متى يستيقظ .
وفي الصحاح : وناشئة الليل أول ساعاته .
وقال القتبي : إنه ساعات الليل ; لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة .
وعن الحسن ومجاهد : هي ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح .
وعن الحسن أيضا : ما كان بعد العشاء فهو ناشئة .
ويقال : ما ينشأ في الليل من الطاعات ; حكاه الجوهري .
قوله تعالى : هي أشد وطئا قرأ أبو العالية وأبو عمرو وابن أبي إسحاق ومجاهد وحميد وابن محيصن وابن عامر والمغيرة وأبو حيوة ( وطاء ) بكسر الواو وفتح الطاء والمد ، واختاره أبو عبيد .
الباقون ( وطأ ) بفتح الواو وسكون الطاء مقصورة ، واختاره أبو حاتم ; من قولك : اشتدت على القوم وطأة سلطانهم .
أي ثقل عليهم ما حملهم من المؤن ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم اشدد وطأتك على مضر " فالمعنى أنها أثقل على المصلي من ساعات النهار .
وذلك أن الليل وقت منام وتودع وإجمام ، فمن شغله بالعبادة فقد تحمل المشقة العظيمة .
ومن مد فهو مصدر واطأت وطاء ومواطأة أي وافقته .
ابن زيد واطأته على الأمر مواطأة : إذا وافقته من الوفاق ، وفلان يواطئ اسمه اسمي ، وتواطئوا عليه أي توافقوا ; فالمعنى أشد موافقة بين القلب والبصر والسمع واللسان ; لانقطاع الأصوات والحركات ; قاله مجاهد وابن أبي مليكة وغيرهما .
وقال ابن عباس بمعناه ، أي يواطئ السمع القلب ; قال الله تعالى : ليواطئوا عدة ما حرم الله أي ليوافقوا .
وقيل : المعنى أشد مهادا للتصرف في التفكر والتدبر .
والوطاء خلاف الغطاء .
وقيل : أشد وطأ بسكون الطاء وفتح الواو أي أشد ثباتا من النهار ; فإن الليل يخلو فيه الإنسان بما يعمله ، فيكون ذلك أثبت للعمل وأتقى لما يلهي ويشغل القلب .
والوطء الثبات ، تقول : وطئت الأرض بقدمي .
وقال الأخفش : أشد قياما .
الفراء : أثبت قراءة وقياما .
وعنه : أشد وطأ أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة ، والليل وقت فراغ عن اشتغال المعاش ، فعبادته تدوم ولا تنقطع .
وقال الكلبي : أشد وطأ أي أشد نشاطا للمصلي ; لأنه في زمان راحته .
وقال عبادة : أشد وطأ أي نشاطا للمصلي وأخف وأثبت للقراءة .
قوله تعالى : وأقوم قيلا أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار ; أي أشد استقامة واستمرارا على الصواب ; لأن الأصوات هادئة ، والدنيا ساكنة ، فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه .
قال قتادة ومجاهد : أي أصوب للقراءة وأثبت للقول ; لأنه زمان التفهم .
وقال أبو علي : أقوم قيلا أي أشد استقامة لفراغ البال بالليل .
وقيل : أي أعجل إجابة للدعاء .
حكاه ابن شجرة .
وقال عكرمة : عبادة الليل أتم نشاطا ، وأتم إخلاصا ، وأكثر بركة .
وعن زيد بن أسلم : أجدر أن يتفقه في القرآن .
وعن الأعمش قال : قرأ أنس بن مالك ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا ) فقيل له : وأقوم قيلا فقال : أقوم وأصوب وأهيأ سواء .
قال أبو بكر الأنباري : وقد ترامى ببعض هؤلاء الزائغين إلى أن قال : من قرأ بحرف يوافق معنى حرف من القرآن فهو مصيب ، إذا لم يخالف معنى ولم يأت بغير ما أراد الله وقصد له ، واحتجوا بقول أنس هذا .
وهو قول لا يعرج عليه ولا يلتفت إلى قائله ; لأنه لو قرأ بألفاظ تخالف ألفاظ القرآن إذا قاربت معانيها واشتملت على عامتها ، لجاز أن يقرأ في موضع الحمد لله رب العالمين : الشكر للباري ملك المخلوقين ، ويتسع الأمر في هذا حتى يبطل لفظ جميع القرآن ، ويكون التالي له مفتريا على الله - عز وجل - ، كاذبا على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا حجة لهم في قول ابن مسعود : نزل القرآن على سبعة أحرف ، إنما هو كقول أحدكم : هلم وتعال وأقبل ; لأن هذا الحديث يوجب أن القراءات المأثورة المنقولة بالأسانيد الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اختلفت ألفاظها ، واتفقت معانيها ، كان ذلك فيها بمنزلة الخلاف في هلم ، وتعال ، وأقبل ، فأما ما لم يقرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتابعوهم - رضي الله عنهم - ، فإنه من أورد حرفا منه في القرآن بهت ومال وخرج من مذهب الصواب .
قال أبو بكر : والحديث الذي جعلوه قاعدتهم في هذه الضلالة حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم ; لأنه مبني على روايةالأعمش عن أنس ، فهو مقطوع ليس بمتصل فيؤخذ به من قبل أن الأعمش رأى أنسا ولم يسمع منه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : ناشئة , الليل , أشد , وطئا , أقوم , قيلا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة المزمل mp3 :

سورة المزمل mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المزمل

سورة المزمل بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة المزمل بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة المزمل بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة المزمل بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة المزمل بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة المزمل بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة المزمل بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة المزمل بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة المزمل بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة المزمل بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب