﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
[ الأعراف: 69]

سورة : الأعراف - Al-Araf  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 159 )

"Do you wonder that there has come to you a Reminder (and an advice) from your Lord through a man from amongst you that he may warn you? And remember that He made you successors after the people of Nuh (Noah), and increased you amply in stature. So remember the graces (bestowed upon you) from Allah, so that you may be successful."


بسطة : قوةً وعِظم أجسام
آلاء الله : نعمه وفضله الكثير

وهل أثار عجبكم أن أنزل الله تعالى إليكم ما يذكركم بما فيه الخير لكم، على لسان رجل منكم، تعرفون نسبه وصدقه؛ ليخوِّفكم بأس الله وعقابه؟ واذكروا نعمة الله عليكم إذ جعلكم تخلفون في الأرض مَن قبلكم من بعد ما أهلك قوم نوح، وزاد في أجسامكم قوة وضخامة، فاذكروا نِعَمَ الله الكثيرة عليكم؛ رجاء أن تفوزوا الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.

أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا - تفسير السعدي

{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ }- أي: كيف تعجبون من أمر لا يتعجب منه، وهو أن اللّه أرسل إليكم رجلا منكم تعرفون أمره، يذكركم بما فيه مصالحكم، ويحثكم على ما فيه النفع لكم، فتعجبتم من ذلك تعجب المنكرين.
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ }- أي: واحمدوا ربكم واشكروه، إذ مكن لكم في الأرض، وجعلكم تخلفون الأمم الهالكة الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم اللّه وأبقاكم، لينظر كيف تعملون، واحذروا أن تقيموا على التكذيب كما أقاموا، فيصيبكم ما أصابهم، { و } اذكروا نعمة اللّه عليكم التي خصكم بها، وهي أن { زَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً } في القوة وكبر الأجسام، وشدة البطش، { فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ }- أي: نعمه الواسعة، وأياديه المتكررة { لَعَلَّكُمْ } إذا ذكرتموها بشكرها وأداء حقها { تُفْلِحُونَ }- أي: تفوزون بالمطلوب، وتنجون من المرهوب، فوعظهم وذكرهم، وأمرهم بالتوحيد، وذكر لهم وصف نفسه، وأنه ناصح أمين، وحذرهم أن يأخذهم اللّه كما أخذ من قبلهم، وذكرهم نعم اللّه عليهم وإدرار الأرزاق إليهم، فلم ينقادوا ولا استجابوا.

تفسير الآية 69 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم : الآية رقم 69 من سورة الأعراف

 سورة الأعراف الآية رقم 69

أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا - مكتوبة

الآية 69 من سورة الأعراف بالرسم العثماني


﴿ أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ  ﴾ [ الأعراف: 69]


﴿ أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ﴾ [ الأعراف: 69]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأعراف Al-Araf الآية رقم 69 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 69 من الأعراف صوت mp3


تدبر الآية: أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا

على الداعية ألا ينزعجَ من زهد الناس عنه وعن دعوته، فيدعَ دعوتهَم من أجل ذلك؛ فقد زهد بعضُ أتباع الأنبياء فيهم، وفيما جاؤوا به من السماء.
على أرباب النِّعم من جاهٍ وقوَّةٍ ومال أن يشكروا الله على ما أعطاهم فيتَّبعوا الحقَّ ويذودوا عنه، وألا يكونوا أوَّلَ المُعرضين، ففي قِصص الغابرين عبرةٌ للمعتبِرين.
نِعَمُ اللهِ من أسباب الهداية حين يتذكَّرها صاحبُها، فمَن تذكَّر وصولَ نِعَم الله إليه عرَف حقَّ الله عليه، فشكر رِفدَه، وعبده وحدَه.
شكر النِّعَم من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، فمَن شكر آلاءَ اللهِ ازدادَ لله حمدًا وحبًّا، وطاعة وقربًا، ففاز الفوزَ العظيم.

ونلمس من خلال التعبير القرآنى أن قوم هود قد تعجبوا من اختصاص هود بالرسالة كما تعجب قوم نوح من قبلهم من ذلك، فأخذ هود- عليه السلام- في إزالة هذا العجب من نفوسهم، فقال:أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ أى: أكذبتم وعجبتم من أن جاءكم ذكر وموعظة من ربكم على لسان رجل منكم تعرفون صدقه ونسبه وحسبه، إن ما عجبتم له ليس موقع عجب، بل هو عين الحكمة فقد اقتضت رحمة الله أن يرسل لعباده من بينهم من يرشدهم إلى الطريق القويم واللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ.
ثم أخذ في تذكيرهم بواقعهم الذي يعيشون فيه لكي يحملهم على شكر الله فقال:وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ أى: اذكروا بتأمل واعتبار فضل الله عليكم ونعمه حيث جعلكم مستخلفين في الأرض من بعد قوم نوح الذين أغرقوا بالطوفان لكفرهم وجحودهم.
قال الآلوسى ما ملخصه: و «إذ» منصوب على المفعولية لقوله: وَاذْكُرُوا أى: اذكروا هذا الوقت المشتمل على النعم الجسام.
وتوجيه الأمر بالذكر إلى الوقت دون ما وقع فيه مع أنه المقصود بالذات للمبالغة في إيجاب ذكره، ولأنه إذا استحضر الوقت كان هو حاضرا بتفاصيله.
وهو معطوف على مقدر كأنه قيل: لا تعجبوا وتدبروا في أمركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح» .
ثم ذكرهم بنعمة ثانية فقال: وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً أى: زادكم في المخلوقات بسطة وسعة في الملك والحضارة، أو زادكم بسطة في قوة أبدانكم وضخامة أجسامكم، ومن حق هذا الاستخلاف وتلك القوة، أن تقابلا بالشكر لله رب العالمين.
وقد ذكر بعض المفسرين روايات تتعلق بضخامة أجسام قوم هود وقوتهم وهي روايات ضعيفة لا يعتد بها، ولذا أضربنا عنها، ويكفينا أن القرآن الكريم قد أشار إلى قوتهم وجبروتهم بدون تفصيل لذلك كما في قوله-تبارك وتعالى-: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ وكما في قوله:كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ.
ثم كرر هود- عليه السلام- تذكيرهم بنعم الله فقال: فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
أى: فاذكروا نعم الله واشكروها له لعلكم تفوزون بما أعده للشاكرين من إدامتها عليهم وزيادتها لهم، ولن تكونوا كذلك إلا بعبادتكم له وحده- عز وجل -.
وآلاء الله: نعمه الكثيرة.
والآلاء جمع إلى كحمل وأحمال.
أو ألى، كقفل وأقفال.
أو إلى، كمعى وأمعاء.
وإلى هنا يكون هود- عليه السلام- قد رد على قومه ردا مقنعا حكيما، كان المتوقع من ورائه أن يستجيبوا له، وأن يقبلوا على دعوته، ولكنهم لسوء تفكيرهم وانطماس بصيرتهم، أخذتهم العزة بالإثم فماذا قالوا لنبيهم ومرشدهم؟.
أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ" أوعجبتم " فتحت الواو لأنها واو عطف , دخلت عليها ألف الاستفهام للتقرير .
وسبيل الواو أن تدخل على حروف الاستفهام إلا الألف لقوتها .
أي وعظ من ربكم .
" على رجل منكم " أي على لسان رجل .
وقيل : " على " بمعنى " مع " , أي مع رجل وقيل : المعنى أن جاءكم ذكر من ربكم منزل على رجل منكم , أي تعرفون نسبه .
أي على رجل من جنسكم .
ولو كان ملكا فربما كان في اختلاف الجنس تنافر الطبع .
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ" خلفاء " جمع خليفة على التذكير والمعنى , وخلائف على اللفظ .
من عليهم بأن جعلهم سكان الأرض بعد قوم نوح .
وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ


شرح المفردات و معاني الكلمات : أوعجبتم , جاءكم , ذكر , ربكم , رجل , لينذركم , اذكروا , جعلكم , خلفاء , قوم , نوح , وزادكم , الخلق , بسطة , فاذكروا , آلاء , الله , تفلحون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب