﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾
[ الشورى: 38]

سورة : الشورى - Ash-Shūra  - الجزء : ( 25 )  -  الصفحة: ( 487 )

And those who answer the Call of their Lord [i.e. to believe that He is the only One Lord (Allah), and to worship none but Him Alone], and perform As-Salat (Iqamat-as-Salat), and who (conduct) their affairs by mutual consultation, and who spend of what We have bestowed on them;


أمرهمْ شورى : يَتشاوَرون و يَترَاجعون فيه

والذين استجابوا لربهم حين دعاهم إلى توحيده وطاعته، وأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها، وإذا أرادوا أمرًا تشاوروا فيه، ومما أعطيناهم من الأموال يتصدقون في سبيل الله، ويؤدون ما فرض الله عليهم من الحقوق لأهلها من زكاة ونفقة وغير ذلك من وجوه الإنفاق.

والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون - تفسير السعدي

{ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ }- أي: انقادوا لطاعته، ولبَّوْا دعوته، وصار قصدهم رضوانه، وغايتهم الفوز بقربه.ومن الاستجابة للّه، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلذلك عطفهما على ذلك، من باب عطف العام على الخاص، الدال على شرفه وفضله فقال: { وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ }- أي: ظاهرها وباطنها، فرضها ونفلها.
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } من النفقات الواجبة، كالزكاة والنفقة على الأقارب ونحوهم، والمستحبة، كالصدقات على عموم الخلق.{ وَأَمْرُهُمْ } الديني والدنيوي { شُورَى بَيْنَهُمْ }- أي: لا يستبد أحد منهم برأيه في أمر من الأمور المشتركة بينهم، وهذا لا يكون إلا فرعا عن اجتماعهم وتوالفهم وتواددهم وتحاببهم وكمال عقولهم، أنهم إذا أرادوا أمرا من الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والرأي فيها، اجتمعوا لها وتشاوروا وبحثوا فيها، حتى إذا تبينت لهم المصلحة، انتهزوها وبادروها، وذلك كالرأي في الغزو والجهاد، وتولية الموظفين لإمارة أو قضاء، أو غيره، وكالبحث في المسائل الدينية عموما، فإنها من الأمور المشتركة، والبحث فيها لبيان الصواب مما يحبه الله، وهو داخل في هذه الآية.

تفسير الآية 38 - سورة الشورى

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى : الآية رقم 38 من سورة الشورى

 سورة الشورى الآية رقم 38

والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون - مكتوبة

الآية 38 من سورة الشورى بالرسم العثماني


﴿ وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ  ﴾ [ الشورى: 38]


﴿ والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ﴾ [ الشورى: 38]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الشورى Ash-Shūra الآية رقم 38 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 38 من الشورى صوت mp3


تدبر الآية: والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون

الاستجابة لله إنما هي ثمرةٌ من ثمرات العبوديَّة لربِّ العالمين، واليقين بأنه سبحانه لا يأمر عباده إلا بما فيه صلاحُهم وفلاحهم.
الصلاة مشهدٌ عظيم من مشاهد اجتماع القلوب، ولن يرتفعَ للأمَّة شأنٌ وتجتمعَ على رأي، حتى تقيمَها على خير وجه.
من مظاهر الأمَّة الراشدة أنها لا يستأثر فيها أحدٌ برأيه، ولكن يتداولون الرأيَ ويتشاورون فيه، ليكونوا على قلب رجلٍ واحد.

ثم ذكر- سبحانه - صفات كريمة لهم فقال: وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ أى: أطاعوه في كل ما أمرهم به، أو نهاهم عنه..وَأَقامُوا الصَّلاةَ أى: حافظوا عليها، وأدوها في أوقاتها بخشوع وإخلاص لله رب العالمين.
وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أى: شأنهم أنهم إذا حدث بينهم أمر هام يحتاج إلى المراجعة والمناقشة، تجمعوا وتشاوروا فيما هو أنفع وأصلح.
قال القرطبي ما ملخصه: «قوله-تبارك وتعالى-: وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أى: يتشاورون في الأمور.
والشورى مصدر شاورته- والتشاور: استخراج الرأى من الغير..قال الحسن: ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمورهم.
وقال ابن العربي: الشورى: ألفة للجماعة، ومسبار للعقول، وسبب إلى الصواب.
وقد قال الشاعر الحكيم:إذا بلغ الرأى المشورة فاستعن ...
برأى لبيب أو نصيحة حازمولا تجعل الشورى عليك غضاضة ...
فإن الخوافي قوة للقوادموقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستشير أصحابه في الأمور التي تتعلق بالحروب وما يشبهها من الأمور الدنيوية، ولم يكن يشاورهم في الأحكام لأنها منزلة من عند الله-تبارك وتعالى-.
فأما الصحابة فكانوا يتشاورون في الأحكام، ويستنبطونها من الكتاب والسنة، فقد تشاوروا في الخلافة بعد موت الرسول صلّى الله عليه وسلّم وفي ميراث الجد، وفي حروب المرتدين .
وقوله وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أى ومن صفات هؤلاء المؤمنين الصادقين- أيضا- أنهم مما أعطيناهم من الرزق، يتصدقون على غيرهم من المحتاجين.
قوله تعالى : والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون .
فيه ثلاث مسائل :الأولى : قوله تعالى : والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة قال عبد الرحمن بن زيد : هم الأنصار بالمدينة ، استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم اثني عشر نقيبا منهم قبل الهجرة .
وأقاموا الصلاة أي : أدوها لمواقيتها بشروطها وهيئاتها .
الثانية : وأمرهم شورى بينهم أي يتشاورون في الأمور .
والشورى مصدر شاورته ، مثل البشرى والذكرى ونحوه .
فكانت الأنصار قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم إذا أرادوا أمرا تشاوروا فيه ثم عملوا عليه ، فمدحهم الله تعالى به ، قاله النقاش .
وقال الحسن : أي : إنهم لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون لا يختلفون ، فمدحوا باتفاق كلمتهم .
قال الحسن : ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم .
وقال الضحاك : هو تشاورهم حين سمعوا بظهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وورد النقباء إليهم حتى اجتمع رأيهم في دار أبي أيوب على الإيمان به والنصرة له .
وقيل : تشاورهم فيما يعرض لهم ، فلا يستأثر بعضهم بخبر دون بعض .
وقال ابن العربي : الشورى ألفة للجماعة ومسبار للعقول وسبب إلى الصواب ، وما تشاور قوم إلا هدوا .
وقد قال الحكيم :إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي لبيب أومشورة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضةفإن الخوافي قوة للقوادمفمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين كانوا يمتثلون ذلك .
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشاور أصحابه في الآراء المتعلقة بمصالح الحروب ، وذلك في الآراء كثير .
ولم يكن يشاورهم في الأحكام ; لأنها منزلة من عند الله على جميع الأقسام من الفرض والندب والمكروه والمباح والحرام .
فأما الصحابة بعد استئثار الله تعالى به علينا فكانوا يتشاورون في الأحكام ويستنبطونها من الكتاب والسنة .
وأول ما تشاور فيه الصحابة الخلافة ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينص عليها حتى كان فيها بين أبي بكر والأنصار ما سبق بيانه .
وقال عمر - رضي الله عنه - : نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لديننا وتشاوروا في أهل الردة فاستقر رأي أبي بكر على القتال .
وتشاوروا في الجد وميراثه ، وفي حد الخمر وعدده .
وتشاوروا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحروب ، حتى شاور عمر الهرمزان حين وفد عليه مسلما في المغازي ، فقال له الهرمزان : مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له ريش وله جناحان ورجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس وإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهب الرجلان والجناحان .
والرأس كسرى والجناح الواحد قيصر والآخر فارس ، ، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى ... وذكر الحديث .
وقال بعض العقلاء : ما أخطأت قط! إذا حزبني أمر شاورت قومي ففعلت الذي يرون ، فإن أصبت فهم المصيبون ، وإن أخطأت فهم المخطئون .
الثالثة : قد مضى في ( آل عمران ) ما تضمنته الشورى من الأحكام عند قوله تعالى : وشاورهم في الأمر والمشورة بركة .
والمشورة : الشورى ، وكذلك المشورة ( بضم الشين ) ، تقول منه : شاورته في الأمر واستشرته بمعنى .
وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها .
قال حديث غريب .
ومما رزقناهم ينفقون أي ومما أعطيناهم يتصدقون .
وقد تقدم في ( البقرة ) .


شرح المفردات و معاني الكلمات : استجابوا , لربهم , أقاموا , الصلاة , أمرهم , شورى , رزقناهم , ينفقون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ثم لقطعنا منه الوتين
  2. قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا
  3. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
  4. وما يدريك لعله يزكى
  5. ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين
  6. إن هؤلاء ليقولون
  7. وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم
  8. ياأيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله
  9. إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
  10. لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا

تحميل سورة الشورى mp3 :

سورة الشورى mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الشورى

سورة الشورى بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الشورى بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الشورى بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الشورى بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الشورى بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الشورى بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الشورى بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الشورى بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الشورى بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الشورى بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب