﴿ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾
[ الكهف: 2]

سورة : الكهف - Al-Kahf  - الجزء : ( 15 )  -  الصفحة: ( 293 )

(He has made it) Straight to give warning (to the disbelievers) of a severe punishment from Him, and to give glad tidings to the believers (in the Oneness of Allah Islamic Monotheism), who work righteous deeds, that they shall have a fair reward (i.e. Paradise).


قيِّما : مُستقيما معتدلا أو بمصالح العباد
بأسا : عذابًا آجلا أو عاجلا

جعله الله كتابًا مستقيمًا، لا اختلاف فيه ولا تناقض؛ لينذر الكافرين من عذاب شديد من عنده، ويبشر المصدقين بالله ورسوله الذين يعملون الأعمال الصالحات، بأن لهم ثوابًا جزيلا هو الجنة، يقيمون في هذا النعيم لا يفارقونه أبدًا.

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن - تفسير السعدي

وقوله { لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ }- أي: لينذر بهذا القرآن الكريم، عقابه الذي عنده،- أي: قدره وقضاه، على من خالف أمره، وهذا يشمل عقاب الدنيا وعقاب الآخرة، وهذا أيضا، من نعمه أن خوف عباده، وأنذرهم ما يضرهم ويهلكهم.كما قال تعالى -لما ذكر في هذا القرآن وصف النار- قال: { ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون } فمن رحمته بعباده، أن قيض العقوبات الغليظة على من خالف أمره، وبينها لهم، وبين لهم الأسباب الموصلة إليها.{ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا }- أي: وأنزل الله على عبده الكتاب، ليبشر المؤمنين به، وبرسله وكتبه، الذين كمل إيمانهم، فأوجب لهم عمل الصالحات، وهي: الأعمال الصالحة، من واجب ومستحب، التي جمعت الإخلاص والمتابعة، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } وهو الثواب الذي رتبه الله على الإيمان والعمل الصالح، وأعظمه وأجله، الفوز برضا الله ودخول الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وفي وصفه بالحسن، دلالة على أنه لا مكدر فيه ولا منغص بوجه من الوجوه، إذ لو وجد فيه شيء من ذلك لم يكن حسنه تاما.

تفسير الآية 2 - سورة الكهف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر : الآية رقم 2 من سورة الكهف

 سورة الكهف الآية رقم 2

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن - مكتوبة

الآية 2 من سورة الكهف بالرسم العثماني


﴿ قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا  ﴾ [ الكهف: 2]


﴿ قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ﴾ [ الكهف: 2]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الكهف Al-Kahf الآية رقم 2 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 2 من الكهف صوت mp3


تدبر الآية: قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن

الحمدُ لله أوَّلًا وآخرًا، دائمًا وأبدًا، مَن علَّمنا كيف نحمَده على نعمه الجليَّة، ومِننه الخفيَّة، ومن أعظمها بركةً نعمةُ القرآن، المستقيم على الحقِّ المبين، المنزَّه عن أدنى مَيل للأباطيل.
من تمام فضل الله تعالى على عباده أن أنزل عليهم كتابًا مبيِّنًا كريمًا، ومنهاجًا مُصلِحًا قويمًا، فأين المستمسكون بهَديه، العاملون بما فيه؟ إن إنذارًا بالبأس لجديرٌ بالاهتمام، فكيف ببأسٍ شديد من لَدُن القويِّ العزيز؟! لن تكونَ أيها المؤمن مؤمنًا حتى تقيمَ على إيمانك دليلًا ساطعًا، وبرهانًا صادقًا، بأنه لا يزالُ قولك صالحًا، وعملك مَرضيًّا.

وقوله : { قيما } تأكيد فى المعنى لقوله - سبحانه - : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } لأنه قد يكون الشئ مستقيما فى الظاهر ، إلا أنه لا يخلو عن اعوجاج فى حقيقة الأمر ، ولذا جمع - سبحانه - بين نفى العوج ، وإثبات الاستقامة .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما فائدة الجمع بين نفى العوج وإثبات الاستقامة ، وفى أحدهما غنى عن الآخر؟قلت : فائدته التأكيد ، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ، ولا يخلو من أدنى عوج عند السبر والتصفح ، وقيل : قيما على سائر الكتب ، مصدقا لها ، شاهدا بصحتها ، وقيل : قيما بمصالح العباد وما لا بد لهم منه من الشرائع .
وشبيه بهذه الآية فى مدح القرآن الكريم قوله - تعالى - : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات إِلَى النور بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلى صِرَاطِ العزيز الحميد } وقوله - سبحانه - .
{ إِنَّ هذا القرآن يَِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ .. } وقوله - عز وجل : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هذا القرآن مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } وقوله - تعالى - : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً } ثم شرع - سبحانه - فى بيان وظيفة القرآن الكريم ، بعد أن وصفه بالاستقامة والإِحكام ، فقال : { لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ .. .
} .
والإِنذار : الإِعلام المقترن بتخويف وتهديد ، فكل إنذار إعلام ، وليس كل إعلام إنذارا .
واللام فى قوله { لينذر } متعلقة بأنزل ، والبأس : العذاب ، وهو المفعول الثانى للفعل ينذر ، ومفعوله الأول محذوف .
والمعنى : أنزل - سبحانه - على عبده الكتاب حالة كونه لم يجعل له عوجا بل جعله مستقيما ، لينذر الذين كفروا عذابا شديدا ، صادرا من عنده - تعالى - .
والتعبير بقوله { من لدنه } يشعر بأنه عذاب ليس له دافع ، لأنه من عند الله تعالى - القاهر فوق عباده .
أما وظيفة القرآن بالنسبة للمؤمنين ، فقد بينها - سبحانه - بعد ذلك فى قوله : { وَيُبَشِّرَ المؤمنين الذين يَعْمَلُونَ الصالحات أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } .
أى : أنزل الله هذا القرآن ، ليخوف به الكافرين من عذابه ، وليبشر به المؤمنين الذين يعملون الأعمال الصالحات ، أن لهم من خالقهم - عز وجل - أجراً حسنا هو الجنة ونعيمها .
قَيِّمًانصب على الحال .
وقال قتادة : الكلام على سياقه من غير تقديم ولا تأخير , ومعناه : ولم يجعل له عوجا ولكن جعلناه قيما .
وقول الضحاك فيه حسن , وأن المعنى : مستقيم , أي مستقيم الحكمة لا خطأ فيه ولا فساد ولا تناقض .
وقيل : " قيما " على الكتب السابقة يصدقها .
وقيل : " قيما " بالحجج أبدا .
لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًاأي لينذر محمد أو القرآن .
وفيه إضمار , أي لينذر الكافرين عقاب الله .
وهذا العذاب الشديد قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة .
مِنْ لَدُنْهُأي من عنده وقرأ أبو بكر عن عاصم " من لدنه " بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون , والهاء موصولة بياء .
والباقون " لدنه " بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء .
قال الجوهري : وفي " لدن " ثلاث لغات : لدن , ولدى , ولد .
وقال : من لد لحييه إلى منحوره المنحور لغة في المنحر .
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًاأي بأن لهم أجرا حسنا وهي الجنة .
وإن حملت التبشير على البيان لم يحتج إلى الباء في " بأن " .
والأجر الحسن : الثواب العظيم الذي يؤدي إلى الجنة .


شرح المفردات و معاني الكلمات : قيما , لينذر , بأسا , شديدا , لدنه , ويبشر , المؤمنين , يعملون , الصالحات , أجرا , حسنا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من
  2. إني ظننت أني ملاق حسابيه
  3. فجعلناهن أبكارا
  4. ولقد رآه بالأفق المبين
  5. لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم
  6. والشمس وضحاها
  7. ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي
  8. ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول
  9. ولو ألقى معاذيره
  10. وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين

تحميل سورة الكهف mp3 :

سورة الكهف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الكهف

سورة الكهف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الكهف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الكهف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الكهف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الكهف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الكهف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الكهف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الكهف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الكهف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الكهف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, December 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب