قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن اسم الله القدير في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 20]
أجارنا الله من حال المنافقين، فهم أبدًا بين خوفٍ وحَيرة يتردَّدون، فلا أمِنوا الطريقَ ولا اهتدَوا السبيل، تلك هي النفوسُ المنهزمة والجماعة المخذولة. |
﴿۞ مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 106]
كن على يقينٍ بأن لله تعالى في كلِّ ما يشرَعه ويقضيه حِكمًا ومصالح، فآمن به، وتوكَّل عليه، وفوِّض الأمرَ إليه. |
﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 109]
الحسد داءٌ يَفري قلوبَ أصحابه من اليهود والنصارى فَريًا؛ ليقينهم أن المسلمين على الحقِّ القويم، فتراهم لا يفتأون يعملون على صدِّهم عن الإيمان، وردِّهم إلى الفسوق والكفران. كلُّ ذي نعمةٍ محسود، وأعظم نعمةٍ هي الإسلام، فما الظنُّ بأعداء الإسلام أن يفعلوا بأهله؟! مع انكشاف غِلِّ اليهود وحسدهم، يدعو الله المؤمنين إلى العفو والصَّفح، ولكن إلى أجل؛ فإن بعض العفو عن الكفَّار لا يصلح أبدًا. في الأمر بالعفو دون الأمر بالصبر على الأذى إيذانٌ بأن الله سيمكِّن للمؤمنين، وترهيبٌ لأعدائهم إلى أن يأتيَ أمر الله. |
﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 148]
دعك من الاشتغال بما يبثُّه أهل الكتاب من دسائسَ وفتنٍ وشبُهات، ولا تجعلها تصرفُك عن العمل والاستباق إلى الخيرات. الأمر بالمسابقة إلى الخيرات أبلغُ من الأمر بالمسارعة إليها؛ وهو حثٌّ على إحراز قَصَب السَّبق في كلِّ أمور الخير. إن الذي أمركم بالتوجُّه تِلقاءَ الكعبة من جميع الجهات، سوف يجمعكم من الأقطار المتباينة حيثُ كنتم إلى موقفِ القيامة. |
﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 259]
لا تستبعِد أن يقضيَ الله ما لم تألفه أو تتوقَّعه، وأيقِن بأن الله على كلِّ شيءٍ قدير، فذلك يبعث فيك العزيمةَ والأمل، ويدعوك إلى الهمَّة والعمل. من لطف الله تعالى بعباده أن يُجريَ عليهم من الأقدار ما يجدون فيه العِبرة، ولكن أين المتبصِّرون المعتبِرون؟ لو شاء الله أن يُميتَ عبدَه بضع سنينَ لكانت كافيةً لاعتباره ويقينه، لكنه بعثه بعد مئة عام ليكون حُجَّةً ودليلًا على البعثِ، وآية ظاهرة لمن رآه بعد إحيائه. إن الذي حفظ طعامًا وشرابًا أن يغيِّرَه مرُّ السنين، لقادرٌ على بعث أجسادٍ يُكتب لها الخلود أبدَ الآبدين. تأمَّل في تصاريف حياتك ومظاهر الخَلق من حولك، فإن وجدتَّ فيها شيئًا جاريًا على خلاف العادة، فاعلم أن ذلك بتقدير الله ومشيئته، وأيقن بأن الله على كلِّ شيء قدير. طُوبى لمَن إذا تبيَّن له الحقُّ سارع إلى الإذعان له والتصديق به، ولم يركب موجةَ الكِبْر والعِناد، فإنه لا يشَمُّ عَرفَ الجنَّة مستكبرٌ معاند. |
﴿لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]
سبحانه له السماواتُ والأرض وما فيهما؛ مُلكًا وتدبيرًا، فلنَنقَد لأمره، ولنحذَر من سَخَطه، فإنما نحن عبيدٌ من عبيده، لا نخرج عن حُكمه وتدبيره. يا مَن ملأ قلبَه بقبيح النيَّات وشنيع الخطَرات، ألا تستحي من نظَر الله إلى قلبك وقد دنَّستَه بتلك المنكرات؟! اجتهد ما شئتَ أن تجتهدَ في إخفاء خطاياك عن أعيُن الخلق، فإنها لن تخفى على مَن يعلم السرَّ وأخفى. شقَّ هذا الوعيدُ على الصحابة وهم أعلمُ هذه الأمَّة فأجثاهم على الرُّكَب؛ خوفًا من ربِّهم، فكيف يكون حالنا معه؟! هو القدير سبحانه، فمَن ذا الذي يُفلت من عذابه وعقابه؟! |
﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [آل عمران: 26]
لا تغترَّ بعزِّ أحدٍ فتَذِلَّ له من دون الله، ولا بمُلك أحدٍ فتتعلَّقَ به من دون الله؛ فإنما هم جميعًا تحت مشيئة الله، وإن شاء سلبَهم ما أعطاهم في طَرفة عين. يملِّك الله تعالى مَن يشاء ما يشاء تمليكَ العاريَّة التي يستردُّها صاحبُها عندما يشاء، فطوبى لمَن لم ينخدع بمُلكٍ ولا سلطان! سلبُ الله الملكَ عمَّن يشاء وإذلاله لمَن يشاء أمرٌ دائرٌ بين العدل والفضل والحكمة، ولا تخرُج المصلحة عنه، وهو على كلِّ حال خيرٌ يُحمَد عليه الربُّ، ويُثنى به عليه. |
﴿قُلۡ إِن تُخۡفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمۡ أَوۡ تُبۡدُوهُ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [آل عمران: 29]
لمَّا كانت الموالاة أصلَ المحبَّة، وهي من أعمال القلوب التي يظهر أثرُها على الجوارح، قدَّم سبحانه علمَه بالخفيَّات على المُعلَنات. مَن تيقَّن سَعةَ علم الله به، وعظيمَ قدرته عليه، خشيَ أن يعصيَه في سرِّه وعلنه. |
﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [آل عمران: 165]
لو تبصَّرتَ عظيمَ ما سلف من نِعَم الله عليك، وأفضاله إليك، لهان ما تُلاقيه من البلاء. جهاد النفس كجهاد الأعداء؛ مَن أهمل ثغورَها، وفرَّط في تهذيبها، وقصَّر في تقويمها، أصابته في مقتَل. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189]
المُلك كلُّه لله تعالى وحدَه، فهو المالك المتفرِّد، وما العبدُ إلا وكيل، فهل يتصرَّف الوكيلُ في مُلك سيِّده إلا بإذنه؟ |
﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 17]
وصف النصارى بالكفر حُكمٌ شرعيٌّ قضى به الله تعالى، فلا سبيلَ للاستخفاء به، بل هو وصفٌ صادقٌ لمَن سبَّ اللهَ أعظم مَسبَّة. لا أحدَ يدفع إرادةَ الله؛ لأنه المالكُ لأمر الوجود كلِّه، ولا يستطيع أن يصرفَه عن عملٍ يريده، أو يحملَه على أمرٍ لا يريده، أو يستقلَّ بعملٍ دونه. إن كنت تعلم أنه لا يملك منعَ مُراد اللهِ تعالى أحدٌ من الخَلق، أفيَليقُ بك أن تتوجَّهَ إلى غيره، ممَّن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضُرًّا؟ لا يعترضُ على مالك السماوات والأرض، الخالقِ لكلِّ شيء، والقادرِ على كلِّ شيء، إلا ذاهبُ اللبِّ، وإن لم ينتظِم في قافلة المجانين. |
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 19]
إن زمنًا طال على الناس فيه العهدُ بلا أنبياء لَزمنُ فُتور. ألا إن الدين يحتاج إلى ذوي هِمَم، ينفُضون الفتور، وينهَضون لمعالي الأمور. ماء الوحي العَذبُ ما زال يترقرقُ أمام الظامئين، غيرَ أن تقادُمَ عهد الرسالة، والبعدَ عن خير القرون، جعل بعضَ الناس يأوون إلى فيافي الفُتور القاحلة، فمَن يحملُ لأولئك العِطاش ماءَ الوحي النمير؟ قد زُرع النقصانُ في طبائع الإنسان، فهو بين رغبةٍ تَشوقُه، ورهبةٍ تَسوقُه، يبشَّر فيُهرَع، ويحذَّر فيَفزَع، فإن جاءه بشيرٌ نذيرٌ اعتدل حاله. من فقه الدعوة الجمع بين الترغيب والترهيب، وتقديم ما يقتضيه الحال منهما. |
﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 40]
لله تعالى أن يشرَعَ ما يشاء من العقاب، ويذيقَ مَن يشاء أليمَ العذاب، ويقبلَ توبة مَن رجَع إليه وتاب، ولا عجبَ في ذلك؛ فإن لله مُلكَ السماوات والأرض. كمَلَ ملكُ ربِّنا وكمَلَت قدرتُه، ففرض الفرائض وحدَّ الحدود، وليس للعباد إلا الاستجابةُ لحكمه، والانقيادُ لشرعه؛ لأنهم ملكٌ من ملكه، وهو قادرٌ على مؤاخذة من حادَ عن نهجه الذي شرَع. |
﴿لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِيهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ ﴾ [المائدة: 120]
مَن ذا الذي يملكُ السماواتِ والأرض، ويتصرَّفُ فيهما كيف يشاء إلا الحيُّ القيُّوم؟ فهل يعقِلُ هذا من يدَّعي الألوهيَّةَ لعبدٍ من عبيده؟ |
﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يَمۡسَسۡكَ بِخَيۡرٖ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الأنعام: 17]
جديرٌ بالعبـد أن يتعلَّـقَ بربِّه سبحـانه في جلب منافعه ودفع مضارِّه؛ فهو وحدَه تعالى القادر على نفعه وضَرِّه، لا يُعجزه شيءٌ يريده، ولا يمتنع منه شيءٌ يطلبه. |
﴿۞ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]
الإيمان بالله تعالى وآياتِه يوجبُ العملَ بالعلم، والرضا بالحُكم. توزيعُ غنائم الجهاد حيث شاء اللهُ دليلٌ على أن الجهادَ شُرع لأغراضٍ سامية لا تَلهثُ خلفَ المال، ولكنَّها تُديره إدارةً حسنة لتحقِّقَ مقاصدَه الشرعيَّة. كم حرَص الإسلامُ على ضعفاء المجتمع! فقد أعطاهم من الغنيمة ليُعينَهم، وليقومَ بمصالحهم حيث فُقدَ مَن يقوم لهم بها. العبودية لله تعالى وحدَه هي أعلى وسام شرفٍ يناله الإنسانُ عند الله، فقد وُصِف به خيرُ خلقه في أعظم المقامات. لمَّا كان النصرُ من عنده وحدَه سبحانه، فإن الغُنم هو بفضله وحدَه، فكيف لا يكون الحُكم فيه له وحدَه؟! حين كان ربُّنا هو الناصرَ والقادرَ والغنيَّ عن عباده، فإنه يجب أن يُطاعَ أمرُه، ولا يُخالَفَ حكمُه. |
﴿إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 39]
ما من أمَّةٍ تركت الجهادَ إلا ضرب اللهُ عليها الذلَّ، فدَفعت مُرغمةً صاغرة لأعدائها أضعافَ ما كان يتطلَّبه منها كفاحُ الأعداء. قتل المسلمين وتشريدُهم، وأسرُهم وإذلالُهم، والسيطرةُ على ثرواتهم وخيراتهم وقراراتهم، كلُّ ذلك من العذاب الناتج عن ترك الاستجابة لدعوة الله. إن هذا الدين لمَن ذبَّ عنه ودافع عن حِياضه، فمَن لم ينفِر لأجله استبدل الله به غيرَه. المستجيب لما دعا الله إليه إنما ينفع نفسَه، والمعرِضُ عن ذلك يَجلِب الضررَ عليها، ولن يضُرَّ اللهَ شيئًا، فإن الله قادرٌ على أن يذهبَ به ويأتيَ بسواه. |
﴿إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [هود: 4]
لا مرجِعَ للعبدِ إلا إلى اللهِ تعالى، فهو وحدَه سبحانه المدبِّرُ والمتصرِّف، فيا ضيعةَ من تعلَّق بغيره حتى وردَ عليه! الله جلَّ جلاله قادرٌ على ما يشاء، من الإحسان إلى أوليائه، والانتقام من أعدائه، وإعادةِ الخلائق يومَ القيامة، فما ظنُّكم برجوعكم إلى القادر على كلِّ شيء وقد عصيتُم أمره؛ أليس يعذِّبكم عذابًا كبيرًا؟! |
﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ ثُمَّ يَتَوَفَّىٰكُمۡۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡ لَا يَعۡلَمَ بَعۡدَ عِلۡمٖ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٞ قَدِيرٞ ﴾ [النحل: 70]
يا من يفخَرُ بعلمه وقوَّته، ويتكبرُ على خلق الله بهما؛ لا تنسَ أن غايةَ ذلك إلى نسيانٍ وذهاب، وموتٍ وضَعف. إن الذي ردَّ الإنسان إلى أرذل العمُر هو القادر سبحانه على أن يميتَه ثم يبعثَه، ولا يغيب عن علمه شيءٌ من أحواله بعد مماته حتى يحشُرَه إليه. |
﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [النحل: 77]
الله عزَّ وجلَّ له مُلك ما غاب عن العباد في السماوات والأرض، وله الأمرُ في الساعة التي هي مُنتهى أمرهم، فعلمُه نافذ، وقدرتُه نافذة، فهل يملك أحدٌ من المعبودات من دونه شيئًا من الغيب، وهل يقدر على شيء من دونه؟! |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الحج: 6]
ألا تَهديك دلائلُ الخلق التي تراها بعينيك إلى أن الله تعالى هو الحقُّ، وأنه يحيي الموتى، وأن الساعة آتية، وأنه قادر على كل شيء؟ هل تفكَّرت في الحياة بعد الموت، وبقيام الساعة بعد الدنيا، وبيوم النشور بعد القبور، فماذا قدَّمت لنفسك لتنجوَ في تلك الأحوال من الأهوال؟ |
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39]
ليس المؤمنون بالمعتدين الظالمين، ولكن لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم ما داموا مظلومين. |
﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [النور: 45]
هذا الماء قد جعله الله تعالى أصلَ وجودك، ومنه ما هو سببٌ لدوام حياتك، فهلَّا حمِدتَّ الله تعالى على نعمة وجوده؟ تشترك الحيَوانات جميعها في مادَّة تكوينها، وتختلف في أشكالها وأفعالها وأسلوب حياتها، وكلُّها لله تعالى مطيعة منقادة إلى ما خلقها له، فسبحان الخالق العليم! |
﴿قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [العنكبوت: 20]
تأمَّل انتشار الخلائق كلَّ صباح من رُقادها، وحياةَ النباتات كلَّ سنةٍ بعد ذبولها، تتيقَّن أن الله تعالى باعثٌ عباده بعد أن يصيروا رِمَمًا. لا شيء على الله تعالى عسير، فالبدء في قدرته كالإعادة، ولكن للبشر مقياس يعتقدون به أن الإعادة أهون من البدء، وبهذا المقياس يخاطبهم. أنعِم نظرَك في الأرض وما فيها، وأرسل طَرْفك للتأمُّل فيما عليها، تجِد أن مَن أنشأ هذا الخلق المتقن البديع قادرٌ على إعادة خلقه عقِب فنائهم، وبعثِهم بعد موتهم. ليس في قدرة الله ما يُعجز عن النشأة الآخرة بعد أن سُبقت بالنشأة الأولى من العدم، فمَن خلق خلقه بلا مثال قادرٌ على إعادته. مَن كان على شيء قديرا، صار كلُّ شيء في مُكنَته يسيرا. |
﴿فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الروم: 50]
انظر بتفكُّرٍ إلى الأرض بعد نزول المطر، كيف ابتسمت بعد عبوسها، وأشرقت بعد ظلامها؛ لتأخذ منها العبرة، فيمتدُّ نظرُك من الإحياء الأصغر إلى الإحياء الأكبر، وهو بعثُ النُّفوس ليوم المحشر. |
﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]
الضعف مادَّة الإنسان التي صِيغَ منها كِيانه، وقام عليها بنيانه، ولولا تقويةُ الله له ما وصل إلى قوَّة ولا قدرة، فعليه أن يعرفَ قدره، ولا يتعدَّى طوره، بل ينصاع لمَن فطره وخلقه. تلك الأطوارُ التي تمرُّ بها البشرية تشهد على أن للعباد خالقًا حكيمًا يفعل ما يشاء، ومَن تأمَّل أفعاله تلك تبدَّى له علمُه تعالى وقدرته. |
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [فاطر: 1]
الثناء الكامل على الله المنعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، حيث خلق السماواتِ والأرضَ فسخَّر ما فيهما لمصالحهم، وأرسل الملائكةَ بالوحي لهدايتهم وإرشادهم. سبحان الخالق القادر الذي يخلُق فيَزيد في خلقه ما يشاء صفةً أو قدرًا! وليس لمشيئته سبحانه انحصارٌ ولا توقيت. |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [فصلت: 39]
ما نراه من تقلُّب الأحوال من الجَدْب إلى الخِصْب ومن الضَّعة إلى الرِّفعة ليس أمرًا عابرًا، ولكنه دعوةٌ إلى تعظيم قدرة الله، والاعتبار بحال كلِّ شيء وعاقبته. |
﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 9]
أفمَن يخلُق كمَن لا يخلق، أفمَن يُحيي كمَن لا يحيي، أيكون القادر على كلِّ شيء كالعاجز؟ فاعجَب بعدُ لمَن يتَّخذ من دون الله وليًّا! |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 29]
كما لم يتعذَّر على الله خلقُ الخلق وبثُّهم في كونه الذي أحاط به، لا يتعذَّر عليه سبحانه جمعُهم يوم القيامة، فأين المفرُّ من الله؟ |
﴿أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 50]
مَن أيقن بأنه مُلكٌ من مُلك الله، وأن أمر الخلق إلى ربِّه، وليس إلى اختياره وهواه؛ لزم حصنَ التسليم، لأمر الخالق العظيم، ورضي بما قسمه الله له من العطاء والهبة. الذكور والإناث من هبة الله ونعمته، وقد ضلَّ مَن حذا حذوَ الجاهليِّين بكراهة البنات، ولم يفرح بنعمة الله، ولم يَرضَ بمشيئته واختياره له. هل من بَلسَم أبلغُ شفاء وتطييبًا للخواطر من هذا البلسم؟ إن كلَّ ما يؤتاه العبدُ إنما هو بتقدير الله العليم بما فيه خيرُه وصلاحُه. إن الله سبحانه قديرٌ على خلق ما يشاء، وإعطاء مَن يشاء، ومنع مَن يشاء، ومَن عُبدوا من دونه عاجزون، لا يخلُقون شيئًا ولا يَهَبُون، ولا يمنعون من أمر الله شيئًا ولا يستطيعون، فماذا تقول فيمَن يتقرَّب إليهم ويسألهم الأولاد؟! |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الأحقاف: 33]
مَن خلق السموات والأرض بهذا الإحكام لا يُعجِزه شيء، وهذا من أدلَّة استحقاقه للعبوديَّة؛ لأن العاجز لا يَصِحُّ أن يكون إلهًا معبودًا. |
﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الحديد: 2]
إذا خَلوتَ بربِّك تناجيه فضع نُصبَ عينيك أنك تدعو من أحاط مُلكه بكلِّ شيء، وتمَّت قدرتُه على كلِّ شيء، وأنه لا يردُّ سائلًا. |
﴿وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الحشر: 6]
من منَّة الله وفضله على عباده أن ينصرَهم على عدوِّهم، ويمكِّنَ لهم في الأرض، بغير مشقَّة وجَهد ولا عتاد وعُدَّة! من تمام قدرة الله سبحانه أنه لا يمتنعُ منه ممتنع، ولا يتعزَّز من دونه قويٌّ عزيز. إذا جارَ الناسُ وجنَحوا عن هَدي ربِّهم سلَّط الله عليهم من صفوة خَلقه من يدفع ظُلمَهم ويردُّ كيدَهم، ويأطِرُهم على القِسط أَطْرًا. |
﴿۞ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الممتحنة: 7]
الإيمانُ باليوم الآخر واحتسابُ الأجر والثواب له، يسهِّل على العبد كلَّ عسير، ويقلِّل لديه كلَّ كثير، ويوجب له الاقتداء بالأنبياء والمرسَلين، وبعباد الله المخلصين. حين يضعُ المرء نُصبَ عينيه رضا الله تعالى، ويستحضرُ الحسابَ في الآخرة، لا يملكُ إلا أن يُذعنَ لأمره سبحانه ويسلكَ سبيلَ المرسَلين. أعظمُ الناس سفهًا من يتولَّى عن ربِّه الغنيِّ سبحانه، مع فقره الكليِّ إليه. الإيمان هو المعيارُ الدقيق للصِّلات بين الناس، والله وحدَه الذي يهدي القلوبَ ويقلِّبها من حالٍ إلى حال، فهو سبحانه القدير الرحيم المتعال. ربما تضطرب صلتُك ببعض قرابتك وأصدقائك؛ بسبب سعيك لإرضاء ربِّك، فلا تحزن ولا تأسَ، فإنَّ قلوب العباد بين إصبَعَين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء، وعسى أن ينقلبَ العَداء، إلى محبَّة وصفاء. من الحصافة ألا يقطعَ المؤمن حبالَ الصِّلة مع أرحامه المخالفين، فلعلَّ الله يشرحُ قلوبهم للإيمان، فيحلُّ بينهم المحبَّة بعد البغضاء، والأُلفة بعد الشَّحناء. بابُ المغفرة والتوبة مفتوحٌ أبدًا للكفَّار وعُتاة المجرمين، ورحمتُه سبحانه شَمِلَت الخلقَ أجمعين، أفلا نستبشرُ بذلك معشرَ المؤمنين، ونسأل الله الرحيم من فضله العظيم؟ |
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [التغابن: 1]
لو عرفتَ أيها العبدُ ربَّك حقَّ المعرفة، وأدركتَ عظيمَ ملكه، لخشعَت منك كلُّ خليَّة، ولنبض قلبُك بتمجيدِه، وانطلق لسانُك بتسبيحِه. أجل، إن الله على كلِّ شيء قدير، قديرٌ على إكرام أهل الذِّكر والشُّكر، وقديرٌ على إذلال أهل الجحود والكُفر، فيا خيبةَ من كان في الفريق الثاني! |
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا ﴾ [الطلاق: 12]
يدرك العاقلُ المتأمِّل في أحكام الله أنَّ الذي أنزل هذه الشريعةَ المُحكَمة لا بدَّ أنه ربٌّ عظيم حكيم، كاملٌ في قدرته وصفاته. شعورُ الإنسان بعلم الله المطلَق، واستحضارُ أنه تعالى خبيرٌ بكلِّ شيء هو الضمانُ لرهافة الإحساس، ومراقبة الله في الخلَوات والجلَوات. إن الله الذي أنزل إليكم أحكامَ الطلاق وغيرَها، قد أحاط بكلِّ شيء علمًا، فهو أعلم بما يُصلح شؤونكم، ويُقيم أمركم، فلا تتعدَّوا حدودَه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [التحريم: 8]
البِدارَ البِدار، إلى التوبة الخالصة قبل انقضاء الأعمار، إذ ليس من توبةٍ تُقبَل يوم الحساب، ولا فديةٍ يُفتدى بها من العذاب. لا تكون التوبةُ نصوحًا حتى يعزمَ العبد عزمًا أكيدًا ألا يعودَ إلى الذنب كرَّة أخرى، فما أحرانا أن نعزمَ على ذلك جميعًا. حسبُكم شرفًا أيها المؤمنون أن الله ألحقَكم بنبيِّه سيِّد ولد آدم، وسلَّمكم من خزي ذلك اليوم، فجدِّدوا إيمانكم بالتوبة. |
﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]
ما أعظمَكَ ربَّنا وما أكملَ قدرتَك؛ أبدعتَ ما أبدعتَ من مخلوقات على غير مثال، ولا نملكُ إلا أن نقول: تبارك الله أحسنُ الخالقين! إن الله هو المالكُ والمهيمن على كلِّ شيء، وإذا ما استقرَّت هذه الحقيقةُ في الضَّمير، فإنها تحدِّد للعبد الوجهةَ والمصير، لإفراد الله بالعبادة والتقدير. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
حد السرقة مداخل الشيطان العفة التذكير بالله تناقل الاشاعات حد القذف النبات حرص اليهود على الحياة الأسرى والرقيق الشعر والشعراء
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب