قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَيَقۡتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21]
وهل يكون قتلُ النبيِّ إلا بغيًا وعدوانًا؟ ولكنَّه تأكيدٌ لبشاعة هذه الجريمة النكراء، وتنبيهٌ على أن النفوس الخبيثةَ ترتكب القبائحَ بلا حياء. |
﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]
حقُّ القائمين بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التأييدُ والعون؛ لأنهم تحمَّلوا تبعات هذه الفريضة. حريٌّ بمَن اجتهد في تكميل نفسه أن يسعى إلى تكميل غيره؛ وبذلك يكون الناس أمَّةً واحدة؛ إيمانًا وصلاحًا. كن ممَّن يدعون إلى الخير في كلِّ مكان وزمان، ويسهمون بالكلمة الطيِّبة في كلِّ مشروع ومَيدان، ويشجِّعون غيرَهم على كل برٍّ وإحسان. عطفُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الدعوة إلى الخير مع اندراجهما فيه؛ يُظهر فضلهما وعلوَّهما في الخيرات. لا بدَّ أن نجتهدَ في إقامة مجتمعٍ يجد فيه فاعل الخير أنصارًا، وصانع الشرِّ مقاومةً وخِذلانًا. أحقُّ الناس بوصف الفلاح أولئك الذين بأعباء الحِسبة يقومون، وعلى أدائها يحافظون، وعلى ضرَّائها يصبرون. |
﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]
فلتُدرك الأمَّة المسلمة هذه الحقيقةَ الناصعة، لتعرفَ قيمتها، وتعلمَ أنها أُخرجت لتكونَ طليعةً للناس، تقودهم للخير، وتنأى بهم عن الشرِّ. لا بدَّ من الإيمان بالله وحدَه؛ ليوضعَ الميزان الصحيح للقيم، ويظهرَ التعريف الصريح للمعروف والمنكر. شرط خيريَّة الأمَّة أن تقومَ بهذا الواجب العظيم، فاجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحذر أن تُؤتى الأمَّة من قِبَلك. حريٌّ بمَن تفضَّل الله عليه بنعمةٍ أن يرعاها، ويقومَ بواجب شُكرها، حتى لا يسلبَها منه، ويستبدلَ به غيرَه. |
﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [آل عمران: 114]
كلَّما كمَل إيمان العبد زاد حظُّه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا دأبُ الصالحين؛ المسارعةُ إلى الخيرات رغبةً فيها، ومعرفةً بقدرها، دون تكاسُلٍ عن أدائها، أو تثاقُلٍ عن القيام بها. الإيمان والعمل والدعوة، هذه صفاتُ عباد الله الصالحين، وبقدرها تتفاوتُ مراتب الناس في الصلاح. |
﴿۞ لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 114]
استثمر مجالسَك الخاصَّةَ في العمل الصالح، والقول المفيد الناصح، واجعل لدينك ما تعمله في إسرارك وإعلانك. ما أكثرَ كلامَ المجالس الذي تفوح منه رائحةُ الإثم، ويُزري به الفُضول! كلُّ ذلك شرٌّ لا خيرَ فيه، فانتَقِ من الكلام أطيبَه، وإلى الله أقربَه. مَن ظنَّ أن الأمر بالمعروف وَقفٌ على الدعاة والخطباء، وأربابِ القنوات والهيئات، فقد حجَّرَ من الخير واسعًا. إرادة الرِّياء في العمل الصالح إماتةٌ لروح العمل، وحُبوطٌ للأجر، فمَن أخلصَ لله نيَّته في سرِّه وعلنه فقد استحقَّ الثواب العظيم. |
﴿لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ﴾ [المائدة: 63]
نِعمَ المجتمعُ مجتمعٌ يحرسه حمَلةُ الشريعة، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر! فإن لم يفعلوا فلهم وعيدٌ ترجُف منه القلوب. إذا صار السكوتُ عن الأمر بالمعروف وتركُ إنكار المنكر صناعةً يلتذُّ بها بعضُ المنتسبين إلى العلم ليجدوا فيها الراحة؛ فبئست صناعةً امتهنوها، وبئست بضاعةً حملوها! |
﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ﴾ [المائدة: 78]
الهوى يجعل صاحبَه يسومُ في أودية الضَّلال، فيَتِيهُ عن الحقِّ في الأقوال والأعمال؛ فلذلك لا يصلُح صاحبُ الهوى قائدًا إلا إلى المهالك. |
﴿كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ﴾ [المائدة: 79]
اللعن جزاءٌ عظيم، ناتجٌ عن ذنبٍ جَسيم، وما لُعِنَ أولئك القومُ على لسان داودَ وعيسى عليهما السلام إلا لعِظَم ما ارتكبوه من المآثم، فليحذَر كلُّ إنسانٍ يرجو رحمةَ ربِّه أسبابَ لعنه. إن أُشرِبَت النفسُ حبَّ المعصية ففرَّط صاحبُها في الواجبات، ولم ينتهِ عن المعاصي والمحرَّمات، واعتاد الكذبَ والنفاق، فما له سوى الإبعاد. النهيُ عن المنكر صِمامُ أمانٍ للمجتمع، ومانعٌ واقٍ من نزول السخَط والنِّقَم، فمَن عمل بهذه الشَّعيرة بجِدٍّ وإخلاص حاز بها الوقايةَ والخلاص. يا حسرةً على مسلم يُعرِض عن النهي عن المنكر وهو قادرٌ على إنكاره! ألم يسمع ذمَّ اللهِ للمعصية وتركِ النهي عنها؟ السكوت عن المنكر لا يُنجي صاحبَه؛ فقد سمَّى الله التهرُّبَ من هذه المسؤوليَّة فعلًا بئيسًا، فكيف إن اجتمع إليه الرضا بالمنكر؟! |
﴿وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَلَٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 69]
على المؤمن إن رأى مستهزئًا بآيات الله أن يعِظَه وينصحَه؛ ليُمسكَ عن باطله، أمَّا حسابُ المستهزئ فعلى ربِّه وحده. الذِّكرى طريقٌ إلى التقوى، وما أحسنَها إذا كانت معبَّدةً بالأساليب المؤثِّرة، والوسائلِ الموصلة إلى هذه الغاية السامية! |
﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]
قبيحٌ بالمرء أن يكذِّبَ بحقيقةٍ يوقن بصدقها، ويُبطل قضيَّةً يعلم صوابَها؛ فنبوَّة نبيِّنا محمَّد ﷺ لا ينكرُها من أهل الكتاب إلا مكابرٌ أو حاسد. ما أعظمَ شريعةَ الإسلام، وحرصَها على مصالح الأنام! فلقد أحلَّت كلَّ ما كان في نفسه طيِّبًا، وحرَّمت كلَّ ما كان في نفسه خبيثًا. في شريعتنا ليس تحريمُ المحرَّمات يجري مَجرى العقوبات، ولكنَّه إنقاذٌ للأمَّة ممَّا فيها من المفسِدات. ألا نشكرُ اللهَ الكريم على فضله علينا؛ فقد جعل شريعتَنا أسهلَ الشرائع، فوضع عنها ما كان يثقُل على مَن كان قبلَنا من التكاليف. من حقِّ رسولنا الكريم ﷺ، وما جاء به من الدين العظيم: الجهادُ بالسِّنان، والقلم واللسان؛ نصرةً للرسول الأمين، ونشرًا لهذا الدين في العالمين. ما أشبهَ المهتديَ بنور القرآن بسارٍ وراء نورٍ يضيءُ له طريقَ الأمان! فلا يزال يتَّبعه ويتحرَّاه؛ إذ يرى باتِّباعه نجاتَه وهداه. لقد أفلحَ أصحابُ رسول الله ﷺ كلَّ الفلاح، وورَّثوا مَن بعدهم أعلامَ الصلاح، فكم لهم من فضل، وخَلَفٍ من الخير جزل! فكُن على طريقهم، عساك تلحقُ بهم. لا سعادةَ ولا فلاحَ إلا باتِّباع الرسول ﷺ ظاهرًا وباطنًا، في أصول الدين وفُروعه، ونصرة دينه واتِّباع شريعته. |
﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۭ بَـِٔيسِۭ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165]
الناصح الصادقُ يحظى بالنجاة إذا نزل عقابُ اللهِ على مَن عصاه. الحِيَل المحرَّمةُ لا توصِل إلى البُغية، ألا ترى أن حيلَ أصحاب السبت لم تدفع عنهم العذابَ البئيس، ولم ترفع عنهم اسم الفسق، بل تسبَّبت لهم في المسخ؟ |
﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]
الكبار يُطلُّون من شُرفات سُموِّهم بالسماحة والمسامحة، والتواضع والعطف، والإغضاء والسهولة. رياضة النفوس تقتضي أخذَها في أوَّل الطريق بالجميل من التكاليف؛ حتى يَسلسَ قيادُها وتعتادَ النهوضَ بما فوقَ ذلك في يُسر. كريم الناس لا يُجاري السفهاءَ في سفَههم، ولا يكافئُهم بمثل غثاءِ أقوالهم، بل يَحلُم ويُعرِض، ويترفَّع ويَغُضُّ. إن سكَتَّ عن جاهلٍ لديه بقيَّةُ خُلقٍ رجع عن سفَهه، فإن عدِمَ ذلك فصبرتَ عليه اعتزلَه الناس وعرَفوا علوَّ قدرك. |
﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67]
لمَّا كانت غايةُ المنافقين واحدة، وطريقُهم إليها متَّحدة، تشابهوا في الخِصال الذميمة، والأوصاف النفسيَّة الخبيثة التي لا يليقُ أن يكونَ صاحبُها جزءًا من المجتمع المسلم. النفاق بيتُ السوء والبلايا؛ فطبعُ المنافقين سوءُ الطويَّة، واللؤمُ والأذِيَّة، والاستهزاء والجُبن، أمَّا سُلوكُهم فأمرٌ بمنكر، ونَهيٌ عن معروف، وبُخلٌ وشُحٌّ. يحسِّنُ المنافقون المنكرَ ويشوِّهون المعروف، ويقبِضون أيديَهم عن الخيرات ويَبسُطونها في الشرِّ والسوء. لقد جنَوا على أنفسهم جِنايةً عظيمة، حيث نَسُوا الذي هو أعظمُ وأكرم، ومنه كلُّ شيء، فحرمَهم هدايتَه وتوفيقَه ورحمته. فِسقُ المنافقين أعظمُ من فسق غيرهم، وإن استتروا عنه بجِلباب الصلاح، ولذا كان عذابُهم أشدَّ من عذاب غيرهم. |
﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ﴾ [التوبة: 71]
المؤمنون بإيمانهم كالجسد الواحد، يُوالي بعضُهم بعضًا في تحقيق الخير ودفع الشرِّ، وإحياءِ التضامُن والتكافل فيما بينهم. ليست وظيفةُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصَّةً بالرجال، بل على النساء أن يأمُرنَ بالمعروف ويَنهَينَ عن المنكر في إطارهنَّ المشروع. من أخصِّ أوصاف المؤمنين، وأقواها دَلالةً على صحَّة عَقدهم، وسلامةِ سريرتهم: أنهم يأمرون بالمعروف وينهَون عن المنكر. من تمام الموالاة بين المؤمنين القيامُ بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونُصرة مَن يقوم بذلك والذبُّ عنه. الصلاة والزكاة رُكنانِ عظيمان يقوم عليهما عمودُ الإيمان، أحدُهما يتعلَّق بالأموال، وثانيهما بالأبدان. ما قام المنافقُ إلى الصلاة إلا ورافقَه الكَسَل، ولا طُلبت منه الزكاةُ إلا ومنعَه البَخَل. مَن أنكر وجوبَ طاعة النبيِّ ﷺ زاعمًا الاكتفاءَ بالقرآن، فقد خلع رِبقةَ الإيمان. إن دخول الجنَّة كائنٌ برحمة الله التي لا تُنال بالرجاء الخالي من الأعمال، بل تُنال بتوفيقِ الله عبدَه لصالح الأفعال والأحوال. رحمة اللهِ بعبده المؤمن لا تقتصر على الآخرة، بل تكون في الدنيا، في اطمئنان القلب واتصاله بالله، والرعايةِ والحماية من الفتن. |
﴿ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112]
ليس الإيمانُ بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، بل بعملٍ يُرضي اللهَ تعالى. لا بدَّ للتائبِ من اشتغالٍ بعملِ الآخرة، وتداركِ ما فرَّط من أعمالها، وأن يحفظَ لحَظاتِه وخُطُواتِه ولَفَظاتِه وخَطَراته. استشعِر نِعمَ اللهِ الواصلةَ إليك، واستحضر عظمةَ المُنعمِ عليك، وليلهج لسانُك بحمده في جميع أحوالك، فإنه تعالى مُنعِمٌ بالعطاء، وراحمٌ بالابتلاء. السياحة خروجٌ عمَّا ألِفَه الإنسان من وطن وأهل، فكذلك الصيام خروجٌ عمَّا ألِفَ الصائم من طعام وشراب وشهوة. إن الركوع والسجود ليَصدُران عن تواضع وعبوديَّةٍ للملِك الكريم، في الصلاة التي من غاياتِها الخضوعُ والتعظيم. هؤلاء المؤمنون قائمون بطاعة الله في أنفُسهم، ناصحون لغيرهم بالقيام بطاعته. قال الحسن رحمه الله: (لم يأمروا بالمعروف حتى كانوا من أهله، ولم ينهَوا الناسَ عن المنكر حتى انتهَوا عنه). تكريمٌ من الله للمؤمنين بأمرِ اللهِ رسولَه الأمين بتبشيرهم، مع ما تحملُه هذه البِشارةُ في عمومها من الخيرات، والوعودِ الصالحات. |
﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴾ [هود: 116]
بقيَّة السلفِ هم الذين يَثبُتون في زمن الضَّعف كما ثبتَ الأوائل، وينشرون الفضائلَ في وجه طغيانِ الرذائل؛ ألا طوبى لهم، فإنهم هم الغرباء. يجب ألا تخلوَ الأمَّةُ من بقايا مصلحين يَنهَون عن الفساد، ويَدعون إلى الهدى والرَّشاد، ويصبِرون على الأذى، ويُبصِّرون من العَمى. مجرمٌ ذاك الذي يتتبَّعُ أسبابَ التَّرف حتى تُغرِقَه الملذَّات، وينساقُ خلفَ الشهوات، بلا وازعٍ ولا رادع. |
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]
قال الحسنُ: (إن اللهَ جمع لكم الخيرَ كلَّه والشرَّ كلَّه في آيةٍ واحدة، فوالله ما ترك العدلُ والإحسان من طاعة الله شيئًا إلا جمعَه، ولا ترك الفحشاءُ والمنكر والبغيُ من معصية الله شيئًا إلا جمعَه). تبارك مَن جعل في كلامه الهُدى والشفاء، والنورَ والفرقان، ولم يأمر إلا بما هو حسنٌ، ولم ينهَ إلا عمَّا هو قبيح. أحسنُ الوعظ وعظُ الله بأوامره ونواهيه، فحين تسمع القلوبُ تلك الأوامرَ تخشى التقصيرَ فيها، وحين تسمع النواهيَ تخاف الوقوعَ في حَمْأتها، ومن ثَم يحدوهم حادي الخوفِ والطمع إلى الوقوف على حدِّ الحق. |
﴿وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا ﴾ [مريم: 55]
قال الحسن: (مَن كان له واعظٌ من نفسه كان له من الله حافظ، فرحم الله من وعظ نفسه وأهله، فقال: يا أهلي؛ صلاتَكم صلاتكم، زكاتَكم زكاتكم، مساكينَكم مساكينكم؛ لعل الله أن يرحمكم يوم القيامة؛ فإن الله عز وجل أثنى على عبد كان هذا عمله). |
﴿ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]
للنصر تكاليفُه وأعباؤه حين يأذَن الله تعالى به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه، وتهيُّؤ الجوِّ حوله لاستقباله واستبقائه. الأمَّة المسلمة على الحقيقة لا تُبقي على منكر وهي قادرةٌ على تغييره، ولا تقعد عن معروف وهي قادرةٌ على تحقيقه. عامَّة أهل الإسلام يصلُّون ويزكُّون، لكنَّ الموعودين بالنصر منهم هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. العاقبة الحسنةُ للمتَّقين، والنصر هو موعودُ المؤمنين، ولكن قد يُجعل للشيطان حظٌّ في البادئة ليتبيَّن الصادقَ من الكاذب، والمُزلزَل من الثابت، فالمؤمن الصادق موقن، وغيره متشكِّك. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩ ﴾ [الحج: 77]
من أدلِّ الدلائل على صدق إيمان العبد، صلاته وخضوعه لله في ركوعه وسجوده، وهي أرجى ما يُقابل به العبد ربَّه يوم لقائه. بالعبادةِ لله تقوم حياة الأمة المسلمة الفردية على قاعدة ثابتة وطريق واصل، وبفعل الخير تستقيم حياتها الجماعية على قاعدة من الإيمان وسبيل قاصد، وتلك أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 21]
لو تفكَّر المؤمن في طبيعة المعصية، وأنها اتباعٌ لخُطا عدوِّه الشيطان لنفرَ منها طبعُه، وارتجف وِجدانه، واقشعرَّ خياله. الشيطان يتربَّص بالمؤمن حتى يوقعَه في شَرَكه خطوةً خطوة، فيوشك مَن خطا أُولى الخطوات أن يصلَ إلى آخرها، فاقطع عن نفسك طريقَ الشيطان إليك من أُولى الخطوات إليه. مهما بدا للمرء أن ما يدعو إليه الشيطان يسير، أو ليس في فعله ضررٌ كبير، فليعلم أن مآل تتبُّعه الوقوعُ في حبال الفحشاء أو المنكر. ومَن ذا الذي يُغرِّر بنفسه بعد هذه الآيات ثقةً بعلمه وتديُّنِه وصبره دون أن ينظرَ إلى فضل الله عليه ورحمته؟! سَلِ الله من فضله دون أن يَعزُبَ عنك أن أعظم فضلٍ عليك طهارةُ قلبك وزكاة نفسك. إن السميع للهمَسات، العليمَ بالفعـــال والخطَـــرات، المزكي للأنفس، يجب أن يُقدرَ حقَّ قدره، ويُرجى منه فضله ورحمته. |
﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]
إن أوَّل ما ينبغي على المربِّي أن يأخذَ به أبناءه بعد غرس توحيد الله في نفوسهم هو الصلاة؛ فإنهم إن أقاموها فُتح لهم باب الإعانة والتوفيق. من الحكمة أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالصبر على ما يناله؛ فإن الصبر مع الصلاة نعم المعين. |
﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]
أيها الداعيةُ، لا تُبال بمَن استكبر وأصرَّ على الضلال، ولا تذهب نفسُك عليه حسَرات، فحسبُك أنك لم تقصِّر في تبليغ الرسالة، ولم تألُ جهدًا في النصح والإرشاد. الذكرى تزيد المؤمنَ إيمانًا ويقينًا، ومَن ذُكِّر بآيات الله ولم يتذكَّر فليُبادر بالتوبة؛ فإنه على خطَر! |
﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ﴾ [الأعلى: 9]
التذكير ارتقاءٌ للنفس إلى رفعة الكمال؛ لِما فيه من تكميل الناقصين، وهداية الجاهلين، ومَن أولى بالارتقاء من ورثةِ الأنبياء والدعاةِ إلى الحقِّ؟ |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
واسع المغفرة العذاب دار المتقين النسخ شروط ما قبل الطلاق بصمات الأصابع العجب بالنفس عدم إذاعة الأخبار الدعوة إلى الإسلام تحريم الاثم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 26, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب