﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
[ التحريم: 8]

سورة : التحريم - At-Tahreem  - الجزء : ( 28 )  -  الصفحة: ( 561 )

O you who believe! Turn to Allah with sincere repentance! It may be that your Lord will remit from you your sins, and admit you into Gardens under which rivers flow (Paradise) the Day that Allah will not disgrace the Prophet (Muhammad SAW) and those who believe with him, their Light will run forward before them and with (their Records Books of deeds) in their right hands they will say: "Our Lord! Keep perfect our Light for us [and do not put it off till we cross over the Sirat (a slippery bridge over the Hell) safely] and grant us forgiveness. Verily, You are Able to do all things."


توبة نـَـصوحا : خالصة . أو صادقة . أو مقبولة
لا يُخزي الله النبي : لا يُـذلّه بل يُعزّه و يكرمه

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات أعمالكم، وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط، ونهتدي إلى الجنة، واعف عنَّا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.

ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر - تفسير السعدي

قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية، ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي لا تعطى المنافقين، ويسألون الله أن يتمم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم ما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم، وجوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح.والمراد بها: التوبة العامة الشاملة للذنوب كلها، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجهه والقرب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله.

تفسير الآية 8 - سورة التحريم

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة : الآية رقم 8 من سورة التحريم

 سورة التحريم الآية رقم 8

ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر - مكتوبة

الآية 8 من سورة التحريم بالرسم العثماني


﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ  ﴾ [ التحريم: 8]


﴿ ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ﴾ [ التحريم: 8]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة التحريم At-Tahreem الآية رقم 8 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 8 من التحريم صوت mp3


تدبر الآية: ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر

البِدارَ البِدار، إلى التوبة الخالصة قبل انقضاء الأعمار، إذ ليس من توبةٍ تُقبَل يوم الحساب، ولا فديةٍ يُفتدى بها من العذاب.
لا تكون التوبةُ نصوحًا حتى يعزمَ العبد عزمًا أكيدًا ألا يعودَ إلى الذنب كرَّة أخرى، فما أحرانا أن نعزمَ على ذلك جميعًا.
حسبُكم شرفًا أيها المؤمنون أن الله ألحقَكم بنبيِّه سيِّد ولد آدم، وسلَّمكم من خزي ذلك اليوم، فجدِّدوا إيمانكم بالتوبة.

ثم يرشد- سبحانه - المؤمنين، إلى ما يعينهم على الوقاية من النار فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً....والتوبة: العزم الصادق على عدم العودة إلى المعصية والندم على ما فعله منها في الماضي، والنصوح صيغة مبالغة من النصح، وصفت بها التوبة على سبيل الإسناد المجازى، والمقصود وصف التائبين بها، من نصح فلان التوب إذا خاطه، فكأن التائب يرقع ما مزقه بالمعصية.
أو من قولهم: عسل ناصح.
وقد ذكروا في معنى هذه الجملة أكثر من عشرين وجها.
قال القرطبي ما ملخصه: اختلفت عبارة العلماء، وأرباب القلوب، في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولا، فقيل: هي التي لا عودة بعدها، كما لا يعود اللبن إلى الضرع.
وقال قتادة: النصوح الصادقة الناصحة.. الخالصة.
قال القرطبي: التوبة النصوح يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سيئ الإخوان.
وقال الفقهاء: التوبة التي لا تعلق لها بحق آدمي لها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عن المعصية، وثانيها: أن يندم على ما فعله، وثالثها: أن يعزم على أن لا يعود إليها.
فإذا اجتمعت هذه الشروط في التوبة كانت نصوحا.
وإن كانت تتعلق بحق آدمي، فشروطها أربعة، هذه الثلاثة المتقدمة، والرابع أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت المعصية مالا أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه من نفسه، أو طلب العفو منه، وإن كانت غيبة استحله منها.
وهي واجبة من كل معصية على الفور، ولا يجوز تأخيرها.. .
وقوله- سبحانه - عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ، وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.
والرجاء المستفاد من فعل عَسى مستعمل هنا في الوعد الصادق منه-تبارك وتعالى- على سبيل الكرم والفضل، فقد قالوا إن كل ترج في القرآن واقع منه-تبارك وتعالى- فضلا منه وكرما.
أى: يا من آمنتم بالله حق الإيمان، توبوا إلى الله-تبارك وتعالى- «توبة صادقة» بحيث تندمون على ما فرط منكم من ذنوب، وتعزمون على عدم العودة إليها، وتستمرون على توبتكم طوال حياتكم.. فإنكم متى فعلتم ذلك غفر الله-تبارك وتعالى- لكم ذنوبكم: وكفر عنكم سيئاتكم، وأدخلكم جنات تجرى من تحت أشجارها وثمارها الأنهار.
قال صاحب الكشاف: قوله: عَسى رَبُّكُمْ: إطماع من الله لعباده.
وفيه وجهان:أحدهما أن يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الإجابة بعسى ولعل.
ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت.
والثاني: أن يجيء به تعليما للعباد وجوب الترجح بين الخوف والرجاء.. .
والظرف في قوله- سبحانه -: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ، نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ منصوب بقوله-تبارك وتعالى- قبل ذلك: يُدْخِلَكُمْ، أو بفعل مضمر تقديره: اذكر.
وقوله: لا يُخْزِي من الخزي بمعنى الافتضاح: يقال أخزى الله فلانا إذا فضحه، والمراد به هنا: عذاب النار.
وقوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ معطوف على النبي، وجملة نُورُهُمْ يَسْعى مستأنفة.
أى: يدخلكم الله- بفضله وكرمه- جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يوم القيامة، يوم ينجى- سبحانه - النبي صلى الله عليه وسلم وينجى الذين آمنوا معه من عذاب النار، ومن خزي هذا اليوم العصيب.
وهم جميعا وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم نورهم وهم على الصراط، يسعى ويمتد وينتشر بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.
أى أمامهم وَبِأَيْمانِهِمْ أى: وعن أيمانهم.
ويقولون- على سبيل الحمد والشكر لله-تبارك وتعالى- يا ربنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا بأن تزيده ولا تنقصه حتى ندخل جنتك.
وَاغْفِرْ لَنا يا ربنا ذنوبنا إِنَّكَ يا ربنا، عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وفي عطف الذين آمنوا على النبي صلى الله عليه وسلم إشعار بأن سبب انتفاء خزيهم، هو إيمانهم الصادق، وعملهم الصالح، وصحبتهم الكريمة للنبي صلى الله عليه وسلم.
والضمير في قوله نُورُهُمْ يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه.
وخص- سبحانه - الأمام واليمين بالذكر، لفضل هذين المكانين، إذ النور عند ما يكون من الأمام يستمتع الإنسان بمشاهدته، وعند ما يكون من جهة اليمين يزداد تفاؤلا وانشراحا به.
والتخصيص بذلك لا ينفى أن يكون النور محيطا بهم من كل جوانبهم، وهو نور حقيقى يكرم الله-تبارك وتعالى- به عباده الصالحين.
وختموا دعاءهم بقولهم- كما حكى القرآن عنهم-: إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ للإشارة إلى أنهم كانوا على جانب كبير من رجاء تحقيق دعائهم، لأنهم يسألون ويدعون الله-تبارك وتعالى- الذي لا يقف أمام قدرته شيء.
قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قديرقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا فيه مسألتان :الأولى : قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله أمر بالتوبة وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل الأزمان .
وقد تقدم بيانها والقول فيها في " النساء " وغيرها .
توبة نصوحا اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولا ; فقيل : هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع ; وروي عن عمر وابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم .
ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال قتادة : النصوح الصادقة الناصحة .
وقيل الخالصة ; يقال : نصح أي أخلص له القول .
وقال الحسن : النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره .
وقيل : هي التي لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها .
وقيل : هي التي لا يحتاج معها إلى توبة .
وقال الكلبي : التوبة النصوح الندم بالقلب ، والاستغفار باللسان ، والإقلاع عن الذنب ، والاطمئنان على أنه لا يعود .
وقال سعيد بن جبير : هي التوبة المقبولة ; ولا تقبل ما لم يكن فيها ثلاثة شروط : خوف ألا تقبل ، ورجاء أن تقبل ، وإدمان الطاعات .
وقال سعيد بن المسيب : توبة تنصحون بها أنفسكم .
وقال القرظي : يجمعها أربعة أشياء : الاستغفار باللسان ، وإقلاع بالأبدان ، وإضمار ترك العود بالجنان ، ومهاجرة سيئ الخلان .
وقال سفيان الثوري : علامة التوبة النصوح أربعة : القلة والعلة والذلة والغربة .
وقال الفضيل بن عياض : هو أن يكون الذنب بين عينيه ، فلا يزال كأنه ينظر إليه .
ونحوه عن ابن السماك : أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه الحياء من الله أمام عينك وتستعد لمنتظرك .
وقال أبو بكر الوراق : هو أن تضيق عليك الأرض بما رحبت ، وتضيق عليك نفسك ; كالثلاثة الذين خلفوا .
وقال أبو بكر الواسطي : هي توبة لا لفقد عوض ; لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه ثم تاب طلبا لرفاهيتها في الآخرة ; فتوبته على حفظ نفسه لا لله .
وقال أبو بكر الدقاق المصري : التوبة النصوح هي رد المظالم ، واستحلال الخصوم ، وإدمان الطاعات .
وقال رويم : هو أن تكون لله وجها بلا قفا ، كما كنت له عند المعصية قفا بلا وجه .
وقال ذو النون : علامة التوبة النصوح ثلاث : قلة الكلام ، وقلة الطعام ، وقلة المنام .
وقال شقيق : هو أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة ، ولا ينفك من الندامة ; لينجو من آفاتها بالسلامة .
وقال سري السقطي : لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين ; لأن من صحت توبته أحب أن يكون الناس مثله .
وقال الجنيد : التوبة النصوح هو أن ينسى الذنب فلا يذكره أبدا ; لأن من صحت توبته صار محبا لله ، ومن أحب الله نسي ما دون الله .
وقال ذو الأذنين : هو أن يكون لصاحبها دمع مسفوح ، وقلب عن المعاصي جموح .
وقال فتح الموصلي : علامتها ثلاث : مخالفة الهوى ، وكثرة البكاء ، ومكابدة الجوع والظمأ .
وقال سهل بن عبد الله التستري : هي التوبة لأهل السنة والجماعة ; لأن المبتدع لا توبة له ; بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : حجب الله على كل صاحب بدعة أن يتوب .
وعن حذيفة : بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه .
وأصل التوبة النصوح من الخلوص ; يقال : هذا عسل ناصح إذا خلص من الشمع .
وقيل : هي مأخوذة من النصاحة وهي الخياطة .
وفي أخذها منها وجهان : أحدهما : لأنها توبة قد أحكمت طاعته وأوثقتها كما يحكم الخياط الثوب بخياطته ويوثقه .
والثاني : لأنها قد جمعت بينه وبين أولياء الله وألصقته بهم ; كما يجمع الخياط الثوب ويلصق بعضه ببعض .
وقراءة العامة نصوحا بفتح النون ، على نعت التوبة ، مثل امرأة صبور ، أي توبة بالغة في النصح .
وقرأ الحسن وخارجة وأبو بكر عن عاصم بالضم ; وتأويله على هذه القراءة : توبة نصح لأنفسكم .
وقيل : يجوز أن يكون نصوحا ، جمع نصح ، وأن يكون مصدرا ، يقال : نصح نصاحة ونصوحا .
وقد يتفق فعالة وفعول في المصادر ، نحو الذهاب والذهوب .
وقال المبرد : أراد توبة ذات نصح ، يقال : نصحت نصحا ونصاحة ونصوحا .
الثانية : في الأشياء التي يتاب منها وكيف التوبة منها .
قال العلماء : الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو ، إما أن يكون حقا لله أو للآدميين .
فإن كان حقا لله كترك صلاة فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها .
وهكذا إن كان ترك صوم أو تفريطا في الزكاة .
وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فأن يمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوبا به .
وإن كان قذفا يوجب الحد فيبذل ظهره للجلد إن كان مطلوبا به .
فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص .
وكذلك إن عفي عنه في القتل بمال فعليه أن يؤديه إن كان واجدا له ، قال الله تعالى : فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان .
وإن كان ذلك حدا من حدود الله كائنا ما كان فإنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح سقط عنه .
وقد نص الله تعالى على سقوط الحد عن المحاربين إذا تابوا قبل القدرة عليهم .
وفي ذلك دليل على أنها لا تسقط عنهم إذا تابوا بعد القدرة عليهم ; حسب ما تقدم بيانه .
وكذلك الشراب والسراق والزناة إذا أصلحوا وتابوا وعرف ذلك منهم ، ثم رفعوا إلى الإمام فلا ينبغي له أن يحدهم .
وإن رفعوا إليه فقالوا : تبنا لم يتركوا ، وهم في هذه الحالة كالمحاربين إذا غلبوا .
هذا مذهب الشافعي .
فإن كان الذنب من مظالم العباد فلا تصح التوبة منه إلا برده إلى صاحبه والخروج عنه - عينا كان أو غيره - إن كان قادرا عليه ، فإن لم يكن قادرا فالعزم أن يؤديه إذا قدر في أعجل وقت وأسرعه .
وإن كان أضر بواحد من المسلمين وذلك الواحد لا يشعر به أو لا يدري من أين أتي ، فإنه يزيل ذلك الضرر عنه ، ثم يسأله أن يعفو عنه ويستغفر له ، فإذا عفا عنه فقد سقط الذنب عنه .
وإن أرسل من يسأل ذلك له ، فعفا ذلك المظلوم عن ظالمه - عرفه بعينه أو لم يعرفه - فذلك صحيح .
وإن أساء رجل إلى رجل بأن فزعه بغير حق ، أو غمه أو لطمه ، أو صفعه بغير حق ، أو ضربه بسوط فآلمه ، ثم جاءه مستعفيا نادما على ما كان منه ، عازما على ألا يعود ، فلم يزل يتذلل له حتى طابت نفسه فعفا عنه ، سقط عنه ذلك الذنب .
وهكذا إن كان شانه بشتم لا حد فيه .
قوله تعالى : عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم عسى من الله واجبة .
وهو معنى قوله عليه السلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " .
و " أن " في موضع رفع اسم عسى .
قوله تعالى : " ويدخلكم " معطوف على " يكفر " .
وقرأ ابن أبي عبلة " ويدخلكم " مجزوما عطفا على محل عسى أن يكفر .
كأنه قيل : توبوا يوجب تكفير سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .
يوم لا يخزي الله النبي العامل في " يوم " : يدخلكم أو فعل مضمر .
ومعنى " يخزي " هنا يعذب ، أي لا يعذبه ولا يعذب الذين آمنوا معه .
نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم تقدم في سورة " الحديد " .
يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : هذا دعاء المؤمنين حين أطفأ الله نور المنافقين ; حسب ما تقدم بيانه في سورة " الحديد " .


شرح المفردات و معاني الكلمات : آمنوا , توبوا , الله , توبة , نصوحا , ربكم , يكفر , سيئاتكم , ويدخلكم , جنات , تجري , الأنهار , يوم , يخزي , الله , النبي , آمنوا , نورهم , يسعى , أيديهم , وبأيمانهم , يقولون , ربنا , أتمم , نورنا , اغفر , شيء , قدير ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب
  2. ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين
  3. قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك
  4. وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم
  5. ولا الظلمات ولا النور
  6. ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن
  7. فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين
  8. إن هذا إلا قول البشر
  9. واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا
  10. ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا

تحميل سورة التحريم mp3 :

سورة التحريم mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التحريم

سورة التحريم بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التحريم بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التحريم بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التحريم بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التحريم بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التحريم بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التحريم بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التحريم بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التحريم بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التحريم بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب