قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن المسجد الحرام في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144]
أنعِم به من أدبٍ مع الله من صاحبِ الخُلق العظيم ﷺ، فإنه لم يسأل ربَّه تحويلَ القِبلة إلى الكعبة، مع تشوُّفه إلى ذلك وشدَّة رغبته، واكتفى بالانتظار. إن الله ليطَّلع على رغبة عبده وصدقه في أمرٍ من أمور الخير، فيفتح له أبوابًا واسعةً إلى ذلك الخير، ويحقِّق له ما يرضاه. كانت نفسه ﷺ تتوق إلى استقبال الكعبة، وهو يقلِّب وجهه في السماء رجاء أن يُحوَّل إليها، فجاء التَّشريع موافقًا لما في نفسه، فالفطرة السَّويَّة تنسجم مع الشريعة الربانيَّة. أمر الله نبيَّه ﷺ بالتوجُّه شطرَ الكعبة، ثم أتبعَه بأمر المسلمين كافَّةً بذلك حيث كانوا، وهذا من كمال التعليم والتوجيه؛ دفعًا للإيهام، ومنعًا لورود الاحتمال. هي قِبلةٌ واحدة تجمع هذه الأمَّةَ من أقصاها إلى أدناها، وتوحِّد بينها على اختلاف أعراقها وأجناسها، فتحسُّ أنها جسمٌ واحد، تتَّجه إلى هدفٍ واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد. توجَّه إلى الله بوجهك، وأقبِل عليه بكلِّيَّتك، ولا تلتفت عنه في صلاتك وعبادتك، ولا تنشغل عنه بشيءٍ من أمرك. استشعر تعظيمَك للمسجد الحرام وأنت تتوجَّه إليه من بعيدٍ وكأنك تتوجَّه إلى عين الكعبة من قريب، وليزده عظمةً في نفسك وصفُ الله إيَّاه بالحرام. مَن اعترض على من يعلم أن الحقَّ معه، فلا مبالاةَ بقوله، ولا أسفَ على مقولته، وأمرُه إلى الله الذي يجازيه على سوء عمله. |
﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [البقرة: 149]
على المؤمن إذا جاءه الحقُّ البيِّن الواضح التسليمُ به، والإذعانُ له، والإقبالُ عليه، دونما جدالٍ أو نزاع. إن الذي شرَع لعباده الشرائعَ الحكيمة رقيبٌ عليهم، غير غافل عن عملهم، فليتَّقوه فيما شرَع؛ عملًا بالأوامر، وابتعادًا عن النواهي. |
﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150]
في الأمر بالتوجُّه شطرَ المسجد الحرام في كلِّ صلاة دعوةٌ إلى توجُّه القلب إلى الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حين. لن تعدَمَ ظالمًا يكذِّب بالحقِّ، ويأبى الإذعانَ لحُجَّته، فلا تذهب نفسُك حسَراتٍ عليه؛ فإنما هو متَّبعٌ هواه، وإنما عليك البلاغ. إن الذين يردُّون الحقَّ ويستدبرون الحُجَّة، إنما ينساقون مع العِناد واللَّجاج، ولا سبيلَ إلى إسكاتهم، فليُعرض المسلمون عنهم. قيامك بحقوق ربِّك وواجباته مؤذنٌ بهداية الله لك وإنعامه عليك، فاحذر أن تضيعَ هدايته! |
﴿وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 191]
القتل أهونُ ألفَ مرَّة من فتنة المسلم عن دينه، وسلخ المؤمن عن يقينه؛ بالأذى والتهديد، وبالعُنف والوعيد، أو بتزيين الشبُهات، وإثارة الشهوات، حتى يصبحَ المرء مؤمنًا ويمسي كافرًا. من تعظيم الله لبيته العتيق أن جعله مسجدًا حرامًا، لا يجوز فيه انتهاك حُرمة دمٍ ولا مالٍ ولا عِرض، فمَن انتهك شيئًا منها باء بإثمٍ عظيم. الجزاء من جنس العمل، فمَن لم يَرعَ حُرمةَ الدين لم تُرعَ حُرمتُه، ومَن خان عهد الله لم يُحفَظ له عهد، جزاءً وِفاقًا. |
﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196]
حريٌّ بالمؤمن إكمالُ ما يشرَع فيه من عمل صالح، وألا يلتفتَ لرغَبات النفس الجامحة، والخواطر الطائشة التي تَحولُ بينه وبين إكمال العمل على الوجه المَرضيِّ. أبواب الخير كثيرةٌ مفتوحة، فإن لم تستطع بلوغَ بيت الله العظيم، فلا شيءَ يمنعُك من أن تتقرَّبَ إلى الجليل الكريم. الحجُّ قصدٌ إلى بيت الله، وَفقَ أمر الله، فطُوبى لمَن اتَّبع في مناسكه رسولَ الله، ليرجعَ من حَجِّه كيوم ولدته أمُّه! هي صورةٌ مشرقة من صورِ رحمة الشريعة، وقصدِها إلى التخفيف على العباد، ورفعِ الحرَج عنهم. فلنتشبَّث بأركانها، ولنكن من رافعي لوائها. مع التيسير في التشريع يعظُم الإثم على التفريط، وتشتدُّ العقوبة لمَن تجاوز حدودَ الله. |
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]
الإسلام يرعى حرُمات مَن يرعَون الحرُمات، ولا يسمح بأن تُتَّخذَ الحرُمات دروعًا يحتمي بها مَن ينتهكها ويرتكب كلَّ منكر ظانًّا أنه في منجاةٍ من القِصاص بحُجَّة صون الحرُمات. جريمة القتل مع عِظَمها تهون أمام جريمة الكفران، والصدِّ عن سبيل الرحمن، وتشريد أهل الهُدى والإيمان. إن كلَّ جريمة من هذه الجرائم أشدُّ ضررًا، وأعظم خطرًا. إن وجود الإسلام في الأرض فيه غيظٌ لأعداء الدِّين، ورعبٌ لهم في كلِّ حين، فهو من القوَّة بحيثُ يخشاه كلُّ مبطِل، ويرهبه كلُّ باغ، ويكرهه كلُّ مفسد. مع يقين الكفَّار في قرارة نفوسهم أن المؤمنين على الحقِّ، وأنهم منصورون، تراهم لا يفتَؤون يقاتلونهم ليردُّوهم عن دينهم، أوَليس المؤمنون أحقَّ بقتالهم دفاعًا عن دينهم، وإعلاءً لكلمة ربِّهم؟! أعظم غايات الكافرين وأسمى أمانيِّهم التي يقاتلون المسلمين للوصول إليها؛ أن يردُّوا المسلمَ عن دينه، ويفتنوه في عقيدته التي هي أغلى ما عنده. في لحظةٍ واحدة قد يحبَط عملك كلُّه، وتتلاشى جهودك كلُّها، فإيَّاك أن تأمنَ على نفسك، واحذر الردَّة واجتنب أسبابها. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَٰنٗاۚ وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُواْۚ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]
أوامر اللهِ ونواهيه تُشعِر العبدَ أنها حدودُه التي يُطيعه فيها، فلا يتجاوزُها، ولا يستهينُ بأمرها، ولا يُضِيعها، فمَن لزمَ حدودَه بقيَ على الجادة، ومَن تجاوزها تاهَ في أودية الهلَكة. داخلَ حدودِ الحَرم أيامَ النُّسُك تجتمع قداسةُ الزمان والمكان، وتُظلِّلُ البُقعةَ المباركة سحُبُ الأمان؛ كونًا وشرعًا. في رحاب الحرَم يذوق طعمَ الأمن البشرُ والشجر والطير وحيَوانُ البَرِّ، فما أعظمَ نعمةَ الأمان! يا قاصدَ البيت الحرام، اجعل ربَّك تعالى وِجهتَك، ورِضوانه قصدَك، وما ابتغيتَ من مصالح دينك ودنياك فاسعَ لها متوكِّلًا عليه، غيرَ معلِّق قلبَك بأحد من خلقه. إذا كان هذا الأمانُ لضيوف بيته من أهل طاعته في الدنيا، فكيف بضيوفه المتَّقين الذين يَنزِلون بجواره في الآخرة؟! لو تأمَّل الإنسانُ في شريعة الله لوجد أن المحظوراتِ قليلةُ العدد، قصيرةُ المُدَد، وأن المباحاتِ كثيرةٌ في عَددها ومُددها، فكيف يَرِدُ العاقلُ الآسنَ من الشهَوات، وعنده أنهارُ الطيِّبات؟! ثَمةَ قمةٌ لا بدَّ أن ترقى إليها نفوسُ الأمة، إنها ضبطُ النفس، وسماحةُ القلب في الحقِّ. الإسلام يربِّي أهلَه على الإنصاف مع الخصوم والأعداء، فكيف مع الإخوة والأولياء؟! قال بعضُ السلف: (ما عاملتَ مَن عصى اللهَ فيك بمثل أن تُطيعَ اللهَ فيه). |
﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 34]
إن مَن يستحقُّ العقوبةَ قد تتأخَّر عقوبتُه العاجلة لمانعٍ ما، لا من قِبَله ولكن من قِبَل غيره. ليس وليُّ الحرم مَن قاربه حسًّا وفارقه معنًى، أو داناه جسمًا وباعدَه روحًا، بل أولياؤه هم أهلُ التقوى وتعظيم الحُرَم، قرُبوا أو بعُدوا. كم من مدَّعٍ لا تُصدَّق دعواه، حين لم يتحلَّ بالتقوى ولم يلتزم بالشريعة. |
﴿كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 7]
مَن رهنَ نفسَه للهوى والشيطان، وبدأ بنفسه فخانها وغشَّها، غيرَ ناظرٍ في مصلحة، ولا مفكِّر في عاقبة، فكيف يُؤتمَن على شيء؟! ليس من خُلق المؤمن أن ينزِعَ يدَه من عهد، ما لم تظهر على المعاهَد أماراتُ الغدر والخيانة، فأهلُ الإيمان أولى الناس بالاستقامة. الاستقامة على الوفاء بالعقد مَنشؤُها في الإسلام تقوى الله تعالى، وطلب محبَّته، وليس المنفعةَ والضعف. |
﴿لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ ﴾ [التوبة: 10]
على صاحب الإيمان أن يتوقَّعَ عداوةَ غير المؤمنين وخيانتَهم، وأن يعلمَ أن إيمانه كلَّما ازداد ترقِّيًا زادت نفوسُ الكافرين حَنقًا وغيظًا. المعتدون على الإيمان هم الأعداء الحقيقيُّون، وليس في مرتبتهم المعتدون لمصالح الدنيا، والعاقلُ مَن انشغل بالعدوِّ الحقيقيِّ قبل غيره. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [التوبة: 28]
على قاصدِ البيت الحرام أن يطهِّرَ باطنَه وظاهره، فإنه مكانٌ لا تصلُح فيه النجاسةُ المعنويَّة ولا الحسِّيَّة. مَن تنجَّس بالشِّرك لا ينبغي أن يُقرَّب ويُحتفى به، ولو كان في ذلك فواتُ مصالحَ دنيوية؛ ألا تراه سبحانه نهى عن اقتراب المشركين من المسجد الحرام، مع ما يجُرُّه دخولهم مكةَ من منافعَ اقتصادية؟! لمَّا كان الرزَّاق هو الله تعالى، الذي ييسِّر للرزق ما شاء من الأسباب، ويفتحُ له ما يريد من الأبواب، فلا يخافنَّ العبدُ انقطاعَه. مَن خاف على رزقه بفعل طاعة ربِّه، فليُراجع قلبَه ورصيدَ إيمانه. مَن ترك الدنيا لأجل الدين أوصله اللهُ إلى مطلوبه منها، مع ما سَعِدَ به من أمر الدين. لا تبِع دينَك من أجل فقرٍ تخشاه؛ فما من عبدٍ إلا والغنيُّ مولاه، وهو الذي يتولَّى كِفايتَه، ويُذهب فاقتَه. بعلمِه تعالى وحكمتِه شرَع شرائعَ دينه التي بها يجتلب الناسُ منافعَ الدنيا والآخرة، فمَن ظنَّ أن العملَ بما شرَع اللهُ يفوِّت مصلحتَه فليتذكر أن الله عليمٌ حكيم. |
﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]
يا له من خبرٍ عجيب دالٍّ على عظيم قدرة الله، إنه خبرُ الإسراء برسول الله ﷺ إلى بيت المقدِس في بعض ليلة، فاقتضى الحالُ أن ينطِقَ المتأمِّلُ بتسبيح الله تعالى. بلغَ نبيُّنا ﷺ بكمال عبوديَّته لربِّه رفيعَ الدرجات، ونال بها أعظمَ الأوسمة والمقامات. ما اصطفاه الله تعالى من الأماكن يكثُر خيرُه، وتعظُم بركتُه، فالقدس أضحت بالاصطفاء أرضَ الرسالات. لقد أكرم الله نبيَّنا الكريم بأن أراه آيةً من آياته عينَ اليقين، ولو أعلمه إعلامًا لكفاه، ولكنَّه مزيدُ العناية والرعاية. حادثة الإسراء حادثةٌ عظيمة جرت فيها أحداثٌ كبار، وصدَّقها المؤمنون وكذَّبها الكفَّار، وكلُّ ذلك بسمع الله وبصره. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [الحج: 25]
ما أسوأ حال مَن جمع بين الكفر المُحبِط لعمله وبين صد غيره عن طاعة ربه، في خير مواضعها وأقدس أماكنها! للعباد في بيت الله الحرام مصالحُ دينية ومنافع دنيوية، فما أحسن أن يُوصلوا إليها، ويُعانوا عليها، ولا يصدوا عنها ولا يصرفوا منها! ما أعظمَ مكةَ وما أعظم حرمتَها، وما أطهرَ مسجدَها، وأشدَّ المعصيةَ فيه! فإن العبد ليَنوي فيه السيِّئة فتُكتب عليه، فكيف بمَن جاوز النيَّةَ إلى مباشرة العمل؟! أشنع الظلم وأشدُّ الميل عن الحقِّ أن يشركَ بالله في البيت الذي أسَّسه بانيه على توحيد الله، وطهَّره لعبادة الله وحدَه لا شريك له. |
﴿هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالٞ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤۡمِنَٰتٞ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِيبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ لِّيُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ لَوۡ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفتح: 25]
الكفر هو أساس الشرور، ومنبَع الفساد والفجور؛ إذ لا خيرَ يُرتجى ممَّن جحد نعمةَ ربِّه وعصى مولاه الذي خلقه. قد يمنع الله تعالى عبدَه المؤمنَ شيئًا كان يتوق إليه؛ لخير يراه فيه ظاهرًا، فيمنعه الله إيَّاه لشرٍّ في باطنه أو عاقبته، فما على المؤمن إلا أن يَلزمَ التسليم مع الاجتهاد في الخير والحرص عليه، ويحذَر الندمَ على فوات ذلك الأمر والاعتراضَ على قدر الله فيه. قد يدفع الله المؤمنين عن الكافرين؛ لعلمه بإسلام بعضهم ودخوله في دين الله في المستقبل، فلله الحكمةُ البالغة. من رحمة الله أنه لم يُهلك الكافرين لوجود المؤمنين بينهم، فكيف ستكون رحمةُ الله بالمؤمنين أنفسِهم؟ |
﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27]
هو وعدُ صدقٍ من الله، وجاءت المشيئة لتُرسِخَ في نفوس المؤمنين الاستسلامَ لقضاء الله، والإذعان لِما قدَّره تعالى. أتى لهم بالصورة الكلِّيَّة التي سيكونون عليها من دخول المسجد الحرام، وحَلق الشعر أو تقصيره؛ لتطمئنَّ بذلك الأفئدة، ولتسعَدَ تلك القلوب. مَن سلَّم أمره لله أمَّنه الله من كلِّ خوف وفزع، وسلَّمه من كلِّ حُزن وجزَع. إن الإسلام ليَعلو بالسِّلم أكثر منه بالحرب، فكم من قلوبٍ فُتحت، وبلادٍ أسلمت بأخلاق المسلمين لا بسيوفهم. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
غضب الله وسخطه ما أعده الله للمؤمنين في الجنة الأنبياء والمرسلين ماروت اسم الله القويّ شجرة الزقوم ذي الطّوْل السكر التجسس التقوى
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب