قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن معاملة المخالفين في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]
حال هذه الملَّة الإسلاميَّة كحال المِلَل السابقة جميعًا، مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فهو مستحقٌّ للثواب، ومَن فاته ذلك استحقَّ شنيعَ العقاب. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]
الجنَّة، ما الجنَّة؟ إنها دار المؤمنين المتَّقين، العاملين في رضا ربِّ العالمين، يخلدون فيها بسلام، ويتقلَّبون في نُعماها بأمان. |
﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 109]
الحسد داءٌ يَفري قلوبَ أصحابه من اليهود والنصارى فَريًا؛ ليقينهم أن المسلمين على الحقِّ القويم، فتراهم لا يفتأون يعملون على صدِّهم عن الإيمان، وردِّهم إلى الفسوق والكفران. كلُّ ذي نعمةٍ محسود، وأعظم نعمةٍ هي الإسلام، فما الظنُّ بأعداء الإسلام أن يفعلوا بأهله؟! مع انكشاف غِلِّ اليهود وحسدهم، يدعو الله المؤمنين إلى العفو والصَّفح، ولكن إلى أجل؛ فإن بعض العفو عن الكفَّار لا يصلح أبدًا. في الأمر بالعفو دون الأمر بالصبر على الأذى إيذانٌ بأن الله سيمكِّن للمؤمنين، وترهيبٌ لأعدائهم إلى أن يأتيَ أمر الله. |
﴿قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ ﴾ [البقرة: 139]
على المؤمن أن يُدافعَ عن عقيدته بأبلغ حُجَّة وأوفى بيان، ويواليَ أهلها ويخاصمَ أعداءها، وإلا فما قيمةُ العقيدة في نفسه إذا لم يُنافح عنها ويَذُد؟! الإخلاص يقينٌ ثابت في جَنان المسلم، لا تهزُّه ريح، ولا يؤثِّر فيه خلافُ مخالفٍ ولا عِنادُ معاند. |
﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]
دين الإسلام غنيٌّ عن أن يُكرهَ أحدًا على الدخول فيه. لا بدَّ للعقيدة من اقتناعٍ واعتناق؛ لتورقَ في النفوس أوراقُها، وتجودَ على الحياة بثمَراتها، إنها شجرةٌ لا تنبُت في صحراء الغَصْب والإكراه. لو تدبَّر المرء نعمةَ الإيمان، لوجد فيها رشدًا لا يرفضه إلا سفيهٌ يؤثر الضلالةَ والهوان، على الهُدى وكرامة الإنسان. الدنيا بحرٌ مضطربٌ بالمذاهب والآراء، فاشدُد يديك بالإيمان بالله، فإنه العُروة التي لا تنفصِم. الإسلام يَنبوعٌ صافٍ لا يجري إلا في قلبٍ نقيٍّ، لم يكدِّره إيمانٌ بغير الله، ولم يُزاحمه حبٌّ لمخلوق، ولم يرضَ بالتحاكم إلى غير شريعة الله. حريٌّ بمَن دخل في هذا الدِّين غيرَ مُكرَهٍ عليه أن يوافقَ مظهرُه مخبرَه. |
﴿فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 20]
في زحمة المحاجَّة ولُجَّة المعاندة لا يَغِب عنك أن يكونَ الدين كلُّه لله. رسالة الإسلام ظاهرةُ الحُجَّة، واضحة المَحَجَّة، فلا يُعرِض عنها إلا مكابرٌ معاند. إن الله عليمٌ بمَن كان صالحًا لقَبول الحقِّ والإيمان، ومن أُشرب قلبُه الكفرَ والعصيان. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]
سبحانه ما أرحمَه بعباده؛ يجادل فريقٌ من أهل الكتاب في الحقِّ، ويَنكُلون عن المُباهلة، وهو يدعوهم إلى الهداية ويرغِّبهم في الإيمان! لا تكــترث بــأيِّ دعــوةٍ للمقاربة بين الإسلام ودين أهل الكتاب؛ ليست الغايةُ منها إقامةَ التوحيد، ونبذَ الشِّرك، واتِّباعَ الحق، وإن زخرفوها بالقول وجمَّلوها بالكلام. المسلمون حقًّا هم الذين يعبدون الله وحدَه، ولا يشركون به شيئًا، ولا يتَّخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دونه، فلنحرِص على امتثال الإسلام اسمًا ومعنى. |
﴿وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 73]
مَن شَمِلَه الله بلطفه فأكرمه بالإسلام، وأنعم عليه بالهداية والسداد، فلن يضرَّه كيدُ الكائدين ولو كان بعضُهم لبعض ظِهريًّا. لم يزل دأبُ أعداء الدين كتمانَ الحقِّ والخير عن المسلمين، فإن أفصَحوا عن بعض الحقيقة فحين لا تكون حُجَّةً عليهم. لا تكتُمنَّ شيئًا من العلم أو الخير خشيةَ أن ينافسَك فيه أحد، فذاك من أخلاق اليهود الحاسدين. لن يمنحَك الفضلَ أحدٌ سوى الله، فهو الكريم به، العليم بمَن يستحقُّه، فارفع يديك إليه، ولا تتعلَّق بمَن لا يُغني عنك من الله شيئًا. |
﴿۞ لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ﴾ [آل عمران: 113]
العدل منهج شرعيٌّ في التعامل مع جميع الخلق، والعدل مع المخالفين أشقُّ وأَولى بمجاهدة النفس من العدل مع الموافقين. كما أن أهل الكتاب ليسوا سواءً، فكذلك علماء هذه الأمَّة؛ منهم من جعل العلمَ سبيلًا إلى الدنيا فكان كبَلْعام، ومنهم من أراد به وجهَ الله فكان كابن سَلَام. الأمَّة القائمة بالقرآن في ليلها، تقوم بأمر الله في جميع شؤونها، والأمَّة الساجدة القانتة لله، تخضع لأمره في جميع حياتها. |
﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [آل عمران: 114]
كلَّما كمَل إيمان العبد زاد حظُّه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا دأبُ الصالحين؛ المسارعةُ إلى الخيرات رغبةً فيها، ومعرفةً بقدرها، دون تكاسُلٍ عن أدائها، أو تثاقُلٍ عن القيام بها. الإيمان والعمل والدعوة، هذه صفاتُ عباد الله الصالحين، وبقدرها تتفاوتُ مراتب الناس في الصلاح. |
﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 199]
القرآن يعلِّمنا تركَ تعميم الأحكام على الناس الموافقين أو المخالفين، ويُرشدنا إلى سلوك سبيل العدل والإنصاف عند الحكم على الآخرين. ليس كلُّ أهل الكتاب متَّصفين بنبذ الميثاق وتحريف الكتاب، بل منهم من أسلم وآمن، فكان له مناقبُ جليلةٌ كسلمانَ وابن سَلَام. تأمَّل لمَّا كان إيمانهم عامًّا حقيقيًّا صار نافعًا، فأحدث لهم خشيةَ الله، وخضوعَهم لجلاله الموجب للانقياد لأوامره ونواهيه. تفضَّل الله على مَن أسلم من أهل الكتاب، فجعله في طبقة جيله من المسلمين الذين أعدَّ لهم نزُلًا وثوابًا مضاعفًا. جعل الله تعالى عطاءَ عباده غيرَ متأخِّر عنهم؛ رفقًا بهم ورحمة؛ فإن نفوس العباد مُولَعةٌ بحبِّ العاجل، وتعجيلُ العطاءِ عطاءان. |
﴿لَّٰكِنِ ٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ مِنۡهُمۡ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَۚ وَٱلۡمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَٱلۡمُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أُوْلَٰٓئِكَ سَنُؤۡتِيهِمۡ أَجۡرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 162]
العلم الراسخ يُثمر الإيمانَ الثابت الذي يبدو في صورة عملٍ صالح، فمَن رسَخَ علمُه ثبت إيمانُه، ومَن ثبت إيمانُه حسُن عملُه. مَن أراد الأجرَ العظيم فليجمع إلى حُسن عبادته لله، إحسانَه إلى عباد الله، وليتقرَّب بالعبادات الماليَّة، كما يتقرَّب بالعبادات البدنيَّة. مَن وعدَك من البشر بأجرٍ عظيم فستطيرُ لوعده فرحًا، فكيف إذا كان الوعدُ من الله الكريم؟! |
﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيۡهِ شُهَدَآءَۚ فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]
كيف للدين أن ينفعَ أهله وهم لا يُقيمونه في حياتهم، ولا يستَشفون بأشفيته؟ وكيف له أن يضيءَ لهم وهم لا يحملون مشاعلَه، ولا يقتبسون من أنواره؟! ليس يصلُح للحكم بين الناس إلا مَن كان من العلماء العاملين الألِباء، أتباع الرسُل والأنبياء، لا أصحاب القوانين ومبتدَع الآراء. إذا أردتَ معرفةَ الإمام الربانيِّ فاعلم أنه العالمُ بكتاب الله جلَّ في علاه، العاملُ بأحكامه ومقتضاه، القائمُ بحقوقه والواقفُ عند حدوده. احفظ كتابَ الله في صدرك فلا تنسَه، واحفظ قدرَه في نفسك فلا تَحِد عنه، وجمِّل منطقَك بتلاوته، وجوارحَك بالعمل بما فيه، ولا تتركه فتُترَك، ولا تضيِّعه فتَضيع. الحكم بما أنزل الله لا يواجهه أكثرُ الناس بالرضا والقَبول، بل بالإعراض أو الرفض، فعلى أهله الحاكمين به أن يستعدُّوا للمواجهة بالثبات والصبر، وألا يخافوا الناسَ، بل ربَّ الناس. مَثَلُ مَن يبذل دينَه مقابل عرَضٍ من الدنيا كمَثَل تاجرٍ يسعى لامتلاك البَضاعة الخسيسة بالأموال النفيسة، فيبيعُ الثمينَ ويَحوزُ المَهين. مَن أراد أن يعرفَ ما لصلاح الأمة عند الله من أهمية فلينظر إلى شدة وعيدِ مَن لم يحكم فيها بما أنزله لسعادتها العاجلة والآجلة. |
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه. إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط. لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها. إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف. إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه. سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك. في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس. بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [المائدة: 69]
الإيمان والعملُ الصالح هما مَحطُّ نظر الله ورضاه، فمَن آمن كما يحبُّ الله، وعمل بما يرضاه، فقد أفلح وأنجح. أعلمتُم ما حصنُ الخائفين، وملاذُ المستوحشين؟ إنهما الإيمان والعمل الصالح، وإن الاطمئنان في هذا الحصن الأمين بقَدر الإيمان والعمل. أيحزَن المؤمن العاملُ على شيءٍ فاته، وهو يملك من الإيمان ما لو وُزِّع على الدنيا لملأها أفراحًا؟! |
﴿وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52]
تشريفٌ من الله لأهل طاعته المخلصين، وطالبي عِلم الدين القويم؛ بأن أوصى بتقريبهم، وصَرفِ النظر إليهم بالإكرام والاعتناءِ والاهتمام. حساب الخَلقِ على الخالق، وليس على أحدٍ من الخلائق، والحكمُ على نِيَّات الناس وقلوبهم هو لربِّ الناس، فإذا نُفِيَ ذلك عن الأنبياء فمَن دونَهم من بابٍ أَولى. الظلم غيرُ محصورٍ في أخذ حقوق الناس الحسِّيَّة أو منعها، بل يتعدَّى إلى منعهم حقوقَهم المعنوية؛ كمنع البِشر وحُسن الاستقبال. |
﴿وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]
ليس من أَمارات كونِ الحقِّ حقًّا أن يكونَ السابقون إليه كُبَراءَ الناس، فإذا ما سبقَ الضعيفُ إليه فلا يكوننَّ ذلك سببًا للانصراف عنه؛ فإنه لا يأنَفُ من اتِّباع الحقِّ إذ ذاك إلا متكبِّرٌ مفتون. يا مَن منَّ الله عليه بنعمةِ الإيمان، اعرِف لهذه النعمةِ قدرَها، واشكره عليها، وأصلِح نفسَك واجعلها أهلًا لها. |
﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68]
المؤمن طيِّبٌ يبحثُ عن الطيِّب في كلِّ ما حوله، فإذا جلس مجلسًا خِيضَ فيه بما يُغضبُ اللهَ أعرضَ عنه وفارقَه. تيقَّظ أيها المسلم، فقد يُنسِيك الشيطانُ بحِيَله أوامرَ الله ونواهيَه. |
﴿وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108]
قد ينجَرُّ المسلم في محبَّته للحقِّ إلى ذمِّ الباطلِ بما يضرُّ ولا ينفع، فيُفسد وهو مريدٌ للإصلاح. العقلاء يَنظرون إلى مآلاتِ الأمورِ قبل الإقدام عليها، فما أدَّى إلى فسادٍ يفوِّتُ المصلحةَ أو يزيدُ عليها فإنهم يُحجِمون عنه. الحُكم الشرعيُّ يلائم الحكمَ الكونيَّ في الإصلاح، فالنهيُ عن سبِّ آلهة المشركين ليس احترامًا لها، بل لأن الحَمِيَّةَ للضلال المزيَّن تَدفعُ إلى سبِّ الحقِّ سبحانه. ما أكثرَ تزيُّنَ الباطلِ وتزيينَه في العصر الحاضر! والعجبُ العُجابُ أن يجدَ له من بني جلدتنا سمَّاعين ومُغترِّين. |
﴿وَإِن كَانَ طَآئِفَةٞ مِّنكُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَطَآئِفَةٞ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَاۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ ﴾ [الأعراف: 87]
الثقة بحكم الله في الظالمين ممَّا يصبِّر المؤمنين، ويزرع في نفوسهم الاطمئنانَ واليقين. لينتظر المكذِّبون بالإيمان، الصادُّون الناسَ عن الإسلام، ما يَحِلُّ بهم من وَبيل العقاب، كما حلَّ بالأمم قبلهم من العذاب. |
﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]
إذا لم يُرِد اللهُ تعالى أن يشرحَ قلبَ عبدٍ للإيمان، فلا أحدَ يقدرُ على هدايته، ومخالفةِ الله في إرادته. الكارهُ للإيمان لا يُقبلُ إيمانُه عند الله، ما دام قلبُه منطويًا على الكفر، غيرَ راغبٍ في الإيمان. |
﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]
الكفـر رجسٌ يُدنِّسُ النفوسَ والأحـــوال، ويُخبِّــثُ الأقــوالَ والأعمـال. لا ينبغي لذي عقلٍ أن يُنكرَ دلائلَ الحق، فإنها بلغَت رتبةً عالية من البيان والإيضاح. |
﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ﴾ [طه: 130]
لن يسلم المؤمنُ من طعن أهل الباطل، وحرب ألسنتهم الذرِبة، وإيذاء إعلامهم الأفَّاك، ولكن في حصن الصبر منجى للمؤمنين من سهام أولئك الطاعنين المؤذين. ما أسعدَ تلك اللحظات التي يُعطى فيها المؤمن ثواب أعماله الصالحة بين يدي ربه، فيرضى بما أعطاه الله تعالى، ويتسع صدرُه سرورًا بما نال، على صالح الأعمال! حينما يوقنُ الإنسانُ بأن الله تعالى يُعطي عبده العامل يوم لقائه ما يُرضيه يطمئن قلبه، وتقَرُّ عينه بعبادة ربه، ويتسلى بها عن أذية الأعداء، فيخِف عليه حينئذ الصبر. |
﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]
من أجل كلمة التوحيد وحدَها كان إخراج المشركين للمؤمنين من ديارهم وبلادهم، ولهذه الكلمة تحمَّل المؤمنون الإبعاد؛ إرضاءً لربِّ العباد. بالقوَّةِ العادلة لأهل الإيمان تُحمى المقدَّسات، ويُقطع على الشرِّ طريقُه إلى انتهاك الحرُمات، والإفسادِ في المجتمعات. لا يشفعُ لبيوت الله تعالى عند أهل الباطل أن يُذكرَ فيها اسم الله العظيم، بل لعلَّ ذلك يَزيدهم عليها حَنقًا، وبها مكرًا، ولأهلها أذًى. لا يقدر أحدٌ على مغالبة مَن ينصره الله؛ فإنَّ مَن كان ناصرَه فهو المنصور، وعدوه هو المقهور، ولقد صدق سبحانه فيما وعد به، فأذلَّ بأنصار دينه رضي الله عنهم جبابرةَ أهل الأرض وملوكَهم. |
﴿لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِي ٱلۡأَمۡرِۚ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدٗى مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الحج: 67]
شريعة الله تراعي اختلاف الأمــم، وأحوالهــا وأوقاتهــا، فكل ذلك منظور غير مغفل في التشريعات السابقة، ولا الشريعة الخاتمة، فلا يعترضن أحد عليها بروح العصر! فإنما وضعت يوم وضعت لكل عصر يأتي بعدُ إلى قيام الساعة. لا تلتفت إلى مَن ينازعونك في الحق وينتصرون للباطل، وعاملهم بالإغفال ما داموا مصرين على الجدال، حتى ينقادوا للحق ويستسلموا له ويتركوا المنازعة فيه، ويا حبذا المتاركة بالوعيد والإنذار الصادر في قالبِ رفقٍ ولين. اطمئنانُك إلى أن ما أنت فيه من الهدى هو الحقُّ يعينك في الثبات عليه والدعوة إليه. إنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى، التي تطلب المعرفة، وتبحث بصدق عن الدليل، لا مع القلوب المصرة على الضلال والمكابرة، فليَكلِ الداعي في نهاية الأمر حالهم إلى الله تعالى. |
﴿ٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الحج: 69]
شريعة الله تراعي اختلاف الأمــم، وأحوالهــا وأوقاتهــا، فكل ذلك منظور غير مغفل في التشريعات السابقة، ولا الشريعة الخاتمة، فلا يعترضن أحد عليها بروح العصر! فإنما وضعت يوم وضعت لكل عصر يأتي بعدُ إلى قيام الساعة. لا تلتفت إلى مَن ينازعونك في الحق وينتصرون للباطل، وعاملهم بالإغفال ما داموا مصرين على الجدال، حتى ينقادوا للحق ويستسلموا له ويتركوا المنازعة فيه، ويا حبذا المتاركة بالوعيد والإنذار الصادر في قالبِ رفقٍ ولين. اطمئنانُك إلى أن ما أنت فيه من الهدى هو الحقُّ يعينك في الثبات عليه والدعوة إليه. إنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى، التي تطلب المعرفة، وتبحث بصدق عن الدليل، لا مع القلوب المصرة على الضلال والمكابرة، فليَكلِ الداعي في نهاية الأمر حالهم إلى الله تعالى. |
﴿۞ وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَأُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمۡ وَٰحِدٞ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 46]
إذا كان المطلوب منك في مجادلة أهل الكتاب أن تقابلَ الخشونةَ باللِّين، والغضب بالكَظْم، والمشاغبةَ بالنصح، وتكونَ لطيفًا رفيقًا، فكيف يجب أن تكون مع أهل القرآن، وإخوانك في الإيمان؟ اخترِ الأحسنَ دومًا في حوارك ومجادلاتك، ومحاولاتك إقناعَ الناس بالمنهج الحق. إن قابل أهلُ الباطل الرفقَ واللِّين بفاحشٍ من الأقوال، وإقذاعٍ في الجدال، فقد دلَّلوا على أن التلطُّفَ معهم غيرُ مجد. المُناظر عن الحقِّ يحتاج في مجادلة خصمه إلى معرفة تحرير محلِّ النزاع، وإدراك طرق الإلزام في المناظرة، من أجل أن يظهرَ الحق، ويزهق الباطل. من الظلم أن يقدح المناظر بجميع ما عند خصمه، والعدل ردُّ باطل الخصم، وقبول ما معه من الحق، وهذا من أعظم آداب المناظرة. |
﴿وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 48]
لا خيرَ للمؤمنين في طاعة الكافرين والمنافقين، فقد تكرَّر في السورة النهيُ عن ذلك مرَّتين، فليذكر المؤمن ذلك. الإعراض عمَّن يؤذي هو في غاية المشقَّة على النفس، لكن مَن استحضر الدواء وهو التوكل على الله تعالى هان ذلك عليه. |
﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ ﴾ [الزمر: 3]
إن الله هو الذي شرع الدين لعباده، فهل يليق أن يُشرَكَ العبدُ مع المعبود في إقامة الدين؟! ألا فأخلصوا لله العبادة. تتجلَّى عظمةُ الإسلام في عنايته بالتوحيد الخالص، ورفض أيِّ واسطة بين الخلق والخالق، فيا لَضلالِ مَن جعل بينه وبين ربِّه أحدًا! أعجَبُ العَجَب أن تسمعَ بعض العباد يسألون من دون الله وليًّا صالحًا، فإذا أنكرتَ عليهم قالوا: ما دعوناهم إلا ليقرِّبونا إلى الله زُلفى! بعض الدَّعاوى مهما كانت ظاهرةَ التهافت والبطلان ينبغي نقضُها وتفنيدها؛ لئلا يبقى لأحدٍ من الخلق شُبهة أو حُجَّة بباطل. يُـحرَم الإنسانُ من الهداية بقدر وقوعه في المعاصي عمومًا، ومنها الكذب، وكلَّما لزم المرء جادَّة الصدق في قوله وعمله كان أحظى بهداية ربِّه، وأجدرَ بالتوفيق إلى الثبات على الحقِّ. |
﴿فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15]
عنوان الفلاح والنجاح الدعوةُ إلى الحقِّ والاستقامةُ عليه دومًا؛ امتثالًا لأمر الله، وتأسِّيًا برسول الله. مَن اتَّخذ غيرَ الإسلام دينًا فإنما دينه هواه؛ ﴿ومَن أضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بغَيرِ هُدًى من الله إنَّ اللهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِين﴾ . العدل ميزانُ الله في الأرض؛ به يُؤخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من القويِّ، وبالعدل يصدِّق الله الصادقَ، ويكذِّب الكاذب. تبرُز في هذه الآية طبيعةُ الرسالة الأخيرة، التي تستكمل فضائل الرسالات السابقة، وتمضي مترفِّعةً عن أهواء البشر، ومحقِّقةً العدالةَ في الأرض. واجب العلماء والدعاة في كلِّ مكان وزمان العملُ على جمع الكلمة وَفقَ الكتاب والسنَّة، وتوحيد الصفوف، ونبذ الفُرقة والخلاف. أيُّها الدعاة، لا تُضيعوا أوقاتَكم بكثرة الجدال وطول النزاع، وحسبكم أن تبيِّنوا الحقَّ من الباطل، وتقيموا الحُجَج الواضحات. |
﴿قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [الجاثية: 14]
إن العفو لا يأتي إلا بخير، وقلبُ المؤمن أوسع من أن تضيِّقَه شحناء، أو تُحجِّر سَعته بغضاء. المؤمن الصادق خاضعٌ لأخلاق الدين السامية، لا ينفكُّ عنها أبدًا، فلا يُتصوَّر أن يكونَ مؤمنًا حقًّا بلا أخلاق عالية. كلٌّ سيلقى ما عمل، فما أسعدَ مَن قدَّم الصالحات، وألزم نفسه فِعلَ الطاعات! وما أشقى مَن اتَّبع الشهَوات، وغرق في بحار الظلمات! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]
الاستقامة ظاهرًا وباطنًا طريقٌ يوصل سالكه إلى سعادة الدنيا والآخرة؛ فبه يطمئنُّ ممَّا هو مُقدِم عليه، وبه ينسلخ عن الحزن على ما خلَّف وراءه. هذه البشرى ممَّا يُثلج صدرَ المؤمن، ويقذف الطُّمَأنينةَ والأمان في قلبه، ففي ذلك الموقف الشديد يكون المؤمن بمَعزِل عن أيِّ أذًى أو خوف. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 14]
ما أعظمَها من جائزة! وأحسنَها من عاقبة لمَن كان من أهل الاستقامة! فاعمل لتنال، واستقِم لتظفَرَ بالخير الكثير. |
﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا ﴾ [المزمل: 10]
امضِ في دعوتك على صراطٍ مستقيم، واصبِر على عقَبات المسير، واحذر أن يحرفَك المضلُّون بأباطيلهم إلى بنيَّات الطريق. لا يكون هجرك جميلًا حتى تترفَّعَ عن الغضب والانتقام، فرَبِّ نفسَك على الصبر، وتحلَّ بمكارم الأخلاق، مع الأعداء قبل الأولياء. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]
قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما: (ليس في القرآن أشدُّ غيظًا لإبليسَ من سورة الكافرون؛ لأنها توحيدٌ خالص، وبراءةٌ من الشِّرك). كن صريحًا في نصرة الحقِّ، جريئًا في ردِّ الباطل، ولا تخشَ في الله لومةَ لائم، واجعل شعارك في الحياة: لا للمُداهنة؛ ﴿وَدُّوا لو تُدهِنُ فيُدهِنُون﴾ . |
﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2]
قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما: (ليس في القرآن أشدُّ غيظًا لإبليسَ من سورة الكافرون؛ لأنها توحيدٌ خالص، وبراءةٌ من الشِّرك). كن صريحًا في نصرة الحقِّ، جريئًا في ردِّ الباطل، ولا تخشَ في الله لومةَ لائم، واجعل شعارك في الحياة: لا للمُداهنة؛ ﴿وَدُّوا لو تُدهِنُ فيُدهِنُون﴾ . |
﴿وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ﴾ [الكافرون: 3]
أهلُ الباطل لا يقتدون بأوامرِ الله وشرعِه، لا في الحال ولا في الاستقبال، فهم مصرُّون أبدًا على الغَيِّ والضَّلال، فلا تَلِن لهم ولا تُداهنهم. |
﴿وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ﴾ [الكافرون: 4]
أهلُ الباطل لا يقتدون بأوامرِ الله وشرعِه، لا في الحال ولا في الاستقبال، فهم مصرُّون أبدًا على الغَيِّ والضَّلال، فلا تَلِن لهم ولا تُداهنهم. |
﴿وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ﴾ [الكافرون: 5]
أهلُ الباطل لا يقتدون بأوامرِ الله وشرعِه، لا في الحال ولا في الاستقبال، فهم مصرُّون أبدًا على الغَيِّ والضَّلال، فلا تَلِن لهم ولا تُداهنهم. |
﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]
ليس في هذا إقرارٌ لهم على كفرهم؛ ولكنَّه بيانٌ أنَّ الإسلام لا ينبغي أن يُشابَ بكفر؛ ﴿ومَن يَبتَغِ غيرَ الإسلامِ دِينًا فلن يُقبَلَ منه وهوَ في الآخِرةِ منَ الخاسِرين﴾ . مخالفة أهل الكفر والفجور في المسمَّيات الشرعيَّة ضرورةٌ حتميَّة؛ لئلَّا يلتبسَ الحقُّ بالباطل، والهدى بالضَّلال، والإسلام بالكفر. إنها البراءة من الكفر وأهله؛ فلا تنازلَ عن العقيدة وثوابت الشَّرع، تحت أيِّ شعارٍ كان. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
اسم الله المصوّر العفو والصفح وكظم الغيظ لا تأتوا النساء في أدبارهن قتل الأولاد فضل العلماء بصمات الأصابع الصلاة وقت الحرب الوعيد روضات الجنات توحيد الربوبية
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Tuesday, December 3, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب