قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن غزوة تبوك في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿لَوۡ كَانَ عَرَضٗا قَرِيبٗا وَسَفَرٗا قَاصِدٗا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ ﴾ [التوبة: 42]
ما أكثرَ مَن يتثاقل ويفتُر لطول الطريق، فيتخلَّفُ عن الركب السعيد، ويلتفتُ إلى مطلبٍ رخيص! على مَن أذنبَ أن يُقِرَّ ويطلبَ الصفح، ولا يعتذرَ بما يزيد فعلَه قبحًا.
الخداع بادِّعاء قيام العُذر المانع عن الواجب خداعٌ يضُرُّ النفس، والحَلِفُ الكاذب إهلاكٌ لها.
كثير من الناس ينظرون إلى المصالح العاجلة، ولا ينظرون إلى العواقب الآجلة، ولو فكَّروا في العواقب لانصرفوا عن كثير ممَّا يضرُّهم؛ فكم من منفعةٍ دنيويَّة آلت إلى مَضرَّة أخرويَّة.
إن ظفِرَ الكذَبةُ بتصديق الناس لهم، ووصلوا إلى أمانيِّهم بكَذِبهم؛ فإن كذبهم لا ينطلي على الله، فهم عند الله كاذبون كذَّابون.
سورة: التوبة - آية: 42  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]
تأدَّب في حديثك عن نبيِّك ﷺ، ألا ترى أن الله فاتحه ببِشارة العفو، وتعهَّده بحسن الموعظة، ولطف المراجعة.
مَن أراد العدالةَ في المعاملة، ومعرفةَ الأمور على ما هي عليه فليتأنَّ، ولا يغترَّ بظواهر الأحوال.
سورة: التوبة - آية: 43  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 44]
مَن آمن بالله واليوم الآخر حقَّ الإيمان، قاتل من أجل دينه، وهان عليه الموتُ في سبيله؛ لما يرجوه من النعيم، والنجاةِ من العذاب الأليم.
التقوى لا تَخفى على الذي يعلم السرَّ والنجوى، فهنيئًا للمتَّقين.
سورة: التوبة - آية: 44  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة: 45]
يتهرَّب من الجهاد مَن لا يؤمن بالله واليوم الآخر؛ لأنهم يرَون بذلَ النفس والمال له مَغرمًا لا مَغنمًا، وتعبًا وألمًا، وتعرُّضًا للقتل الذي ليس بعده حياةٌ عندهم.
انغماس المُرتاب في رَيبه، وخَواءُ صدره من الإيمان بربِّه، مانعٌ من هدايته، ومَن تحقَّق اليقينُ في قلبه لم يتوانَ عن أداء أوامر دينه.
سورة: التوبة - آية: 45  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿۞ وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46]
ما كلُّ نفس جديرةٌ بالتوفيق إلى الكرامة، وإنما يوفِّق الله بحكمته مَن علم أهليَّتَه، ويثبِّط مَن علم فساد طوِيَّته، فلا تنالُ شرفَ رفع راية الكرامة والعزِّ أيدٍ غيرُ طاهرة.
قضى الله بحكمته أن يضعَ التوفيقَ في محلِّه، وهو سبحانه أعلم حيثُ يجعل هُداه وفضلَه.
أخشى ما يخشاه المؤمنُ حين يُحالُ بينه وبين الطاعة أن يكونَ الله تعالى قد كرهَها منه، فليُبادر إلى التوبة والاستغفار، وليُقبِل بهمَّة على الطاعات والصالحات.
سورة: التوبة - آية: 46  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [التوبة: 47]
ينبغي أن تكونَ صفوفُ المجاهدين نقيَّةً من الضعفاء والخائنين، فالقلوبُ الحائرة تبُثُّ في الصفوف الضعفَ والخَوَر، والنفوسُ الخائنة على الجيش عبءٌ وخطَر.
لا يزالُ المنافقون بين الصفوف، ولا يزال في المؤمنين سمَّاعون لهم؛ لجهلهم بحقيقة أمرهم، وعدم معرفتهم بغَور كلامهم، أو لاتِّباعهم شهَواتِهم.
عرَّفنا الله سبحانه - وهو العالمُ بالمنافقين - صفاتِهم وسِماتِهم؛ لنكونَ منهم على حذر، ولئلَّا نستمعَ إليهم؛ فإن ذلك ضربٌ من الظلم.
سورة: التوبة - آية: 47  - جزء: 10 - صفحة: 194
﴿لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ ﴾ [التوبة: 48]
دَيدَنُ المنافقين أن يُعمِلوا فكرَهم في الكيد للدين وأهله؛ كرهًا للشرع، وبغضًا لأصحابه.
سورة: التوبة - آية: 48  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [التوبة: 49]
مَن أظهر الورعَ وتذرَّعَ به للتخلُّص من الواجب، أو لفعل المَنهيِّ عنه، فقد لجأ إلى حيلةٍ من حِيَل المنافقين.
يبحث المنافقون السابقون عن إذنٍ لتسويغ خطيئتهم، ويبحث المنافقون اللاحقون عن فتوى لتشريع جريمتهم، ولا تقديسَ لدى جميعهم للإذن أو للفتوى، ولكن ينتظرون الموافقةَ فحسب.
ما كانت الفتنةُ يومًا في الجهاد الحقِّ، ولكنَّها في التذرُّع بالواهي من الحُجَج لتركه والتثبيطِ عنه.
الورع الكاذبُ لا يرفعُ عن المنافق حقيقةَ الكفر، ولا يدفعُ عنه يومَ القيامة عذابَ جهنَّم.
جعل اللهُ النارَ محيطةً بأهلها إحاطةَ السِّوار بالمِعصَم، فلا مناصَ من عذابها، ولا مهرَب لأصحابها، نسأل الله أن يجيرَنا منها.
سورة: التوبة - آية: 49  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِيبَةٞ يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ ﴾ [التوبة: 50]
مَن سرَّته أحزانُ المؤمنين، وساءته أفراحُهم، فليَتَّهم قلبَه.
مهما أبدى المنافقون من رغبةٍ في التعايش والاندماج مع مَن حولَهم، فإنهم في ذلك كاذبون، وبعد وقتٍ يُفضَحون.
مَن حسِب البلاءَ شرًّا في كلِّ حال، فأقعده ذلك عن فعل صالح الأعمال، ولم يسلِّم لله تعالى أو يرضَ بقضائه، ففيه خَصلةٌ من خِصال المنافقين.
لا تظُنَّ الانتماء إلى النسَب أو البلد ينفع أو يجمع في صراع الحقِّ مع الباطل؛ فإن قلوب المنافقين ومشاعرَهم مع غير المؤمنين، ولو كان المؤمنون من قومهم.
سورة: التوبة - آية: 50  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]
لو تأمَّل المؤمن في الآية لهانت عليه مصيبتُه، فإنه سبحانه قال (لنا) ولم يقل: (علينا).
ما يُصيب اللهُ جلَّ شأنُه مؤمنًا بمصيبةٍ إلا كانت له لا عليه، فهي من الله نعمةٌ تستحقُّ الشكر، ولو تزيَّت بلَبوس نقمة.
كيف يسخَط المؤمنُ من قضاءٍ قضاه الله له، وهو مولاه الذي يتولَّاه برعايته، ويمدُّ إليه فضلَ عنايته.
المنافق لا يتوكَّل إلا على الأسباب الدنيويةِ واللذَّاتِ الفانية، أمَّا المؤمنُ فيسلِّم نفسَه لله وحدَه، ولا يعترضُ عليه.
سورة: التوبة - آية: 51  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ ﴾ [التوبة: 52]
ما أجملَ حياةَ أولئك الذين قد تهيَّؤوا لقدَر الله بما يحبُّ! فإن قدَّر عليهم الفرحَ شكروا، وإن قدَّر عليهم الحزنَ صبروا.
إن كتبَ اللهُ للمجاهد حياةً فهي الحياة الطيِّبةُ الحميدة، وإن كتب له الشهادةَ فهي المِيتةُ الكريمة السعيدة.
لا شكَّ أن سُنَّة الله في الكافرين ماضيةٌ في أخذهم بالعذاب، لكن لا يعلم غيرُه متى وكيف.
المؤمن ينتظر باطمئنانٍ ويقين ما سيكرمُه الله به من صنوف العون والإكرام، وما سيصيبُ به أعداءه من ألوان النَّكال والانتقام.
سورة: التوبة - آية: 52  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 53]
الفسق الأكبر وهو الكفر مانعٌ من قَبول العمل، لا ينتفعُ معه صاحبُه بصدقة، ولا يُحمَد على عمل بِرٍّ.
سورة: التوبة - آية: 53  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَٰتُهُمۡ إِلَّآ أَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ ﴾ [التوبة: 54]
الإيمان بالله ورسوله معراجُ قَبول الأعمال، فلا صُعودَ لها إلى الله تعالى إلا عليه.
خسرَ أولئك الطائعون من دون غرضِ العبوديَّة لله تعالى والانقيادِ له، فلو آمنوا وجعلوها لله وحدَه لربحوا خيرَ الدنيا والآخرة.
كيف يُنفِق عن إخلاصٍ ورغبةٍ مَن يتهاون بالصلاة التي هي أعظمُ عبادة؟! الصلاة والصدقة عبادتان عظيمتان، ينبغي للعبد ألا يأتيَ إليهما إلا مُحبًّا لهما، نشيطًا للإقبال عليهما، يرجو ذُخرَهما، وثوابَهما من الله وحدَه.
قال محمَّد بنُ الفضل: (مَن لم يَعرفِ الآمرَ قام إلى الأمر على حدِّ الكسل، ومَن عرف الآمرَ قام إلى الأمر على حدِّ الاستغنام والاسترواح).
سورة: التوبة - آية: 54  - جزء: 10 - صفحة: 195
﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]
المؤمن لا يقتصر نظرُه على متاع الحياة الدنيا؛ فإنها ذاهبةٌ زائلة، وإنما يتَّخذها عونًا على الفلاح في آخرته.
لا تجدُ أشدَّ تعبًا ممَّن جعل الدنيا أكبرَ همِّه، وهو حريصٌ بجُهده على تحصيلها، والاستزادة من شهَواتها.
النفاق جالبٌ لجميع الآفات، مُبطِلٌ لجميع الخيرات، في الدين والدنيا.
سورة: التوبة - آية: 55  - جزء: 10 - صفحة: 196
﴿وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ ﴾ [التوبة: 56]
المنافقون يَنسُبون أنفسَهم إلى الجماعة المؤمنة، فإذا ما أمِنوا العقوبة، وضعُفت شوكةُ الإسلام أظهروا الإساءة، وأعلنوا العداوةَ للإسلام وأهلِه.
سورة: التوبة - آية: 56  - جزء: 10 - صفحة: 196
﴿لَوۡ يَجِدُونَ مَلۡجَـًٔا أَوۡ مَغَٰرَٰتٍ أَوۡ مُدَّخَلٗا لَّوَلَّوۡاْ إِلَيۡهِ وَهُمۡ يَجۡمَحُونَ ﴾ [التوبة: 57]
المنافق لا تُهِمُّه البلادُ التي يعيش فيها أحُكِمَت بالإسلام أم بغيره، إنما بلده الذي يحرِص عليه هو المكان الذي تتَّسعُ فيه ملذَّاتُه، وتتنفَّس فيه أهواؤه.
سورة: التوبة - آية: 57  - جزء: 10 - صفحة: 196
﴿۞ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [التوبة: 60]
الزكاة فريضة تعبُّدية في هيئة خدمة اجتماعيَّة، بها يرتبط العبدُ بخالقه، وبها تمتدُّ جسورُ الصلة بينه وبين أفراد جنسه.
شريعة الله منظِّمةٌ لشؤون الدنيا والدين، فهي تُعينُ المحتاجين، وتساعد على إنجاح مشاريع المُصلحين، وترفع بالمال راياتِ الجهاد بين العالَمين.
لو عمل الناسُ بنظام الإسلام التكافليِّ لما أكل بعضُهم أموالَ بعض من خلال القوانين الوضعيَّة، كما هي شرائعُ الأرض الظالمة.
الزكاة تشريعُ حكيمٍ عليم؛ فإنها إذا أُخذت كما ينبغي وصُرفت كما ينبغي، صارت مصلحةً عظمى للفرد والجماعة.
سورة: التوبة - آية: 60  - جزء: 10 - صفحة: 196
﴿يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ لِيُرۡضُوكُمۡ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [التوبة: 62]
عادة المنافقين وأشباهِهم الإكثارُ من الحَلِف، لعلمهم أنهم كاذبون متَّهمون.
إذا خلَتِ القلوبُ من الإيمان بالله، وامتلأت بالشكِّ من لقائه، أصبح أهلُها حريصين على إرضاء الخلق ولو بسَخَطِ الخالق؛ من أجل الظفَر بمصالحهم العاجلة.
المؤمن لا يقدِّم شيئًا على رضا ربِّه ورضا رسوله ﷺ، ومَن قدَّم رضا غيرِ الله ورسوله على رضاهما فيُخشى على إيمانه.
سورة: التوبة - آية: 62  - جزء: 10 - صفحة: 197
﴿ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79]
أصحاب النفوس الطيِّبة والنيَّاتِ الصالحة يحبُّون الخيرَ ويشجِّعون أهلَه، وذوو النفوس السيِّئة والطَّوايا الخبيثة، يكرهون الخيرَ ويثبِّطون ذويه، ويسخَرون من صنائعهم الحسَنة.
إن ربَّنا الكريمَ يغار لأوليائه من أذى أعدائه، فلمَّا سخِروا منهم جازى الساخرين بسُخرِيَّته، وعذابه.
سورة: التوبة - آية: 79  - جزء: 10 - صفحة: 199
﴿ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةٗ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 80]
لا ينفعُ الكفَّارَ تضرُّعٌ ولا استغفار، فإن الطِّيب لا يعطِّر النجَس.
مَن أصرَّ على نفاقه، وأحاطت به خطاياه الجِسامُ من جميع جوانبه، فقد فقدَ الاستعدادَ للتوبة والإيمان.
سورة: التوبة - آية: 80  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]
ليس من شأن المؤمن أن يفرحَ بتقصيره، ولا عِصيانه، فإن حصَل منه ذلك فليتَّهِم إيمانَه.
الجهادُ في سبيل الله من أجلِّ الرغائب، وأشرفِ المطالب التي يتنافسُ فيها المتنافسون، ولا يكرهُه المؤمنون الصادقون.
كثيرون هم الذين يُشفقون من المَشقَّات، ويَنفِرون من الكَريهات الساميات، ويُؤثرون الراحةَ الرخيصةَ على الكدح الكريم.
بالصبر على الحرِّ والبرد في سبيل الله يدفع المؤمنُ حرَّ جهنَّم وبردَها المؤذيَين، أمَّا المنافقُ فيفِرُّ من حرِّ الدنيا وبردها فيقع في حرِّ جهنَّم وزَمهَريرها المهلكَين.
يا مَن لا تصبرُ على حَرِّ شمس الدنيا، وحرارةِ كلِّ ذي حرٍّ فيها؛ اجتنب ما يؤدِّي إلى حرِّ جهنَّم، فإنه أعظم وأشدُّ هَولًا.
يا لَجهلِ مَن دفعَ مشقَّةَ ساعةٍ بمشقَّة الأبد!
سورة: التوبة - آية: 81  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [التوبة: 82]
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: (الدنيا قليل، فليضحكوا فيها ما شاؤوا، فإذا انقطعَتِ الدنيا وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا بكاءً لا ينقطعُ أبدًا).
لو علمَ اللاهون بدنياهم عن ربِّهم حُرقةَ بكائهم الذي سيبكونه يوم القيامة لاستيقظوا من غفلتهم، وحوَّلوا مركبَ مسيرهم.
سورة: التوبة - آية: 82  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ ﴾ [التوبة: 83]
الصفُّ الذي يتخلَّله الضِّعافُ لا يصمُد في المواجهة؛ لأنهم يخذُلونه في ساعة الشدَّة، فيُشيعون فيه الخِذلانَ والاضطراب.
اقطع علاقتَك بمَن ترى منه المكرَ والخداع، والكيدَ والكذب، واحترز من مصاحبته، فإنه الداءُ المُعدي.
السيرة السابقة نافذةٌ لمستقبل الإنسان، ومعرفةِ حاله ومآله.
إذا هبَّت رياحُك فاغتنِمها فقد لا تعودُ إلى أُفقِك مرَّةً أخرى، ومَن تثاقل عن المأمور به ولم ينتهز فرصتَه لفِعله فربَّما لا يوفَّق إليه بعد تولِّيه.
سورة: التوبة - آية: 83  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [التوبة: 84]
لا تكريمَ لمَن آثر الراحةَ على الكفاح، وأحبَّ البقاءَ بغير استصلاح.
لمَّا كان المنافقون موصوفين بالكذب والنفاق، والخداع والمكر، وُصِفوا بالفِسق بعد إثبات كُفرهم؛ لأن طريقةَ النفاق مذمومةٌ في كلِّ الأديان.
سورة: التوبة - آية: 84  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 85]
أشدُّ الأشياء جذبًا للقلوب إلى الدنيا: الاشتغالُ بالأموال والأولاد، وما كان كذلك وجبَ التحذير منه مرَّةً بعد أخرى.
لا تجدُ أشدَّ رهَقًا ممَّن جعل الدنيا أكبرَ همِّه؛ فترى شملَه مشتَّتًا، وقلبَه ممزَّقًا، ولولا سَكرةُ عشَّاق الدنيا بحبِّها؛ لاستغاثوا من هذا العذاب.
كم من نعمةٍ يفرح بها صاحبُها وهي له عذاب، وكم أمرٍ عَذبٍ حقيقتُه سَراب، وكم من مسرَّة تؤول إلى مَضرَّة.
سورة: التوبة - آية: 85  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿وَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٌ أَنۡ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسۡتَـٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ وَقَالُواْ ذَرۡنَا نَكُن مَّعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ ﴾ [التوبة: 86]
الجهاد الحقُّ دليلُ الإيمان الصادق، فمَن آمن بالله حقًّا جاهد في سبيله صدقًا، واتَّبع سُنَّة رسوله ﷺ.
إذا بُسطَت الدنيا للإنسان قيَّدته بأغلالها، فلم يستطع الانطلاقَ إلى معالي الأمور، إلا أن ينتصرَ إيمانُه، فيَكسِرَ تلك الأغلالَ الثِّقال.
أصحابُ الأموال ما لم يكونوا أهلَ تقوى تُقعدُهم أموالُهم عن الأعمال الصالحة التي قد تقطعُهم عن متعةِ أموالهم.
سورة: التوبة - آية: 86  - جزء: 10 - صفحة: 200
﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ ﴾ [التوبة: 87]
المنافقون وضعفاءُ الإيمانِ جُبناء، آثروا البقاءَ مع النساء والصِّبيان، ولو فَقِهوا لم يرضَوا لأنفسهم بالحال التي تحُطُّهم عن منازل الرجال.
سلامةُ الفهمِ نورٌ يضيءُ لصاحبه الطريقَ الذي يوصله إلى الغايات الحميدة.
من كان ذا فقهٍ عرَف ما في الجهاد من العزِّ والفَخار، وما في التخلُّفِ من الشقاء والعار.
سورة: التوبة - آية: 87  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [التوبة: 88]
إذا تخلَّفَ المنافقون عن الجهاد، فإن الله سيغني عنهم بقومٍ من صالحي العباد، اختصَّهم بفضله، يحبُّهم ويحبُّونه.
ما بخِلَ رسول الله ﷺ بنفسه فقعد عن الجهاد، وحياتُه أغلى حياةٍ للدعوة وللناس، ولا بخِلَ بماله عن النفقة في سبيل الله؛ مع كثرة مَن يَعُول.
إن الذين امتلأت قلوبُهم بحبِّ الله تعالى، فآثروه على كلِّ ما في الوجود، ورضُوا بالمشقة في سبيله مهما اشتدَّت؛ حازوا منازلَ الرِّفعة.
الجهادُ مفتاحُ الخيرات، وسُلَّمُ الدرجات العاليات، ومَدرَج العواقب الحميدة التي تُرغِّبُ المتخلِّفين عن هذه السبيل الرشيدة.
سورة: التوبة - آية: 88  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 89]
للمجاهدين المخلصين تهيَّأتِ الجنات، وأُعدَّت بكلِّ صنوف الطيِّبات، فما أحسنَ العطاء، وما أعظمَ الجزاء! إن نَيلَ ما أعدَّه الله لعباده الصالحين من الخيرات والعطايا هو الفوزُ الحقيقيُّ الذي لا خَسارةَ بعده.
إنها جناتٌ وليست جنةً واحدة، وأنهار وليس نهرًا واحدًا، وخلود وليس زمنًا موقوتًا، وفوز عظيم لا خسارة فيه، ألا يستحقُّ ذلك بذل نفس فانية ومال ذاهب، في سبيل الله؟
سورة: التوبة - آية: 89  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿وَجَآءَ ٱلۡمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ لِيُؤۡذَنَ لَهُمۡ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [التوبة: 90]
إذا كان من يختلقُ الأعذارَ ذا شرٍّ، فإن شَرًّا منه من يرى فسادَه صلاحًا لا يستوجب عُذرًا.
المتخلِّفون عن الجهاد من غير عذر، طلبًا للسلامة وراحة الأبدان، يُشقُون أنفسهم بتعريض أبدانهم ونفوسهم لعذاب أليم.
سورة: التوبة - آية: 90  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [التوبة: 91]
قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: (لمَّا رأى اللهُ حرصَهم على محبَّته ومحبَّة رسوله، أنزل عُذرَهم في كتابه).
مَن أحسنَ فيما يقدرُ عليه من النصح سقطَ عنه ما لا يقدرُ عليه من الجهاد.
للمغفرةِ والرحمة أهلونَ من الناس، ليس أهلَ الكذب الذين لا يُبالون بالشرع، وإنما هم الناصحون إن عَجَزوا، والمحسنون إن قصَّروا.
سورة: التوبة - آية: 91  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92]
المؤمنُ يحزنُ على فوات الطاعات، والمنافقُ يفرحُ بتخلُّفِه عنها.
إذا لم يجدِ المسلمُ في قلبه حزنًا على ترك طاعة، أو فعلِ معصية، أو فواتِ عمل صالح فليتدارك قلبَه.
شتانَ بين مَن يبكي فقْدَ رواحلَ يُحملُ فيها إلى الموت، ومن يبكي فقْدَ لُعاعةٍ من الدنيا ذهبت عنه، أو يَخشى عليها الفوت.
سورة: التوبة - آية: 92  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿۞ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [التوبة: 93]
كان العتابُ لمن تركَ واجبَ الغزوِ مع قدرته، وليس لمن تركه مع عجزه، وهذا من رحمة الله بعباده.
غَنِمَ مختلقو الأعذارِ لترك الواجب قعودًا أورثَهم طبعَ القلبِ، ومقْتَ الرَّبِّ، وفقْدَ التشريف بترك القيامِ بالتكليف.
سورة: التوبة - آية: 93  - جزء: 10 - صفحة: 201
﴿يَعۡتَذِرُونَ إِلَيۡكُمۡ إِذَا رَجَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡۚ قُل لَّا تَعۡتَذِرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [التوبة: 94]
لا يبقى المنافقون بين المؤمنين مستورين دائمًا، مهما حاولوا مدَّ بساطِ الاستتار؛ فأعمالُهم، وأحوالُهم السيِّئةُ المتتابعةُ تنقُلهم إلى جوِّ العلانية.
الأعمالُ هي ميزانُ الصدقِ والكذب، وأما مجرَّدُ الأقوالِ فلا تَصدُقُ دائمًا.
ألا يرعوي عن المعصية امرؤٌ يُدرِكُ أن ربَّه سبحانه عالمٌ بجميعِ أعماله؛ ظاهرِها وباطنها، ومحيطٌ بأحواله؛ بارزها وكامِنها؟ كم دافعٍ للعمل يَخفى حتى على صاحبِه وهو يفعلُه، واللهُ أعلمُ به منه! وكم نتيجةٍ للعمل لا يدري صاحبُه وقوعَها، واللهُ يعلمُها دُونه! لا ينبغي لأحدٍ أن يزكِّي عملَه بمجرَّدِ حصوله، وإنما يُفوِّضُه إلى الله؛ فهو العالِمُ بصلاحِه وقَبوله.
سورة: التوبة - آية: 94  - جزء: 11 - صفحة: 202
﴿سَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ إِذَا ٱنقَلَبۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ لِتُعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسٞۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [التوبة: 95]
ليس كلُّ مخطئ يُترك من العتاب أو العقاب ينال الرضا والقَبول، فمن الإعراض ما يكون إهانةً واحتقارا، لا صفحًا وإعذارا.
المؤمن تنفعُ فيه المعاتبة، وتُصلحُه المحاسبة، ولا تزيدُه التوبةُ إلا نقاءً، وأما من لم يكُ طاهرًا فأنَّى له ذلك؟! أولى ما يَنبغي الاحترازُ منه الأرجاسُ الروحانية؛ إذ يُوشكُ أن يميلَ الطبعُ بصاحبها إليها فيَهلِك، فالنجاسةُ الباطنة تُودِي بأهلها إلى الأعمال المُهلِكة.
سورة: التوبة - آية: 95  - جزء: 11 - صفحة: 202
﴿يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ لِتَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡۖ فَإِن تَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَرۡضَىٰ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 96]
الذي لا يُراعي غضبَ اللهِ، فيحلِفُ كاذبًا ليُرضيَ بسخَطِ اللهِ بعضَ عباده، فيه شبَهٌ بالمنافقين، وقد أتى كبيرةً تُلحِقُه بالفاسقين.
لا يُرضي المؤمنين إلا ما يُرضي ربَّ العالمين، وأعمالُ المنافقين لا يَرضاها، بل يَسخَطُها ويأباها.
حَجبَ الفاسقون بفسقِهم رضا اللهِ عنهم، غيرَ أنهم لو تابوا لَقبِلَ اللهُ منهم.
سورة: التوبة - آية: 96  - جزء: 11 - صفحة: 202
﴿ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرٗا وَنِفَاقٗا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [التوبة: 97]
إنما ذمَّ اللهُ تعالى في الأعرابِ كونَهم لا يعلمون حدودَ ما أنزلَ على رسوله من الهدى، فطوبى لمن عَلِمَها، واهتدى بها.
أنفَعُ العلومِ معرفةُ حُدودِ ما أنزَلَ الله على رسولِه، من أصولِ الدينِ وفُروعِه، وإلا فكيف يمتثلُ المؤمن الأوامرَ ويزدَجرُ عن النواهي وهو لا يعرفُها؟ البعدُ عن المجالس الإيمانية والعلمية يُقرِّبُ الإنسانَ من الوقوع في المعصية.
لن تَخفَى على العليمِ سبحانه دخائلُ النفوس، وليس سوى الحكيمِ من يقدرُ على تمييزِ مراتب تلك النفوس.
سورة: التوبة - آية: 97  - جزء: 11 - صفحة: 202
﴿وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [التوبة: 98]
ما في القلبِ هو الذي يَحكمُ على غاياتِ الأفعال، فالمؤمنُ يرى النفقةَ في وجوه البِرِّ مَغنَما، والمنافقُ وضعيفُ الإيمان يريانِها مَغرَما.
لمَّا كان تربُّصُ المتربِّصين بالمسلمين السُّوءَ متكرِّرًا متجدِّدًا؛ جَعلَ اللهُ السوءَ دائرًا عليهم، ومحيطًا بهم على الدوام.
إن من يَسمعُ ما يُقال، ويَعلمُ ما يُضمَر، لقادرٌ على مجازاة كلِّ قائل بما قال، وكلِّ فاعل بما فعَل.
الله مطَّلِعٌ على باطن المنفِقِ يَرى إخلاصَه من غيره، ومُطَّلِع على مقاله إن كان حامدًا لإنفاقه أو ساخطًا.
سورة: التوبة - آية: 98  - جزء: 11 - صفحة: 202
﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]
بحسَبِ ندمِ العبد وأسفِه تكون توبةُ اللهِ عليه، فأما مَن لم يبالِ بالذنبِ فتوبتُه مدخولة وإن زعَم أنها مقبولة.
إذا تعلَّقَ القلبُ بالله تعلُّقًا تامًّا، وانقطعَ عن المخلوقين، فتلك علامةٌ من علامات الخير وزوالِ الشِّدة.
متى ضاقت عليك نفسُك ولم تَسعكَ الأرضُ فاصدُق التوبة، واتَّجه نحوَ ربِّ السماء تجدِ الفُسحةَ والسَّعة.
كم ذنبٍ أحدثَ رِفعةً عند الله، وذِكرًا حسنًا بين الخلق حين أورثَ ندمًا وأوبة صادقة.
التوابون هم الذين يجدِّدون توبتَهم، ويَرجِعون إلى ربِّهم على الدوام، وجديرٌ بمن هذا حالُه أن يَقبلَه اللهُ، فإنه كثيرُ المغفرة واسعُ الرحمة.
سورة: التوبة - آية: 118  - جزء: 11 - صفحة: 206
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]
مما يُعينُ العبدَ على التقوى صحبةُ الصادقين في أقوالهم، المخلصين في أعمالهم.
قال كعبُ بن مالك، يحدِّث حين تخلَّف عن غزوة تبوك: (إن الله إنما أنجاني بالصِّدق، وإن من توبتي ألا أُحدِّثَ إلا صدقًا ما بقِيت) فهلَّا اقتدينا به.
مَن كان مع الصادقين في الدنيا مخلصًا، كان معهم في الآخرة مصاحبًا.
سورة: التوبة - آية: 119  - جزء: 11 - صفحة: 206


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


جرأة اليهود على الله أحكم الحاكمين اسم الله الأول الحج والعمرة قصة بلقيس (ملكة سبأ) الروح بطلان عمل الكافرين غافر الذنب عدم كتمان العلم الصابئة


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, April 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب