﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[ التوبة: 79]
سورة : التوبة - At-Tawbah
- الجزء : ( 10 )
-
الصفحة: ( 199 )
Those who defame such of the believers who give charity (in Allah's Cause) voluntarily, and those who could not find to give charity (in Allah's Cause) except what is available to them, so they mock at them (believers), Allah will throw back their mockery on them, and they shall have a painful torment.
الذين يلمزون : يعيبون (هم المنافقون)
جُهدهم : طاقتهم و وسعهم (الفقراء)
سخر الله منهم : أهانهم و أذلّهم جزاءً وفاقاومع بخل المنافقين لا يَسْلَم المتصدقون من أذاهم؛ فإذا تصدق الأغنياء بالمال الكثير عابوهم واتهموهم بالرياء، وإذا تصدق الفقراء بما في طاقتهم استهزؤوا بهم، وقالوا سخرية منهم: ماذا تجدي صدقتهم هذه؟ سخر الله من هؤلاء المنافقين، ولهم عذاب مؤلم موجع.
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم - تفسير السعدي
وهذا أيضًا من مخازي المنافقين، فكانوا ـ قبحهم اللّه ـ لا يدعون شيئا من أمور الإسلام والمسلمين يرون لهم مقالا، إلا قالوا وطعنوا بغيا وعدوانا، فلما حثَّ اللّه ورسوله على الصدقة، بادر المسلمون إلى ذلك، وبذلوا من أموالهم كل على حسب حاله، منهم المكثر، ومنهم المقل، فيلمزون المكثر منهم، بأن قصده بنفقته الرياء والسمعة، وقالوا للمقل الفقير: إن اللّه غني عن صدقة هذا، فأنزل اللّه تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ} أي: يعيبون ويطعنون {الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} فيقولون: مراءون، قصدهم الفخر والرياء.{و} يلمزون {الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} فيخرجون ما استطاعوا ويقولون: اللّه غني عن صدقاتهم {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ}. فقابلهم الله على صنيعهم بأن {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فإنهم جمعوا في كلامهم هذا بين عدة محاذير.منها: تتبعهم لأحوال المؤمنين، وحرصهم على أن يجدوا مقالا يقولونه فيهم، واللّه يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ومنها: طعنهم بالمؤمنين لأجل إيمانهم، كفر باللّه تعالى وبغض للدين.ومنها: أن اللمز محرم، بل هو من كبائر الذنوب في أمور الدنيا، وأما اللمز في أمر الطاعة، فأقبح وأقبح.ومنها: أن من أطاع اللّه وتطوع بخصلة من خصال الخير، فإن الذي ينبغي [هو] إعانته، وتنشيطه على عمله، وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم، وعابوهم عليه.ومنها: أن حكمهم على من أنفق مالا كثيرا بأنه مراء، غلط فاحش، وحكم على الغيب، ورجم بالظن، وأي شر أكبر من هذا؟!!ومنها: أن قولهم لصاحب الصدقة القليلة: "اللّه غني عن صدقة هذا" كلام مقصوده باطل، فإن اللّه غني عن صدقة المتصدق بالقليل والكثير، بل وغني عن أهل السماوات والأرض، ولكنه تعالى أمر العباد بما هم مفتقرون إليه، فاللّه ـ وإن كان غنيا عنهم ـ فهم فقراء إليه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} وفي هذا القول من التثبيط عن الخير ما هو ظاهر بين، ولهذا كان جزاؤهم أن سخر اللّه منهم، ولهم عذاب أليم.
تفسير الآية 79 - سورة التوبة
| تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
| تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
| تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات : الآية رقم 79 من سورة التوبة
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم - مكتوبة
الآية 79 من سورة التوبة بالرسم العثماني
﴿ ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ التوبة: 79]
﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ﴾ [ التوبة: 79]
تحميل الآية 79 من التوبة صوت mp3
تدبر الآية: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم
أصحاب النفوس الطيِّبة والنيَّاتِ الصالحة يحبُّون الخيرَ ويشجِّعون أهلَه، وذوو النفوس السيِّئة والطَّوايا الخبيثة، يكرهون الخيرَ ويثبِّطون ذويه، ويسخَرون من صنائعهم الحسَنة.
إن ربَّنا الكريمَ يغار لأوليائه من أذى أعدائه، فلمَّا سخِروا منهم جازى الساخرين بسُخرِيَّته، وعذابه.
شرح المفردات و معاني الكلمات : يلمزون , المطوعين , المؤمنين , الصدقات , يجدون , جهدهم , فيسخرون , سخر , الله , عذاب , أليم ,
| English | Türkçe | Indonesia |
| Русский | Français | فارسی |
| تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم
- عليهم نار مؤصدة
- قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد
- قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون
- والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل
- ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين
- والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله
- يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما
- واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل
- وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم
تحميل سورة التوبة mp3 :
سورة التوبة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التوبة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, November 14, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب


