قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن إحباط العمل في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]
الإسلام يرعى حرُمات مَن يرعَون الحرُمات، ولا يسمح بأن تُتَّخذَ الحرُمات دروعًا يحتمي بها مَن ينتهكها ويرتكب كلَّ منكر ظانًّا أنه في منجاةٍ من القِصاص بحُجَّة صون الحرُمات. جريمة القتل مع عِظَمها تهون أمام جريمة الكفران، والصدِّ عن سبيل الرحمن، وتشريد أهل الهُدى والإيمان. إن كلَّ جريمة من هذه الجرائم أشدُّ ضررًا، وأعظم خطرًا. إن وجود الإسلام في الأرض فيه غيظٌ لأعداء الدِّين، ورعبٌ لهم في كلِّ حين، فهو من القوَّة بحيثُ يخشاه كلُّ مبطِل، ويرهبه كلُّ باغ، ويكرهه كلُّ مفسد. مع يقين الكفَّار في قرارة نفوسهم أن المؤمنين على الحقِّ، وأنهم منصورون، تراهم لا يفتَؤون يقاتلونهم ليردُّوهم عن دينهم، أوَليس المؤمنون أحقَّ بقتالهم دفاعًا عن دينهم، وإعلاءً لكلمة ربِّهم؟! أعظم غايات الكافرين وأسمى أمانيِّهم التي يقاتلون المسلمين للوصول إليها؛ أن يردُّوا المسلمَ عن دينه، ويفتنوه في عقيدته التي هي أغلى ما عنده. في لحظةٍ واحدة قد يحبَط عملك كلُّه، وتتلاشى جهودك كلُّها، فإيَّاك أن تأمنَ على نفسك، واحذر الردَّة واجتنب أسبابها. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 264]
مراعاة نفوس الناس وتطييبُها أَولى من رعاية أجسادهم وحاجاتها؛ ألا ترى كيف بطلت الصدقة بسبب المنِّ والأذى؟! قد يجود الكافر ويُنفق طلبًا للحمد والجاه والذِّكر الحسن، لكنَّ إنفاقه لا يسمَّى صدقة؛ إذ لا دَلالةَ فيه على صدق الإيمان. في الإخبار بأنَّ المنَّ والأذى يُحبِطان الصدقة دليلٌ على أن الحسنةَ قد تحبَط بالسيِّئة، فاحذر مُحبِطات الأعمال. تقريب المعاني بالصُّور والتشبيهات مما يُرسِخ القناعة، ويزيد اليقين، ويبعث على العمل، في الترغيب والترهيب. القلب المُقفِر من الإخلاص كحَجَرٍ أملسَ عليه ترابٌ يسترُه، تظنُّه أرضًا زكيَّة قابلة للإنبات، وحقيقته هباءٌ سرعانَ ما يزول، وهكذا عمل المنافق لا حقيقةَ له ولا ثوابَ عليه. ما أشقى مَن ضيَّعَ ماله بفساد نيَّته؛ فلا هو انتفع به في دنياه، ولا هو أحرز ثوابه في أخراه! |
﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 266]
قال الحسن البَصريُّ: (هذا مثَلٌ قلَّ واللهِ مَن يعقِله من الناس؛ شيخٌ كبيرٌ ضعُف جسمُه وكثُر صبيانُه وهو أفقرُ ما كان إلى جنَّته، وإن أحدكم واللهِ أفقرُ ما يكون إلى عمله إذا انقطعَت عنه الدنيا). قال السُّدِّي: (هذا مثَلُ المُرائي في نفقته الذي يُنفق لغير الله، ينقطع عنه نفعُها وهو أحوجُ ما يكون إليه). يا له من مثَلٍ ترتجف له القلوب خوفًا وحذرًا! خوفًا من أن تحبَطَ أعمال المرء في آخر حياته وهو أحوجُ ما يكون إليها، وحذرًا من أن يعقبُها ما يجعلها هباءً فلا يكاد يراها. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَيَقۡتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21]
وهل يكون قتلُ النبيِّ إلا بغيًا وعدوانًا؟ ولكنَّه تأكيدٌ لبشاعة هذه الجريمة النكراء، وتنبيهٌ على أن النفوس الخبيثةَ ترتكب القبائحَ بلا حياء. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 22]
لا تغرنَّكَ إنجازات المجرمين القتَلة، ولا تحتفِل بما يتظاهرون به من أعمال البِرِّ والخير، فأعمالهم باطلةٌ في الدنيا، هالكةٌ في الآخرة. لمَّا قابلوا أعظمَ الإحسان إليهم دعوةً ونصحًا بشرِّ مقابلةٍ تكذيبًا وقتلًا، حقَّت عليهم العقوبة العُظمى في العاجل والآجل. |
﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 53]
لا يُعينك على التمسُّك بالدين مثلُ اللجوء إلى الله وتعليق الرجاء به، ولك في الحواريِّين أسوةٌ حسنة. ليس الإيمان عقيدةً في الضمير فحسب، ولكنَّه اتِّباعُ المنهج القويم، والاقتداءُ فيه بالرسول الكريم. لست وحدَك في هذا الطريق، فلك إخوةٌ سبقوك وإخوةٌ سيأتون بعدك، شهدوا من الحقِّ ما شهدتَّ، واتَّبعوا منه ما اتَّبعتَ. على المسلم أن يجعلَ من نفسه صورةً حيَّة لهذا الدين، يرى الناسُ فيها مثلًا رفيعًا يشهد بأفضليَّة دينه وأحقيَّته في البقاء. |
﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [آل عمران: 55]
في هذه الآية دليلٌ على علوِّ الله تعالى حقيقةً، كما دلَّت على ذلك النصوصُ القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة التي تلقَّاها أهل العلم والإيمان بالقَبول والتسليم. مَن ابتُلي برُفقةٍ فاسدة فلينأَ بنفسه عنهم، وليتطهَّر بمفارقتهم. مَن عرَف مرادَ الله تعالى من ابتلائه، وتلقَّاه بالرِّضا والحمد، صار ذلك البلاء له نعمةً ومِنحة. اتِّباع الأنبياء عليهم السلام والتزام نهجهم، مؤذنٌ برفعة الأمَّة وانتصارها إلى يوم القيامة. انتصار المؤمنين في الدنيا ليس هو نهايةَ المطاف، ففي يوم القيامة يكون الانتصارُ الأعظم. |
﴿ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]
هدايتُك توفيقٌ من ربِّك فلا تُعجَب بنفسِك، فما فتَك بالنفس مثلُ العُجب بها. الهدى ما كان من الله وبنورِ الله، وما يزعمُه الضالُّون عن الصراط المستقيم هدايةً هو في حقيقته عَينُ الضلالة، فانقلابُ فِطَرِهم جعلَهم يحسَبون الظلامَ نورًا والنورَ ظلامًا. ما أعلى مكانةَ الأنبياء، وما أرفعَها عن أن يشوبَها شِركٌ أو يخالطَها شك! وما أحراها أن تُستحضرَ قِبلةَ اهتداء، ووِجهةَ اقتداء! |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 147]
التكذيب بآيات الله ولقائه ضياعٌ للآمال، وحبوطٌ للأعمال، مهما ظنَّ صاحبُها بها الفلاح؛ لأنها لم تنبعث من أصلٍ صحيح، ولم تتَّجه الوِجهةَ الصحيحة. عدلَ ربُّنا العظيمُ بين عباده في دنياهم وأُخراهم، ولم يظلم أحدًا منهم، حتى جعلَ الجزاءَ في الآخرة أثرًا للعمل، مرتَّبًا عليه، كترتيب المسبَّب على السَّبب. |
﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ﴾ [التوبة: 17]
لا يَعمُر بيتَ الله إلا مَن عمَر التوحيدُ قلبَه، وقامت على الإخلاص والمتابعة عباداتُه. إن صورة أعمال المرء وحدَها لا قيمةَ لها، فقد يكون ظاهرُها حسنًا، لكنَّ باطنها خاوٍ، فلا يلبث أن يظهرَ فسادُها، ويتبيَّن جزاء صاحبها. |
﴿كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69]
إنما قد يسيرُ في درب الهلاك مَن يجهل مآلَه، فواعجبًا ممَّن يسلُكه وهو بسوء مُنقَلبه عالم! الاستزادة من الشهَوات، والاستدامة في التمتُّع بها، والجِدُّ في طلبها، هو دأبُ العُصاة وغايةُ أمانيِّهم. لا تُنكِر حُسنَ عيش الكافرين وكثرةَ لذَّاتهم، وتوسُّعَ تنعُّمهم وطِيبَ حياتهم الدنيا، فتلك جنَّتُهم وطيِّباتُهم المعجَّلة، وليس لهم منها شيءٌ في الآخرة. الفساد يكون إمَّا من جهة الاستمتاع بالشهَوات، وإمَّا من جهة الخوض في الشبُهات، والعلم والصبر زادُ الناجين. يلهـو كثـيرٌ من الناس في دنياهم، مستمتعين بما قدَروا عليه من اللذَّات، بعيدًا عن منهج الله، ويعُدُّون ذلك مكسبًا، ولا يشعرون أنهم عند الله خاسرون! |
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ﴾ [هود: 15]
مَن أراد الحياةَ الدنيا وزينتها، متوجِّهًا إلى منافعه القريبة وذاته المحدودة، فسيلقى نتيجةَ عملِه في هذه الدنيا وحدَها، وإلى أجلٍ محدود. مَن قصُرَ نظرُه جعل همَّه الدنيا، والظفرَ بشهواتها، ومن بعُدَ نظرُه جعل غايتَه الآخرة، والفوزَ بخيراتها. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [هود: 16]
مَن لم يقدِّم لآخرته شيئًا، ولم يَحسُب لها حسابًا، ولم يُقم لها وزنًا، فما الذي ينتظرُ أن يلقاه فيها؟ كيف لعملٍ أن يُقبلَ وهو لم يُعمل لإرادةٍ صحيحة، ولم يدفع إليه إيمانٌ صادق؟! |
﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ﴾ [الكهف: 103]
استمع إلى نبأ الله وهو يبين صفاتِ الخاسرين لتجتنبها، كما أنك تعرفُ صفات الفائزين لتعمل بها. |
﴿ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ﴾ [الكهف: 104]
مَن سعى نحو مقصِد فاسدٍ فما الذي يرتجي أن يحصل عليه؟ ومَن ابتغى الخيرَ من غير طريقه فكيف يطمع أن يصل إليه؟ كم متنسكٍ يظن أنه يقترب من الله وهو يبعد نفسَه عنه! وذلك لسوء قصده، أو لجهله وابتداعه، والأدهى أن يعلم المرءُ بضلاله فيستمر على سوء حاله. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا ﴾ [الكهف: 105]
مَن لم يكن في صحائفه عملٌ صالح، أو حبِط ما كان له من عمل يظن أنه ناجح، فما الذي ينتظر أن يُوضع في ميزانه يوم المعاد؟ |
﴿۞ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 18]
من الناس مَن ينظر إلى نِقاط قوَّة الكافرين ويسعى في تضخيمها في أعين المؤمنين، محاولًا أن يبعثَ فيهم اليأس والقنوط والتكاسل والتخاذل. إنْ تظاهرَ المنافق بوجوده بين صفوف المؤمنين فلا تغترَّ بذلك، فإنه لا يدخلها إلا رغبةً في شقِّها، أو لنيل مطمع منها. |
﴿أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 19]
هنالك أيدٍ باذلةٌ بسخاء لكلِّ باطل، ولكنها شحيحةٌ في أوجه الخير والنفقةِ على المستحقِّين من المسلمين. إن قومًا يفزعون من مجرد لقاء العدو، كيف تؤمل فيهم نصرة، أو ترتجى منهم شجاعة عندما تتصادم الصفوف وتتعانق الأرواح والحتوف؟ المنافقون يبخلون بأرواحهم وأموالهم في سبيل الله، وفوق ذلك يطلقون ألسنتهم بالسوء على أولياء الله، فأين هم من الإيمان بالله؟ المؤمنون أفعالهم أفصحُ من أقوالهم، والمنافقون أقوالهم أفصحُ من فِعالهم. |
﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]
أعظم الخُسران النقصُ بعد الزيادة، والإفلاس بعد غنًى، فإيَّاك والشركَ ما ظهر منه وما بطن، فإنه يُحبِط العمل ويجعله هباء. |
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 1]
ما أشقى مَن ذهبت أعماله سُدًى، فصارت له بلا جدوى، فليحذر المسلم كلَّ سبب يُحبِط عمله، ويذهب عنه فائدته. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 3]
إن الحقَّ الأكمل والصواب الأمثل فيما أنزل الله وأمر به، ومَن طلب الحقَّ في سواه ضلَّ وأضلَّ، وكانت عاقبة أمره خُسرا. لم تكن تلك الأمثال ضربًا من التسلية المحضة، أو نوعًا من حديثٍ خلا من فائدة، تعالى الله عن ذلك، ففيها من العِبَر والعظات ما ينتفع به ذوو الألباب. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 8]
كتب الله على الكافرين التعاسة، فانقطع بذلك الأملُ وخاب الرجاء، ولو طرقوا أبوابَ السعادة الدنيويَّة كلَّها لن يدركوا إلا التعب. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 9]
قَبول وحي الله تعالى وحبُّه والرضا به والعملُ به هو عين الإيمان بالكتاب، فمَن كرهه لمخالفته لهواه -ولو قَبِله- فإن ذلك لا ينفعه حتى يُحبَّه ويرضى به ظاهرًا وباطنًا. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 28]
إن كراهة ما يرضي الله من الإيمان والعمل الصالح، واتِّباع ما يُسخطه من الكفر والعمل الطالح؛ طريقٌ يودي بصاحبه إلى سوء المصير. نهاية سيِّئة، وعاقبة بئيسة نالها عُصاة الرحمن ومطيعو الشيطان، فذهبت أعمالهم بلا فائدة، ونزل بهم العذابُ الذي لا مَفرَّ لهم منه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [محمد: 32]
يقيم الله الحُجَج على عباده، ويُظهر لهم آياته وبيِّناته، فيبيِّن لهم طريقَ الهدى؛ حتى لا يأتوا يوم القيامة فيعتذروا بعدم معرفة الحقِّ، فما أحسنَ المعذرةَ عند الله! مهما رَبا كفرُ الكافرين، وزادت مُشاقَّاتُهم فلن يضرُّوا الله شيئًا، وإنما يَضرُّون أنفسهم، فهل تفكَّروا في هذه النتيجة حتى ينزجروا عن طرق الوصول إليها؟ أعمال الكافرين حابطة، وإن بدت للناس في ظاهرها صالحة، وكيدهم الذي أرادوا به توهينَ الإسلام وهدمه في خسار وتباب. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]
إن رفع الصوت فيما لا فائدةَ فيه من مساوي الأخلاق، وكان من وصيَّة لقمانَ لابنه: ﴿واغضُضْ من صَوتك﴾ ، فكيف إذا كان رفع الصوت فوق صوت النبيِّ ﷺ؟ لقد وعظ الله المؤمنين بهذه الآية تشريفًا لنبيِّه، وبيانًا لقَدره الرفيع الذي يسمو على كلِّ إنسان؛ ليُعلِّمَهم أن الخطاب معه ليس كالخطاب مع غيره. إذا كان رفعُ الصوت عند رسول الله ﷺ مُحبطًا للأعمال، ومُؤذِنًا بغضب الله الكبير المتعال، فكيف بالإعراض عن هديه، وتَنكُّب طريقه وسنَّته؟ كلَّما داوم المرء على الذنب واستمرأه، ألِفَه واعتاده، فلا يشعر بندم إذا قارفه، ولا وجَل إذا واقَعه. قد يستهينُ المرء بأمر لا يظنُّ أن يبلغَ ما بلغ، تكون هلَكته فيه، فالسلامة أن يبتعدَ العبد عن كلِّ ما يُغضب الله جلَّ جلاله. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الأديان وجوب الإيمان بالكتاب قصة قارون اسم الله الحفيظ لا تأتوا النساء في أدبارهن الحكمة في الدعوة الوصية ثمرات الإيمان اللغات التي كان يتكلم بها الأنبياء أصحاب مَديَن (قوم شعيب)
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب