﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾
[ البقرة: 11]

سورة : البقرة - Al-Baqarah  - الجزء : ( 1 )  -  الصفحة: ( 3 )

And when it is said to them: "Make not mischief on the earth," they say: "We are only peacemakers."


وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن الإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي، وإفشاء أسرار المؤمنين، وموالاة الكافرين، قالوا كذبًا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون - تفسير السعدي

أي: إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض, وهو العمل بالكفر والمعاصي, ومنه إظهار سرائر المؤمنين لعدوهم وموالاتهم للكافرين { قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض, وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح, قلبا للحقائق, وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية, مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة, وأرجى لرجوعه.

تفسير الآية 11 - سورة البقرة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض : الآية رقم 11 من سورة البقرة

 سورة البقرة الآية رقم 11

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون - مكتوبة

الآية 11 من سورة البقرة بالرسم العثماني


﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ  ﴾ [ البقرة: 11]


﴿ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ﴾ [ البقرة: 11]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة البقرة Al-Baqarah الآية رقم 11 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 11 من البقرة صوت mp3


تدبر الآية: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

صوَّر المنافقون إفسادَهم بصورة الإصلاح؛ لما في قلوبهم من مرض يُعمي البصائرَ والأبصار، حتى يرى أصحابها الباطلَ حقًّا والحقَّ باطلًا؛ ﴿أفمَن زُيِّن له سوءُ عملِه فرآهُ حسنًا﴾ ؟! كم من مفسدٍ يدَّعي الإصلاح! ومتى اختلَّ ميزان الإخلاص لله في نفس العبد، اختلَّت لديه سائرُ الموازين.

ثم وصفهم الله - تعالى - بعد ذلك بجملة من الرذائل والقبائح مضافة إلى قبائحهم السابقة فقال :{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض قالوا ... } .
الفساد : خروج الشيء عن حالة الاعتدال والاستقامة ، وعن كونه منتفعاً به ، وضده الصلاح ، يقال : فسد الشيء فساداً ، وأفسده إفساداً .
والمراد به هنا كفرهم ، ومعاصيهم ، ومن كفر بالله وانتهك محارمه فقد أفسد في الأرض ، لأن الأرض لا تصلح إلا بالتوحيد والطاعة .
ومن أبرز معاصي هؤلاء المنافقين ، ما كانوا يدعون إليه في السر من تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وإلقاء الشبه في طريق دعوته ، والتحالف مع المشركين ضد المسلمين كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
وسلك القرآن هذا الأسلوب فقال : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } بالبناء للمفعول دون أن يسند الفعل إلى فاعله ، لأن مصدر القول المعبر عن النهي عن الإِفساد ليس مصدراً واحداً ، فقد يصل آذانهم هذا النهي مرة من صريح القول .
وأخرى مما كانوا يقابلون به من ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من تجهم وإعراض .
وعلق بالفعل الذي هو الإِفساد قوله : { فِي الأرض } إيذاناً بأن الإِفساد مهما ضاقت حدوده ، فإنه لابد يوماً أن يتعدى الحدود إلى ما وراء ذلك فقد يعم ويشمل إذا لم يشتد في الاحتياط له ، لذلك جعل ظرف إفسادهم الأرض كلها مع أنهم موجودون في بقعة محصورة هي المدينة المنورة .
ولقد حكى القرآن جوابهم على نصيحة الناصحين وما فيه من تبجح وادعاء فقال :{ قالوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } .
فقد بالغوا في الرد فحصروا أنفسهم أولاً في الإصلاح مبالغة المفجوع الذي أذهلته المفاجأة بكشف أستار حقيقة ، فتراهم لم يقتصروا على أن يقولوا : { إِنّا مُصْلِحُونَ } بل قالوا " إنما " ثم أكدوا الجملة بكونها اسمية ليدلوا بذلك على أن شأنهم في الإصلاح ثابت لازم .
قال الراغب : صوروا إفسادهم بصورة الإِصلاح لما في قلوبهم من المر ، كما في قوله - تعالى - : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } وقوله : { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } وقوله : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بالأخسرين أَعْمَالاً .
الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحياة الدنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
} ولقد كذبهم الله - تعالى - تكذيباً مؤكداً في دعواهم أنهم مصلحون فقال :
قوله تعالى : وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( إذا ) في موضع نصب على الظرف والعامل فيها : ( قالوا ) وهي تؤذن بوقوع الفعل المنتظر .
قال الجوهري : ( إذا ) اسم يدل على زمان مستقبل ، ولم تستعمل إلا مضافة إلى جملة ، تقول : أجيئك إذا احمر البسر ، وإذا قدم فلان .
والذي يدل على أنها اسم وقوعها موقع قولك : آتيك يوم يقدم فلان ، فهي ظرف وفيها معنى المجازاة .
وجزاء الشرط ثلاثة : الفعل والفاء وإذا ، فالفعل قولك : إن تأتني آتك .
والفاء : إن تأتني فأنا أحسن إليك .
وإذا كقوله تعالى : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون .
ومما جاء من المجازاة بإذا في الشعر قول قيس بن الخطيم :إذا قصرت أسيافنا كان وصلها خطانا إلى أعدائنا فنضاربفعطف " فنضارب " بالجزم على " كان " لأنه مجزوم ، ولو لم يكن مجزوما لقال : فنضارب ، بالنصب .
وقد تزاد على " إذا " " ما " تأكيدا ، فيجزم بها أيضا ، ومنه قول الفرزدق :فقام أبو ليلى إليه ابن ظالم وكان إذا ما يسلل السيف يضربقال سيبويه : والجيد ما قال كعب بن زهير :وإذا ما تشاء تبعث منها مغرب الشمس ناشطا مذعورايعني أن الجيد ألا يجزم بإذا ، كما لم يجزم في هذا البيت .
وحكي عن المبرد أنها في قولك في المفاجأة : خرجت فإذا زيد ، ظرف مكان ، لأنها تضمنت جثة .
وهذا مردود ; لأن المعنى خرجت فإذا حضور زيد ، فإنما تضمنت المصدر كما يقتضيه سائر ظروف الزمان ، ومنه قولهم : " اليوم خمر وغدا أمر " فمعناه وجود خمر ووقوع أمر .
قوله : ( قيل ) من القول وأصله قول ، نقلت كسرة الواو إلى القاف فانقلبت الواو ياء .
ويجوز : ( قيل لهم ) بإدغام اللام في اللام وجاز الجمع بين ساكنين ; لأن الياء حرف مد ولين .
قال الأخفش : ويجوز ( قيل ) بضم القاف والياء .
وقال الكسائي : ويجوز إشمام القاف الضم ليدل على أنه لما لم يسم فاعله ، وهي لغة قيس ، وكذلك جيء وغيض وحيل وسيق وسيء وسيئت .
وكذلك روى هشام عن ابن عباس ، ورويس عن يعقوب .
وأشم منها نافع سيء وسيئت خاصة .
وزاد ابن ذكوان : حيل وسيق ، وكسر الباقون في الجميع .
فأما هذيل وبنو دبير من أسد وبني فقعس فيقولون : " قول " بواو ساكنة .
قوله : لا تفسدوا " لا " نهي .
والفساد ضد الصلاح ، وحقيقته العدول عن الاستقامة إلى ضدها .
فسد الشيء يفسد فسادا وفسودا وهو فاسد وفسيد .
والمعنى في الآية : لا تفسدوا في الأرض بالكفر وموالاة أهله ، وتفريق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن .
وقيل : كانت الأرض قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فيها الفساد ، ويفعل فيها بالمعاصي ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ارتفع الفساد وصلحت الأرض .
فإذا عملوا بالمعاصي فقد أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، كما قال في آية أخرى : ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها .
قوله : في الأرض الأرض مؤنثة ، وهي اسم جنس ، وكان حق الواحدة منها أن يقال أرضة ، ولكنهم لم يقولوا .
والجمع أرضات ; لأنهم قد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كقولهم : عرسات .
ثم قالوا أرضون فجمعوا بالواو والنون ، والمؤنث لا يجمع بالواو والنون إلا أن يكون منقوصا كثبة وظبة ، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضا من حذفهم الألف والتاء وتركوا فتحة الراء على حالها ، وربما سكنت .
وقد تجمع على أروض .
وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون : أرض وآراض ، كما قالوا : أهل وآهال .
والأراضي أيضا على غير قياس ، كأنهم جمعوا آرضا .
وكل ما سفل فهو أرض .
وأرض أريضة ، أي زكية بينة الأراضة .
وقد أرضت بالضم ، أي زكت .
قال أبو عمرو : نزلنا أرضا أريضة ، أي معجبة للعين ، ويقال : لا أرض لك ، كما يقال : لا أم لك .
والأرض : أسفل قوائم الدابة ، قال حميد يصف فرسا :ولم يقلب أرضها البيطار ولا لحبليه بها حبارأي أثر والأرض : النفضة والرعدة .
روى حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الله بن الحارث قال : زلزلت الأرض بالبصرة ، فقال ابن عباس : والله ما أدري أزلزلت الأرض أم بي أرض ؟ أي أم بي رعدة ، وقال ذو الرمة يصف صائدا :إذا توجس ركزا من سنابكها أو كان صاحب أرض أو به الموموالأرض : الزكام .
وقد آرضه الله إيراضا ، أي أزكمه فهو مأروض .
وفسيل مستأرض ، وودية مستأرضة ( بكسر الراء ) وهو أن يكون له عرق في الأرض ، فأما إذا نبت على جذع النخل فهو الراكب .
والإراض ( بالكسر ) : بساط ضخم من صوف أو وبر .
ورجل أريض ، أي متواضع خليق للخير .
قال الأصمعي يقال : هو آرضهم أن يفعل ذلك ، أي أخلقهم .
وشيء عريض أريض إتباع له ، وبعضهم يفرده ويقول : جدي أريض أي سمين .
قوله : ( نحن ) أصل ( نحن ) نحن ، قلبت حركة الحاء على النون وأسكنت الحاء ، قاله هشام بن معاوية النحوي .
وقال الزجاج : نحن لجماعة ، ومن علامة الجماعة الواو ، والضمة من جنس الواو ، فلما اضطروا إلى حركة ( نحن ) لالتقاء الساكنين حركوها بما يكون للجماعة .
قال : لهذا ضموا واو الجمع في قوله عز وجل : أولئك الذين اشتروا الضلالة وقال محمد بن يزيد : ( نحن ) مثل قبل وبعد ; لأنها متعلقة بالإخبار عن اثنين وأكثر ، ف " أنا " للواحد " و ( نحن ) للتثنية والجمع ، وقد يخبر به المتكلم عن نفسه في قوله : نحن قمنا ، قال الله تعالى : نحن قسمنا بينهم معيشتهم والمؤنث في هذا إذا كانت متكلمة بمنزلة المذكر ، تقول المرأة : قمت وذهبت ، وقمنا وذهبنا ، وأنا فعلت ذاك ، ونحن فعلنا .
هذا كلام العرب فاعلم .
قوله تعالى : ( مصلحون ) اسم فاعل من أصلح .
والصلاح : ضد الفساد .
وصلح الشيء ( بضم اللام وفتحها ) لغتان ، قال ابن السكيت .
والصلوح ( بضم الصاد ) مصدر صلح ( بضم اللام ) ، قال الشاعر :فكيف بإطراقي إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوحوصلاح من أسماء مكة .
والصلح ( بكسر الصاد ) : نهر .
وإنما قالوا ذلك على ظنهم ; لأن إفسادهم عندهم إصلاح ، أي أن ممالأتنا للكفار إنما نريد بها الإصلاح بينهم وبين المؤمنين .
قال ابن عباس وغيره .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تفسدوا , الأرض , مصلحون , مصلح ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. قل هو الله أحد
  2. وما أدراك ما ليلة القدر
  3. فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا
  4. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
  5. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون
  6. وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا
  7. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
  8. قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما
  9. ياأيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله
  10. أتأتون الذكران من العالمين

تحميل سورة البقرة mp3 :

سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة

سورة البقرة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة البقرة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة البقرة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة البقرة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة البقرة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة البقرة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة البقرة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة البقرة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة البقرة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة البقرة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب