قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التحية والسلام في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86]
إفشاء السلام شجرةٌ طيِّبة إذا امتدَّت أغصانُها نشرَت عبيرَ المودَّة وظِلالَ الأخوَّة، وأذهبَت هجيرَ القطيعة وحرَّ الضَّغينة. رُدَّ التحيَّةَ بمثلها أو جُد بأحسنَ منها، فما زِدتَّ من الخير فهو لك مكتوب، فإيَّاك وامتطاءَ الفتور عن صالحات الأمور. |
﴿وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الأنعام: 54]
من حقِّ المؤمنين أن تستقبلَهم بالبِشر والطلاقة، وتحتفلَ بهم بصدقٍ ولطافة، وتبشِّرَهم بما يُحبُّونه، وتصرفَ عنهم ما يكرهونه. ثمرة العلم النافعِ تُعرَف في مواجهــة المحظــورات، ومطامع الهوى والشهَوات، فمَن تنزَّهَ عنها فنِعمَ ما حمَل من العلم، ومن استهوَته حتى هوى فيها فقد غلبَه الجهل، فيا بئسَ البضاعة! هلُمَّ أيها المذنبُ، فبابُ التوبة مفتوح، ومهما كان من سوء وجَهالة، فإن التوبة والإصلاح تمحوه، وكأنه لم يكن. |
﴿دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [يونس: 10]
أُعطِي أهلُ الجنَّةِ فيها ما يشتهون، ولم تُبقِ لهم كثرةُ العطاء ما يؤمِّلون، فَحَلا لهم في مقام القُربِ من ربِّهم الثناءُ عليه وتسبيحُه وتمجيدُه. سلامُ دارِ السلام غيرُ سلامِ دار الآلام، فمن مَقاصد السلام في الدنيا العبادةُ والتأمين، ومن مَقاصده في الجنَّة التلذُّذ والأُنس، فما أحسنَ التحيَّةَ في تلك الدار السَّنِيَّة! لمَّا كان تعالى المحمودَ في كلِّ حال حمِدَ نفسَه عند ابتداء خلقِه واستمراره، وفي ابتداء كتابه وإنزاله، ويبقى حمدُه على ألسنة المؤمنين في جناتِ النعيم، فهو المحمود أبدًا. |
﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴾ [الرعد: 24]
سلامٌ عليكم أيها الصابرون على مشاقِّ الدعوة، سلامٌ عليكم أيها المُلزِمون أنفسَكم أمرَ الله، الزامُّون قيادَها عن معصيته، الصابرون لألمها عند أقداره، فدَعُوا اليوم تعبَكم وآلامكم، وخذوا السلامَ الأبديَّ في دار النعيم والخلود. الأَولى باللبيب أن يُجاهدَ نفسَه؛ لعلَّه يحظى بتلك الدار؛ فإنها مُنيةُ النفوس، وسرورُ الأرواح، ومَجمَع اللذَّات والأفراح. |
﴿وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ ﴾ [إبراهيم: 23]
ما أحسنَ متعةَ الأبصار بذلك المنظر البهيج في الجنَّة، حيثُ الظِّلالُ والماء والخُضرة! وما أسعدَ النفوسَ بالائتلاف والأمن والسلام في ذلك المكان الأمين! اعمل صالحًا ولا تغترَّ به، فتحسبَ أنه وحدَه وسيلتُك إلى الجنة؛ لأن دخولَ الجنة لا يكونُ إلا بإذن الله ورحمته. |
﴿ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ ﴾ [الحجر: 46]
يا بشرى المتَّقين بوعد ربِّ العالمين! فهم بعد البلاء في الجنَّات سالمون آمنون، وفي هناء النعيم خالدون، فانصَبِ اليوم في طاعة الله تَنعَم في الجنَّة بالراحة والرخاء. لا يليق بالجنَّة أن يدخلَها أحدٌ وفي قلبه شيءٌ من الفساد، ولا يطيب لقاء الإخوة إلا بعد صفاء المودَّة، فإذا كنَّا سنقابل إخواننا في الجنَّة إن شاء الله متآلفين، فعلامَ نتمادى في الخصومة متنافرين؟! |
﴿إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ ﴾ [الحجر: 52]
سلام الداخل على غيره مفتاحُ أمان، وشعارُ اطمئنان، وسنَّةٌ قديمةٌ بين عباد الله الصالحين. |
﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]
لا تزيد البلايا المؤمنين إلا طِيبًا، فبها يؤهَّلون لدار الإكرام، ويُتلَقَّون هناك بالترحيب والسلام. كيف لا تَطيب قلوبٌ أُشربت معرفةَ الله ومحبَّتَه، وألسُنٌ لَهِجَت بذكره والثناءِ عليه، وجوارحُ عملت بطاعته؟! لا يدخل الجنَّةَ إلا نفسٌ طاهرةٌ من خَبَث الذنوب، فما أعظمَ ما يُقال للمتَّقين: ﴿طِبتُم فادخُلوها خالدين﴾ . |
﴿وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 15]
قال سفيان بنُ عُيَينة: (أوحشُ ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يُولد فيرى نفسَه خارجًا ممَّا كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يُبعث فيرى نفسَه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى فخصَّه بالسلام عليه). |
﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 33]
يحُفُّ السلام بعيسى في أعظم نُقْلات حياته؛ النَّقلة إلى الدنيا وإلى القبر وإلى الآخرة؛ ولهذا سلِم من نزغ الشيطان عند ولادته، وسلم من طالبي قتله، وسيموت في سلام، ويُبعث في سلام. |
﴿قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِي حَفِيّٗا ﴾ [مريم: 47]
ديدنُ الصدِّيق والداعية الموفَّق الأدبُ والرفق، فلا يخرج عن حدِّه ولو لقي من عنَت المدعوين ما لقي. |
﴿لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا ﴾ [مريم: 62]
اجتناب المؤمن للغو ومجالس اللغو يعيشه في جنة معجلة قبل الجنة التي لا لغو فيها. كم كلماتٍ وأصوات في الدنيا تكدِّر على الإنسان صفوَ حياته، وتضيِّق عليه سَعة راحته، فيا سعدَ أهل الجنَّة حين تتنعَّم أسماعهم بأطيب الكلام، وتتنَّزه عن باطله وسيِّئه! أنعِم بدارٍ رزقُك فيها مكفول، لا يحتاج منك إلى طلبٍ ولا كد، ولا يَشغَل نفسَك خوفٌ من أن يَنفَد، ولا قلقٌ من أن يقلَّ أو يتخلَّف. |
﴿فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ ﴾ [طه: 47]
استنقاذُ المستضعفين، والدفاعُ عن حقوق المظلومين المضطهدين؛ لأجل هدايتهم للإيمان والتوحيد، وإقامة شرع الله فيهم، من غايات بعثة الرسل. السلامةُ من العذاب في الدارين هي لمَن اتبع الهدى، بتصديق آيات الله الهادية إلى الحق. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27]
من منهج التربية الإسلامية تضييقُ فرص الغَواية، وإبعاد عوامل الفتنة، وإزالة العوائق التي تَحول دون الإشباع الطبيعي بالوسائل النظيفة المشروعة. للبيوت حُرمةٌ تمنع من أن يُفاجأ الناسُ فيها بدخول الغرباء عليهم إلا بعد استئذانهم، حتى لا يطَّلعوا على عورات أهلها وهم غافلون. |
﴿فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدٗا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 28]
رعاية الخصوصيَّات وتعظيمُ الحُرمات الشخصيَّة دعت إليها الشريعة الإسلاميَّة قبل الأنظمة الوضعيَّة، فلا ينبغي دخولُ بيت إنسان إلا بإذن صاحبه وإن كان خاليًا. تَكرارُ الاستئذان من غير ضرورة إلحاحٌ غير محمود، والوقوف الطويل على أبواب الناس خُلقٌ غير مرغوب. رجوع المستأذِن إن لم يُجَب خير له من الإلحاح؛ فإن للمَزور أحوالًا لا يُحب غشيان الضيوف عليه فيها، ويكره الكريم منهم الردَّ الصريح على الزائرين. لا يكن في نفسك غضاضة ولا على أهل البيت ملامة إن طرقت بابًا وقيل لك: ارجِع؛ فإن للناس أعذارًا، وللبيوت أسرارًا، وهو أطهر لقلبك من كره أهل البيت؛ لعدم إذنهم لك. إذا رجَع المستأذن امتثالًا لوجه الله فإن الله هو العليم بنيته، فيرجى له بصلاحها الثواب والأجر، وزكاة النفس. |
﴿لَّيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ مَسۡكُونَةٖ فِيهَا مَتَٰعٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ﴾ [النور: 29]
من تيسير الله أن أباح دخولَ البيوت غير المخصَّصة لسُكنى أناسٍ بعينهم من غير استئذان؛ لحاجة الإنسان إلى التردُّد إلى تلك البيوت والارتفاق بها، وأخذ حوائجه منها. خيرُ ما يعين المرء على ضبط تصرُّفاته، وحفظه حقوقَ غيره، وصيانته حرُماتهم، أن يراقبَ الله، ويستحضرَ اطِّلاعه على أقواله وأفعاله. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَبۡلُغُواْ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٖۚ مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ ثَلَٰثُ عَوۡرَٰتٖ لَّكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ بَعۡدَهُنَّۚ طَوَّٰفُونَ عَلَيۡكُم بَعۡضُكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [النور: 58]
لا يُعفى الصغير العاقل من الالتزام بما يأمره به الشارع ممَّا فيه مصلحة له ولغيره؛ ألا تراه يأمره بالاستئذان في بعض الأوقات؟ يؤدِّب العليم الخبير المؤمنين بهذه الآداب وهو يريد أن يبني أمة سليمة الأخلاق، نقية الصدور، مهذبة المشاعر، طاهرة القلوب، نظيفة التصورات. يحرِص الإسلام على أن يكونَ المسلم في هيئة حسنة أمام الناس، وألا يبدوَ منه ما يَشينه بينهم، فما أعظمَ هذا الدينَ في تزيين أهله بين الآخرين! حدَّد الله أوقاتًا للصغار لا يدخلون فيها على الوالدين حفظًا للأبصار، فكيف بمن يتركهم أمام الشاشات التي تُكشف فيها العورات، ويُعرض فيها ما يغري بالفواحش والمنكرات؟! تأمَّل كيف يجمع الإسلام في تعاليمه بين التستر والتأدب بآدابه، وبين السماحة وإزالة الحرج في الأوقات غير المحظورة، دون أن يلغي الحدود المعلومة. مقام هذه الآداب هو من مقامات علم الله بنفوس البشر وما يصلحها، ومن مقامات حكمته في علاج النفوس والقلوب وما ينفعها. |
﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ إِخۡوَٰنِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَعۡمَٰمِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخۡوَٰلِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوۡ صَدِيقِكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُواْ جَمِيعًا أَوۡ أَشۡتَاتٗاۚ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [النور: 61]
الرحمة بالضعفاء، ومراعاة أحوال ذوي الأعذار مما عُنيت به الشريعة الإسلامية. إذا تعمَّق التآلُف انتفت الفُرقة والتنافر، وصحت المسامحة والتغاضي، فلا يُتحرَّج مما جرت به العادة في الأكل ونحوه. عن جعفر الصادق رحمه الله قال: (مِنْ عِظَم حُرمة الصديق، أنْ جعله الله من الأنس والثقة والانبساط وطرح الحِشمة بمنزلة النفس والأب والأخ والابن). لقد جاء الإسلام ليرفع عن الناس الحرَج، ويفتح لهم من المضايق أبواب اليسر والسَّعة، فمَن كان يعاف الأكل منفردًا كما كان الحال قبل الإسلام فليس عليه حرج أن يأكل بعده وحده؛ إذ ليست كل الأوقات صالحةً للاجتماع. المؤمنون كنفس واحدة، لِما بينهم من قرابة الإيمان التي تجمعهم كأنهم بها جسد واحد. هذا السلام الذي تُلقيه على أخيك المسلم هو من عند الله تعالى، علَّمه رسولَه ﷺ بالوحي، فبلَّغه رسولُ الله أمَّته، فكم فيه من البركات والحسنات! معرفةُ أحكامِ الله تعالى الشرعيةِ على وجهها يَزيد في العقل؛ لكون معانيها أجلَّ المعاني، وآدابِها أجلَّ الآداب، ومَن استعمل عقله للفهم عن ربِّه زاده فهمًا وعقلًا. |
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ﴾ [الفرقان: 63]
السَّكينةَ السَّكينةَ في عباداتكم، فإن العبد مأمورٌ بالسكينة والوَقار في الأفعال العادية التي هي من جنس الحركة، فكيف الأفعال العبادية؟ ثم كيف بما هو فيها من جنس السكون كالركوع والسجود؟ لا يَسلَم أهلُ العلم والفضل والدين والصلاح من الجاهلين الذين لا ينفكُّون يخاطبونهم بالسوء ويرمونهم بالأذى. جواب المؤمنين بالسلام ليس عن ضعف ولا عجز، ولكن عن ترفُّع وتعزُّز طلبًا للأجر، وصيانةً للوقت والجهد أن يُنفقا فيما لا يليق أن يفعله الرجل الكريم المشغول بالخيرات عن الترَّهات. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا ﴾ [الفرقان: 75]
إن العزم على فعل الأوامر وترك النواهي ليحتاجُ إلى صبرٍ على شهوات النفس وأهوائها، ومُغرِيات الحياة ومُلهِياتها، وتلك استقامةٌ لا يقدِر عليها إلا الصابرون. الحمد لله أن بيَّن لعباده المؤمنين ما يحبُّ من الأوصاف وما يجمعها، ورغَّبهم في أجورها؛ ليسعَوا إلى التحلِّي بتلك الفضائل، وينالوا ما وعدهم عليها من الثواب. |
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]
أنَّى للمؤمن أن ينشغلَ بحديث فارغ لا يضيف إلى قلبه ولا عقله زادًا جديدًا، ولا معرفةً مفيدة، وهو المشغولُ بتكاليف الإيمان؟ المرتفعُ بأشواقه، المتطهِّر بأنواره؟ لو سمع أهل الحقِّ ذمَّ أهل الباطل لهم وانشغلوا به لضيَّعوا بذلك أوقاتَهم، وصرفوها فيما لا ينفعهم، ولكنهم عكفوا على أعمال الخير والصلاح، وتركوا اللاغين ولَغوَهم. قال الحسن: (كلمةُ "السلام عليكم" تحيَّةٌ بين المؤمنين، وعلامةُ الاحتمال من الجاهلين). لا تَحسُن مراجعة الجاهل المُماحِل، وإنما يُبيَّن له الحقُّ، فإن لجَّ في غَوايته لزِم الإعراض عنه. |
﴿تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا ﴾ [الأحزاب: 44]
يا بشرى المؤمنين بسلام ربِّ العالمين، وبالأجر الكريم، الذي أعدَّه لهم في جنَّات النعيم. |
﴿فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 89]
الصَّفْح هو العُدَّة التي لا بدَّ أن يحملَها الدعاة إلى الله، فإنهم سيواجهون في هذا الطريق ما تضيق به صدورُهم. في هذا وعيدٌ لمَن تنكَّب طريق الحقِّ، فإنه سيُعاين الحقائقَ يوم القيامة، لكنه يومئذٍ لن ينتفعَ بمعرفة علم أو إدراك حقيقة. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
التواضع نزول القرآن في ليلة القدر المكاتبة علام الغيوب يوم القيامة العلم الانتحار جزاء الكافرين اسم الله الخالق الاختلاف الناس
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب