قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التملك في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 29]
هما نعمتان جليلتان تستحقَّان عظيمَ الشكر لله؛ تسخيرُ ما في الأرض جميعًا للناس، وتكريمُهم وتفضيلهم واستخلافهم فيها. إن الذي خلق سبع سماواتٍ طباقًا أهلٌ لأن يُشكرَ صنعُه، ويُطاعَ أمرُه، ويُقامَ في الأرض منهجُه وشرعُه. فطوبى لمَن عرَف فلزم. شمولُ علمِه سبحانه كشمول تدبيره، إنه ليَحفِزُ إلى الإيمان به وحدَه، والإقرار بكماله، وإفراده بالعبادة والطاعة. |
﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 107]
يا له من تقريرٍ لقدرة الله تعالى وكمال تصرُّفه، وبيانٍ لجلال مُلكه وعظيم سُلطانه! لا يملك معه المؤمنُ إلا الإقرارَ والتسليم، والطاعةَ والقَبول. لنكن على ذُكرٍ دومًا أنه ليس لنا من دون الله وليٌّ معين، ولا نصيرٌ يمنع من عذابه، أو يدفع من عقابه، فلنقصِده وحدَه، ولنلُذ بجَنابه. أخذ بك ربُّك من إشهادك ملكَه إلى إشهادك افتقارَك إليه، فما أحراكَ أن تتحقَّقَ بوصف الافتقار إليه في كلِّ لحظة، وما أسرعَ غناك إن حقَّقتَ ذلك! |
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [البقرة: 251]
هزموهم مع كثرة الجبناء المثبِّطين، ووفرة المنافقين المُرجِفين، ومع تفوُّق العدوِّ عددًا وعتادًا، حين قام المتَّقون بما عليهم ونصروا الله، فأذن الله بنصرهم. مَن علم أن كلَّ شيءٍ بإذن الله وأمره، تعلَّق قلبُه بالله فرضي بقضائه، ولم يفتُر عن دعائه. لم يكن داود عليه السلام قائدَ الجيش، بل كان من الجند، فلا تمدنَّ عينيك في طاعة الله إلى حظوظ الدنيا، وابتَغِ وجهَ ربِّك، ولن يُضيعَ سبحانه عملك. ليست غايةَ الحقِّ في صراع الباطل نيلُ الجاه والسلطة والثروة، بل إقامةُ دين الله وإعلاء شريعته، والتمكينُ لأوليائه وأهل طاعته. لو تُرك أهلُ الباطل وما يريدون من غير مدافعةٍ ومواجهة، لامتلأت الأرضُ فسادًا. ما أعظمَ فضلَ الله على عباده؛ أوجدَهم من العدَم، ودفع عنهم النِّقَم، وأسبغ عليهم النِّعَم، وقليلٌ منهم الشكور! |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [البقرة: 258]
عجبًا لمَن يجعل الله في يده الملكَ والسلطان، فيستكبر ويُسرف في العصيان، ويأبى إلا الضَّلالَ والطُّغيان، بدلًا من الشكر والإيمان! الإحياء والإماتة ليسا بيد أحدٍ من الخلق، بل بيد الخالق وحدَه، ومَن ادَّعى من الخلق شيئًا من ذلك فقد افترى، فعلِّق قلبك بمَن يُحيي ويُميت دون غيره. حقيقتان ظاهرتان لا تحتاجان إلى غزير علمٍ ولا إلى طول تفكير، فالله أرحمُ بعباده من أن يَكِلَهم في الإيمان به إلى العلم الذي قد يتأخَّر، أو التفكير الذي قد يتعثَّر. لا يَهولَنَّك إرجافُ أهل الباطل، ولا تغرَّنَّك ادِّعاءاتهم، فإنما هم على جُرُفٍ ما إن تعصِفُ به رياح الحقِّ حتى يهويَ في وادٍ سحيق. ما أكثرَ الأدلَّةَ على جلال الخالق وكمال ذاته وجمال صفاته! ولن يعدَمَ العالم بالله سبيلًا لإقامة الحُجَّة على أهل الباطل، فإن ردُّوا حُجَّةً دَمَغَهم بحُجَجٍ وحُجَج. هذا نموذجٌ لكلِّ طاغوتٍ أصرَّ على الباطل واستكبر عن قَبول الحقِّ بعد أن تبيَّن له، وأنَّى يهتدي الظالم بالبراهين، أو ينتفعُ بالحقِّ المبين؟! |
﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [آل عمران: 26]
لا تغترَّ بعزِّ أحدٍ فتَذِلَّ له من دون الله، ولا بمُلك أحدٍ فتتعلَّقَ به من دون الله؛ فإنما هم جميعًا تحت مشيئة الله، وإن شاء سلبَهم ما أعطاهم في طَرفة عين. يملِّك الله تعالى مَن يشاء ما يشاء تمليكَ العاريَّة التي يستردُّها صاحبُها عندما يشاء، فطوبى لمَن لم ينخدع بمُلكٍ ولا سلطان! سلبُ الله الملكَ عمَّن يشاء وإذلاله لمَن يشاء أمرٌ دائرٌ بين العدل والفضل والحكمة، ولا تخرُج المصلحة عنه، وهو على كلِّ حال خيرٌ يُحمَد عليه الربُّ، ويُثنى به عليه. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189]
المُلك كلُّه لله تعالى وحدَه، فهو المالك المتفرِّد، وما العبدُ إلا وكيل، فهل يتصرَّف الوكيلُ في مُلك سيِّده إلا بإذنه؟ |
﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 17]
وصف النصارى بالكفر حُكمٌ شرعيٌّ قضى به الله تعالى، فلا سبيلَ للاستخفاء به، بل هو وصفٌ صادقٌ لمَن سبَّ اللهَ أعظم مَسبَّة. لا أحدَ يدفع إرادةَ الله؛ لأنه المالكُ لأمر الوجود كلِّه، ولا يستطيع أن يصرفَه عن عملٍ يريده، أو يحملَه على أمرٍ لا يريده، أو يستقلَّ بعملٍ دونه. إن كنت تعلم أنه لا يملك منعَ مُراد اللهِ تعالى أحدٌ من الخَلق، أفيَليقُ بك أن تتوجَّهَ إلى غيره، ممَّن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضُرًّا؟ لا يعترضُ على مالك السماوات والأرض، الخالقِ لكلِّ شيء، والقادرِ على كلِّ شيء، إلا ذاهبُ اللبِّ، وإن لم ينتظِم في قافلة المجانين. |
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]
محبة الله للعبد منزلة عظيمة رفيعة، لا تكون إلا لمن صدق في محبَّته له وبرهن على ذلك بطاعته واتباع رسُله؛ فكيف يدعيها من لا إيمان له ولا طاعة؟! ما أسهلَ الدعوى وأصعبَ البرهان! الحبيب لا يعذِّب محبوبَه إلا إذا استحقَّ تعذيبَه؛ بامتناعه عن القيام إلى ما يحبُّ، وإسراعه الخُطا إلى ما يكره. كلُّ البشر عند الله في الخَلق سواء، لا يتفاضلون بصُورهم ولا أوطانهم ولا أعراقهم، فلا يدَّعيَنَّ أحدٌ محبَّةَ الله له لسببٍ من تلك الأسباب، فلا تفاضلَ عنده إلا بالتقوى. لا ينال الغفرانَ مستحقُّوه، ولا العذابَ أهلُه، إلا بمشيئة الله وبأسبابهما، فاعمل بأسباب رضاه تنَل غُفرانَه. كل الخلق صائرون إلى خالقهم؛ مَن أقبل منهم عليه ومَن أدبر عنه، ولكن ما أجملَ حروفَ (إلى الله المصير) في آذان المُقبِلين، وما أشدَّ وقعَها على مسامع المُدبِرين! |
﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 40]
لله تعالى أن يشرَعَ ما يشاء من العقاب، ويذيقَ مَن يشاء أليمَ العذاب، ويقبلَ توبة مَن رجَع إليه وتاب، ولا عجبَ في ذلك؛ فإن لله مُلكَ السماوات والأرض. كمَلَ ملكُ ربِّنا وكمَلَت قدرتُه، ففرض الفرائض وحدَّ الحدود، وليس للعباد إلا الاستجابةُ لحكمه، والانقيادُ لشرعه؛ لأنهم ملكٌ من ملكه، وهو قادرٌ على مؤاخذة من حادَ عن نهجه الذي شرَع. |
﴿لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِيهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ ﴾ [المائدة: 120]
مَن ذا الذي يملكُ السماواتِ والأرض، ويتصرَّفُ فيهما كيف يشاء إلا الحيُّ القيُّوم؟ فهل يعقِلُ هذا من يدَّعي الألوهيَّةَ لعبدٍ من عبيده؟ |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 73]
الكون بما فيه عالَمٌ من البراهين والحُجَج الدالَّة على قدرة الله وعِلمه وحكمته، وبديع خلقه، أفلا يقودُ ذلك ذوي الألبابِ إلى توحيده وتركِ ما سواه؟ لا مردَّ لأمر اللهِ تعالى، ولا تخلُّفَ لقضائه وحُكمه، فكلُّ ما أمرَ به حقٌّ؛ فإن الخلقَ حقٌّ، والأمرَ حقٌّ. إن ادَّعى الخلقُ في الدنيا مُلكًا وتصريفًا وأمرًا، فلن يدَّعوا مثلَ ذلك يومَ يُنفخُ في الصُّور، ويُبعثَرُ ما في القبور، فلا مالكَ يومئذٍ إلا الله. سبحان خالقِنا العليم الخبير، الذي استوى عنده علمُ الغيب والشهادة، فلا تخفى عليه خافية، ولا تفوته صغيرةٌ ولا كبيرة، فكان أهلًا أن يُتَّقى ويُخشى في العلانية والنجوى. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]
رسالة رسولنا محمَّد ﷺ إلى الناس كافَّة، وإن كان للعرب شرفٌ بخروجه منهم، لكنَّ هذا الشرفَ لا يدركُه إلا مَن اتَّبعه حقًّا من العرب أو العجم. كيف يُعبَد غيرُ الله، ويُعصى مَن أرسلَه، والمُلك كلُّه لله وحدَه؛ يحيي ويميت، ويبعثُ العبادَ للحساب؛ من غير شريك ولا نِدٍّ! إن العلم العظيمَ الذي تلقَّاه رسولنا الأميُّ الكريم ﷺ كان من كلمات الله، فهل بعد هذا العلم من علم؟ أميَّةُ نبيِّنا الكريم ﷺ كمال، وأميَّةُ غيره نقص، فمجيئُه بهذا العلم مع أميَّته دليلٌ على نبوَّته. لا يكفي الإيمانُ في القلب ما لم يكن معه اتِّباعٌ عملي، فدلِّل على إيمانك بصحيح اتِّباعك. يا من تطلب الهدايةَ والنجاة، كن متَّبعًا ولا تكن مبتدِعًا. |
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]
نزعَ الله الغنيمةَ ممَّن يجمعُها في المعركة، وردَّ حُكمَها إليه وإلى الرسول ﷺ؛ ليَخلُصَ الأمر إليهما، وليتجرَّدَ المجاهدون من الملابسات الأرضيَّة، ويسلِّموا أمرَهم لربِّهم ولقائدهم. التقوى زِمامُ القلوب الذي يمكن أن تُقادَ منه إلى إصلاح ذات بينها وهي طائعة، وهي خيرُ ما يمنع المشاحَّةَ في الحقوق المالية. إن الإيمانَ ليدعو إلى طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله ﷺ، فمَن وجد نقصًا في طاعاته فليتفقَّد إيمانَه. الإيمان بالله ورسوله يبقى مجرَّدَ دعوى حتى يبرهِنَ عليه الانقيادُ لله ورسوله؛ بطاعتهما والبعدِ عن معصيتهما. |
﴿۞ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41]
الإيمان بالله تعالى وآياتِه يوجبُ العملَ بالعلم، والرضا بالحُكم. توزيعُ غنائم الجهاد حيث شاء اللهُ دليلٌ على أن الجهادَ شُرع لأغراضٍ سامية لا تَلهثُ خلفَ المال، ولكنَّها تُديره إدارةً حسنة لتحقِّقَ مقاصدَه الشرعيَّة. كم حرَص الإسلامُ على ضعفاء المجتمع! فقد أعطاهم من الغنيمة ليُعينَهم، وليقومَ بمصالحهم حيث فُقدَ مَن يقوم لهم بها. العبودية لله تعالى وحدَه هي أعلى وسام شرفٍ يناله الإنسانُ عند الله، فقد وُصِف به خيرُ خلقه في أعظم المقامات. لمَّا كان النصرُ من عنده وحدَه سبحانه، فإن الغُنم هو بفضله وحدَه، فكيف لا يكون الحُكم فيه له وحدَه؟! حين كان ربُّنا هو الناصرَ والقادرَ والغنيَّ عن عباده، فإنه يجب أن يُطاعَ أمرُه، ولا يُخالَفَ حكمُه. |
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]
ما أحسنَ هذه الصورةَ في الترغيب بالجهاد! فالجهادُ عَقدٌ عاقِدُه الله، وثمنُه الجنة، والمعقود عليه القتال في سبيله، والوثيقةُ التي سُجِّل فيها الكتبُ السماوية. أنَّى لمؤمن صادقٍ أن ينكُثَ بيعةَ الله تعالى، فلا يبذُلُ في سبيل جنَّته نفسًا ولا مالًا! يا أيُّها المؤمنون، استبشروا بهذا العَقد، فإنه عقدٌ كريم لازم، لا يَثبُتُ فيه خِيار، ولا يَعرِضُ له فَسخ. يا لها من تجارةٍ رابحةٍ لمن باعَ نفسَه ومالَه من الرحمن، ويا لَخسارةِ من باع منزلَه من الجنة بأبخسِ الأثمان! إذا كانت النفسُ إلى موت، والمالُ إلى فَوت، أفيَخسرُ مَن يُسلِّمُهما لله ويحظى بالجنة؟! تاللهِ ما هانت الجنَّةُ حتى يستامَها المفلسون، ولا كسَدت فيبيعَها بالنسيئة المُعسرون، فلا ثمنَ لها إلا غالي النفوس. في خَتمِ الآية بالبِشارة من ربِّ العالمين مزيَّةٌ للمؤمنين، وترغيبٌ لهم في الجهاد، وخَوضِ غَمَراتِ الجِلاد. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۚ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ ﴾ [التوبة: 116]
كما أن أحكامَه سبحانه صادرةٌ عن كمال علمه، فهي أيضًا صادرةٌ في ملكه الكامل، فالمعترِض على حكمه جاهلٌ ومُعتدٍ أيضًا. السموات والأرضُ على عظمتهما لله عز وجل، يتصرَّفُ فيهما كيف يشاءُ، فكيف بما دونهما؟! فتعلَّق أيُّها المؤمن بربِّك، فلا ناصرَ لك سواه. متى والى المسلمون ربَّهم واتَّكلوا عليه وامتثلوا أمرَه نصَرَهم ولم يَكِلهم إلى الأسباب التي يتعلَّقُ بها الناس. |
﴿أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 55]
مَن يملِكُ ما في السماوات والأرض يملِكُ أن يجعلَ وَعده حقًّا، فلا يُعجزُه عن تحقيقه مُعجِز، ولا يُعوِّقُه عن تصديقه مُعوِّق. العِلمُ النافعُ هو ما يُعينُ صاحبَه على الاستعدادِ للقاءِ الله، وذاك العلمُ لا يُعذَر في الجهل به والتفريطِ فيه أحد. |
﴿أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ ﴾ [يونس: 66]
لا فخرَ في وَلايةِ الإنسان لمخلوقٍ ضعيف عاجز، وإنما الفخرُ في ولايةِ مَن ملك المخلوقين كلَّهم؛ في السماوات أو في الأرض. كم الفرقُ بين عابدٍ مطمئنِ القلب، ساكنِ النفس، عبدَ الإلهَ الحقَّ على يقين، وبين عابدٍ مفرَّقِ الفكر، مضطربِ القلب، عبدَ غيرَ اللهِ بأوهامٍ وظنون، وبدع وأباطيل! |
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ﴾ [الإسراء: 111]
يستحقُّ الحمدَ والثناء، والتعظيمَ والإجلال، مَن بلغت نعوتُه الغايةَ في حُسنها وكمالها، وذلك اللهُ جلَّ جلاله. مهما أثنيتَ على ربِّك، واجتهدتَّ في طاعته وحمده، ونزَّهته ومجَّدتَّه، فاعلم أنك مقصِّر، فإن العبدَ لا يُحصي على الله ثناءً. |
﴿لَّيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ مَسۡكُونَةٖ فِيهَا مَتَٰعٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ﴾ [النور: 29]
من تيسير الله أن أباح دخولَ البيوت غير المخصَّصة لسُكنى أناسٍ بعينهم من غير استئذان؛ لحاجة الإنسان إلى التردُّد إلى تلك البيوت والارتفاق بها، وأخذ حوائجه منها. خيرُ ما يعين المرء على ضبط تصرُّفاته، وحفظه حقوقَ غيره، وصيانته حرُماتهم، أن يراقبَ الله، ويستحضرَ اطِّلاعه على أقواله وأفعاله. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [النور: 42]
كيف لا يُعبد مَن لم يخلق الكونَ سواه، ولا يملك التصرُّف فيه غيرُه، ومَن لا مرجعَ للخلق إلا إليه، ولا مفرَّ للعبد من أن يُعرضَ عليه؟! |
﴿ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا ﴾ [الفرقان: 2]
سبحان مَن ملكَ السماواتِ والأرضَ، وانفرد في تدبيرهما وتصريف شؤون مَن فيهما! أفيستحقُّ بعد هذا أن يُعبدَ غيره؟! كيف يكون له ولدٌ أو شريك وهو المالك وغيرُه مملوك، وهو القاهر وغيره مقهور، وهو الغنيُّ وكلُّ ما سِواه مفتقرٌ إليه؟! فمَن كان كذلك لم يجُز أن يُجعلَ له ندٌّ، ولا معه معبود. تدبَّر ما تراه في خلق الله تعالى تجد كل مخلوق قد أُعطيَ ما يليق به ويناسبه من الخلق، مما يدل على علمه تعالى وقدرته، ومشيئته وحكمته. |
﴿ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا ﴾ [الفرقان: 26]
لولا رحمة الملك الرحمن لكان يوم القيامة على كلِّ الخلائق عصيبًا، ولكنه سبحانه يُطمئنُ قلوب المؤمنين بأنه يتجلى لهم برحمته، ويسهل عليهم ذلك اليوم برأفته. جرت العادةُ بأن بعد العسر يسرًا، لكنَّ ذلك ليس للكافرين يوم القيامة، بل إنهم يُنقلون بعده إلى عُسر أشدَّ منه. |
﴿يَوۡمَ هُم بَٰرِزُونَۖ لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡهُمۡ شَيۡءٞۚ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]
يا له من مشهد مَهول؛ يوم يَبرُز الناسُ لربِّهم للحساب والجزاء، بلا ساتر ولا حاجز ولا وِقاء، لا يخفى على الله من عملهم شيء! أيُّ سؤال يقرع آذانَ المشركين قرعًا، ويدُكُّ سلطان الجبَّارين دكًّا، فأين مُلك الشركاء من دون الله الواحد الأحد؟ وأين جبَروت الجبَّارين أمام قدرة الله القويِّ القهَّار؟ |
﴿يَٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَ ظَٰهِرِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَاۚ قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]
ليس لعذابِ الله إن نزل بأحد من دافع، فلا سلطانَ يَردُّه، ولا مال يَصدُّه، ولا هربَ يُنجي من لقائه. من توفيق الله للداعية أن يجمعَ في خطابه الدعويِّ والإصلاحيِّ بين إقناع العقل وإثارة الوِجدان، مع إظهار الحرص والشفقة على المدعوِّين. تأخذ الطغاةَ المستكبرين العزَّةُ بالإثم، فلا يَقبلون عِظةً ولا يُصغون لرأي، ويرَون النصيحةَ افتئاتًا على السلطة، ونقصًا في النفوذ. الانفراد بالرأي والاغترار بالعقل سبيلٌ مُفضٍ إلى (التفرعن)، وكم من هالكٍ أُتيَ من إعجابه برأيه وتعظيمه لنفسه. لا يزال الكِبْرُ يستبدُّ بالمرء حتى يُعميَ بصيرته عن الحقِّ، فيظنَّ خبطَه في الضلال هدًى ورشادًا! |
﴿لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49]
مَن أيقن بأنه مُلكٌ من مُلك الله، وأن أمر الخلق إلى ربِّه، وليس إلى اختياره وهواه؛ لزم حصنَ التسليم، لأمر الخالق العظيم، ورضي بما قسمه الله له من العطاء والهبة. الذكور والإناث من هبة الله ونعمته، وقد ضلَّ مَن حذا حذوَ الجاهليِّين بكراهة البنات، ولم يفرح بنعمة الله، ولم يَرضَ بمشيئته واختياره له. هل من بَلسَم أبلغُ شفاء وتطييبًا للخواطر من هذا البلسم؟ إن كلَّ ما يؤتاه العبدُ إنما هو بتقدير الله العليم بما فيه خيرُه وصلاحُه. إن الله سبحانه قديرٌ على خلق ما يشاء، وإعطاء مَن يشاء، ومنع مَن يشاء، ومَن عُبدوا من دونه عاجزون، لا يخلُقون شيئًا ولا يَهَبُون، ولا يمنعون من أمر الله شيئًا ولا يستطيعون، فماذا تقول فيمَن يتقرَّب إليهم ويسألهم الأولاد؟! |
﴿وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85]
مَن فكَّر بأنه راجعٌ إلى مالك السماوات والأرض، واقفٌ بين يدي العليم بكلِّ شيء، الذي سيحاسبه على الدقيق والجليل؛ استعدَّ لذاك الموقف، وتهيَّأ لذلك اليوم العظيم. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَخۡسَرُ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ﴾ [الجاثية: 27]
يا ويحَهم إذ أضاعوا نعمَ الله في معصيته، فأهدروا النعم، وتفلَّتت منهم الأوقات، حتى فجَأهم الموتُ لينقلَهم من دار العمل إلى دار الحساب. |
﴿وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الفتح: 14]
من عِظَم ملكه سبحانه كان أجرُه وهِبته في غاية العِظم، وأضحى عذابه وعقوبته كذلك في غاية النَّكال والألم، فنسأل الله من ثوابه العظيم، ونعوذ به من عذابه الأليم. سبحان مَن غلبت رحمتُه غضبَه، وعفوُه عذابه، مع كمال قدرته، وعِظم قوَّته تعالى! |
﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الحديد: 2]
إذا خَلوتَ بربِّك تناجيه فضع نُصبَ عينيك أنك تدعو من أحاط مُلكه بكلِّ شيء، وتمَّت قدرتُه على كلِّ شيء، وأنه لا يردُّ سائلًا. |
﴿لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الحديد: 5]
اليقينُ برجوع كلِّ شيء إلى الله يخفِّف آلامَ المبتَلين، ويُذهب غيظَ المظلومين، ويَسوقُ إلى الصالحات أقدامَ المتَّقين، ويكفُّ النفوسَ عن معصية ربِّ العالمين. |
﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [التغابن: 1]
لو عرفتَ أيها العبدُ ربَّك حقَّ المعرفة، وأدركتَ عظيمَ ملكه، لخشعَت منك كلُّ خليَّة، ولنبض قلبُك بتمجيدِه، وانطلق لسانُك بتسبيحِه. أجل، إن الله على كلِّ شيء قدير، قديرٌ على إكرام أهل الذِّكر والشُّكر، وقديرٌ على إذلال أهل الجحود والكُفر، فيا خيبةَ من كان في الفريق الثاني! |
﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]
ما أعظمَكَ ربَّنا وما أكملَ قدرتَك؛ أبدعتَ ما أبدعتَ من مخلوقات على غير مثال، ولا نملكُ إلا أن نقول: تبارك الله أحسنُ الخالقين! إن الله هو المالكُ والمهيمن على كلِّ شيء، وإذا ما استقرَّت هذه الحقيقةُ في الضَّمير، فإنها تحدِّد للعبد الوجهةَ والمصير، لإفراد الله بالعبادة والتقدير. |
﴿ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9]
في أزمنة العذاب والفتنة، من أعظم ما يقوِّي اليقين، ويثبِّت جَنانَ المؤمن الرصين، إيمانُ العبد بأنَّ مَن بيده ملكوتُ السَّماوات والأرض عالمٌ وشهيد. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الرجال الخبث الميسر قوم إبراهيم حد السرقة مخالفة الفعل للقول الموت قضاء محتوم الجبن الربا الغيب
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب