قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن مواساة النبي في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلَّا يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظّٗا فِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 176]
مَن استجابَ لله فإنما نفسَه نفَع، ومن كفرَ فإنما نفسَه بخَع، فلا تحزن على من اختار سبيلَ الشيطان، وسارعَ في الكفر والعصيان. إذا رأيتَ الله تعالى يتابع نعمَه على عبدٍ من عباده وهو مسارعٌ إلى معاصيه، فاعلم أنه قد هانَ عليه أمرُه؛ فإن الإعطاء والإمهال، لا يَعنيان الرضا والإهمال. لمَّا كان إسراعُهم إلى الكفر عظيمًا، ظانِّين عظمةَ ما أسرعوا إليه؛ تلقَّاهم في النهاية عذابٌ عظيم؛ جزاءَ ما اجترحوا من ذنبٍ عظيم. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 41]
على داعي الحقِّ أن يحرِصَ على تبليغه، ولا يحزنَ على مَن لم يستجب له، فما عليه سوى التبليغ، أما الاستجابةُ فبيد الله وحدَه. أهل الزيغ والضلال لا يسارعون إلى الكفر؛ بل هم متوغِّلون فيه ومتلبِّسون به، ويتنافسون في الهبوط إلى درَكاته حتى يبلغوا قَعرَه. أقوال اللسان لا تعبِّر دائمًا عما في الفؤاد مما عليه مدارُ الأحكام، فإن الإيمان لا يكون حقًّا إلا إذا أقرَّ به الجَنان، وصدَّقته الأعمال. مَن استطاب رَضاعَ الباطل عسُر فِطامُه، فإن جاءه الحقُّ ردَّه أو حرَّفه عن مواضعه؛ لأنه لم يذُق لَذاته، ولا وجد فيه قضاءَ شهواته. لما كانت الألفاظ إنما تُراد لمعانٍ معلومة، كان تحريفُها بتأويل معانيها على غير مُراد الله منها صِنوَ تحريفها بتغيير ألفاظها التي أُنزلت عليها. خطر المحرِّفين للنصوص أشدُّ من خطر مكذِّبيها؛ لأن المكذِّب واضحُ الضلال، أما المحرِّفُ فقد كسا ضلالَه بلباس حقٍّ لكي يُقبَل. حين يغلِب ظلامُ الهوى نورَ البصيرة يصبح الحقُّ هو ما وافق الهوى، والباطلُ ما خالفه. كيف لك أن تهديَ مَن لا يقبلُ من الحقِّ إلا ما يعجبُه، ولا يجلس إلا حيثُ يسمع ما يوافق هواه، فإن كان الحقُّ يخالفه كان أبعدَ الناس عنه؟! عنوان طهارة القلب إقبالُه على كلام الشرع إقبالَ الظامئ على مَورِد الماء الزُّلال، وإصغاؤه لحديثه بكلِّ توقير وإجلال. |
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه. إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط. لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها. إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف. إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه. سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك. في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس. بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل. |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنعام: 10]
لا تأبَه بالمستهزئين بالحقِّ وأهلِه، فإنَّ عاقبتَهم وَبِيلة. معرفة الداعي إلى الهُدى مَصارعَ المكذِّبين للحقِّ والمستهزئين به تُسلِّيهِ في طريق دعوته، وتحثُّه على الاستمرار في تبليغ رسالته. |
﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ ﴾ [الأنعام: 33]
يكفيك أيها الداعيةُ إلى الحقِّ أن الله يعلم أحزانَك من أجل دينه، وأشجانَك على مَن أعرضَ عنه، فهو مَن يأجرُك ويبارك عملَك. يا داعيَ الحقِّ، إذا تكاثفَت في آفاقك أحزانُ الدعوة فاكشِفها بالاقتداء بخير الأنبياء، ففي سيرته سَلوى عند الشَّكوى، ونبراسٌ يشُقُّ بنوره ظلامَ البَلوى. تكذيب الكافرين لما جاء به الصادقُ الأمين، مع إقرارهم في الباطن بصدقه المبين، يكشِفُ عن ظلمهم وجحودهم. |
﴿وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34]
الاقتداء بالأنبياء في الدعوة ضياءٌ يَهتِكُ به الداعي ظلماتِ العناء، فيستمرُّ في سبيله صابرًا كما صبروا، حتى يأتيَه النصرُ كما أتاهم. إذا اشتدَّ كربٌ أو نزلت بك ضائقة فأبشِر، فإن الفرج آتيك، والسَّعة ستحطُّ بناديك. انتصارُ الحقِّ على الباطل نعمةٌ جليلة يمتنُّ بها ربٌّ كريم، ولا يجودُ بها على العباد غيرُه. إن سنَّةَ اللهِ في أهل الحقِّ لا تتبدَّل؛ يصبرون فينتصرون، فيورثهم اللهُ حلاوةَ الغلَبة. |
﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ [الأنعام: 35]
جرت سنَّةُ الله بأن لا اجتماعَ على الهدى، فلو شاء اللهُ لما كان في الدنيا إلا المهتدون، ولكنَّه قدَّر بحكمته أن يكونَ فيها العاصون، ولدعاةِ الحقِّ في هذا عِبرةٌ عند ردِّ دعوتهم. لم يكن رسولُ الله ﷺ ممَّن يجزعُ في مواطن الصبر، فتلك صفةٌ لا تليق إلا بالجاهلين، وما أبعدَ حالَه منهم! ينبغي للداعية أن يتعرَّف على سنن الله تعالى، وأن يحذر من الجهل بها، حتى لا يقع في الحرج ويكلِّف نفسه ما ليس له. |
﴿وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [يونس: 65]
أيها الداعيةُ، لا تُقِم وزنًا لِما يقوله المتهكمون، وقِفْ موقفَ العزمِ والثبات، فإن ضعيفَ الإيمان هو الذي ينصرفُ عن الدعوة بمجردِ تثبيطِ الناس له. على داعي الحقِّ أن يوطِّن نفسَه على أن إحزانَ الناسِ له سينتظرُه في الطريق، فعليه أن يركبَ مركبَ الجَلَد والعزيمة حتى يتجاوزَه. يسمعُ اللهُ تعالى أقوال أعداءه، ويعلمُ سبحانه بأعمالهم وما في قلوبهم، ولو شاء بعزته لانتصر منهم، فحسْبُك أيها المؤمن علم الله وكفايته. |
﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ ﴾ [هود: 12]
لا ينبغـي للداعيـة أن يصُـدَّه اعتراضُ المعترضين، ولا أن يَضيقَ صدرُه بقَدْحِ القادحين، بل يمضي على طريق الصبر مطمئنًا، وبما عند ربه واثقًا. لا يفهمُ الكافرُ المتعنِّتُ سوى منطقِ القوة، ولا يخضع إلا للمال، وإلا فعلامَ يشترطون في المعجزة أن تكون كنزًا، وفي المُساعدِ أن يكون مَلَكًا؟ أيها الداعيةُ، لا تدع الإنذارَ فإنه رسالتُك، فإن لم تجد في الناس إجابةً فلا تيئَس، فلستَ عليهم رقيبًا ولا حسيبًا. |
﴿وَكُلّٗا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةٞ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [هود: 120]
تدبُّر سِيَر الأنبياء مع أقوامهم، وصبرِهم في دعوتهم، يثبِّت المؤمنَ على طريق الحقِّ، ويقوِّي عزيمتَه على التضحية من أجله. إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ يجدُ من أعباء الدعوة ما يحتاج معه إلى التسلية وتثبيتِ الفؤاد وهو الصابرُ المطمئنُّ، فكيف بمَن سواه؟ إذا مررتَ بقصص الأنبياء فلا تجعلها من نصيب عينيك فحسب، بل اجعل معانيَها تتغلغلُ في قلبك؛ كي تثبِّتَه على منهاج السَّداد، فتثبُتَ جوارحُك كلُّها. لا ينتفعُ بالموعظة حقَّ الانتفاع إلا المؤمنُ ذو القلب المطمئنِّ، الذي يأتيه واردُ الموعظة فيتَّعظُ ويتذكَّر. |
﴿حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110]
كم تُكسِبُ الحوادثُ المؤلمةُ المؤمنَ من حظوظٍ جليلة، كنصرٍ مرتَقَب، وثوابٍ مُدَّخر، أو تطهيرٍ من ذنب! فعلامَ اليأسُ؟! الشدائدُ طريقُ الدعواتِ الحقةِ، غيرَ أن الشدةَ لا تدومُ وإن طالت، فإذا يئس الناسُ من كلِّ الأسباب الظاهرةِ التي يتعلَّقون بها جاء النصرُ من الله وحده. إن نصرَ اللهِ لن يُشرقَ من آفاق الرَّخاء، بل سيَبزُغُ نورُه من ظلمات البلاء، فدعَواتُ الأنبياء لم تنتصر إلا بعد مقاساة الشدَّة، وتطاوُلِ المدَّة. مهما كان المجرمون في قوةٍ ومنعة ظاهرة، فليس ذلك برادٍّ عنهم شيئًا من عذابِ الله. |
﴿۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الرعد: 19]
اللبيب مَن نظر في طريقَي الهداية والغَواية، وعرَف حقيقة كلٍّ منهما، فآثر الهدى، واتَّبعَ سبيلَه حتى نجا. مَن لم يُعمِل عقلَه فيتَّبع به ما يُنجيه يومَ القيامة، فليس من أولي الألباب، وإن أنتجَ عقلُه في الدنيا ما به العَجَبُ العُجاب. |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [الرعد: 32]
يُستدرَج الظالمون إلى العذاب بالإملاءِ لهم، وهم يظنون ذلك حُبًّا فيهم وإهانةً لغيرهم! ألا ساء ما يظنون! في إمهالِ المستهزئين بالرسُل عبرةٌ للمستعجلين عقوبةَ الظالمين، فالاستهزاءُ بالرسل ذنبٌ عظيم، ومع ذلك لم يُعاجَل أهلُه بالعقوبة من أول الأمر. ﴿فكيف كان عقاب؟﴾ سؤالٌ لا يحتاجُ إلى جواب، بل هو تحذيرٌ للسائرين على مِنوالِ المعاقَبين. |
﴿مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ ﴾ [الحجر: 8]
الملائكة تنزل بالرحمة أو بالعذاب، فمَن لم يؤمن ويصدِّق بالكتاب المبين، الذي نزل به الروح الأمين، فإن الملائكة لا تنزل عليه إلا بالعذاب المُهين. |
﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88]
لا تُرسِل نظراتِ الاستحسان إلى ما مُتِّعَ به العُصاة، فإن في موعود الصالحين غُنيةً وكفاية. لأهلِ الإيمان حقٌّ من التخلُّق بالتواضع لهم، وأما الكافرون المعرضون فلا تحزن عليهم، ولا تطلب وَلايتهم. |
﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ [الحجر: 97]
إن من لطف الله وإكرامه أنه يعلم ما يحمله قلبُ الداعي إلى الحقِّ من الغموم والهموم الدعوية، فيثيبُه عليها ويأجُره على حملها. ليس هنالك من نفسٍ لا تؤلمُها الكلماتُ الجارحات، فالمؤمنُ يؤلمه سماعُ الطعن في الدين، والتكذيبُ بربِّ العالمين، واتهامُ دُعاته المخلِصين. |
﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]
إذا أردتَّ أن ترى بعضَ مظاهرِ لطفِ الله تعالى بنبيِّه ﷺ فتأمَّل خطابَه له، وإضافتَه إليه. تقرَّب إلى ربِّك لتقوى عزيمتُك، ولا تفتُر عن عبادته، فكيف يفتُر مَن هو في وظيفة العمر التي لا استقالةَ منها حتى تؤدَّى على أكمل وجه؟! |
﴿وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ﴾ [النحل: 127]
لا تترك الاستعانةَ بالله على الصبر وضبطِ النفس، واستحضِر على الدوام بُشرى الصابرين. مَن أسقط اللهُ تعالى قدرَه، فلا تحزن على إعراضه، ولا يضِق قلبك من عداوته، فقد ضمِن الله كِفايةَ المؤمنين، وألا يجعلَ للكافرين عليهم سبيلًا. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]
مَن كان الله تعالى معه كان غالبًا، وأمره عاليًا، وصفقتُه رابحة، وحالتُه صالحة، ومَن لم يكن كذلك صار في أسوأ الأحوال. بالتقوى والإحسان تنال معيَّة الرحمن، وعلى قدرهما منك تتنزَّلُ معيَّة ربِّك لك. |
﴿فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]
يتبدَّى صدقُ محبَّة العبد لربِّه في شفقته على خلقه، وحرصِه على هدايتهم، لكن عليه ألا يُهلكَ نفسَه في سبيل ذلك. تأمَّل في رحمة الله تعالى برسوله، وحبِّه إبعادَ الحزن عن حبيبه عليه الصلاة والسلام، فإنه نهاه عن إهلاك نفسه غمًّا على إعراض قومه، وصدودهم عن دعوته. |
﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ ﴾ [طه: 130]
لن يسلم المؤمنُ من طعن أهل الباطل، وحرب ألسنتهم الذرِبة، وإيذاء إعلامهم الأفَّاك، ولكن في حصن الصبر منجى للمؤمنين من سهام أولئك الطاعنين المؤذين. ما أسعدَ تلك اللحظات التي يُعطى فيها المؤمن ثواب أعماله الصالحة بين يدي ربه، فيرضى بما أعطاه الله تعالى، ويتسع صدرُه سرورًا بما نال، على صالح الأعمال! حينما يوقنُ الإنسانُ بأن الله تعالى يُعطي عبده العامل يوم لقائه ما يُرضيه يطمئن قلبه، وتقَرُّ عينه بعبادة ربه، ويتسلى بها عن أذية الأعداء، فيخِف عليه حينئذ الصبر. |
﴿أَمِ ٱتَّخَذُوٓاْ ءَالِهَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 21]
يا لسفهِ تلك العقول التي رضي أصحابها لأنفسهم آلهةً من أجزاء الأرض، وتركوا اللهَ العظيم في ذاته وصفاته! اللهُ تعالى وحده مَن يملك أمرَ العباد جميعه، حياتَهم وموتهم، أفيليقُ بهم أن يتجهوا إلى غيره؟ |
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ ءَاذَنتُكُمۡ عَلَىٰ سَوَآءٖۖ وَإِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٞ مَّا تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 109]
من معالم المنهج الشرعي في الدعوة إلى الله تعالى تحذيرُ المعاندين للحق من حلول العقوبة، إذا لم تُجدِ معهم سبل الملاينة ووسائل الملاطفة. |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَعَادٞ وَثَمُودُ ﴾ [الحج: 42]
يسلِّي اللهُ تعالى نبيَّه وصفيَّه الكريم ﷺ، ويصبِّره على ما يقاسيه من فنون البلاء العظيم، كذلك هو تسلية لمَن جاء من بعده وسار على نهجه. مع كلِّ ما أُوتيه موسى عليه السلام من الآيات البيِّنات، والدلائل الباهرات، فقد كذَّبه قومه، ورمَوه بالسحر والافتراءات. إذا رأيتَ عُداةَ الحقِّ وشدَّة تكذيبهم ومحاربتهم له، فلا تَقصُر نظرك على مشهد الحال، ولكن انظر إلى أفق المستقبل؛ فإن العاقبة الوخيمة تنتظرهم، والعقوبة المخزية هي نهايتهم. لقد كان إنكارُ الله على الكافرين عظيما، وعذابه لهم عذابًا أليما، فهل من معتبِر في الآخرين، بما جرى للمكذِّبين السالفين؟ |
﴿وَقَوۡمُ إِبۡرَٰهِيمَ وَقَوۡمُ لُوطٖ ﴾ [الحج: 43]
يسلِّي اللهُ تعالى نبيَّه وصفيَّه الكريم ﷺ، ويصبِّره على ما يقاسيه من فنون البلاء العظيم، كذلك هو تسلية لمَن جاء من بعده وسار على نهجه. مع كلِّ ما أُوتيه موسى عليه السلام من الآيات البيِّنات، والدلائل الباهرات، فقد كذَّبه قومه، ورمَوه بالسحر والافتراءات. إذا رأيتَ عُداةَ الحقِّ وشدَّة تكذيبهم ومحاربتهم له، فلا تَقصُر نظرك على مشهد الحال، ولكن انظر إلى أفق المستقبل؛ فإن العاقبة الوخيمة تنتظرهم، والعقوبة المخزية هي نهايتهم. لقد كان إنكارُ الله على الكافرين عظيما، وعذابه لهم عذابًا أليما، فهل من معتبِر في الآخرين، بما جرى للمكذِّبين السالفين؟ |
﴿وَأَصۡحَٰبُ مَدۡيَنَۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰۖ فَأَمۡلَيۡتُ لِلۡكَٰفِرِينَ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [الحج: 44]
يسلِّي اللهُ تعالى نبيَّه وصفيَّه الكريم ﷺ، ويصبِّره على ما يقاسيه من فنون البلاء العظيم، كذلك هو تسلية لمَن جاء من بعده وسار على نهجه. مع كلِّ ما أُوتيه موسى عليه السلام من الآيات البيِّنات، والدلائل الباهرات، فقد كذَّبه قومه، ورمَوه بالسحر والافتراءات. إذا رأيتَ عُداةَ الحقِّ وشدَّة تكذيبهم ومحاربتهم له، فلا تَقصُر نظرك على مشهد الحال، ولكن انظر إلى أفق المستقبل؛ فإن العاقبة الوخيمة تنتظرهم، والعقوبة المخزية هي نهايتهم. لقد كان إنكارُ الله على الكافرين عظيما، وعذابه لهم عذابًا أليما، فهل من معتبِر في الآخرين، بما جرى للمكذِّبين السالفين؟ |
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا ﴾ [الفرقان: 31]
كفاح أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها هو الذي يميز الدعوات الحقة من الزائفة، وهو الذي يمحِّص الصادقين من المدَّعين. إذا واجه الحقَّ أعداؤه بالإضلال فإن الله هو الهادي لأوليائه، وإن واجهوه بالقوَّة والجبروت فإن الله هو النصير لأهل الإيمان به. |
﴿لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]
الاستقرار النفسيُّ مطلوب للداعية، فلا يصل به الحرصُ على صلاح المدعوِّين إلى الحدِّ الذي يُهلك فيه نفسه همًّا وغمًّا وأسفًا وحزنًا على عدم استجابتهم. |
﴿وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ﴾ [النمل: 70]
مَن آثر الضلالة لا يستحقُّ أن يُـحزنَ عليه، وإن مكرَ بأولياء الله فلا خوفَ من مكره، فإن الله مُبطلٌ مكرَه وناصرٌ جندَه. انظر كيف يسلِّي الله رسوله، ويُسدل عليه ثوبَ الاطمئنان، فيزيل عنه الحزن والخوف لئلا تتكدَّر نفسه وينشغلَ باله. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [القصص: 85]
ما أحسنَ التطمينَ من الربِّ الكريم لرسوله الأمين بأنه سيعود إلى مكةَ بعدما أُخرج منها! ليشيرَ بذلك إلى نصره وعلوِّ دينه حين يتحقَّق وعده الذي وعده. إذا ما أدَّى داعي الحقِّ رسالة ربِّه وبيَّنها أتمَّ البيان وأوضحَه، فلم يرَ ممَّن دعاه إلا التماديَ في العِناد والمراء فلا أحسنَ من المتاركة على تفويض أمر الاهتداء والضلال إلى الله تعالى. |
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]
ممَّا يعين العبدَ على الصبر، ويهوِّن عليه من المكاره، وييسِّر عليه كلَّ عسير؛ أن يعلم أن عمله الصالح لن يضيع. المؤمن الموقن بما عند الله سبحانه وتعالى يتحلى بالرزانة وحسن الصبر وحصافة العقل، بخلاف مَن هو ضعيف اليقين. |
﴿وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥٓۚ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [لقمان: 23]
لا تحزن إن تجرأ قومٌ على دعوة الحق وحاربوها، فإن مرجعهم إلى الله تعالى فيجازيهم، وهو الذي لا تخفى عليه ما تُكنه ضمائرهم. |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا رَجُلٞ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمۡ عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُكُمۡ وَقَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٞ مُّفۡتَرٗىۚ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [سبأ: 43]
حين تُحاط القلوب بظلام التكذيب المُطبِق لا يمكن لأنوار التصديق أن تَهتِكَ حجُبَ ذلك الظلام، ولو كانت براهينُ التصديق واضحة، وآياته بيِّنة؛ إلا أن يشاء الله تعالى. عصبيَّات الأبناء للآباء من أقوى دوافع الأقوام التي تجعلهم يحرصون على مواريثهم من العادات والمعتقَدات والروابط القوميَّة، ولو لم تكن لها قيمٌ حقيقيَّة تجعل المحافظةَ عليها أمرًا حسنًا. أيُّ قوم أولئك الذين يأتيهم الحقُّ فيسارع رأيهم إلى الحكم الجازم عليه بالسحر البيِّن ليردُّوه، ولم يفكروا فيه أو ينظروا في أدلَّته حتى يرفضوه أو يقبلوه؟! |
﴿قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ ﴾ [سبأ: 50]
يعلِّمنا القرآن الردَّ بالرفق والنزاهة والحكمة، وتركَ ردِّ الشتيمة بمثلها. كلُّ ما هو وَبالٌ على النفس وضارٌّ بها فهو بسببها ومنها؛ لأنها الأمَّارة بالسوء، وكلُّ ما هو لها ممَّا ينفعها فبهداية ربِّها وتوفيقه إيَّاها. إذا كان هديُ المصطفى ﷺ إنما يحصُل بالوحي فما حجَّة مَن يرجو الهدايةَ بالآراء المختلفة والأقوال المضطربة؟ إن الله تعالى سميعٌ ما يقول عباده من الحقِّ والباطل، قريبٌ منهم، لا يخفى عنه من أقوالهم وأعمالهم شيء، وعلى ذلك يجازيهم عن علم. |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [فاطر: 4]
أيها الداعية، إن لم تُقابَل دعوتُك بالقَبول وقد بذلت ما تستطيع من أساليب النجاح فلا تحزن، فقد رُدَّت دعوة رسُلٍ مؤيَّدين بالمعجزات البيِّنات! في مآل الأمور إلى الله تعالى سَلوى لكلِّ داعٍ صادق لم تُقبل دعوته، فعند الله يُجزى العباد؛ الداعي ومَن صدَّقه ومَن كذَّبه. |
﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]
شقيَ مَن يعمل السوءَ عن عَمدٍ ويعلم أن فعله سوء، وأشقى منه مَن يرى سيِّئاته حسنات، ومعاصيَه قرُبات. يحبُّ الله تعالى لرسوله الكريم انشراحَ الصدر، وراحة النفس من الأحزان، فينهاه عن التحسُّر على مَن دعاهم إلى الحقِّ فأعرضوا عنه. لا تحزن على مَن بلغه الحقُّ فعاداه وحاربه حتى انتهى مآله إلى العقوبة، فإن الله تعالى عليمٌ بعمله، بصيرٌ بحاله، حين صارت عاقبته إلى ذلك المصير. |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ ﴾ [فاطر: 25]
ما أعظمَ مقامَ رسول الله ﷺ عند ربِّه، وهو يبعد الغمَّ عنه! فإنه يُسلِّيه حين أعرض عن دعوته معرضون، بأن مَن قبله من الرسُل قد جرى لهم مثلُ ذلك. سبحان مَن قلوبُ العباد بيده! فقد جاءت لأقوامٍ معجزاتٌ مادِّية محسوسة، وآيات وبراهينُ عقليَّة مقنعة، ومع ذلك لم يؤمن أكثرهم! |
﴿لَقَدۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَىٰٓ أَكۡثَرِهِمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [يس: 7]
أطلق الله أرجُلَ عباده وأيديَهم ليمضوا في وجوه الخير والطاعات، فما بالُ أقوام يأبَون إلا أن يقيِّدوا أنفسَهم بأغلال المعاصي والسيِّئات؟! الذين أعرضوا عن الحقِّ وردُّوه مغلولون عن كلِّ خير، لا يبصرون الحقَّ ولا يهتدون إليه. |
﴿إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ ﴾ [يس: 8]
أطلق الله أرجُلَ عباده وأيديَهم ليمضوا في وجوه الخير والطاعات، فما بالُ أقوام يأبَون إلا أن يقيِّدوا أنفسَهم بأغلال المعاصي والسيِّئات؟! الذين أعرضوا عن الحقِّ وردُّوه مغلولون عن كلِّ خير، لا يبصرون الحقَّ ولا يهتدون إليه. |
﴿وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ﴾ [يس: 9]
صورة مَقيتة لمآل العاكفين على الآثام، المستخفِّين بالذنوب العِظام؛ أن يُعميَ الله أبصارهم عن الحقِّ، وأن تُسَدَّ في وجوههم كلُّ طرق الهداية والنجاة. |
﴿وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [يس: 10]
لا تزال النفوس تُقبل على الشبُهات، وتغرَق في مستنقع الشهَوات، حتى تُحجَبَ عن الاتِّعاظ، فلا يُجدي معها إنذار، ولا يؤثِّر فيها إنكار. |
﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11]
مَن أقفل مغاليقَ قلبه دون اتِّباع الذِّكر، ولم يخشَ الله في الغيب، لم ينتفع بإنذارٍ أبدًا، وكان كالأصمِّ الأعمى لا يهتدي سبيلا. ليست خشيةُ الله دعوى بالألسنة، ولكنَّها واقعٌ يصدِّقه اجتنابُ الذنوب في حال الغَيبة كاجتنابها في حال الشهادة. العاقل حقًّا لا يزيده يقينه برحمة الله الرحمن إلا خشيةً لعظمتِه، واستقامةً على شريعتِه. خشية الله بالغيب، واتِّباع ما أنزل سبحانه، أمران متلازمان في القلب، فما حلَّت الخشية فيه إلا تَبِعها العمل. |
﴿فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ ﴾ [يس: 76]
طيبوا نفوسًا أيها المصلحون، ولا تبتئسوا لعداوة المبغضين وكيد الحاقدين؛ فإن الله محيط بعملهم، جليلًا كان أو حقيرا، صغيرًا أو كبيرا، وإنه مجازيهم به. أنعِم بها من تسلية للمؤمنين من ربِّهم العزيز الرحيم؛ إن أعداءكم في قبضته وهم لا يشعرون، وإنه يعلم ما يُسرُّون وما يعلنون. |
﴿وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [الصافات: 171]
الوعد واقع، وكلمة الله قائمةٌ متحقِّقة في كلِّ دعوةٍ لله يخلص فيها أتباع المرسَلين، ويتجرَّد لها الدعاة. |
﴿إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ ﴾ [الصافات: 172]
الوعد واقع، وكلمة الله قائمةٌ متحقِّقة في كلِّ دعوةٍ لله يخلص فيها أتباع المرسَلين، ويتجرَّد لها الدعاة. |
﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]
الوعد واقع، وكلمة الله قائمةٌ متحقِّقة في كلِّ دعوةٍ لله يخلص فيها أتباع المرسَلين، ويتجرَّد لها الدعاة. |
﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ﴾ [الصافات: 174]
إذا تولَّى الرسول عن قومه المعرضين فإن ذلك نذيرٌ لهم، وإيذانٌ بهلاكهم؛ لأن بقاءه فيهم رحمةٌ بهم، فإذا زالت الرحمة وهم في كفرهم يتمادَون، لم يبقَ لهم إلا العذاب الذي به يُجزَون. |
﴿وَأَبۡصِرۡهُمۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ﴾ [الصافات: 175]
إذا تولَّى الرسول عن قومه المعرضين فإن ذلك نذيرٌ لهم، وإيذانٌ بهلاكهم؛ لأن بقاءه فيهم رحمةٌ بهم، فإذا زالت الرحمة وهم في كفرهم يتمادَون، لم يبقَ لهم إلا العذاب الذي به يُجزَون. |
﴿وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ ﴾ [الصافات: 178]
أيها الداعية، لا تكلِّف نفسك ما لا تُكلَّف، فقط أبلغ الناس الدعوة، ودع أذاهم، وانتظر حتى يحكمَ الله فيهم بما شاء. |
﴿وَأَبۡصِرۡ فَسَوۡفَ يُبۡصِرُونَ ﴾ [الصافات: 179]
أيُّ تهديد في هذا حين يأمر الله رسوله أن يرتقبَ أمر الله فيه وفيهم، ويعِدَه بأنه سيريهم؟ |
﴿ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 17]
أيُّها الدعاة، إذا ضعُفتم فانظروا إلى مَن قبلكم من الرسُل كيف كان جَلَدهم وقيامهم بالحقِّ، ومتى حَزَبكم الهمُّ وازداد عليكم الغمُّ فاستحضِروا معاناة الأنبياء وصبرهم على أقوامهم، فإن في ذلك تثبيتًا لأفئدتكم وتسليةً لنفوسكم. ليست القوَّة في صرع الناس والهيمنة عليهم، ولكنَّها في أخذ الكتاب بحزم وعزم؛ إقبالًا على الطاعات والواجبات، واجتنابًا للمحرَّمات والمكروهات. |
﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ﴾ [الزمر: 36]
بلى، إن الله كافي عبدِه ومتولِّيه ما قام بحقِّ العبوديَّة لله وحده، فمَن ذا الذي يُخيفه، وأنَّى له، إذا كان القويُّ القاهر معه؟ متى أيقنتَ أيُّها العبدُ بعلوِّ ربِّك وعظيم كفايته لأوليائه المتَّقين المحسنين، لم تخَف أحدًا من خلقه، فكلُّ كبير مع الله صغيرٌ حقير. هذا ما ينبغي أن يكونَ عليه قلبُ المؤمن من ثقة ويقين وطُمَأنينة، حينما توزن القوى بميزانها الصحيح. |
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ ﴾ [غافر: 55]
مَن كان إيمانه بالله أكبر، ويقينه بموعوده من النصر والتمكين أوفر، كان صبرُه في النائبات أقوى، وتجلُّده في المُلمَّات أوفى. على المؤمن أن يكونَ تعظيمُ الله هو دأبَه في ليله ونهاره، فلا يَفتُر عنه، وسيأتي الله بالنصر من عنده متى شاء سبحانه. لا تتعجَّل النصرَ فإنه لا ريبَ آتٍ، ولكنْ أعِدَّ له أسبابه، والزَم الاستغفارَ فإنه من أسبابه، وكم من نصرٍ تأخَّر بسبب الذنوب! |
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]
لا تشغل نفسَك بمصير أعداء الحقِّ والدين، فإنه جدُّ وخيم، ولكن اجتهد في الدعوة والثبات على الأمر القويم، والعاقبةُ لا ريبَ للمتَّقين. |
﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [فصلت: 43]
تشابهَت قلوبُ المكذِّبين في الكُفر، فتماثلت مقالاتهم في الجَحد؛ يمضي الخَلَف منهم على إثر السلف في عداوة الحقِّ وأهله، فبئسَ التابعُ والمتبوع. أيُّ شعور للداعية بالأُنس والعزيمة، والاستعلاء على مصاعب الدعوة ورفض الهزيمة، حين يعلم أن أسلافه في هذا الطريق هم تلك العصبةُ المختارة من الأنبياء والصالحين؟! |
﴿وَكَمۡ أَرۡسَلۡنَا مِن نَّبِيّٖ فِي ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الزخرف: 6]
إن الرسُل حرامٌ حِماهم، فمَن حامَ حوله أو سوَّلت له نفسُه أن يرتعَ فيه وينتهك حُرمته باستهزاء وتنقيص، أخذه الله بعذابٍ شديد بئيس. |
﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الزخرف: 43]
الاستمساك بالوحي واتِّباعه هو مِعراجُ الوصول إلى خيرَي الدنيا والآخرة، ومَن كان كذلك فليطمئنَّ؛ فإنه على الطريق الراشد، والدرب القويم. إنْ علِمَ المؤمنُ وأيقنَ بأن هذا الصراطَ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه، أورثه ذلك طُمَأنينةً وراحةً يواجه بها عوائق هذا الطريق. |
﴿وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ ﴾ [الزخرف: 45]
أتباع الرسُل هم المبلِّغون عنهم، الحافظون لشريعتهم ورسالتهم، والرجوعُ إلى نور علمهم أمانٌ من الحَيرة والشكِّ وقتَ الفتن، فليتمسَّك المرء بالاستضاءة بأنوار العلماء العاملين. تَكرار ذكر اسم الرحمن يؤكِّد أن هذه الرسالةَ هي رسالةُ رحمة، لا تريد للناس شقاءً، وهي دعوةٌ لورود هذه الرحمة والانضمام إليها. |
﴿فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [الزخرف: 83]
مَن لَها عن طاعة ربِّه، وعاش حياته طَرِبًا بمعصيته، فرِحًا بما ركب من المخالفات، فعمَّا قريب ينتهي طربُه، ويذهب عنه لهوه وفرحُه، وذلك حين ينتقل من دار العمل إلى دار الحساب. |
﴿فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ ﴾ [الدخان: 59]
كلٌّ يرتقب ويتمنَّى، ولكن شتَّان بين ارتقاب المؤمنين المتحقِّق بالتمكين والانتصار، وارتقاب الكافرين المنتهي بالخيبة. |
﴿فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [الأحقاف: 35]
مَن طالع سِيَر الصابرين قبله، ووقف على أخبارهم وثباتهم، هان عليه كلُّ ما يلقى من لأواءَ في هذا الطريق. إن العزم المحمود هو ما زكَّى النفسَ ورقَّاها عند ربِّها، وقِوامُه الصبر، وباعثه التقوى، وقوَّة شدَّته هي المراقبةُ والمحاسبة لهذه النفس. مَن استعجل أمرًا فاتته فضيلةُ الصبر التي هي أعظم أجرًا، وخيرٌ له ممَّا طلبه واستعجله. إن عذاب يومِ القيامة وشدَّته ليَنسى فيه الخِلُّ خليلَه، والحبيبُ حبيبَه، بل إن المرء يَذهَل فيه عن نفسه، فلا يتذكَّر كم كانت حياته التي قضاها، والمدَّة التي عاشها. إن عناية الله عزَّ وجلَّ وحِفظه مكفولةٌ لمَن حفظ أوامره وحدوده، أمَّا مَن زاغ عن هديه، وحاد عن أمره، فقد وكلَه الله إلى نفسه، فكان من الخاسرين. |
﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ﴾ [الذاريات: 52]
دَيدَنُ المجرمين المستكبرين، اتِّهامُ المؤمنين، ووَصمُ المصلحين؛ بكلِّ سُبَّة شنيعه، وخَلَّة وَضيعه. عجبًا لأهل الباطل من الأوَّلين والآخِرين؛ كيف تواردوا على فعل واحد؛ في التشنيع على أنبيائهم والسُّخريَّة منهم! |
﴿أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 53]
دَيدَنُ المجرمين المستكبرين، اتِّهامُ المؤمنين، ووَصمُ المصلحين؛ بكلِّ سُبَّة شنيعه، وخَلَّة وَضيعه. عجبًا لأهل الباطل من الأوَّلين والآخِرين؛ كيف تواردوا على فعل واحد؛ في التشنيع على أنبيائهم والسُّخريَّة منهم! |
﴿فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٖ ﴾ [الذاريات: 54]
أيها الداعيةُ، لا تُبال بمَن استكبر وأصرَّ على الضلال، ولا تذهب نفسُك عليه حسَرات، فحسبُك أنك لم تقصِّر في تبليغ الرسالة، ولم تألُ جهدًا في النصح والإرشاد. الذكرى تزيد المؤمنَ إيمانًا ويقينًا، ومَن ذُكِّر بآيات الله ولم يتذكَّر فليُبادر بالتوبة؛ فإنه على خطَر! |
﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]
أيها الداعيةُ، لا تُبال بمَن استكبر وأصرَّ على الضلال، ولا تذهب نفسُك عليه حسَرات، فحسبُك أنك لم تقصِّر في تبليغ الرسالة، ولم تألُ جهدًا في النصح والإرشاد. الذكرى تزيد المؤمنَ إيمانًا ويقينًا، ومَن ذُكِّر بآيات الله ولم يتذكَّر فليُبادر بالتوبة؛ فإنه على خطَر! |
﴿وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ [الطور: 48]
كلُّ من حملَ على عاتقه أمانةَ الدعوة إلى الله عليه أن يهيِّئَ نفسَه لمشاقِّ الطريق الطويل؛ بالاحتساب والصبر الجميل. أيها العبدُ، كن مع الله ولا تُبالِ، فمَن أحاطَه الله برعايته وحِفظه لم يضرَّه شيء. التسبيحُ ودوام الذِّكر يشحَذُ الهمَّة على الصبر، ويزيدُ من قُدرة المرء على التجلُّد والثَّبات؛ فما أحرانا أن نستمسكَ به. |
﴿فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ ﴾ [القلم: 48]
طريق الدعوة محفوفٌ بالعقَبات والمشاقِّ، يتطلَّب خوضُه الصبرَ والتجلُّد على كلِّ إيذاء وصدٍّ وإعراض. النصر والتمكينُ بيد الله تعالى وحدَه، وكلُّ شيء عنده بأجل، وعلى الدعاة المضيُّ في دعوتهم بعزيمة وهمَّة، دون استبطاء النجاح أو استعجال الثمرة. تداركُ الله عبدَه بالتوبة والغُفران، نعمةٌ وتوفيق من الكريم الرَّحمن، فأبقِ قلبك معلَّقًا بربِّك، ولو كنتَ من المقصِّرين المفرِّطين. |
﴿فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا ﴾ [المعارج: 5]
خير ما يتسلَّح به المسلمُ سلاحُ الصبر؛ لثِقَل العِبء، ومشقَّة الطريق، وضرورة الثبات لبلوغ الهدف البعيد. يتجلَّى جمالُ الصبر بسكون الظاهر؛ بالثَّبات ورباطة الجأش، وبسكون الباطن؛ بالرِّضا والتسليم، وبرد اليقين. |
﴿وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا ﴾ [المزمل: 10]
امضِ في دعوتك على صراطٍ مستقيم، واصبِر على عقَبات المسير، واحذر أن يحرفَك المضلُّون بأباطيلهم إلى بنيَّات الطريق. لا يكون هجرك جميلًا حتى تترفَّعَ عن الغضب والانتقام، فرَبِّ نفسَك على الصبر، وتحلَّ بمكارم الأخلاق، مع الأعداء قبل الأولياء. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
مالك خازن النار الحكم بالعدل الإسراء والمعراج اسم الله القادر ذي المعارج المسافحة عروج الملائكة أهل الإيمان اليمين أحكام قتالية
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 26, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب