النهي عن عزاء الجاهلية - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في النهي عن عزاء الجاهليّة

عن أبي بن كعب أن رجلًا اعتزي بعزاء الجاهلية فأَعضَّه، ولم يكنه. فنظر القوم إليه فقال للقوم: إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لم أستطع إلا أن أقول هذا، إن رسول الله ﷺ أمرنا: «إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعِضُّوه ولا تكنوا».
وفي رواية: عن عُتي قال: رأيتُ رجلًا تعزَّى عند أُبيّ بعزاء الجاهلية، افتخر بأبيه، فأعضَّه بأبيه، ولم يكنه.
وفي رواية: قال أُبيّ: كنا نُؤمر إذا الرجل تعزي بعزاء الجاهلية فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه، ولا تكنوا.

حسن: هذه الروايات كلها أخرجها الإمام أحمد (٢١٢٣٣، ٢١٢٣٤، ٢١٢٣٦) من طرق، عن عوف، عن الحسن، عن عُتَيّ، عن أبي بن كعب، إلا الرواية الثانية فهي من طريق يونس، عن الحسن، وصحَّحه ابن حبان (٣١٥٣) فأخرجه من طريق عوف بإسناده في فصل في النياحة وغيرها.
ورواه أيضًا النسائي في «اليوم والليلة» (٩٧٦) من طريق عوف، ومن طرق أخرى أيضًا (٩٧٤، ٩٧٥) عن الحسن بإسناده وفي هذه الطرق: «فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا».
وعُتُيّ -بضم أول مصغرا- ابن ضمرة التميمي السعدي البصري، وثَّقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
وأما علي بن المديني فقال: «مجهول سمع من أبي بن كعب، لا نحفظها إلا من طريق الحسن، وحديثه يُشبه حديث أهل الصدق وإن كان لا يعرفه.
فهو في أكثر أحواله يكون صدوقًا، إلا أن الحافظ قال فيه: «ثقة».
والحسن هو الإمام البصري، وهو وإن كان مدلسًا وقد عنعن، إلا أن سماعه عن عُتي ثابت كما أكد بذلك كثير من أهل العلم، وعوف هو الأعرابي العبدي البصري ثقة، ورمي بالقدر، إلا أنه توبع.
وللحديث إسناد آخر رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٢١٢١٨) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أُبيِّ أن رجلًا اعتزى فأعَضَّه أُبيٌّ بِهَنِ أبيه، فقالوا: ما كنت فحَّاشًا! فقال: إنا أمرنا بذلك.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ترجمة الخطيب في: تاريخ بغداد (٤/ ٢١٣) الطبعة الجديدة، قال: «أخبرنا علي بن محمد بن الحسين الدقاق، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قال: محمد بن عمرو بن العباس الباهلي سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: كان ثقة, انتهي.
وترجمه أبو أحمد الحاكم في «الكني» (٦٥٨).
قال الأعظمي: وعبد الرحمن بن يوسف هو: ابن خراش المروزي البغدادي (ت- ٢٨٣) ونقل الخطيب عن محمد بن إسحاق الثقفي أنه قال: مات محمد بن عمرو بن العباس الباهلي سنة تسع وأربعين ومائتين. قال البغوي: بالبصرة.
وقوله: «أعضَّه» أي قال له: اعضض ذكر أبيك.
وقوله: «الهنُ» الشَّيْءُ - كناية عن الشيء يستقبح ذكره. وهنا كناية عن ذَكر الرجل.
ومعنى قوله: «من تعزَّي» وفي رواية: «من اعتزى» أي من تعزَّي بعزاء الجاهلية، ولم يتعزَّ بعزاء الإسلام كقوله في المصيبة: «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وهذا هو المعنى الذي فهمه ابن حبان والحافظ الهيثمي فذكرا الحديث في كتاب الجنائز. والمعنى المشهور للتَعَزِّي بعزاء الجاهلية -والانتماء والانتساب إلى القوم يقال: عزيتُ الشيء، وعزوته- إذا أسندته إلى أحد. والعزاءُ والعِزْوَةُ اسم لدعوى المستغيث، وهو أن يقول: يا لفلان، أو يا للأنصار، أو يا للمهاجرين. انظر «النهاية» (٣/ ٢٣٣).

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 63 من أصل 215 باباً

معلومات عن حديث: النهي عن عزاء الجاهلية

  • 📜 حديث عن النهي عن عزاء الجاهلية

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن عزاء الجاهلية من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث النهي عن عزاء الجاهلية

    تحقق من درجة أحاديث النهي عن عزاء الجاهلية (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث النهي عن عزاء الجاهلية

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن عزاء الجاهلية ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن النهي عن عزاء الجاهلية

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن عزاء الجاهلية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب