تقبيل الميت - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب في تقبيل الميت
قال أبو سلمة: فأخبرني ابن عباس ﵄: أن أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر رضي الله عنه يكَلِّمُ الناس، فقال: اجْلِسْ، فأبى، فقال: اجلس، فأبى، فتشهَّد أبو بكر، فمال إليه الناس وتركوا عمر، فقال: أما بعد: فمن كان منكم يعبدُ محمدًا ﷺ فإن محمدًا ﷺ قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموتُ، قال الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾ إلى قوله: ﴿الشَّاكِرِينَ﴾. [آل عمران: ١٤٤]. والله! لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر، فتلقَّاها منه الناس، فما يَسمع بشر إلا يتلوها.
وفي رواية قالت: ثم جاء أبو بكر، فرفعت الحجاب، فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات رسول الله ﷺ ثم أتاه من قِبَلِ رأسه فَحَدَرَ فاه، وقبَّل جبهتَه، ثم قال: وا نبياه، ثم رفع رأسه، ثم حَدَرَ فاه، وقبَّل جبهتَه، ثم قال: وا صفياه، ثم رفع رأسه، وحَدَرَ فاه، وقبَّل، وقال: وا خليلاه، مات رسول الله
ﷺ ...» فذكرت الحديث بطوله وسيأتي موضعه.
صحيح: رواه البخاري في الجنائز (١٢٤١، ١٢٤٢) عن بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرني معمر ويونس، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة أن عائشة قالت فذكرته.
ورواه أيضًا البخاري في المغازي (٤٤٥٥) من وجه آخر عن عائشة وابن عباس، أن أبا بكر قبَّل النبي ﷺ، مختصرًا، فجعل الحديث من مسند عائشة وابن عباس جميعًا.
والرواية الثانية رواها الإمام أحمد (٢٥٨٤١) عن بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس قال: ذهبتُ أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادةً، وجذبتْ إليها الحجاب، فذكرت الحديث في سياق طويل وسيأتي في موضعه.
وإسناده حسن لأجل يزيد بن بابنوس فقد قال فيه الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، وذكره ابن حبان في الثقات، ومثله بحسن حديثه، ولم يثبت ما نُقل عن أبي حاتم، أنه قال فيه: «مجهول».
وقول أبي بكر: «لا يجمع الله عليك مَوْتتين، أما الموتة التي كتبتْ عليك فقد مُتَّها» لعله قصد بذلك الرد على من ظن أنه ﷺ لم يمت، وإنما استتر عن أعين الناس، فأكَّدهم أنه مات الموتة الحقيقية كما يموت. أي إنسان لقوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: ١٨٥] وقد ذكر الحافظ ابن حجر أوجها أخرى غير هذا.
وأما ما روي عن عائشة قالت: قبَّل النبي ﷺ عثمان بن مَظْعُون وهو ميت، فكأني أنظر إلى دموعه على خديه، فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٣١٦٣)، والترمذي (٩٨٩)، وابن ماجه (١٤٥٦) كلهم من طريق سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته. والحديث في مسند الإمام أحمد (٢٤١٦٥) من هذا الوجه.
قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الحاكم (١/ ٣٦١) من هذا الوجه إلا أنه لم يحكم عليه وإنما قال: هذا حديث متداول بين الأئمة إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيدالله، وشاهده الصحيح المعروف حديث عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وعائشة أن أبا بكر الصديق قَبَّل النبي ﷺ وهو ميت» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عاصم بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني أجمعوا على تضعيفه فقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم والبخاري: «منكر الحديث».
وأظن أن هذا الحديث من مناكيره، فإن الصحيح الثابت هو أن أبا بكر الصديق قبل النبي ﷺ وهو ميت.
ومن مناكيره وأخطائه أيضًا ما رواه العُمري عن عاصم بن عبيدالله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة،
عن أبيه قال: رأيتُ النبي ﷺ قبَّل عثمان بن مظعون. رواه البزار «كشف الأستار» (٨٠٩)، وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٠): «إسناد حسن». قلت: بل ضعيف لأجل عاصم بن عبيدالله هذا.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 80 من أصل 215 باباً
- 55 باب ما جاء في موت الفُجاءة والبَغْتة
- 56 باب خروج النفس كارهة
- 57 باب إغماض بصر الميت
- 58 باب ما جاء في النّعِيِّ
- 59 باب رِثاء النبي ﷺ سعدَ بنَ خولة
- 60 باب ما جاء في التعزية
- 61 باب ما جاء في الاجتماع للتعزية
- 62 باب من كره الاجتماع للتعزية
- 63 باب ما جاء في النهي عن عزاء الجاهليّة
- 64 باب ما ينفع الميت بعد موته
- 65 باب النهي عن النياحة
- 66 باب النّياحة من أمور الجاهلية
- 67 باب تبرؤ النبي ﷺ من الصالقة والحالقة والشاقة
- 68 باب دخول الشيطان في بيت النياحة
- 69 باب لا إسعاد في الإسلام
- 70 باب النباحة من رنة الشيطان
- 71 باب الميت يُعذب في قبره ببكاء أهله عليه
- 72 إنكار عائشة ﵂ على ابن عمر أن الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه
- 73 باب كراهية البكاء على من تُظله الملائكة بأجنحتها
- 74 باب جواز البكاء على الميت وإظهار الحزن عليه
- 75 باب حزن النبي ﷺ على موت ابنه إبراهيم
- 76 باب ما جاء في صنع الطعام لأهل الميّت
- 77 باب ما جاء في طبخ التلبينة لأهل الميت
- 78 باب في كراهية ضيافة الواردين للعزاء
- 79 باب ما جاء تسجية الميت
- 80 باب في تقبيل الميت
- 81 باب النهي عن المبالغة في التزكية للميت
- 82 باب ما جاء من الفضيلة في تغسيل الميت وتكفينه وحفر قبره
- 83 باب ما جاء في صفة غسل النبي ﷺ -
- 84 باب غسل أحد الزوجين للآخر
- 85 باب غسل الميت وترًا
- 86 باب يُبدأ بميامن الميت
- 87 باب جعل شعر المرأة ثلاثةَ قرون
- 88 باب ما جاء في مشط شعر المرأة
- 89 باب إلقاء شَعر المرأة خَلْفها
- 90 باب كيف الإشعار للميت
- 91 باب كفنِ النبي ﷺ في ثلاثة أثواب
- 92 باب ما جاء في تكفين حمزة بن عبد المطلب
- 93 باب يستحب أن يكون أحد ثوبيه حِبرة
- 94 باب ما جاء في كفن المرأة
- 95 باب في تكفين المحرم
- 96 باب تكفين عبد الله بن أُبي في قميص رسول الله ﷺ -
- 97 باب ما جاء في تحسين كفن الميت
- 98 باب ما جاء في بياض الكفن
- 99 باب ما جاء في المسك بأنه أطيب الطيب للحي والميت
- 100 باب ما جاء في إجمار الكفن وتبخيره وتطييبه بالكافور والمسك
- 101 باب ما جاء في تحنيط الميت
- 102 باب إذا لم يجد كفنًا إلا ما يُواري رأسه أو قدميه غطَّى رأسه
- 103 باب من أعد الكفن في حياته
- 104 باب استحباب الغُسل لمن غسَّل ميتًا
معلومات عن حديث: تقبيل الميت
📜 حديث عن تقبيل الميت
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ تقبيل الميت من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث تقبيل الميت
تحقق من درجة أحاديث تقبيل الميت (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث تقبيل الميت
تخريج علمي لأسانيد أحاديث تقبيل الميت ومصادرها.
📚 أحاديث عن تقبيل الميت
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع تقبيل الميت.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب