سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

عن عثمان بن عفان قال: كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسأل».

حسن: أخرجه أبو داود (٣٢٢١) عن إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا هشام، عن عبد الله بن بَحير، عن هانيء مولى عثمان، عن عثمان بن عفان فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في آداب التعامل مع الميت بعد دفنه، رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● "إذا فرغ من دفن الميت": أي بعد انتهاء عملية الدفن وردم القبر.
● "وقف عليه": أي وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند القبر.
● "استغفروا لأخيكم": اطلبوا من الله المغفرة له.
● "وسلوا له التثبيت": اطلبوا من الله أن يثبته عند السؤال في القبر.
● "فإنه الآن يُسأل": لأنه دخل في مرحلة الامتحان الأولى في القبر.
2. شرح الحديث:
يُبيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف ما ينبغي على المسلمين فعله بعد انتهاء دفن الميت، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقف عند القبر ويأمر الحاضرين بالدعاء للميت بأمرين عظيمين:
● الاستغفار له: طلب المغفرة من الله تعالى له، لتخليصه من ذنوبه وآثامه.
● سؤال التثبيت له: الدعاء بأن يثبته الله عند سؤال الملكين في القبر، فيجيب بالإيمان والصدق.
والحكمة من ذلك:
أن الميت قد دخل في مرحلة جديدة وهي حياة البرزخ، وأول امتحان فيها هو سؤال الملكين (منكر ونكير) له عن ربه ودينه ونبيه، وهذا السؤال من أهوال القبر العظيمة، لذا يحتاج الميت إلى دعاء إخوانه الأحياء بالتثبيت والمغفرة.
3. الدروس المستفادة:
● وجوب الدعاء للميت بعد دفنه: فهو من حقوق المسلم على أخيه.
● بيان أهمية التثبيت عند السؤال في القبر: لأن نجاة العبد تتوقف على إجابته الصحيحة.
● إثبات عذاب القبر ونعيمه: وهو من عقائد أهل السنة والجماعة.
● بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: حيث علمهم ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم.
● فضل الاستغفار للميت: لأنه قد يكون سببًا في مغفرة ذنوبه.
4. معلومات إضافية:
- هذا الدعاء مستحب وليس واجبًا عند جمهور العلماء.
- يستحب أن يقف المسلمون بعد الدفن دقيقة واحدة للدعاء للميت، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- من الأدعية الواردة في هذا المقام: "اللهم ثبته عند السؤال، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو داود (٣٢٢١) عن إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا هشام، عن عبد الله بن بَحير، عن هانيء مولى عثمان، عن عثمان بن عفان فذكره.
وإسناده حسن من أجل هانئ مولى عثمان، وهو أبو سعيد البربري قال فيه النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات فهو حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٧٠) من هذا الوجه، وقال: صحيح على شرط الإسناد.
وأمّا التلقين، فقال الحافظ ابن القيم في «زاده» (١/ ٥٢٢ - ٥٢٣): «لم يكن من هديه ﷺ أن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقِّن الميِّت كما يفعله النّاسُ اليوم».
وأما الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٩٨ - ٢٩٩) عن أبي أمامة فلا يصح، وهو ما رواه عن أبي عقيل أنس بن مسلم الخولاني، ثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن عبد الله الأودي قال: شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال: إذا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله ﷺ أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله ﷺ فقال: «إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ واحد منهما بيد صاحبه
ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من قد لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما» فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال: «فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء».
قال الهيثمي في المجمع (٣/ ٤٥) وفي إسناده جماعة لم أعرفهم.
ونقل ابن علان في الفتوحات الربانية (٤/ ١٩٦) عن الحافظ ابن حجر أنه قال: «حديث غريب، وسند الحديث من الطريقين ضعيف جدا».
وقال الحافظ ابن القيم: «هذا حديث لا يصح رفعه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

📜 حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية