سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى ورسول الله ﷺ مقيم بمكة بعثه إلى بني جذيمة في ثلاثمائة وخمسين رجلًا في شوال سنة ثمان.
انظر: طبقات ابن سعد (٢/ ١٤٧).
عن ابن عمر بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا. فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأنَا، صَبَأنَا. فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصحَابِي أَسِيرَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرْنَاهُ، فرَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» مَرَّتَيْنِ.

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٩) عن محمود، حَدَّثَنَا عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه فذكره.
وهو في مصنف عبد الرزّاق (٩٤٣٤).
وجذيمة - بفتح الجيم، وكسر المعجمة - ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وهذا البعث كان عقب فتح مكة في شوال قبل الخروج إلى حنين. لأن النَّبِيّ ﷺ بعث خالدًا داعيًا، ولم يبعثه مقاتلا، فوطئ بني جذيمة فأصاب منهم.
ذكره ابن إسحاق، السيرة لابن هشام (٢/ ٤٢٨).
وقال: حَدَّثَنِي حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيًا، ولم يبعثه مقاتلًا، ومعه قبائل من العرب: سليم بن منصور ومدلج بن مرة، فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فلمّا رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا، إِلَّا أنه مرسل، وذكر أيضًا قول جحْدم: ويلكم يا بني جذيمة! إنه خالد والله! ما بعد وضع السلاح إِلَّا الإسار، وما بعد الإسار إِلَّا ضرب الأعناق، والله لا أضع سلاحي أبدًا.
ثمّ رواه أيضًا من مرسل أبي جعفر محمد بن عليّ قال: فلمّا وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند
ذلك، فكتّفوا، ثمّ عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم. فلمّا انتهى الخبر إلى رسول الله ﷺ رفع يديه إلى السماء ثمّ قال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد».
عَنْ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ لِي فَتًى مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ، وَهُوَ فِي سِنِّي، وَقَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إلَى عُنُقِهِ بِرُمَّةٍ وَنِسْوَةٌ مُجْتَمِعَاتٌ غَيْرَ بَعِيدٍ مِنْهُ: يَا فَتَى، فَقُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: هَلْ أَنْتَ آخِذٌ بِهَذِهِ الرُّمَّةِ، فَقَائِدِي إلَى هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ حَتَّى أَقْضِيَ إلَيْهِنَ حَاجَةً، ثُمَّ تَرُدَّنِي بَعْدُ، فَتَصْنَعُوا بِي مَا بَدَا لَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَيَسِيرٌ مَا طَلَبْتَ. فَأَخَذْتُ بِرُمَّتِهِ فَقُدْتُهُ بِهَا، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ: اسْلَمِي حُبَيْشِ، عَلَى نَفَذٍ مِنْ الْعَيْشِ:
أَرَيْتُكِ إذْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحَلْيَةَ أَوْ أَلْفَيْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ
أَلَمْ يَكُ أَهْلًا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إدْلَاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ
فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إذْ أَهْلُنَا مَعًا ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إحْدَى الصَّفَائِقِ
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ النَّوَى ... وَيَنْأَى الْأَمِيرُ بِالْحَبِيبِ الْمُفارِقِ
فَإِنِّي لَا ضَيَّعْتُ سِرَّ أَمَانَةٍ وَلَا ... رَاقَ عَيْني عَنْكَ بَعْدَكَ رَائِقُ
سِوَى أَنَّ مَا نَالَ الْعَشِيرَةَ شَاغِلٌ ... عَنْ الْوُدِّ إلَّا أَنْ يَكُونَ التَّوَامُقُ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، (قَالَ) قَالَتْ: وَأَنْتَ فَحُيِّيتُ سَبْعًا وَعَشْرًا، وِتْرًا وَثَمَانِيًا تَتْرَى. قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفْتُ بِهِ. فَضرِبَتْ عُنُقُهُ.

حسن: رواه محمد بن إسحاق قال: حَدَّثَنِي يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن الزّهري، عن ابن أبي حدرد الأسلمي قال: فذكره. سيرة ابن هشام (٢/ ٥٣٣ - ٥٣٤).
وإسناده حسن من أجل تصريح محمد بن إسحاق إِلَّا أني أخشى فيه من الانقطاع بين الزهري وبين ابن أبي حدرد، واسمه عبد الله بن أبي حدرد. ثمّ وقفت على روايات أخرى وفيها زيادة «عن أبيه» هكذا رواه أبو نعيم في معرفة الصّحابة (٤٠٨٩) والبيهقي في الدلائل (٥/ ١١٥) والخرائطي في اعتلال القلوب (٢٥١) وهكذا نقله أيضًا ابن حجر في الإصابة (٤٦٤٣) وبهذا ثبت الإسناد.
قال ابن إسحاق: فحدثني أبو فراس بن أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ منهم عمن كان حضرها منهم، قالوا: فقامت إليه حين ضربت عنقه، فاكبتْ عليه، فما زالت تقبّله حتَّى ماتت عنده.
عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ بعث سرية، قال: فغنموا، وفيهم رجل، فقال لهم: إني لست منهم، عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها نظرة، ثمّ اصنعوا بي ما بدا لكم، فإذا امرأة طويلة أدماء، فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش:
أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم ... حلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقًّا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
قالت: نعم فديتك، قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة، فوقفت عليه، فشهقت شهقة أو شهقتين ثمّ ماتت. فلمّا قدموا على رسول الله ﷺ أخبروه الخبر فقال رسول الله ﷺ: «أما كان فيكم رجل رحيم».
حسن. رواه النسائيّ في الكبرى (٨٦١٠) ومن طريقه البيهقيّ في الدلائل (٥/ ١١٨) عن محمد بن عليّ بن حرب المروزي - ولقبه ترك - قال: حَدَّثَنَا عليّ بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عليّ بن الحسين بن واقد وأبيه الحسين فإنهما حسنا الحديث.
وصحّحه الحافظ في الفتح (٨/ ٥٨)

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 373 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

  • 📜 حديث عن سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

    تحقق من درجة أحاديث سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب