من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب من عمل خيرًا في الكفر ثم أسلم

عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أشياء، كنتُ أتحنّثُ بها
في الجاهليّة من صدقة أو عتاقة، وصلة رحم، فهل فيها من أجْرٍ؛ فقال النّبيّ ﷺ: «أسلمتَ على ما سلف من خير».
وفي رواية: أنّ حكيم بن حزام أعتق في الجاهليّة مائة رقبة، وحمل على مائة بعير ثم أعتق في الاسلام مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبيّ ﷺ، فذكر نحو حديثه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٣٦)، ومسلم في الإيمان (١٢٣) كلاهما من حديث ابن شهاب الزهريّ، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنّ حكيم بن حزام. . . (فذكر مثله).
والرواية الثانية عند البخاريّ (٢٥٣٨)، ومسلم - كلاهما من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عنه.
وفي رواية قال: «فواللَّه لا أدعُ شيئًا صنعتُه في الجاهليّة إِلَّا فعلتُ في الإسلام مثله».
وقوله: «التحنُّث» التعبّد.
وقوله: «أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير» ذهب أكثر أهل العلم إلى تأويله. وقال الحربيّ: «ما تقدّم لك من الخير الذي عملته هو لك كما تقول: أسلمت على ألف درهم، أي على أن أحرزها لنفسه».
قال القرطبي: «وهذا الذي قاله الحربي هو أشبهها وأولاها».
عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أسلم العبد فحسُن إسلامه، كتب اللَّه له كلَّ حسنة كان أزلفها، ومحيتْ عنه كلّ سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إِلَّا أن يتجاوز اللَّه عز وجل عنها».

صحيح: رواه النسائيّ (٤٩٩٨) من طريق الوليد (هو ابن مسلم)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٤) من طريق إسماعيل بن أبي أويس - كلاهما قالا: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره، ولفظهما سواء.
إِلَّا أن البيهقي قال: «أسنده مالك وأرسله ابنُ عيينة، ثم روى الحديث من طريقه مرسلًا».
قال الأعظمي: الحُكم لمن أسنده لما فيه من زيادة علم.
وذكره البخاريّ في الإيمان (٤١) معلقًا عن مالك، ولم يسنده في موضع آخر، إِلَّا أنه أسقط قوله: «كتب اللَّه له كل حسنة كان أزلفها» لأنَّه مشكل على القواعد؛ لأنَّ الكافر لا يثاب على العمل الصالح الصَّادر منه في كفره وشركه، لأنّ من شرط المتقرب أن يكون عارفًا لمن يتقرّب إليه، والكافر ليس كذلك ذكره المازريّ وغيره، وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال وردَّه النوويُّ فقال: الصواب الذي عليه المحقِّقون -بل نقل بعضُهم فيه الإجماع- أنّ الكافر إذا فعل أفعالًا جميلة كالصّدقة، وصلة الرّحم، ثم أسلم ومات على الإسلام أنّ ثواب ذلك يكتب له. . . . ».
انتهى كلامه ملخصًا.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٩٩) احتمالات أخرى ومن أقواها قوله: «والحقّ أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من اللَّه وإحسانًا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولًا، والحديث إنما تضمّن كتابة الثواب ولم يتعرّض للقبول، ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقًا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلَّا فلا». انتهى.
قال الأعظمي: وعليه يدل حديث حكيم بن حزام قبله.
وقوله: «وأزلفها» أي أسلف وقدّم.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 51 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم

  • 📜 حديث عن من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم

    تحقق من درجة أحاديث من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من عمل خيرا في الكفر ثم أسلم.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب