الدعوة إلى توحيد الإلهية - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء من الدّعوة إلى توحيد الإلهية
وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [سورة البقرة: ٢١].
وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [سورة الذاريات: ٥٦].
وغيرها من الآيات وهي كثيرة في كتاب اللَّه؛ لأنّ دعوة الأنبياء ﵈ كانت لتوحيد الإلهية.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه اللَّه تعالى: «إنّ عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع: فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال، وهو أن خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها، ويظنّون أن هذا هو التوحيد المطلوب، وأنّ هذا هو معنى قولنا: لا إله إلا اللَّه حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع، ومعلوم أنّ المشركين من العرب الذين بُعث إليهم محمد ﷺ أَولًا لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرّون بأنّ اللَّه خالقُ كلِّ شيء، حتّى إنّهم كانوا يقرّون بالقدر أيضًا وهم مع هذا مشركون». انظر: مجموع الفتاوى» (٣/ ٩٨).
أحاديث هذا الباب كثيرة ستُذكر في مواضعها، وهنا أكتفي بذكر بعضها.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٩) كلاهما من طريق
زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفيّ، عن أبي معبد مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره، ولفظهما سواء.
ورواه البخاريّ (٧٣٧٢) عن عبد اللَّه بن أبي الأسود، حدثنا الفضل بن العلاء، ثنا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي، أنه سمع أبا معبد يقول: سمعتُ ابن عباس يقول: لما بعث النّبيُّ ﷺ معاذًا نحو اليمن قال له: «إنّك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أوّل ما تدعوهم إلى أن يوحّدوا اللَّه تعالى» ثم ذكر بقية الحديث مثله.
وفي رواية عندهما البخاريّ (١٤٥٨): «فليكن أوّل ما تدعوهم إليه عبادة اللَّه عز وجل، فإذا عرفوا اللَّه. . . .».
أخرجاه عن شيخ واحد، وهو أميّة بن بِسْطام العيشيّ، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية، بإسناده مثله.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٣) من طرق عن مروان بن معاوية الفزاريّ وغيره، عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعيّ، عن أبيه طارق بن أشيم الأشجعيّ، فذكره.
أوَّلُهن: أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئًا، وإنَّ مَثَلَ مَنْ أشرك باللَّه كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيِّدِه، فأيُّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ .
وإنّ اللَّه أمَرَكم بالصّلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإنّ اللَّه يَنْصِبُ وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفتْ.
وآمركم بالصِّيام، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهم
يَعْجبُ -أو يُعجِبُه ريحُها- وإنَّ ريح الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك.
وآمركم بالصَّدقة، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل أَسَرَهُ العَدُوُّ فأوثقوا بده إلى عنقه، وقدّمُوه ليضربوا عُنُقَه فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا اللَّه، فإنّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل خرج العدُوُّ في أثره سِرَاعًا حتى إذا أتى على حِصْن حَصِينٍ فأَحْرَز نفسَه منهم، كذلك العبد لا يُحْرِز نفسَه من الشيطان إلا بذكر اللَّه».
قال النّبيُّ ﷺ: «وأنا آمركم بخمسٍ اللَّه أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة، والجهاد والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يُراجِعَ، ومَنِ ادَّعى دَعْوَى الجاهليّة، فإنّه من جُثا جهنّم». فقال رجل: يا رسول اللَّه، وإن صلّى وصام؟ قال: «وإنْ صلّى وصام، فادْعُوا بدَعْوى اللَّه الذي سَمَّاكُم المسلمين المؤمنين عباد اللَّه».
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٨٦٣) عن محمد بن إسماعيل (البخاريّ) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أنّ أبا سلّام، حدّثه، فذكر مثله.
قال الترمذيّ: «حديث حسن صحيح غريب. قال محمد بن إسماعيل (البخاريّ): «الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديثه».
ورواه أيضًا عن محمد بن بشّار، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، عن الحارث الأشعريّ، عن النبيّ ﷺ، بمعناه.
وقال: «هذا حديث حسن غريب، وأبو سلّام: اسمه ممطور، وقد رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثيره». انتهى.
قال الأعظمي: ورواه أحمد (١٧١٧٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٨٩٥)، وابن حبان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ٤٢١) كلّهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به نحوه.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 67 من أصل 361 باباً
- 42 باب ما جاء في الخوف والتقوى
- 43 باب أنّ رحمة اللَّه أوسع من عذابه
- 44 باب لا إكراه في الدين
- 45 باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [سورة الحجرات: ٩] فسماهم المؤمنين
- 46 باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 47 باب بيان معنى قول النبيّ ﷺ: «لا ترجعوا بعدي كفَّارًا»
- 48 باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء
- 49 باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة
- 50 باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله
- 51 باب من عمل خيرًا في الكفر ثم أسلم
- 52 باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح
- 53 باب أنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا
- 54 باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة
- 55 باب بيان الزّمن الذي لا يُقبل فيه الإيمان
- 56 باب المعاصي من أمر الجاهليّة، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إِلَّا بالشّرك
- 57 باب مثل المؤمن كشجرة تؤتي أكلها كل حين
- 58 باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا اللَّه، وإن كان أوجع في المسلمين
- 59 باب ما جاء من التحذير في تكفير المسلم
- 60 باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم
- 61 باب إطلاق اسم الكفر على العبد الآبق
- 62 باب ما جاء في تحريم الكهانة وإتيان الكهان
- 63 باب أخذ اللَّه الميثاق من عباده على ربوبيته
- 64 باب ما جاء في ردّ الوسوسة
- 65 باب أنّ الوسوسة من صريح الإيمان
- 66 باب ما ذكر في الذّات
- 67 باب ما جاء من الدّعوة إلى توحيد الإلهية
- 68 باب أن الإيمان باللَّه تعالى من أفضل الأعمال
- 69 باب أنّ الشّرك من أعظم الذّنوب
- 70 باب المبايعة على عدَم الإشراك باللَّه
- 71 باب وصية نوح ﵇ لابنه أن لا يشرك باللَّه
- 72 باب ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وهي توقيفية، أظهرها اللَّه لعباده للمعرفة والدّعاء والذّكر
- 73 باب أسماء اللَّه تعالى دالة على صفاته وأفعاله
- 74 باب قل هو اللَّه أحد صفة الرحمن
- 75 باب إثبات صفة الحياة للَّه تعالى
- 76 باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى
- 77 باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالى
- 78 باب إثبات العلو للَّه تعالى
- 79 باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
- 80 باب نزول الرّب ﷿ إلى السّماء الدّنيا
- 81 باب إثبات الصورة للَّه تعالى
- 82 باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى
- 83 باب إثبات العينين للَّه ﷿
- 84 باب إثبات السّمع والبصر للَّه ﷿
- 85 إثبات اليدين للَّه تعالى
- 86 باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
- 87 باب ما جاء في كفّ الرحمن ﷿
- 88 باب إثبات الإصابع للَّه تعالى
- 89 باب ما جاء أنّ يد اللَّه ملآى
- 90 باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
- 91 باب إثبات القدم للَّه ﷿
معلومات عن حديث: الدعوة إلى توحيد الإلهية
📜 حديث عن الدعوة إلى توحيد الإلهية
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الدعوة إلى توحيد الإلهية من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الدعوة إلى توحيد الإلهية
تحقق من درجة أحاديث الدعوة إلى توحيد الإلهية (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الدعوة إلى توحيد الإلهية
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الدعوة إلى توحيد الإلهية ومصادرها.
📚 أحاديث عن الدعوة إلى توحيد الإلهية
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الدعوة إلى توحيد الإلهية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب