حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من عمل خيرًا في الكفر ثم أسلم
صحيح: رواه النسائيّ (٤٩٩٨) من طريق الوليد (هو ابن مسلم)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٤) من طريق إسماعيل بن أبي أويس - كلاهما قالا: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره، ولفظهما سواء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم سنة نبيه ﷺ.
شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه، وصححه الألباني. وهو يبشر المسلم بأجر عظيم ويوضح جانباً من رحمة الله تعالى وعفوه عن الذنوب.
1. شرح المفردات:
* أسلم: دخل في دين الإسلام ونطق بالشهادتين.
* فحَسُن إسلامه: أي أكمله واتصف بصفاته الظاهرة والباطنة، فقام بواجباته واجتنب محرماته، أو أخلص نيته لله.
* أزلفها: قدمها أو عملها في الماضي (في حال كفره).
* مُحيت: مُسحت وأُبطلت وأُزيلت.
* القصاص: المجازاة، أي الجزاء على الأعمال بعد الإسلام.
* إلا أن يتجاوز الله عنها: إلا أن يعفو الله ويصفح عن السيئة فلا يؤاخذ بها.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ أن الإنسان إذا دخل في دين الإسلام ثم أتمَّ إسلامه وأحسن العمل به، فإن الله تعالى يكرمه بأمرين عظيمين:
* الأول: تكفير سيئات الكفر وما قبل الإسلام: فإن جميع السيئات والمعاصي التي ارتكبها في حال كفره تُمحى وتُغفر ولا يحاسبه الله عليها أبداً.
* الثاني: كتابة حسنات ما قبل الإسلام: وهو من أعظم الفضائل، حيث يكتب الله له أجر كل حسنة فعلها في جاهليته قبل إسلامه (مثل صلة رحم، أو إغاثة ملهوف، أو صدقة)، مع أنها لم تكن خالصة لله أو على الوجه المطلوب شرعاً حينها.
ثم بعد ذلك، تكون قاعدة الجزاء على أعماله بعد إسلامه كما جاء في القرآن الكريم:
* الحسنة: يضاعفها الله تعالى بعشر أمثالها على أقل تقدير، وقد تصل إلى سبعمائة ضعفٍ أو أكثر بحسب إخلاص العبد وإحسانه وكون العمل في وقت فاضل أو مكان فاضل.
* السيئة: يُجازى عليها بمثلها فقط دون مضاعفة، ولكن الله تعالى يتجاوز عن كثير منها ويغفرها بتوبة أو بحسنات ماحية أو بمشيئته ورحمته.
3. الدروس المستفادة منه:
* سعة رحمة الله وعفوه: يبيّن الحديث سعة رحمة الله ومغفرته، حيث لا يغفر الذنوب الماضية فحسب، بل ويُثيب على الحسنات التي أُدّيت قبل الهداية.
* الحث على إحسان الإسلام: الشرط في حصول هذه الكرامة هو "إحسان الإسلام"، وهو يستدعي الاستمرار في الطاعة والإخلاص والابتعاد عن المعاصي.
* البشارة للمسلم الجديد: فيه بشارة عظيمة لمن أسلم حديثاً، تطمئن قلبه وتُزيل هموم ما فات من ذنوب في الجاهلية، وتشجعه على المضي قدماً في عمل الصالحات.
* الحث على عمل الخير دائماً: حتى لو كان الإنسان غير مسلم، فإن عمل الخير قد يكون سبباً في هدايته، ويكتب له أجره إذا أسلم بعد ذلك.
* العدل الإلهي: حيث أن السيئة تُكتب بمثلها فقط، بينما الحسنة تضاعف أضعافاً كثيرة، وهذا من فضل الله تعالى على عباده.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الفضل (كتابة الحسنات السابقة) خاص بمن أسلم وحسن إسلامه، أما من أسلم ولكن لم يحسن إسلامه بارتكاب الكبائر أو الإصرار على الصغائر، فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
* المضاعفة إلى سبعمائة ضعف وردت في أعمال خاصة مثل الجهاد في سبيل الله والإنفاق فيه، كما قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} [البقرة: 261].
* هذا الحديث من الأدلة على أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئاً، بل هو العدل الذي يجازي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة، ويتفضل بعفوه ومغفرته.
نسأل الله تعالى أن يحسن إسلامنا، وأن يتجاوز عن سيئاتنا، ويضاعف لنا الحسنات.
تخريج الحديث
إِلَّا أن البيهقي قال: «أسنده مالك وأرسله ابنُ عيينة، ثم روى الحديث من طريقه مرسلًا».
قال الأعظمي: الحُكم لمن أسنده لما فيه من زيادة علم.
وذكره البخاريّ في الإيمان (٤١) معلقًا عن مالك، ولم يسنده في موضع آخر، إِلَّا أنه أسقط قوله: «كتب اللَّه له كل حسنة كان أزلفها» لأنَّه مشكل على القواعد؛ لأنَّ الكافر لا يثاب على العمل الصالح الصَّادر منه في كفره وشركه، لأنّ من شرط المتقرب أن يكون عارفًا لمن يتقرّب إليه، والكافر ليس كذلك ذكره المازريّ وغيره، وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال وردَّه النوويُّ فقال: الصواب الذي عليه المحقِّقون -بل نقل بعضُهم فيه الإجماع- أنّ الكافر إذا فعل أفعالًا جميلة كالصّدقة، وصلة الرّحم، ثم أسلم ومات على الإسلام أنّ ثواب ذلك يكتب له. . . . ».
انتهى كلامه ملخصًا.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٩٩) احتمالات أخرى ومن أقواها قوله: «والحقّ أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من اللَّه وإحسانًا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولًا، والحديث إنما تضمّن كتابة الثواب ولم يتعرّض للقبول، ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقًا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلَّا فلا». انتهى.
قال الأعظمي: وعليه يدل حديث حكيم بن حزام قبله.
وقوله: «وأزلفها» أي أسلف وقدّم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 122 سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
- 123 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا
- 124 أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله...
- 125 يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها
- 126 أنا عند ظن عبدي بي
- 127 إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة
- 128 وما يدريك أن الله أكرمه
- 129 أحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف
- 130 لم يعمل حسنة قط فحرقوه ثم اذروه في البر والبحر
- 131 جمعه اللَّه فقال لم فعلت قال خشيتُك فغفر له
- 132 المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن...
- 133 أسلم وإن كنت كارهًا
- 134 معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 135 معنى وقتاله كفر
- 136 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 137 ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 138 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي
- 139 ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم...
- 140 أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 141 الطّعن في النَّسب والنّياحة على الميّت
- 142 ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام
- 143 إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
- 144 من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
- 145 أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن...
- 146 أسلمت على ما سلف من خير
- 147 كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل...
- 148 ابن جدعان كان يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ينفعه؟
- 149 إن أباك أراد أمرًا فأدركه
- 150 بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء
- 151 الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ
- 152 يأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها
- 153 فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس
- 154 طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير
- 155 إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء
- 156 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 157 طلوع الشمس من مغربها
- 158 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
- 159 الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش
- 160 إخوانكم خوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 161 إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن
- 162 أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- 163 هي النخلة مثل المسلم لا يسقط ورقها
- 164 لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 165 أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟
- 166 كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟
- 167 من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
- 168 إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما
- 169 رمي المؤمن بالكفر كقتله
- 170 لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه
- 171 أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا...
معلومات عن حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
📜 حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








