حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من عمل خيرًا في الكفر ثم أسلم

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أسلم العبد فحسُن إسلامه، كتب اللَّه له كلَّ حسنة كان أزلفها، ومحيتْ عنه كلّ سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إِلَّا أن يتجاوز اللَّه عز وجل عنها».

صحيح: رواه النسائيّ (٤٩٩٨) من طريق الوليد (هو ابن مسلم)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٤) من طريق إسماعيل بن أبي أويس - كلاهما قالا: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره، ولفظهما سواء.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أسلم العبد فحسُن إسلامه، كتب اللَّه له كلَّ حسنة كان أزلفها، ومحيتْ عنه كلّ سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إِلَّا أن يتجاوز اللَّه ﷿ عنها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم سنة نبيه ﷺ.
شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه، وصححه الألباني. وهو يبشر المسلم بأجر عظيم ويوضح جانباً من رحمة الله تعالى وعفوه عن الذنوب.
1. شرح المفردات:
* أسلم: دخل في دين الإسلام ونطق بالشهادتين.
* فحَسُن إسلامه: أي أكمله واتصف بصفاته الظاهرة والباطنة، فقام بواجباته واجتنب محرماته، أو أخلص نيته لله.
* أزلفها: قدمها أو عملها في الماضي (في حال كفره).
* مُحيت: مُسحت وأُبطلت وأُزيلت.
* القصاص: المجازاة، أي الجزاء على الأعمال بعد الإسلام.
* إلا أن يتجاوز الله عنها: إلا أن يعفو الله ويصفح عن السيئة فلا يؤاخذ بها.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ أن الإنسان إذا دخل في دين الإسلام ثم أتمَّ إسلامه وأحسن العمل به، فإن الله تعالى يكرمه بأمرين عظيمين:
* الأول: تكفير سيئات الكفر وما قبل الإسلام: فإن جميع السيئات والمعاصي التي ارتكبها في حال كفره تُمحى وتُغفر ولا يحاسبه الله عليها أبداً.
* الثاني: كتابة حسنات ما قبل الإسلام: وهو من أعظم الفضائل، حيث يكتب الله له أجر كل حسنة فعلها في جاهليته قبل إسلامه (مثل صلة رحم، أو إغاثة ملهوف، أو صدقة)، مع أنها لم تكن خالصة لله أو على الوجه المطلوب شرعاً حينها.
ثم بعد ذلك، تكون قاعدة الجزاء على أعماله بعد إسلامه كما جاء في القرآن الكريم:
* الحسنة: يضاعفها الله تعالى بعشر أمثالها على أقل تقدير، وقد تصل إلى سبعمائة ضعفٍ أو أكثر بحسب إخلاص العبد وإحسانه وكون العمل في وقت فاضل أو مكان فاضل.
* السيئة: يُجازى عليها بمثلها فقط دون مضاعفة، ولكن الله تعالى يتجاوز عن كثير منها ويغفرها بتوبة أو بحسنات ماحية أو بمشيئته ورحمته.
3. الدروس المستفادة منه:
* سعة رحمة الله وعفوه: يبيّن الحديث سعة رحمة الله ومغفرته، حيث لا يغفر الذنوب الماضية فحسب، بل ويُثيب على الحسنات التي أُدّيت قبل الهداية.
* الحث على إحسان الإسلام: الشرط في حصول هذه الكرامة هو "إحسان الإسلام"، وهو يستدعي الاستمرار في الطاعة والإخلاص والابتعاد عن المعاصي.
* البشارة للمسلم الجديد: فيه بشارة عظيمة لمن أسلم حديثاً، تطمئن قلبه وتُزيل هموم ما فات من ذنوب في الجاهلية، وتشجعه على المضي قدماً في عمل الصالحات.
* الحث على عمل الخير دائماً: حتى لو كان الإنسان غير مسلم، فإن عمل الخير قد يكون سبباً في هدايته، ويكتب له أجره إذا أسلم بعد ذلك.
* العدل الإلهي: حيث أن السيئة تُكتب بمثلها فقط، بينما الحسنة تضاعف أضعافاً كثيرة، وهذا من فضل الله تعالى على عباده.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الفضل (كتابة الحسنات السابقة) خاص بمن أسلم وحسن إسلامه، أما من أسلم ولكن لم يحسن إسلامه بارتكاب الكبائر أو الإصرار على الصغائر، فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
* المضاعفة إلى سبعمائة ضعف وردت في أعمال خاصة مثل الجهاد في سبيل الله والإنفاق فيه، كما قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} [البقرة: 261].
* هذا الحديث من الأدلة على أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئاً، بل هو العدل الذي يجازي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة، ويتفضل بعفوه ومغفرته.
نسأل الله تعالى أن يحسن إسلامنا، وأن يتجاوز عن سيئاتنا، ويضاعف لنا الحسنات.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤٩٩٨) من طريق الوليد (هو ابن مسلم)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٤) من طريق إسماعيل بن أبي أويس - كلاهما قالا: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره، ولفظهما سواء.
إِلَّا أن البيهقي قال: «أسنده مالك وأرسله ابنُ عيينة، ثم روى الحديث من طريقه مرسلًا».
قال الأعظمي: الحُكم لمن أسنده لما فيه من زيادة علم.
وذكره البخاريّ في الإيمان (٤١) معلقًا عن مالك، ولم يسنده في موضع آخر، إِلَّا أنه أسقط قوله: «كتب اللَّه له كل حسنة كان أزلفها» لأنَّه مشكل على القواعد؛ لأنَّ الكافر لا يثاب على العمل الصالح الصَّادر منه في كفره وشركه، لأنّ من شرط المتقرب أن يكون عارفًا لمن يتقرّب إليه، والكافر ليس كذلك ذكره المازريّ وغيره، وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال وردَّه النوويُّ فقال: الصواب الذي عليه المحقِّقون -بل نقل بعضُهم فيه الإجماع- أنّ الكافر إذا فعل أفعالًا جميلة كالصّدقة، وصلة الرّحم، ثم أسلم ومات على الإسلام أنّ ثواب ذلك يكتب له. . . . ».
انتهى كلامه ملخصًا.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٩٩) احتمالات أخرى ومن أقواها قوله: «والحقّ أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من اللَّه وإحسانًا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولًا، والحديث إنما تضمّن كتابة الثواب ولم يتعرّض للقبول، ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقًا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلَّا فلا». انتهى.
قال الأعظمي: وعليه يدل حديث حكيم بن حزام قبله.
وقوله: «وأزلفها» أي أسلف وقدّم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

  • 📜 حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب