غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني

حصن المسلم | دعاء الخروج من الخلاء | غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني

غُفْرَانَكَ (1). [الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني (2)]

Ghufranak ‘I ask You (Allah) for forgiveness.


(1) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي فأخرجه في عمل اليوم والليلة، برقم 79، أبو داود، برقم 30، والترمذي، برقم 7، وابن ماجه، برقم 300، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 19.
(2) الجامع الصغير للسيوطي: 6631

شرح معنى غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

54- عَنْ عَائِشَةُ رضي الله عنها (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الغَائِطِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ».
وهذا لفظ أبي داود (2) .
55- ولفظ الترمذي: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ، قَالَ: «غُفْرَانَكَ» (3) .
56- ولفظ النسائي: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا قَالَ: «غُفْرَانَكَ» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «غفرانك» أي: أسألك غفرانك الذي يترتب عليه ستر الذنب، والتجاوز عنه، وقال الإمام النووي : «أي: أسألك غفرانك، أو اغفرْ غفرانك، والغفران: مصدر بمعنى المغفرة، وأصله السّتر، والمراد بغفران الذنب: إزالته وإسقاطه، قال الخطابي وغيره: في سبب قوله صلى الله عليه وسلم هذا الذكر في هذا الموطن قولان: أحدهما: إنه استغفر من ترك ذكر اللَّه تعالى حال لبثه على الخلاء، وكان لا يهجر ذكر اللَّه تعالى إلا عند الحاجة ونحوها.
والثاني: إنه استغفر خوفًا من تقصيره في شكر نعمة اللَّه التي أنعمها عليه، فأطعمه، ثم هضمه، ثم سهّل خروجه، فرأى شكره قاصرًا عن بلوغ حق هذه النِّعم، فاستغفر
» (5) .
2- قوله: «كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء»: أي إذا خرج من قضاء حاجته في الخلاء المستتر، «وَلَفْظَةُ (خَرَجَ) تُشْعِرُ بِالْخُرُوجِ مِنْ الْمَكَانِ كَمَا سَلَفَ فِي لَفْظِ دَخَلَ, وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَعَمُّ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي الصَّحْرَاءِ» (6) .
3- قوله: «الغائط: الغائط المطمئن من الأرض ثم صار عبارة عن الخارج المعروف من دبر الآدمي (7) .

ما يستفاد من الحديث:

1- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من تمام تعلق قلبه بذكر اللَّه ومحبته وطلب مغفرته.
2- تنزيه اللَّه عز وجل من أن يذكر في مثل هذه الأماكن ولو بردِّ السلام (8) .
3- إثبات صفة «المغفرة» للَّه تعالى، وأن المغفرة هي على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى .
4- يسن لمن أراد قضاء حاجته أن يدخل باليسرى ويخرج باليمنى عكس المسجد ولبس النعل وغيره.
5- مناسبة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «غفرانك» هي أن الإنسان لما تخفف من أذية الجسم، تذكر أذية الإثم، فدعا اللَّه أن يخفف عنه أذية الإثم, كما منَّ عليه بتخفيف أذية الجسم، أما من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل المغفرة لانقطاعه عن الذكر ففيه نظر؛ لأنه انقطع عن الذكر بأمر اللَّه ولذلك فإن الحائض لا تصلي ولا تصوم ولا يسن لها الاستغفار بتركها الصوم والصلاة (9) .
6- قال العلامة الشوكاني : «مَعْنَى الِاسْتِغْفَارِ: قِيلَ: وَاسْتِغْفَارُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَرْكِهِ لِذِكْرِ اللَّهِ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ; لِأَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ, فَجَعَلَ تَرْكَهُ لِذِكْرِ اللَّهِ فِي تِلْكَ الْحَالِ تَقْصِيرًا, وَعَدَّهُ عَلَى نَفْسِهِ ذَنْبًا, فَتَدَارَكَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ التَّوْبَةُ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي شُكْرِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ, فَأَطْعَمَهُ ثُمَّ هَضَمَهُ, ثُمَّ سَهَّلَ خُرُوجَ الْأَذَى مِنْهُ, فَرَأَى شُكْرَهُ قَاصِرًا عَنْ بُلُوغِ حَقِّ هَذِهِ النِّعْمَةِ, فَفَزِعَ إلَى الِاسْتِغْفَارِ مِنْهُ, وَهَذَا أَنْسَبُ» (10) .
7- حديث: «الْحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي» (11) حديث ضعيف سندًا، ومعناه صحيح، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير قوله: «غفرانك» بعد قضاء الحاجة.
8- يكره إطالة المكث بعد قضاء الحاجة لسببين: أ – أن في ذلك كشفًا للعورة بلا حاجة.
ب – أن المراحيض مأوى للشياطين والنفوس الخبيثة (12) .

1 عائشة بنت الصديق رضي الله عنها: أم المؤمنين، وأفقه نساء الأمة، هاجرت مع أبويها وهي صغيرة، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بعامين بعد وفاة خديجةودخل بها في شوال بعد منصرفه من غزوة أحد سنة اثنتين للهجرة، وهي ابنة تسع، مناقبها كثيرة جدًّا. منها أنها كانت أحب الناس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة ذات السلاسل، برقم 4358، وأن جبريل أقرأها السلام البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها، برقم 3768، ونزلت من أجلها آية التيمم البخاري، كتاب التيمم، باب حدثنا عبد اللَّه بن يوسف، برقم 334، وأن اللَّه برأها من الإفك في القرآن البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً...﴾، برقم 4750، ومات النبي صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم 4451، والمراد أن النبي مات ورأسه بين حنكها وصدرها، ماتت بالمدينة سنة 57 هـ وصلى عليها أبو هريرة. انظر: سير أعلام النبلاء ترجمة، 2/ 135 (19)
2 أبو داود، برقم 30، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 19
3 الترمذي، برقم 7، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 19
4 النسائي، في السنن الكبرى، برقم 9907، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 19
5 الإيجاز في شرح سنن أبي داود للنووي، ص 167.
6 نيل الأوطار للشوكاني، 1/ 249
7 انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 154
8 مسلم (821)، لقول ابن عمر ب: أن رجلًا مر، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبول، فسلم، فلم يرد عليه
9 انظر: الشرح الممتع على زاد المستقنع لابن عثيمين 1/ 116.
10 نيل الأوطار، للعلامة الشوكاني، 1/ 249
11 أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، برقم 9825، وابن ماجه، أبواب الطهارة وسننها، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، برقم 301، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم 374، وفي ضعيف الجامع، برقم 4378
12 انظر: الشرح الممتع، 1/ 117


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب