يدعو لنفسه بين الأذان والإقامة؛ فإن الدعاء حينئذ لا يرد

حصن المسلم | أذكار الأذان | يدعو لنفسه بين الأذان والإقامة؛ فإن الدعاء حينئذ لا يرد

يَدْعُو لِنَفْسِهِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ حِينَئِذٍ لَا يُرَدُّ(1).

One should also supplicate for himself during the time between the athan and the iqamah as supplication at such time is not rejected.


(1) الترمذي، برقم 3594، ورقم 3595، وأبو داود، برقم 525، وأحمد، برقم 12200، وانظر: إرواء الغليل، 1/262 .

شرح معنى يدعو لنفسه بين الأذان والإقامة؛ فإن الدعاء حينئذ لا يرد

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

102- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ»، هذا لفظ الترمذي، والإمام أحمد (1) .
103- وفي لفظ آخر للترمذي: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ»، قَالُوا: فَمَاذَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «سَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «يدعو لنفسه»: قال العلامة ابن القيم : « يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَيَسْأَلَ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ» (3) .
2- قوله: «بين الأذان والإقامة»: قال العيني : «الأذان إعلام الغائبين؛ ولهذا لا يكون إلا على المواضع العالية، كالمنائر ونحوها، والإقامة إعلام الحاضرين من الجماعة للصلاة» (4) .
3- قوله: «الدعاء» أي: مطلق الدعاء، ما لم يكن فيه إثم، ولا تعدٍ، ولا قطيعة رحم، قال الفيومي : «دَعَوْتُ اللَّهَ أَدْعُوهُ دُعَاءً: ابْتَهَلْتُ إلَيْهِ بِالسُّؤَالِ، وَرَغِبْتُ فِيمَا عِنْدَهُ مِنْ الْخَيْرِ... وَدَعَا الْمُؤَذِّنُ النَّاسَ إلَى الصَّلَاةِ، فَهُوَ دَاعِي اللَّهِ... وَالنَّبِيُّ دَاعِي الْخَلْقِ إلَى التَّوْحِيدِ» (5) .
4- قوله: «لا يرد» أي: إذا تحققت فيه أسباب الإجابة وانتفت الموانع، قال الطيبي : «لا يرد بينهما لشرف ذلك الوقت، وإذا كان الوقت أشرف كان ثواب العبادة فيه أكثر» (6) .
5- قوله: «سَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»: قال النووي : «الْأَمْرِ بِسُؤَالِ الْعَافِيَةِ، وَهِيَ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْعَامَّةِ الْمُتَنَاوِلَةِ لِدَفْعِ جَمِيعِ الْمَكْرُوهَاتِ: فِي الْبَدَنِ، وَالْبَاطِنِ فِي الدِّينِ، وَالدُّنْيَا، وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ الْعَامَّةَ لِي، وَلِأَحِبَّائِي، وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ» (7) .

ما يستفاد من الحديث:

1- أهمية الدعاء، وأنه من أفضل العبادات؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» (8) .
2- استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء لقوله: «كل دعاء محجوب حتى يُصلَّى على النبي» (9) .
3- على المسلم أن يتحرى أوقات الإجابة ومنها بين الأذان والإقامة.
4- التبكير إلى المسجد لصلاة الجماعة، حتى يتسنى له الدعاء بخشوع وتضرع وتذلل؛ لأن الدعاء بمنزلة السلاح بيد صاحبه.
والسلاح بضاربه.
5- من أوقات الإجابة التي غفل عنها كثير من الناس غير ما مضى: 1 – الثلث الأخير من الليل (10) .
2 – الساعة التي في يوم الجمعة (11) .
3 – الدعاء في السجود (12) .
4 – عند الخروج للجهاد في سبيل اللَّه واشتداد البأس (13) .
6- شروط إجابة الدعاء: 1 – الإخلاص: لقوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ سورة غافر، الآية: 14 .
2 – أن يكون الدعاء لا عدوان فيه.
لقوله: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ سورة الأعراف، الآية: 55 .
3 – أن تدعو وأنت موقن بالإجابة وليس على سبيل التجربة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ادعوا اللَّه وأنتم موقنون بالإجابة» (14) .
4 – اجتناب الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه طيب لا يقبل إلا طيبًا...» (15) .
5 – ألا يستعجل في الإجابة، ولا ييأس من ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل» (16) .
7- الدعاء على قسمين: أ – دعاء عبادة: وهي طلب رضا اللَّه في فعله من الطاعات: كالصلاة والصيام والحج، وغير ذلك من العبادات؛ لأنه لم يعمل هذه الطاعات إلا طلباً للثواب من اللَّه تعالى.
ب – دعاء مسألة: وهو سؤال العبد لربه أمورًا يسعى إليها كالرزق والمغفرة والرحمة، وغير ذلك.
8- الدعاء في القرآن يأتي على معانٍ (17) : 1 – التوحيد لقوله: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ سورة الجن، الآية: 18 .
2 – العبادة لقوله: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ﴾ سورة يونس، الآية: 106 .
3 – الاستغاثة لقوله: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ سورة البقرة، الآية: 23 .
4 – السؤال والطلب لقوله: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ سورة غافر، الآية: 60 .
5 – النداء لقوله: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ﴾ سورة الإسراء، الآية: 52 .
6 – الثناء لقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ سورة الإسراء، الآية: 110 .
7 – القول لقوله: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ...﴾ سورة يونس، الآية: 10 .

1 الترمذي، برقم 3594، واحمد، برقم 12200، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 212
2 الترمذي، برقم 3593، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2843
3 زاد المعاد في هدي خير العباد، 2/ 358
4 عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 8/ 70
5 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 194، مادة (دعو)
6 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن (3/ 915)
7 شرح النووي على صحيح سلم، 12/ 46
8 الترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل الدعاء، برقم 3372، وصححه الألباني، أما حديث «الدعاء مخ العبادة» فهو حديث ضعيف وانظر المشكاة (2231).
9 أخرجه الطبراني في الأوسط، 1/220، برقم 721، موقوفاً ، والبيهقي في شعب الإيمان، 2/216، برقم 1575 ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/160: «رجاله ثقات»، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 5/ 34، برقم 2035: «وخلاصة القول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق، والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن».
10 البخاري، أبواب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، برقم 1145
11 البخاري، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة، برقم 935
12 مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم 479
13 أخرجه ابن حبان، 5/5، برقم 1720، والطبراني في الكبير، 6/159، برقم 5847، وابن أبي شيبة، 6/30، برقم 29242، وعبد الرزاق، 1/495، برقم 1910، والبيهقي، 1/411، برقم 6، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3587.
14 أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا عبد اللَّه بن معاوية، برقم 3479، والحاكم، 1/670، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 245
15 مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب، برقم 1015
16 مسلم، كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ بَيَانِ أَنَّهُ يُسْتَجَابُ لِلدَّاعِي مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، برقم 2734
17 انظر بهجة الناظرين في شرح رياض الصالحين للهلالي، 2/ 482

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب