He (Peace Be Upon Him) said: ‘The nearest the Lord comes to His servant is in the middle of the night, so if you are able to be of those who remember Allah at that time, then be so.
1- قوله: «أقرب ما يَكُونُ الْعَبْدُ من الرب»: قال النووي : «مَعْنَاهُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ وَفَضْلِهِ» (4). 2- قوله: « في جوف الليل الآخر»: أي: الثلث الأخير منه، قال ابن الأثير : «جوف اللَّيْلِ الآخِرُ» أَيْ: ثُلثُه الآخِرُ، وَهُوَ الجُزء الخامِس مِنْ أَسْدَاسِ اللَّيْلِ» (5)، وقال الطيبي : «جوف الليل: على أن ينصف الليل، ويجعل لكل نصف جوف، والقرب يحصل في جوف النصف الثاني، وابتداؤه يكون من الثلث الأخير، وهو وقت القيام للتهجد» (6). 3- قوله: «فإن استطعت أن تكون»: قال الطيبي : «إشارة إلى تعظيم شأن الأمر، وتفخيمه، وفوز من يستسعد به» (6)، وقال القاري : «فَإِنِ اسْتَطَعْتَ: أَيْ: قَدَرْتَ، وَوُفِّقْتَ» (7). 4- قوله: «ممن يذكر اللَّه»: أي: بالصلاة لاشتمالها على ذلك وزيادة، قال الطيبي : «أن تكون ممن يذكر اللَّه، أي: تنخرط في زمرة الذاكرين للَّه، ويكون ذلك مساهمة فيهم، وهو أبلغ من أنه لو قيل: إن استطعت أن تكون ذاكراً» (6)، قال العيني: « ... وقد يطلق ذكر اللَّه، ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه اللَّه تعالى، أو ندب إليه، كقراءة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم، والتنفل بالصلاة،...والألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد، والذكر بالقلب: التفكر في أدلة الذات والصفات، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطّلع على أحكامها، وفي أسرار مخلوقات اللَّه تعالى، والذكر بالجوارح: هو أن تصير مستغرقة في الطاعات» (8). 5- قوله: «في تلك الساعة» قال العلامة ابن رجب ب: «يعني: جوف الليل» (9)، وقال المناوي : «فِي تِلْكَ السَّاعَة فَكُن: هَذَا أبلغ مِمَّا لَو قيل: إِن اسْتَطَعْت أَن تكون ذَاكِرًا فَكُن؛ لأنّ الأولى فِيهَا صفة عُمُوم شَامِل للأنبياء والأولياء، فَيكون دَاخِلا فيهم» (10). 6- قوله: «ساعة أقرب من الأخرى»: قال ابن رجب : «هل من ساعة أقرب من الله؟» (11). 7- قوله: «يتقى ذكرها»: قال ابن عبد البر : هذا النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند استوائها، وعند غروبها» (12). 8- قوله: «الصلاة مشهودة محضورة»: قال ابن الأثير : «أي: تشهدها الملائكة، وتكتب أجرها للمصلي» (13)، وقال في موضع آخر: «مشهودة: تشهدها الملائكة ويحضرونها» (14)، وقال النووي : «أَيْ: تَحْضُرهَا الْمَلَائِكَة فَهِيَ أَقْرَب إِلَى الْقَبُول وَحُصُول الرَّحْمَة» (15). 9- قوله: «تطلع بين قرني الشيطان» قال الطيبي : «قيل: المراد بـ«قرني الشيطان»: حزبه وأتباعه، وقيل: قوته وغلبته، وانتشار الفساد، وقيل: القرنان ناحيتا الرأس، وهذا هو الأقوى، يعني أنه يدني رأسه إلي الشمس في هذه الأوقات؛ ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة» (16).
ما يستفاد من الحديث:
1- الترغيب في مناجاة العبد لربه بالصلاة، والذكر، والاستغفار في هذه الأوقات الشريفة؛ لأن اللَّه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (17)، ونزوله عز وجل نزول حقيقي يليق به ليس كنزول أحد من المخلوقين ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(18). 2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إرشاد أمته لنيل أعلى الدرجات في الجنة، والتي لا تنال إلا بمجاهدة: النفس، والدنيا، والشيطان، والهوى، وكله بتوفيق اللَّه تعالى.
1
عمرو بن عبسة رضي الله عنه السلمي، يكنى أبا نجيح، أسلم قديماً في أول الإسلام، وقال: فلقد رأيتني وأنا ربع الإسلام، ولحق بقومه، وهاجر بعد خيبر إلى المدينة وقبل الفتح، فشهدها، يعد في الشاميين فقد سكن في الشام، ويقال إنه مات بحمص، على الأرجح مات في أواخر خلافة عثمان. انظر: الاستيعاب، 3/ 1192، وسير أعلام النبلاء، 2/ 456، ترجمة رقم (88)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، 4/ 658.
2
الترمذي، برقم 3579، صححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/183، وصحيح أبي داود، 5/ 22
3
النسائي، برقم 572، صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 1173
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .