Bismil-lah, tawakkaltu AAalal-lah, wala hawla wala quwwata illa billah. ‘In the name of Allah, I place my trust in Allah, and there is no might nor power except with Allah.
(1) أبو داود، 4/ 325، برقم 5095، والترمذي، 5/ 490، برقم 3426، وانظر: صحيح الترمذي 3/151.
شرح معنى بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
66- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ، وَكُفِيَ، وَوُقِيَ؟»، هذا لفظ أبي داود (1) . 67- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ كَانَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلانِ بِهِ، فَإِذَا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، قَالاَ: هُدِيتَ، فَإِذَا قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، قَالاَ: وُقِيتَ، فَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالاَ: كُفِيتَ، فَتَلَقَّاهُ قَرِينَاهُ فَيَقُولانِ: مَا نُرِيدُ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هُدِي، وَوُقِيَ، وَكُفِيَ» (2) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «بسم اللَّه»: «أي: خرجتُ، أو أستعينُ به، وبذكره في حكمه، وأمره، وقضائه، وقدره» (3) . 2- قوله: «توكلت على اللَّه»، أي اعتمدت عليه في جميع أموري» (4) ، أي: «توكلت على اللَّه» أي: اعتمدت عليه وحده بالقلب مع تفويض الأمر إليه، وعملت بالأسباب المشروعة، وقال النووي : «التوكل: الاعتماد، يقال توكلت على اللَّه تعالى، أو على فلان توكلاً، أي: اعتمدت عليه، ...وهذا الأمر موكول إلى فلان، ووكلت الأمر إليه وكلاً، ووكولاً: إذا فوَّضته إليه، وجعلته نائباً» (5) . 3- قوله: «ولا حول ولا قوة إلا باللَّه» أي: لا حول لي في جلب منفعة ولا قوة لي في دفع مضرة إلا باللَّه وهي كلمة إسلام واستسلام، وقال العلامة ابن رجب : «لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولاقوة له على ذلك إلا باللَّه ... فالعبد محتاج إلى الاستعانة باللَّه ... فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه» (6) . 4- قوله: «إذا خرج من بيته»: أي: إذا بدأ بالخروج من الباب، قال الخطابي : «إذا خرج من بيته غادياً في بعض حاجته» (7) . 5- قوله: «يقال»: يجوز أن يكون القائل هو اللَّه ويجوز أن يكون ملك من الملائكة (8) . 6- قوله: «كفيت» أي: من كل مكروه وسوء، قال الفيومي : «كَفَى الشيءُ، يَكْفي كِفَايَةً، فهو كَافٍ، إذا حصل به الاستغناء عن غيره، واكتَفَيتُ بالشيء: استغنيت به، أو قنعت به» (9) . 7- قوله: «ووقيت» أي: من شر الشياطين الإنسية والجنية، قال ابن علان : «ووقيت: أي: حفظت من شرّ كل عدوّ، وبواسطة صدقك في تفويض جميع الأمر لبارئه، وسلبك الحول والقوّة عن كل أحد، وإثباتهما له تعالى» (10) . 8- قوله: «هديت» أي: إلى الطريق الموصلة إلى محبة اللَّه، قال الطيبي : «إذا استعان العبد باللَّه، وباسمه المبارك، فإن اللَّه تعالى يهديه، ويرشده، ويعينه في الأمور الدينية والدنياوية» (11) . 9- قوله: «تنحى» أي: ابتعد عنه، فلا سلطان له عليه، قال ابن منظور : «نَحَّاه فتَنَحَّى: أَزاله...نَحَتْهُ، عَنْ يَدَيْهِ...أَي: باعَدَتْه، ونَحَّيْته عَنْ مَوْضِعِهِ تَنْحِيَةً فتَنَحَّى» (12) . 10- قوله: «ملكان موكلان»: الملكان وكلا بالآدمي عند كمال شخصه بمقاربة البلوغ، أحدهما: وهو ذو اليمين يهديه، والآخر يقويه على رد جند باعث الشهوة (13) .
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان أن من أسماء اللَّه الوكيل ومعناه الحافظ الذي توكل بالقيام بأمر الخلق جميعًا. 2- التوكل على اللَّه لا ينافي الأخذ بالأسباب التي أباحها اللَّه لخلقه. 3- الحول والطول والقوة والرعاية والعناية أمور لا يملكها إلا رب البرايا. 4- كفالة اللَّه وحفظه لمن فوَّض الأمر إليه ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾سورة الزمر، الآية: 36 . 5- الشيطان لا يقوى على إغواء عبد استعصم باللَّه والتجأ إليه ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾سورة النساء، الآية: 76 . 6- التوكل على اللَّه هو الاعتماد عليه والتفويض إليه مع الأخذ بالأسباب، وهو من أعمال القلوب وليس من أعمال الجوارح ولا يجوز أن يصرف لغير اللَّه بل يخلص فيه لله وحده وهو شرط الإيمان لقوله: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾سورة المائدة، الآية: 23 . 7- التوكل على اللَّه هو أجمع أنواع العبادة وأعلى مقامات التوحيد، فمن صحّ توكله وإخلاصه ومتابعته للرسول صلى الله عليه وسلم كفاه اللَّه كل الهموم، وكل شر؛ لقول اللَّه عز وجل : ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾سورة الطلاق، الآية: 3 . 8- فضل هذا الذكر، وأن من قاله عند خروجه من منزله: كفاه اللَّه، وهداه، ووقاه.
1
أبو داود، برقم 5095، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 18
2
الطبراني في الدعاء، 146، برقم 409. وأشار الألباني إلى صحته في السلسلة الصحيحة، برقم 3163
3
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لملا علي القاري، 8/ 331
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .