بسم الله وعلى سنة رسول الله

حصن المسلم | الدعاء عند إدخال الميت القبر | بسم الله وعلى سنة رسول الله

بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (1).

Bismil-lahi waAAala sunnati rasoolil-lah.
‘In the name of Allah and upon the sunnah of the Messenger of Allah.


(1) أبو داود، 3/ 314، برقم 3215، بسند صحيح، وأحمد، برقم 5234، ورقم 4812 بلفظ: (بسم اللَّه، وعلى ملّة رسول اللَّه)، وسنده صحيح.

شرح معنى بسم الله وعلى سنة رسول الله

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

554- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِىّي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي الْقَبْرِ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ»(1) ، هذا لفظ أبي داود.
555- ولفظ ابن حبان: عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي الْقَبْرِ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ»(2) .
556- ولفظ الترمذي، وأحمد: عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ - وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ مَرَّةً إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ، قَالَ مَرَّةً: «بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ»(3) .
557- ولفظ الحاكم: «إذا وضعتم موتاكم في قبورهم، فقولوا: بسم اللَّه، وعلى ملة رسول اللّه»(4) .
558- وفي لفظ الحاكم عن البياضي، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا وضع الميت في قبره فليقل الذين يضعونه حين يوضع في اللحد: باسم اللَّه، وباللَّه، وعلى ملة رسول اللَّه»(4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «بسم اللَّه» أي: أبدأ دفن هذا الميت، مستعينًا باللَّه، راجيًا منه التوفيق والقبول.
قال العلامة السعدي رحمه الله: «بِسْمِ اللَّهِ» أي: أبتدئ بكل اسم للَّه تعالى؛ لأن لفظ «اسم» مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء الحسنى، «اللَّهِ» هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية، وهي صفات الكمال»(5) .
2- قوله: «وعلى سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» أي: وعلى طريقه ودينه الإسلام، والذي هو عبادة اللَّه بما شرع، ونبذ الشرك والبدع»(6) .
3- قوله: «إذا وضع الميت في القبر»: قال الشيخ العباد: «أي: أنه عندما يوضع في لحده؛ فإن من يضعه يقول: «باسم اللَّه، وعلى سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم»(7) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الذكر عند إدخال المسلم الميت القبر فيقول: «بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»(1) .
أو «بسم اللَّه وباللَّه وعلى ملة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم»(8) .
أو «بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ»(9) .
2- يدخل الميت من عند رجلي القبر، يدخل رأسه سلًّا في القبر وهذا هو الأفضل لما ثبت من حديث عبد اللَّه بن زيد رضي الله عنه(10) .
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه، حدثنا عبد الأعلى، عن خالد، عن ابن سيرين، قال: «كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فِي جِنَازَةٍ فَأَمَرَ بِالْمَيِّتِ فَسُلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ»(11) .
3- وعن جابر رضي الله عنه، عن ابن عمر ب: «أنه أدخل ميتا من قبل رجليه»(12) .
4- وعن رافع، قال: «سَل رسولُ اللَّهِ سعداً، ورشّ على قبره ماء»(13) .
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يدخل الميت من قبل رجليه، ويُسل سَلاً»(14) .
6- وعن أبي سعيد رضي الله عنه: «أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذ من قبل القبلة، واستقبل استقبالاً»(15) .
7- وعن عمير بن سعيد: «أن علياً كبّر على يزيد بن المكفف أربعاً، وأدخله من قبل القبلة»(16) ، وأخرج أيضاً عن ابن الحنفية: «أنه ولي ابن عباس، فكبر عليه أربعاً، وأدخله من قبل القبلة»(17) .
8- وسمعت شيخنا ابن باز : يُبيِّن أن السنة في إدخال الميت القبر أنه يسل من قبل رجلي القبر، وقال: «هذا أحسن ما ورد في ذلك، ورُوي في ذلك نوعان آخران: أحدهما: سلّه من جهة القبلة، والثاني: سلّه من جهة رأس القبر، والأمر في هذا واسع، ولكن أحسن ما ورد ما رواه عبد اللَّه بن زيد؛ لأن قوله من السنة في حكم المرفوع عند أهل العلم»(18) .
وتقدم حديث عبد اللَّه بن زيد، وفيه أنه صلى على الحارث، ثم أدخله القبر من قِبَل رجل القبر، وقال: «هذا من السنة»(19) .
9- الفرق بين اللحد والشق: أما اللحد فهو أن يحفر في قاع القبر حفرة من جهة القبلة ليوضع فيها وسمي لحدًا؛ لأنه مائل من جانب القبر والشق أن يحفر للميت في وسط المقبرة حفرة واللحد أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللحد لنا والشق لغيرنا»(20) ولكن إذا احتيج إلى الشق لعلة أن الأرض رملية أو لغيرها فلا بأس(21) .
10- قال الإمام النووي رحمه الله: «يُقَال: لَحَدَ يَلْحَد كَذَهَبَ يَذْهَب، وَأَلْحَدَ يَلْحَد، إِذَا حَفَرَ اللَّحْد، وَاللَّحْد - بِفَتْحِ اللَّام وَضَمّهَا – مَعْرُوف، وَهُوَ الشَّقّ تَحْت الْجَانِب الْقِبْلِيّ مِنْ الْقَبْر .
وَفِيهِ دَلِيل لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ وَالْأَكْثَرِينَ فِي أَنَّ الدَّفْن فِي اللَّحْد أَفْضَل مِنْ الشَّقّ إِذَا أَمْكَنَ اللَّحْد ، وَأَجْمَعُوا عَلَى جَوَاز اللَّحْد وَالشَّقّ... 11- فِيهِ: اسْتِحْبَاب اللَّحْد وَنَصْب اللَّبِن، وَأَنَّهُ فُعِلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِاتِّفَاقِ الصَّحَابَة رضي الله عنهم، وَقَدْ نَقَلُوا أَنَّ عَدَد لَبِنَاته صلى الله عليه وسلم تِسْع
»(22) .
12- وقال العظيم أبادي رحمه الله: «وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الدَّفْنَ فِي اللَّحْدِ وَالشَّقِّ جَائِزَانِ، لَكِنْ إِنْ كَانَتِ الْأَرْضُ صُلْبَةٌ لَا يَنْهَارُ تُرَابُهَا، فَاللَّحْدُ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَتْ رَخْوَةً فَالشَّقُّ أَفْضَلُ(23) .

1 أبو داود، برقم 3213، وابن أبي شيبة، 3/ 19، برقم 11696، وأحمد، برقم 5234، وصححه محققو المسند، 9/ 189، والألباني في إرواء الغليل، 3/ 197
2 الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر، برقم 1046، وصحيح ابن حبان، 7/ 376، برقم 3109، وصححه محققه، وابن أبي شيبة، 6/ 106، 29841، والحاكم، 1/ 365، وصححه، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، 13/ 314، برقم 3099
3 الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر، برقم 1046، وزاد فيه: وَقَالَ مَرَّةً: «بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»، برقم 1046، وأحمد، 8/ 429، برقم 4812، وصححه محققو المسند، 8/ 430، والألباني في إرواء الغليل، 3/ 197
4 الحاكم، 1/ 365، وصححه، والألباني في إرواء الغليل، 3/ 197
5 تفسير السعدي، ص 39
6 تفسير الجزائري، آية 95 من سورة آل عمران
7 شرح سنن أبي داود للعباد، ص 370
8 الترمذي، برقم 1046، وأحمد، 8/ 429، برقم 4812، وصححه محققو المسند، 8/ 430، والحاكم في المستدرك، 1/ 365، والألباني في إرواء الغليل، 3/ 197
9 الترمذي، برقم 1046، وصحيح ابن حبان، 7/ 376، برقم 3109 ، وصححه محققه، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، 13/ 314، برقم 3099
10 وذلك لما قاله عبد اللَّه بن زيد رضي الله عنه: «هذا من السنة» لما دفن أحد الصحابة، ولفظ الحديث: في سنن أبي داود، برقم 3211: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، «فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ الْقَبْرِ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ السُّنَّةِ» وصححه الألباني في أحكام الجنائز، ص 150
11 مصنف ابن أبي شيبة، 3/ 17، برقم 11677، وهو في مسند أحمد،7/ 162، برقم 4081، وصحح إسناده محققو المسند.
12 مصنف بن أبي شيبة، 3/ 17، برقم 11678، وضعفه الحافظ ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية، 1/ 240
13 سنن ابن ماجه، برقم 1551، وضعفه الألباني، في مشكاة المصابيح، برقم 1719
14 قال الحافظ ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية، 1/ 239: «وروى ابن شاهين من حديث أنس رفعه: «يُدخل الميت من قبل رجليه، ويسلّ سلاًّ» وإسناده ضعيف»
15 سنن ابن ماجه، برقم 1552، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه، برقم 340
16 مصنف ابن أبي شيبة، 3/ 18، برقم 11690
17 مصنف ابن أبي شيبة، 3/ 18، برقم 11689
18 سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام، الحديث رقم 596، وانظر: سبل السلام للصنعاني، 3/ 372، والمغني لابن قدامة، 3/ 425. قال الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الدفن بالليل، برقم 1057 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبراً ليلاً، فأُسرج له سِراجٌ فأخذ من قبل القبلة» قال الترمذي: «حديث ابن عباس: «حديث حسن»، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا، وقال: يدخل الميت من قبل القبلة، وقال بعضهم: يسل سلاًّ...»، وقال عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه لجامع الأصول، 11/142: «وهو حديث حسن»، ولكن ضعفه جماعة من أهل العلم منهم الألباني في أحكام الجنائز، ص190، وقال المباركفوري: «... يدخل الميت القبر من قبل الرأس بأن يوضع رأس الجنازة على مؤخرة القبر ثم يدخل الميت القبر، وهو قول الشافعي وأحمد، والأكثرين وهو الأقوى والأرجح دليلاً» تحفة الأحوذي، 4/164. وذكر الألباني في أحكام الجنائز، ص190-191 صوراً ثلاثاً هي: أ - يدخل الميت من قبل رجلي القبر، وصححها. ب - يدخل الميت من قبل القبلة وضعفها. ج - يدخل الميت من قبل رأسه وضعفها. انظر: صلاة المؤمن، لمؤلفه، ص 1304
19 أبو داود، برقم 3211
20 أخرجه أبو داود، برقم 3208، والترمذي، برقم 1045، وابن ماجه، برقم 1554، وصححه الألباني في المشكاة، برقم 1701
21 انظر: أحكام الجنائز لابن عثيمين، ص 344
22 شرح النووي على صحيح مسلم، 3 / 387
23 شرح سنن أبي داود للعظيم أبادي، 9/ 19


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب