أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت

حصن المسلم | أذكار المساء | أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت

اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .


شرح معنى أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

55- عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ (1) : يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، تُعِيدُهَا ثَلَاثًا، حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي»، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ، قَالَ عَبَّاسٌ فِيهِ: وَتَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي، فَتَدْعُو بِهِنَّ» فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: «اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»، وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ(2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم عافني في بدني»: أي اجعل بدني معافى من الأمراض، والأسقام، لكي أستعين بذلك على طاعتك يا ربِّ وهذا يشمل مرض الجسد، ومرض القلب، قال المناوي : «من الأسقام والآلام (3) .
2- قوله: «اللَّهم عافني في سمعي
»: وذلك بألا أسمع إلا ما فيه مرضاتك، حتى أصل بذلك إلى محبتك، قال المناوي : «أي: القوة المودعة في الجارحة، وإرادة الاستماع بعيدة (4) .
3- قوله: «اللهمّ عافني في بصري
» وذلك بإدامة النظر في آياتك الكونية الدالة على توحيدك، وآياتك الشرعية الدالة على صدق رسلك، قال المناوي : «خصهما بالذكر بعد ذكر البدن؛ لأن العين هي التي تنظر آيات اللَّه المثبتة في الآفاق، والسمع يعني الآيات المنزلة، فهما جامعان لدرك الآيات العقلية والنقلية، وإليه سرّ قوله في حديث آخر: اللهم أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا» (5) (6) المفهم، لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 7/ 33 (7) شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 990 /55 ، أي: لا معبود بحق إلا أنت يا ربي.
5- قوله: «اللَّهم إني أعوذ بك من الكفر: لأنه ليس بعده ذنب، ومن مات عليه فقد سُدّت أمامه جميع أبواب الرحمات الواسعة، وكان من أصحاب النار، قال المناوي : «القصد باستعاذته من الكفر مع استحالته من المعصوم أن يُقتدى به في أصل الدعاء (4) .
6- قوله: «والفقر: لأن الفقير إن لم يكن عنده رضا بالقضاء تسخط على قدر اللَّه، وقد يدفعه ذلك التسخط إلى الكفر، ولذلك قرن النبي صلى الله عليه وسلم بينهما، قال الطيبي : «والفقر هو الاضطرار إلى ما لا يمكن التعيش دونه, مأخوذ من الفقار كأنه كسر فقاره؛ ولذلك فسر الفقير بالذي لا شيء له أصلاً /55 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 8/ 2592 (10) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، 2/ 136 (11) انظر: مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية :، 18/ 288 (12) شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1424 /55 .

ما يستفاد من الحديث:

1- ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من شدة الحرص على اتباع السنة، وبذل ذلك الخير للناس، والبدء في ذلك بالأبناء، ومن يعولون.
2- الحث على دوام طلب العافية في الأمور كلها؛ لأن في ذلك خيراً عظيماً، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « سَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ؛ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ» (13) .
3- عدم الانتفاع بالجوارح من سمع وبصر ونحوه، وإعمالها في معاصي اللَّه طريق موصل للبوار، قال اللَّه تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ سورة الأعراف، الآية: 179 .
4- فمن لم يفقه بقلبه، ويبصر ما ينفعه بعينه، ويسمع سماعًا نافعًا يصل إلى قلبه، تكن الأنعام خيرًا منه (14) .

1 نفيع بن الحارث رضي الله عنه، وقيل: نفيع بن سروح، مولى النبي صلى الله عليه وسلم يكنى بأبي بكرة، قال الحافظ في الفتح، 7/642: وإنما كني بذلك لأنه تدلى من حصن الطائف مع عشرة من العبيد من أجل أن يسلموا، ثم أعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة، وسكن بالبصرة، وأنجب أولادًا لهم شهرة، وقد روى خمسة منهم الحديث عن أبيهم، مات عام 51 هـ، وصلى عليه الصحابي أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه وكان ذلك في خلافة معاوية رضي الله عنه. انظر: الاستيعاب، 6/ 283، وتهذيب التهذيب، برقم 832
2 أبو داود، برقم 5093، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم 542، والعلامة ابن باز في تحفة الأخيار، ص 26
3 أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا علي بن حجر، برقم 3502، والنسائي في السنن الكبرى، 6/106، برقم 10234، والحاكم، 1/709، وصححه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2783
4 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 2/ 171
5 أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا علي بن حجر، برقم 3502، والنسائي في السنن الكبرى، 6/106، برقم 10234، والحاكم، 1/709، وصححه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2783.
6 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 2/ 171 / . 4- قوله: «لا إله إلا أنت»: أي : لا معبود بحقٍّ غيرك، ولا معروف بهذه المعرفة سواك
7 ، قال الطيبي : «إثبات للإلهية المطلقة للَّه تعالى على سبيل الحصر، بعد إثبات الملك له»
8 ، أي: لا معبود بحق إلا أنت يا ربي. 5- قوله: «اللَّهم إني أعوذ بك من الكفر: لأنه ليس بعده ذنب، ومن مات عليه فقد سُدّت أمامه جميع أبواب الرحمات الواسعة، وكان من أصحاب النار، قال المناوي : «القصد باستعاذته من الكفر مع استحالته من المعصوم أن يُقتدى به في أصل الدعاء
9 . 6- قوله: «والفقر: لأن الفقير إن لم يكن عنده رضا بالقضاء تسخط على قدر اللَّه، وقد يدفعه ذلك التسخط إلى الكفر، ولذلك قرن النبي صلى الله عليه وسلم بينهما، قال الطيبي : «والفقر هو الاضطرار إلى ما لا يمكن التعيش دونه, مأخوذ من الفقار كأنه كسر فقاره؛ ولذلك فسر الفقير بالذي لا شيء له أصلاً
10 . 7- قوله: «وأعوذ بك من عذاب القبر»: قال الراغب الأصفهاني: «والعوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به.... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك
11 ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: فَنَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ ... وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛... ويُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الْمَوْجُودِ أَنْ لَا يُضَرَّ، وَيُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الضَّارِّ الْمَفْقُودِ أَنْ لَا يُوجَدَ»
12 ، ومن عذاب القبر: قال العلامة ابن عثيمين : لأن القبر فيه عذاب دائم للكافرين، وعذاب قد ينقطع للعاصين
13 الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن بشار، برقم 3585، وأحمد في المسند، 1/ 210، برقم 34، وصحح إسناده محققو المسند، 1/ 211، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3632
14 شرح حصن المسلم، لأسامة بن عبد الفتاح، ص 252

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب