السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم

حصن المسلم | دعاء زيارة القبور | السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، [وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ]، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ (1).

Assalamu AAalaykum ahlad-diyari minal-mu/mineena walmuslimeen, wa-inna in shaal-lahu bikum lahiqoon, nas-alul-laha lana walakumul-AAafiyah.
‘Peace be upon you all, O inhabitants of the graves, amongst the believers and the Muslims. Verily we will, Allah willing, be united with you, we ask Allah for well-being for us and you.


(1) مسلم، 2/ 671، برقم 975، وابن ماجه، 1/ 494، واللفظ له، برقم 1547 عن بريدة ، وما بين المعقوفين من حديث عائشة ’ عند مسلم، 2/ 671، برقم 975.

شرح معنى السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

561- لفظ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ، فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا»، قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ»، فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلاَ هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا»(1) .
562- وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمَقْبُرَةِ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ»(1) .
563- وفي لفظ لمسلم عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا عَائِشُ، حَشْيَا رَابِيَةً» قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، قَالَ: «لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: «فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي، ثُمَّ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ»، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ»(2) .
564- ولمسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بِكُمْ لاَحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»(3) .
565- ولفظ ابن ماجه عن بُرَيْدَةَ بن الخصيب رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، كَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»(4) .
566- وعند الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ المَدِينَةِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنَا، وَنَحْنُ بِالأَثَرِ»(5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «السلام عليكم»: السلام في الأصل السلامة والعافية أي: عليكم من اللَّه الرحمات والبركات والنجاة من كل كرب وضيق.
قال القرطبي : صاحب المفهم: «وفيه معنى الدعاء لهم .
ويدل أيضًا على حسن التعاهُد وكرم العَهدِ، وعلى دوام الْحُرمة ، ويحتمل أن يَرد الله أرواحهم فيستمعون ويردون(6) .
2- قوله: «أهل الديار
»: أي: سكان القبور، وإنما قال أهل الديار لطول مكثهم فيه، فصار دارًا لهم، قال الخطابي: والدار في اللغة تقع على الربع المسكون وعلى الخراب غير المأهول(7) .
3- قوله: «من المؤمنين والمسلمين»: إنما بدأ بالمؤمنين؛ لأن المؤمن أعلى درجة من المسلم، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً، قال ابن علان : «بيان لأهل الديار ولللاحتراز عمن قد يكون في المقبرة من خارج عن الملة من الجاهلية(8) ، وقال النووي : «الْمُسْلِم وَالْمُؤْمِن قَدْ يَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِد، وَعَطْفُ أَحَدهمَا عَلَى الْآخَر لِاخْتِلَافِ اللَّفْظ، وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْل اللَّه تَعَالَى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْر بَيْت مِنْ الْمُسْلِمِينَ﴾(9) ، وَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْمُسْلِمِ فِي هَذَا الْحَدِيث غَيْر الْمُؤْمِن ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِن إِنْ كَانَ مُنَافِقًا لَا يَجُوز السَّلَام عَلَيْهِ وَالتَّرَحُّم(10) .
4- قوله: «وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون
» أي: أنتم لنا فرط(11) والفرط السابق.
قال القرطبي في المفهم: «وقوله: «وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون»: يحتمل أوجهًا: أحدها: أنه امتثال لقول اللَّه تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾(12) ، فكان يكثر من ذلك حتى أدخله فيما لا بد منه، وهو الموت.
وثانيها: أنه يكون أراد: إنا بكم لاحقون في الإيمان، ويكون هذا قبل أن يعلم بمآل أمره، كما قال: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾(13) .
وثالثها: أن يكون أراد: استثناء في الواجب، كما قال تعالى : ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾(14) ، وتكون فائدته التفويض المطلق.
ورابعها: أن يكون أراد: لاحقون بكم في هذه البقعةِ الخاصةِ، فإنه وإن كان قد علم أنه يموت بالمدينة ويدفن بها، فإنه قد قال للأنصار: «المحيا محياكم، والممات مماتكم»(15) ، لكن لم تعين له البقعة التي يكون فيها إذ ذاك، وهذا الوجه أولى من كل ما ذكر، وكلها أقوال لعلمائنا»(16) .
5- قوله: «أتاكم ما توعدون غداً مؤجلون»: قال الطيبي: «أتاكم ما مؤجلونه أنتم، والأجل: الوقت المضروب المحدود في المستقبل؛ لأن ما هو آت بمنزلة الحاضر»(17) .
6- قوله: «وددت أننا رأينا إخواننا»: قال القاضي عياض : «فيه جواز التمني، لا سيما في باب الخير، ولقاء الفضلاء، والأخيار الأولياء في اللَّه، وقيل: إن المراد تمنيه لقاءهم بعد الموت، وقوله: «إخواننا»: لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَة﴾(18) .
وقال القرطبي صاحب المفهم : «وقوله: «وددت أنا قد رأينا إخواننا»؛ هذا يدل على جواز تمني لقاء الفضلاء والعلماء، وهذه الأخوة هي أخوة الإيمان اليقيني، والحب الصحيح للرسول صلى الله عليه وسلم»(16) .
7- وقوله: «ألسنا بإخوانِك؟» قال: «بل أنتم أصحابي»: قال الباجي: «يُرِيدُ أَنَّ لَهُمْ مَزِيَّةً عَلَى إخْوَانِهِ، وَاخْتِصَاصًا لِصُحْبَتِهِ، وَلَمْ يَنْفِ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونُوا إخْوَانَهُ، وَإِنَّمَا مَنَعَ أَنْ يُسَمَّوْا بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ التَّسْمِيَةَ بِذَلِكَ إنَّمَا هِيَ عَلَى سَبِيلِ الثَّنَاءِ عَلَى الْمُسَمَّى، وَالْمَدْحِ وَالتَّرْفِيعِ مِنْ حَالِهِ، فَيَجِبُ أَنْ يُسَمَّى بِأَرْفَعِ حَالَاتِهِ، وَيُوصَفَ بِأَفْضَلِ صِفَاتِهِ، وَلِلصَّحَابَةِ بِصُحْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَرَجَةٌ لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ»(19) .
8- قوله: «أنتم أصحابي»: قال الإمام ابن قيم الجوزية : «الصَّحَابَةُ لَهُمُ الْأُخُوَّةُ وَمَزِيَّةُ الصُّحْبَةِ، وَلِأَتْبَاعِهِ بَعْدَهُمُ الْأُخُوَّةُ دُونَ الصُّحْبَةِ»(20) .
9- قوله: «ويرحم اللَّه»: قال الطيبي : الرحمة من «اللَّه تعالى: الرضى عمّن رحمه؛ لأن من رقَّ له القلب، فقد رضي عنه، أو الإنعام، وإرادة الخير؛ لأن الملك إذا عطف على رعيته، ورقَّ لهم، أصابهم بمعروفه وإنعامه»(21) ، وهذا من ثمرات الرحمة، وآثارها، ولا شك أن رحمة اللَّه صفة من صفاته تليق بجلاله، لا يشبه في ذلك شيئاً من خلقه.
10- قوله: «المستقدمين» أي: السابقين لنا بالقرار في القبور من المسلمين، قال القاري : «المستقدمين: أي الذين تقدموا علينا بالموت منا، أي: معشر المؤمنين»(22) .
11- قوله: «والمستأخرين»: أي: الذين مازال في عمرهم بقية ومن سيأتي ممن هو في علم اللَّه من المسلمين، قال القاري : «والمستأخرين أي المتأخرين في الموت والسين فيهما لمجرد التأكيد أي: الأموات منا والأحياء وقدم الأموات ههنا لاقتضاء المقام واستنساق الكلام»(23) .
12- قوله: «نسأل اللَّه لنا ولكم العافية»: أما عافية الأحياء، فهي بمعافتهم من كل سوء، وموتهم على التوحيد، وعافية الأموات بسلامتهم من عذاب القبر، وجعله روضة من رياض الجنة، قال العلامة ابن عثيمين : «أما بالنسبة لنا فإنها عافية حسية كعافية البدن، وعافية معنوية من الذنوب والمعاصي، أما العافية لأهل القبور فهي: العافية من عذاب القبر»(24) .
13- قوله: «البهم»:قال ابن الأثير : «البهم: جمع بهيم، وهو اللون الواحد الذي لايشاركه فيه لون آخر، أسود كان أوغيره»(25) .
14- قوله: «ليذادن»: قال ابن الأثير : «ذدت فلاناً عن كذا: إذا دفعته عنه، أذوده ذوداً»(25) ، وقال : في كتاب آخر: «فَلْيُذَادَنَّ رجالٌ عَنْ حَوضي» أَيْ لَيُطْرَدَنَّ، ويُروى: فَلَا تُذَادُنَّ: أَيْ: لَا تَفْعلوا فِعلاً يُوجب طَرْدَكم عَنْهُ، والأوّلُ أشْبه»(26) .
15- قوله: «سحقاً»: قال ابن الأثير : «سحقاً: تقول، أي: بعداً له، والسحق: البعد»(25) ، وقال ابن عبد البر : «فسحقا: فمعناه: فبعداً، والسحق، والبعد، والإسحاق، والإبعاد سواء، بمعنى واحد، وكذلك النأي، والبعد لفظتان بمعنى واحد، إلا أن سحقاً وبُعداً هكذا إنما تجيء بمعنى الدعاء على الإنسان، كما يقال: أبعده اللَّه، وقاتله اللَّه، وسحقه اللَّه، ومحقه، وأسحقه أيضاً، ومن هذا قول اللَّه عز وجل: ﴿فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾(27) ، يعني بعيد، وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه اللَّه، ولم يأذن به اللَّه، فهو من المطرودين عن الحوض، المبعدين عنه، واللَّه أعلم»(28) .
16- قوله: «أنا فرطكم على الحوض»: الفرط هو السابق، قال ابن الأثير : «وفَرَط إِذَا تقَدَّم وسَبَق الْقَوْمَ ليَرْتادَ لَهُمُ الْمَاءَ، وَيُهَيِّئَ لَهُمُ الدِّلاء والأَرِشيَة»(29) ، وقال المناوي: «أنا فرطكم: - بالتحريك- أي سابقكم «على الحوض»: أي إليه؛ لأصلحه لكم، وأهيئ لكم ما يليق بالوارد، وأحوطكم، وآخذ لكم طريق النجاة، من قولهم فرس فرط: متقدم للخيل، ذكره الزمخشري، وهذا تحريض على العمل الصالح المقرب له في الدارين، وإشارة إلى قرب وفاته، وتقدمه على وفاة صحبه»(30) .
17- قوله: «غُرٌّ»: قال ابن الأثير : جَمْعُ الأَغَرِّ، مِنَ الغُرَّة: بياضِ الوجْه، يُريد بَياض وجُوهِهم بِنُورِ الوُضوء يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صَوْم «الْأَيَّامِ الغُرِّ»(31) أَيِ البِيضِ اللَّيَالِي بالقَمَر، وهو يفيد: الحَسَن، والعَمل الصَّالِح، شبَّهه بغُرَّة الفَرس، وَكُلُّ شَيْءٍ تُرْفَع قيمتَهُ فَهُوَ غُرَّة(32) .
18- قوله: «محجلة»: الجواد المحجل «هُوَ الَّذِي يَرْتَفع الْبَيَاضُ فِي قَوائمه إِلَى مَوْضِع القَيْد، ويُجَاوِز الأرْسَاغ، وَلَا يُجَاوِز الركْبَتَيْن؛ لأنَّهُما مواضِع الأَحْجَال، وَهِيَ الخَلاخِيل والقُيُود، وَلَا يَكُونُ التَّحْجِيل باليَدِ واليدَيْن مَا لَمْ يكُنْ معَها رِجْل أَوْ رِجْلاَن، أَيْ: بيضُ مَواضع الوُضوء مِنَ: الأيْدي، والوجْه، والأقْدام، اسْتَعار أثرَ الْوُضُوءِ فِي: الوجْه، واليَدَين، والرّجْلين لِلْإِنْسَانِ مِنَ البَياضِ الَّذِي يَكُونُ فِي وجْه الفَرس ويَدَيْه ورجْلَيْه»(33) .
19- قوله: «البعير الضال»: وجمعه ضوال، قال ابن الأثير : «الضوال: الضَّائِعَةُ مِنْ كُلِّ مَا يُقْتَنَى مِنَ الحَيَوان وَغَيْرِهِ، يُقَالُ: ضَلَّ الشيءُ إِذَا ضَاع، وضَلَّ عَنِ الطَّريق إِذَا حارَ، وَهِيَ فِي الأصْل فاعِلةٌ، ثُمَّ اتُّسِع فِيهَا فصَارَت مِنَ الصِّفات الغَالِبة، وتقَعُ عَلَى الذَّكَر والأنْثَى، وَالِاثْنَيْنِ والجَمْع، وتُجمَع عَلَى ضَوَالّ»(34) .
20- قوله: «هلم»: قال ابن الأثير : «وفِيه لُغَتَان: فأهْلُ الحِجاز يُطِلِقُونَه عَلَى الواحدِ والجَمِيع، والاثْنَيْنِ والمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ واحِدٍ، مَبْنِّيٍ عَلَى الفَتْح، وبَنُو تَمِيم تُثَنِّي، وتَجْمَع، وتُؤَنِّث، فتَقُول: هَلُمَّ، وهَلُمِّي، وهَلُمَّا، وهَلُمُّوا»(35) .
21- قوله: «بقيع الغرقد»: قال ياقوت الحموي: «بالغين المعجمة: أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى، وبه سُمي بقيع الغرقد، والغرقد كبار العوسج... وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة»(36) .
، وقال الطيبي : «البقيع من الأرض المكان المتسع، ولا يسمى بقيعاً إلا وفيه شجرها، وأصولها، وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة، فيه قبور أهلها، كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه»(17) .
22- قوله: «أنتم سلفنا»: «قال ابن الأثير: «... من تقدمه بالموت من آبائه، وذوي قرابته؛ ولهذا سُمّي الصدر الأول من التابعين: السلف الصالح»(37) ، وقال الطيبي : «قيل: هو من سلف المال، كأنه أسلفه وجعله ثمنًا للأجر والثواب الذي يجازى على الصبر عليه.
وقيل: سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين بالسلف الصالح
»(38) .
23- قوله: «ونحن على الأثر»: قال ابن منظور : «الأَثر: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ آثَارٌ وأُثور، وَخَرَجْتُ فِي إِثْره، وَفِي أَثَره، أَي: بَعْدَهُ، وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته: تَتَبَّعْتُ أَثره؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ.
وَيُقَالُ: آثَرَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا أَي أَتْبَعه إِياه
»(39) .
24- قوله: «إِلَّا رَيْثَمَا»: قال ابن الأثير : «الريث: الإبطاء، والمراد: مقدار ما»(40) ، وقال الإمام النووي : «أي قدرما»(41) .
25- قوله: « فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا»: قال القاضي عياض : «أي: قليل، لئلا ينبِهُهَا»(42) ، وقال ابن الأثير : « رويدا : إذا مشى على مهل»(40) ، وقال النووي : «أَيْ: قَلِيلًا لَطِيفًا لِئَلَّا يُنَبِّهَهَا»(41) .
26- قوله: « ثُمَّ أَجَافَهُ»: قال القاضي عياض : «أي: أغلقه... فعل ذلك صلى الله عليه وسلم لئلا تعلم بخروجه عنها، وبقائها في الليل وحدها، فيدركها ذعرٌ وتوحش، كما فسر ذلك داخل»(41) ، وقال النووي : «أَيْ: أَغْلَقَهُ، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ صلى الله عليه وسلم فِي خُفْيَةٍ لِئَلَّا يُوقِظَهَا، وَيَخْرُجَ عَنْهَا فَرُبَّمَا لَحِقَهَا وَحْشَةٌ فِي انْفِرَادِهَا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ»(41) ، 27- قوله: «وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي»: قال الإمام النووي : «هَكَذَا هُوَ فِي الْأُصُولِ إِزَارِي بِغَيْرِ بَاءٍ فِي أَوَّلِهِ، وَكَأَنَّهُ بِمَعْنَى لَبِسْتُ إِزَارِي فَلِهَذَا عُدِّيَ بِنَفْسِهِ»(41) .
28- قوله: «فَلَهَدَنِي»: قال الإمام النووي : «وَرُوِيَ فَلَهَزَنِي بِالزَّايِ وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: لَهَدَهُ، وَلَهَّدَهُ - بِتَخْفِيفِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِهَا أَيْ: دَفَعَهُ، وَيُقَالُ: لَهَزَهُ: إِذَا ضَرَبَهُ بِجَمْعِ كَفِّهِ فِي صَدْرِهِ»(41) ، وقال القاضي عياض : «والظاهر من معنى الحديث أنها اتهمته أنه سار إلى بعض أزواجه، بدليل لهده لها في صدرها، وهو الضرب فيه»(43) .
29- قوله: «فأحضر فأحضرت» قال النووي : «الإحضار: العدو»(41) ، وقال القرطبي : «والهرولة: فوق الإسراع، والإحضار: فوق الهرولة، وكلها مراتب الجري»(44) .
30- قوله: «مالك يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً»: قال القاضي عياض : «مالك يا عائشة حَشْيَا رَابيةً»:، قال الإمام: قال الهروي: أي: مالك قد وقع عليك»(43) ، وقال النووي : «يَجُوزُ فِي عَائِشٍ فَتْحُ الشِّينِ وَضَمُّهَا، وَهُمَا وَجْهَانِ جَارِيَانِ فِي كُلِّ الْمُرَخَّمَاتِ، وَفِيهِ جَوَازُ تَرْخِيمِ الِاسْمِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِيذَاءٌ لِلْمُرَخَّمِ، وَ«حَشْيَا»:... مَعْنَاهُ وَقَدْ وَقَعَ عَلَيْكِ الْحَشَا، وَهُوَ الرَّبْوُ، وَالتَّهَيُّجُ الَّذِي يَعْرِضُ لِلْمُسْرِعِ فِي مَشْيِهِ، وَالْمُحْتَدِّ فِي كَلَامِهِ مِنَ ارْتِفَاعِ النَّفَسِ، وَتَوَاتُرِهِ، يُقَالُ: امْرَأَةٌ حَشْيَاءُ، وَحَشْيَةٌ، وَرَجُلٌ حَشْيَانٌ، وَحَشَشٌ، قِيلَ: أَصْلُهُ مَنْ أَصَابَ الرَّبْوُ حَشَاهُ، وَقَوْلُهُ: «رَابِيَةً»: أَيْ: مُرْتَفِعَةَ الْبَطْنِ»(41) .
31- قوله: «فَأَنْتِ السَّوَادُ»: قال النووي : «أَي: الشَّخْصُ»(10) .
32- قوله: «أظننت أن يحيف اللَّه عليك ورسوله؟»: قال القاضي عياض : «أي: يجور، ولا يصح مع هذا أن يتأول عليها غير هذا الوجه من تعلم، أو استفتاء، على ما أشار إليه بعضهم، إذ لا يقتضيه لفظ الحديث»(43) .
33- قوله: «بأبي أنت وأمي»: قال القاري : «أي: أفديك بهما، وأجعلهما فداءك، فضلاً عن غيرهما»(45) .
34- قوله: «وضعت ثيابك»: أي: خلعتيها، قال ابن منظور : «وضَعَتِ المرأةُ خِمارَها، وَهِيَ واضِعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: خَلَعَتْه»(46) .
35- قوله: «خشيت أن تستوحشي»: قال ابن الأثير : «الْوَحْشَةِ: ضِدُّ الأُنْس.
والْوَحْشَةُ: الخَلْوَة والهَمّ.
وأَوْحَشَ المكانُ، إِذَا صَارَ وَحْشاً.
وَكَذَلِكَ تَوَحَّشَ.
وَقَدْ أَوْحَشْتُ الرَّجُلَ فَاسْتَوْحَشَ
»(47) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية الترحم على الموتى حال زيارة القبور أو المرور عليها وأن تحية الأموات كتحية الأحياء أي: بتقديم السلام عليكم بخلاف ما كانت عليه الجاهلية من قوله: عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما(7) .
أما قول جابر بن سليم رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم لما لقيه: عليك السلام يا رسول اللَّه! مرتين، فقال له: «لا تقل عليك السلام؛ فإن عليك السلام تحية الميت»(48) ؛ فإنما قال ذلك إشارة إلى ما جرت به العادة في الجاهلية(49) .
2- مشروعية زيارة القبور للاتعاظ والاعتبار بما سيؤول إليه الزائر؛ ولذهاب قسوة القلب؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها(50) فإنها تذكركم الآخرة(51) ».
3- يجب على الزائر أن يلتزم بالآداب الشرعية؛ لأن زيارة القبور على أقسام ثلاثة: أ – زيارة سُنية: أي: ما كان فيها الزائر متبعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الدعاء للأموات، والترحم عليهم والاتعاظ بحالهم، ولإحياء السنة، وتذكِّر الآخرة.
ب – زيارة بدعية: وهو أن يقصد الزائر قراءة القرآن عند المقبرة أو الصلاة عندها أو نحو ذلك مما هو وسيلة للشرك.
جـ - زيارة شركية: وهو أن يقصد الزائر دعاء الميت والذبح له أو طلب غوث أو نصر فكل ذلك شرك أكبر والعياذ باللَّه(52) .
4- في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون» قال ابن عثيمين: لاحقون على ماذا؟ فإذا قلنا بالموت ورد علينا إشكال، وهو تعليق ذلك بمشيئة اللَّه مع أنه محقق والجواب عن ذلك: أ – المراد لاحقون على الإيمان فيكون لحوقًا معنويًّا لا حسيًّا.
ب – المراد اللحاق على الموت وأن التعليق هنا تعليل أي: أن لحوقنا إياكم سيكون بمشيئة اللَّه.
جـ - أن التعليق ليس على أصل الموت ولكن على وقته أي سنلحق بكم متى شاء اللَّه ذلك(53) .
5- إذا مر المسلم على قبور غير المسلمين فيسن له أن يقول: أبشركم بالنار، لقوله صلى الله عليه وسلم: «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار»(54) (55) .
6- قال ابن عبد البر : «كل من أحدث في الدين ما لا يرضاه اللَّه، ولم يأذن به اللَّه، فهو من المطرودين عن الحوض، المبعدين عنه، واللَّه أعلم، وأشدهم طرداً من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم مثل الخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم يبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور، والظلم، وتطميس الحق، وقتل أهله، وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي، وجميع أهل الزيغ والأهواء والبدع كل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بهذا الخبر(28) .
7- قال الباجي: وَلِلصَّحَابَةِ بِصُحْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَرَجَةٌ لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ، فَيَجِبُ أَنْ يُوصَفُوا بِهَا، وَاَلَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا أَتَوْا بَعْدُ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَتْ لَهُمْ دَرَجَةُ الصُّحْبَةِ؛ فَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ إخْوَانُهُ، جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ
»(19) ، وقال القاضي عياض : «الأصحاب: فمن صحِبَك وصحبتَه، وذهب أبو عمر من هذا الحديث وغيره في فضل من يأتي، ومن في آخر الزمان، إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل مِمن كان في جملةِ الصحابة»(18) .

1 مسلم، برقم 249
2 صحيح مسلم، برقم 103- (974)
3 صحيح مسلم، برقم 102- (974)
4 ابن ماجه، برقم 1547، وابن السني، ص 541، برقم 589
5 الترمذي، برقم 1035
6 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 3/ 127
7 شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 45
8 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 5/ 10
9 سورة الذاريات، الآيتان: 35- 36
10 شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 44
11 ابن ماجه، 1547
12 سورة الكهف، الآيتان: 23- 24
13 سورة الأحقاف، الآية: 6
14 سورة الفتح، الآية: 27
15 مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب فتح مكة، برقم 1780
16 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 3/ 128
17 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1436
18 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 2/ 48
19 المنتقى شرح الموطأ، 1/ 70
20 زاد المعاد في هدي خير العباد، 3/ 58
21 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 10/ 3174
22 مرقاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح، 3/ 49
23 مرقاة المفاتيح، 3/ 49
24 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 5/ 387
25 جامع الأصول، 9/ 208
26 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 172، مادة: (ذود)
27 سورة الحج، الآية: 22
28 التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، 20/ 262
29 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 434، مادة (فرط)،
30 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 3/ 58
31 مسند أحمد، 14/ 154، برقم 8434، وصححه محققو المسند
32 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 354، مادة (غرر)
33 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 346، مادة: (حجل)
34 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 98، مادة (ضلل)
35 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 272، مادة (هلم)
36 معجم البلدان، 1/ 473، مادة (بقيع الغرقد)
37 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 390، مادة (سلف)
38 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1435
39 لسان العرب، 4/ 5، مادة (أثر)
40 جامع الأصول، 11/ 156
41 شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 43
42 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 3/ 448
43 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 3/ 449
44 المفهم ، لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 8/ 109
45 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 8/ 327
46 لسان العرب، 8/ 400، مادة (وضع)
47 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 161، مادة (وحش)
48 أبو داود، كتاب اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، برقم 4084، والترمذي، كتاب الاستئذان والآداب، باب ما جاء فر كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئاً، برقم 2721، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 4084
49 انظر:أحكام الجنائز للألباني، ص 261
50 مسلم، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى في زيارة قبر أمه، برقم 977
51 أحمد، 2/ 398، برقم 1237، وصححه لغيره محققو المسند، والألباني في صحيح الجامع، برقم 3577
52 أحكام الجنائز لابن عثيمين، ص 136
53 أحكام الجنائز لابن عثيمين، ص 360
54 أخرجه ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في زيارة قبور المشركين، برقم 1573، قال البوصيري في مصباح الزجاجة، 2/ 43: «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات»، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع، برقم 3165
55 انظر: شرح حصن المسلم، لأسامة بن عبد الفتاح، ص 487


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب