وفيك بارك الله

حصن المسلم | الدعاء لمن قال بارك الله فيك | وفيك بارك الله

وَفِيكَ بَارَكَ اللَّهُ (1).

AAaishah رضي الله عنها reported that the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) was given a sheep and he ordered for it’s distribution. When the servant would come back (from distributing it), AAaishah would ask: ‘What did they say?’, he replied: They would supplicate: Barakal-lahu feekum.
‘May Allah bless you all.’ …AAaishah would then say: Wafeehim barakal-lah. ‘and may Allah bless them.’ …we return their supplication in a similar way and our reward remains with us.


(1) أخرجه ابن السني، ص138، برقم 278، وانظر: الوابل الصيب لابن القيم، ص304، تحقيق بشير محمد عيون.

شرح معنى وفيك بارك الله

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

711- لفظ النسائي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فَقَالَ: «اقْسِمِيهَا»، قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا رَجَعَتِ الْخَادِمُ قَالَتْ: مَا قَالُوا لَكِ؟ تَقُولُ مَا يَقُولُونَ يَقُولُ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، فَتَقُولُ عَائِشَةُ: وَفِيهِمْ بَارَكَ اللَّهُ، تَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَيَبْقَى أَجْرُنَا لَنَا» (1).
712- ورواية البخاري في الأدب المفرد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَوْ قَالَ لِي فِرْعَوْنُ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، قُلْتُ: وَفِيكَ، وَفِرْعَوْنُ قَدْ مَاتَ» (2).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «أهديت»: قال ابن منظور : «الهَدِيَّةُ: مَا أَتْحَفْتَ بِهِ، يُقَالُ: أَهْدَيْتُ لَهُ وإِليه... ، وَالْجَمْعُ هَدَايا، وهَدَاوَى» (3).
2- قوله: «اقسميها»: أي: اجعليها أجزاءً ووزعي على الفقراء والجيران واتركي لنا جزءًا منها، قال ابن منظور : «وقَسَّمَه: جزَّأَه، وَهِيَ القِسْمَةُ، والقِسْم، بِالْكَسْرِ: النَّصِيبُ والحَظُّ، وَالْجَمْعُ أَقْسَام...، يُقَالُ: هَذَا قِسْمُك وَهَذَا قِسْمِي ... يُقَالُ: قَسَمْت الشَّيْءَ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ، وأَعطيت كُلَّ شَرِيكٍ مِقْسَمه، وقِسْمه، وقَسِيمه» (4).
3- قوله: «رجعت»: قال الفيومي : «رجع من سفره، وعن الأمر يَرْجِعُ رَجْعًا، ورُجُوعًا... هو نقيض الذهاب، ويتعدّى بنفسه في اللغة الفصحى، فيقال: رَجَعْتُهُ عن الشيء، وإليه، رَجَعْتُ الكلام وغيره أي: رددته» (5).
4- قوله: «الخادم»: أي: الجارية التي تخدمها، والخادم يطلق على الذكر والأنثى، قال ابن منظور : «الخادم: واحدُ الخَدَمِ، غُلَامًا كَانَ أَو جَارِيَةً...وتَخَدَّمْتُ خادِماً أَي: اتَّخَذْتُ.
وَلَا بُدَّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خادمٌ أَن يَخْتَدِم أَي يَخْدُم نفسه...، الخادِمُ: وَاحِدُ الخَدَم، وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى لإِجرائه مُجرى الأَسماء غَيْرِ المأْخوذة مِنَ الأَفعال: كَحَائِضٍ وعاتِق
» (6).
5- قوله: «بارك اللَّه»: البركة الزيادة والنماء، قال العلامة ابن عثيمين : «...وإذا أنزل اللَّهُ البركةَ لشخص فيما أعطاه، صار القليلُ منه كثيراً، وإذا نُزعت البركةُ صار الكثيرُ قليلاً، وكم مِن إنسانٍ يجعلُ اللَّهُ على يديه مِنَ الخير في أيامٍ قليلة ما لا يجعلُ على يدِ غيرِه في أيَّام كثيرةٍ؟، وكم مِن إنسانٍ يكون المالُ عنده قليلاً، لكنه متنعِّمٌ في بيته، قد بارك اللَّهُ له في مالِهِ، ولا تكون البركةُ عند شخصٍ آخرَ أكثرَ منه مالاً؟» (7).
6- قوله: «وفيك بارك»: نرد عليهم مثل ما قالوا: أي: بالدعاء لهم كما دعوا لنا، قال الفيومي : «ورَدَدْتُ عليه قوله، ورَدَدْتُ إليه جوابه أي: رجعت، وأرسلت، ومنه رَدَدْتُ عليه الوديعة، ورَدَدْتُهُ إلى منزله، فَارْتَدَّ إليه، وتَرَدَّدْتُ إلى فلان رجعت إليه مرة بعد أخرى» (8).
7- قوله: «أجرنا»: أي: أجر إكرامنا لهم وودنا إياهم، قال ابن منظور : «آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر وَالْجَزَاءَ، وَكَذَلِكَ أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه...قِيلَ: هُوَ الذِّكْر الْحَسَنُ...، الأَجر الكريمُ: الجنةُ» (9).
8- قوله: «فرعون»: قال الزبيدي : «فرعون: لقب كل من ملك مصر ... أو كل عاتٍ متمرِّد: فرعون، والجمع فراعنة... وتفرعن الرجل: تخلق بخلق الفراعنة، والفرعنة: الدهاء، والنكر، والكبر والتجبر» (10).

ما يستفاد من الحديث:

1- قبول النبي صلى الله عليه وسلم للهدية خلافًا للصدقة؛ فإنها لا تحل له، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه؛ فإن قيل هدية أكل منها، وإن قيل صدقة لم يأكل منها (11)، والحكمة في ذلك أنه كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد» (12)، ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم، وأنفسهم، قال اللَّه تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ (13)، قال النووي: فهي كغسالة الأوساخ.
2- استحباب الإهداء إلى الجيران، والفقراء تأليفًا للقلوب، وإشاعة للتراحم بين الناس.
3- استحباب الدعاء ممن أُهدي إليه إلى من أهداه مكافأة له على حسن فعله.
4- المسلم يقصد بأفعاله وأقواله وجه اللَّه، ولا يفعل شيئًا من ذلك رياءً وسمعة حتى لا يضيع أجره عند اللَّه تعالى (14).

1 أخرجه النسائي في السنن الكبرى، برقم 1035، وعمل اليوم والليلة لابن السني، برقم 278، وجوّد إسناده الألباني في الكلم الطيب، ص 174،
2 الأدب المفرد، ص 381، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، 267
3 لسان العرب، 15/ 357، مادة (هدي).
4 لسان العرب، 12/ 478، مادة (قسم).
5 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 220، مادة (رجع).
6 لسان العرب، 12/ 166، مادة (خدم).
7 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 4/ 26
8 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 224، مادة (رد).
9 لسان العرب، 4/ 10، مادة (أجر).
10 تاج العروس، 35/ 505، مادة (فرعن).
11 مسلم، كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعلى آله، وهم بنو هاشم، وبنو المطلب دون غيرهم، برقم 1069.
12 مسلم، كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، برقم 1072.
13 سورة التوبة، الآية: 103
14 انظر: شرح حصن المسلم، لأسامة بن عبد الفتاح، ص 583.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب