الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا

حصن المسلم | فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير | الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا

الباقيات الصالحات: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (1).

Subhanal-lah, walhamdu lillah, la ilaha illal-lah, wallahu akbar, wala hawla wala quwwata illa billah.
‘How perfect Allah is, and all praise is for Allah. None has the right to be worshipped except Allah, and Allah is the greatest. There is no might nor power except with Allah.


(1) أحمد، برقم 513، بترتيب أحمد شاكر، وانظر: مجمع الزوائد، 1/297، وعزاه ابن حجر في بلوغ المرام من رواية أبي سعيد إلى النسائي [في الكبرى]، برقم 10617، وقال: صححه ابن حبان، [برقم 840]، والحاكم [1/ 541].

شرح معنى الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

1066- لفظ أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ» قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمِلَّةُ»، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمِلَّةُ»، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» (1).
1067- وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» (2).
1068- وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» (3).
1069- ولفظ الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهَا يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ، وَمُقَدَّمَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» (3).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «الباقيات الصالحات»: أي: الأعمال الصالحة الخالصة الصائبة هي التي يبقى أجرها؛ لينتفع بها فاعلها بعد موته، ويوم القيامة، قال ابن العربي : «الباقيات الصّالحات: كلّ عملٍ صالحٍ، وهو الّذي وعد بالثَّواب عليه» (4).
2- قوله: «سبحان اللَّه»: قال ابن الأثير : «التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص ... فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه» (5).
3- قوله: «والحمد للَّه»: قال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ ... فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى» (6).
4- قوله: «ولا إله إلا اللَّه»: قال الباجي : «وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ» إظْهَارٌ لِلتَّوْحِيدِ، وَإِعْلَامٌ بِهِ، وَاسْتِدَامَةٌ لِلْإِيمَانِ بِهِ» (7).
5- قوله: «واللَّه أكبر»: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «اللَّهُ أَكْبَرُ: إثْبَاتُ عَظَمَتِهِ؛ فَإِنَّ الْكِبْرِيَاءَ تَتَضَمَّنُ الْعَظَمَةَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرِيَاءَ أَكْمَلُ» (8).
6- قوله: «ولا حول ولا قوة إلا باللَّه»: قال ابن رجب : «لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولاقوة له على ذلك إلا باللَّه، ... فالعبد محتاج إلى الاستعانة باللَّه في فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات كلها ... فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه» (9).
7- قوله: «استكثروا من الباقيات الصالحات»: قال الصنعاني : «أي: أكثروا، أو اطلبوا من أنفسكم الإكثار، واللام فيها يحتمل أنه للعهد، وأنه أريد بها ما في قوله: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) (10) الآية، إن قدّر أن الآية متقدمة، فقد فُسرت بها، ويُحتمل أن اللام جنسية، وأن هذا النوع من الباقيات الصالحات» (11).
8- قوله: «الملة»: قال ابن الأثير : «المِلَّةُ: الدِّينُ، كَمِلَّةِ الإسلامِ، والنَّصْرَانِيَّةِ، واليهوُدِيَّةِ، وَقِيلَ: هِيَ مُعْظَمُ الدِّينِ، وجُمْلَةُ مَا يَجيءُ بِهِ الرُّسُل» (12).
9- قوله: «خذوا جنتكم من النار»: قال الصنعاني : «بضم الجيم.
(من النار) أي وقايتكم
» (13)، وقال المناوي : «خذوا جنتكم من النار: أي وقايتكم من نار جهنم، ومنه قيل للتُّرس جُنّة، ومجنة؛ لأن صاحبه يتستر به» (14).
10- قوله: «يأتين يوم القيامة مقدمات»: قال المناوي : «لقائلهن» (14)، وقال الصنعاني : «مقدمات»: بكسر الدال: جمع مقدمة: الجماعة، أي: متقدمة أمام الجيش» (13).
11- قوله: «معقبات»: قال المناوي : «لأنها عادت مرة بعد أخرى، وكل من عمل عملاً، ثم عاد إليه، فقد عقب، وقيل: المعقب من كل شيء ما خلف لعقب ما قبله، كذا في مسند الفردوس» (14)، وقال الصنعاني : «معقبات؛ لأنها عادت مرة بعد أخرى، وكل من عمل عملاً، ثم عاد إليه فقد عقب، وقيل: المعقب: لكل شيء خلف، يعقب ما قبله» (13).
12- قوله: «ومجنبات»: قال الصنعاني : «بكسر النون وهي التي تكون في الميمنة والميسرة فكأنهن جيش من جهات قائلهن تسترنه عن النار وفي الفردوس» (13).

ما يستفاد من الحديث:

1- بيان فضيلة هذه الكلمات النافعات الطيبات، وأنهن من الباقيات الصالحات، ويلحق بها كل عمل صالح يعمله العبد إيمانًا واحتسابًا: من صلاة، وصيام، وصدقة، وحج، وعمرة، وبر، وإحسان، وأعمال القلب والجوارح، وغير ذلك من الإحسان للخلق، مما يجده أمامه في قبره، ويوم القيامة، قال اللَّه تعالى: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (15)، والمراد بالمرد هو: نعيم الجنة، جعلنا اللَّه من أهلها، وأسكننا اللَّه بفضله الفردوس الأعلى.
2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ: الْكَلِمَاتِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ»، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ لِمَنْ عَجَزَ عَنْ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: «هُنَّ أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ» (16)؛ وَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلُ الِاسْتِفْتَاحَاتِ فِي الصَّلَاةِ مَا تَضَمَّنَتْ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُهُ: «سُبْحَانَك اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلَا إلَهَ غَيْرُك» (17)؛ لِمَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَذَكَرْنَا أَنَّ هَذَا ثَنَاءٌ، فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الدُّعَاءِ، وَهُوَ ثَنَاءٌ بِمَعْنَى أَفْضَلِ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ، وَذَلِكَ مُقْتَضٍ لِلْإِجَابَةِ» (18).
3- والمراد من حديث عبد الله بن عمر بفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إلا كفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر»: التكفير عن صغائر الذنوب، وليس الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (19)؛ لأن الكبائر لا بد لها من التوبة بشروطها.

1 أحمد، 18/ 241، برقم 11713، وحسنه لغيره محققو المسند، وصححه ابن حبان، برقم 840، والحاكم، 1/ 541. وصححه بشواهده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 3264.
2 السنن الكبرى للنسائي، برقم 10589، ومسند أحمد، 11/ 15، برقم 6479، وحسنه محققو المسند، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 5636.
3 أخرجه النسائي في الكبرى، برقم 10684، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3214.
4 المسالك في شرح موطأ مالك، 3/ 431.
5 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 330، مادة (سبح)
6 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1909
7 المنتقى شرح الموطأ، 3/ 77
8 مجموع الفتاوى، 10/ 253
9 جامع العلوم والحكم، ص 192
10 سورة الكهف، الآية: 46.
11 التنوير شرح الجامع الصغير، 2/ 339.
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 360، مادة (ملل).
13 التنوير شرح الجامع الصغير، 5/ 469.
14 فيض القدير، 3/ 435.
15 سورة مريم، الآية: 76.
16 مسند أحمد، 33/ 375، برقم 20223، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 88، ومحققو المسند.
17 النسائي في السنن الكبرى، برقم 9909، ومصنف عبد الرزاق، برقم 730، ومسند أحمد، برقم 19769، وصححه محققو المسند، 33/ 15، و الألباني في إرواء الغليل، 3/ 94
18 مجموع الفتاوى، لابن تيمية، 22/ 478.
19 مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، برقم 233.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب