اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى

حصن المسلم | دعاء القنوت | اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى

اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ، وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ (1).

Allahumma iyyaka naAAbud, walaka nusallee wanasjud, wa-ilayka nasAAa wanahfid, narjoo rahmatak, wanakhsha AAathabak, inna AAathabaka bilkafireena mulhaq. Allahumma inna nastaAAeenuk, wanastaghfiruk, wanuthnee AAalaykal- khayr, wala nakfuruk, wanu/minu bik, wanakhdaAAu lak wanakhlaAAu man yakfuruk.
‘O Allah, it is You we worship, and unto You we pray and prostrate, and towards You we hasten and You we serve. We hope for Your mercy and fear Your punishment, verily Your punishment will fall upon the disbelievers.O Allah, we seek Your aid and ask Your pardon, we praise You with all good and do not disbelieve in You.We believe in You and submit unto You, and we disown and reject those who disbelieve in You.


(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، وصحَّح إسناده، 2/211، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل: (وهذا إسناد صحيح)، 2/170. وهو موقوف على عمر.

شرح معنى اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

406- عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه صَلاَةَ الصُّبْحِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ: «اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ، وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ»(1) .
407- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ(2) ، قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْغَدَاةَ، فَقَالَ: فِي قُنُوتِهِ: «اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك، وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ، وَلاَ نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى، وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ»(3) .
408- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُوَيْد الْكَاهِلِيِّ(4) ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَنَتَ فِي الْفَجْرِ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ، وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ»(5) .
409- ولفظ ابن خزيمة في صحيحه: خَرَجَ عمر رضي الله عنه لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِيِّ ، فَطَافَ بِالْمَسْجِدِ وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ ، فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي أَظُنُّ لَوْ جَمَعْنَا هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَنْ يَقُومَ لَهُمْ فِي رَمَضَانَ، فَخَرَجَ عُمَرُ عَلَيْهِمْ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هِيَ، وَالَّتِي تَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي تَقُومُونَ - يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ - فَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ، وَكَانُوا يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي النِّصْفِ: «اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِوَعْدِكَ، وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَأَلْقِ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، إِلَهَ الْحَقِّ»، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيَدْعُو لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ خَيْرٍ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ قَال: وَكَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ لَعْنَةِ الْكَفَرَةِ، وَصَلاَتِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتِغْفَارِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَمَسْأَلَتِهِ: «اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ ، وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ لِمَنْ عَادَيْتَ مُلْحِقٌ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَهْوِي سَاجِدًا»(6) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهُمَّ»: بِمَعْنَى: يَا أَلله، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ، وَالْمِيمُ مَفْتُوحَةٌ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْمِيمِ قَبْلَهَا(7) .
2- قوله: «إياك نعبد» أي: لا نصرف أي نوع من العبادة الظاهرة والباطنة إلا لك، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال والأفعال والمعتقدات والبراءة من ضد ذلك.
3- قوله: «ولك نصلي ونسجد»: قال الخرشي : «أيْ: لَا نُصَلِّي، وَلَا نَسْجُدُ، وَلَا نَسْعَى، أَيْ: نُبَادِرُ فِي طَاعَتِك، وَعِبَادَتِك إلَّا لَك، وَخَصَّ السُّجُودَ، وَإِنْ كَانَ دَاخِلًا فِي عُمُومِ الصَّلَاةِ لِشَرَفِهِ؛ إذْ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»(8) .
4- قوله: «وإليك نسعى» أي: نسرع إليك جادين وطالبين منك الرضا.
قال الخطابي رحمه الله: «نخف في مرضاتك، ونسرع إلى طاعتك»(9) .
5- قوله: «ونحفد» أي: نسارع في طاعتك، وعبادتك وحدك، لا شريك لك، فالحفد هو إسراع العبد في طاعة مولاه، والمَحْفُود: الذي يَخْدِمُه أصحابه، ويُعَظِّمُونه، ويُسْرِعون في طاعَتِه، يقال: حَفَدْت، وأحْفَدْت، فأنا حافِد وَمَحْفُود، وحَفَدٌ وحَفَدَة جمع حافد، كخَدَم وكَفَرَة، وفي دُعاء القُنوت: «وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِد» أي نُسْرِع في العمل والخِدْمة(10) .
6- قوله: «نرجو رحمتك، ونخشى عذابك»: قال البهوتي : «نرجو: أي: نؤمِّل رحمتك، أي: سَعَة عطائك، ونخشى عذابك أي نخافه»(11) .
7- قوله: « إنَّ عَذَابَكَ بالكافرين مُلْحِقٌ»: واقع لاشك في ذلك وإن تأخر لفترة، قال ابن قتيبة رحمه الله: «مُلْحِق - بكسر الحاء، ولا تُفَتح - هكذا يُروْى هذا الحرف، يقال: لَحِقْتُ القوم، وألْحقتهم بمعنى واحد، ومُلْحِق في هذا الموضع بمعنى لاحق، ومن قال مُلْحَق - بفتح الحاء - أراد أنّ اللَّه جلَّ وعز يلحقه إيَّاه، وهو معنىً صحيح، غير أن الرِّواية هي الأولى، ومثل لاحق، ومُلحِق: تابع، ومُتْبِع، يقال: تِبِعْت القوم وأتبعتهم»(12) ، وقال ابن العربي : «إنَّ عَذَابَكَ بالكافرين مُلْحِقٌ»: - بكسر الحاء؛ لأنّه مفعل بمعنى فاعل، ويقال: مُلْحَق بفتح الحاء-: قد ألحق بالكافرين، والأوّل أحسن»(13) .
8- قوله: «اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك»: قال شيخ زاده : «يَا اللَّهَ، نَطْلُبُ مِنْك الْعَوْنَ عَلَى الطَّاعَةِ، وَنَطْلُبُ مِنْك الْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنَا، وَنَطْلُبُ مِنْك الْهِدَايَةَ»(14) .
9- قوله: «نثني عليك الخير كله»: لأنك أنت المستحق لجميع أنواع الثناء والمحامد فلك الكمال المطلق، وأنت أهل لأن تحمد، ويثنى عليك لذاتك وصفاتك وأفعالك وإحسانك، قال ابن علي صاحب درر الحكام الحنفي رحمه الله: «وَنُثْنِي: مِنْ الثَّنَاءِ، وَهُوَ الْمَدْحُ، وَانْتِصَابُ (الْخَيْرِ) عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْ: نُثْنِي عَلَيْكَ الثَّنَاءَ، فَيَكُونُ تَأْكِيدًا؛ لِأَنَّ الثَّنَاءَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِّ، كَقَوْلِهِمْ أَثْنَى عَلَيَّ شَرًّا»(15) ، وقال الشيخ الجمل رحمه الله: «(قَوْلُهُ: وَنُثْنِي عَلَيْك... إلَخ: كَأَنَّ الْمُرَادَ: نُثْنِي عَلَيْك بِكُلِّ مَا يَلِيقُ بِك، أَيْ: نَذْكُرُك بِالْخَيْرِ بِقَدْرِ الِاسْتِطَاعَةِ؛ لِأَنَّ الشَّخْصَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُثْنِيَ عَلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ، (قَوْلُهُ الْخَيْرَ): إمَّا مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ، أَيْ: الثَّنَاءَ الْخَيْرَ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ، أَيْ: بِالْخَيْرِ»(16) .
10- قوله: «لا نكفرك» أي: لا نكفر بك، ولا بشيء من نعمك.
قال الفيومي : «وكَفَرَ النعمة، و بالنعمة أيضاً: جحدها، وفي الدعاء «وَلاَ نكُفُرك» الأصل: ولا نكفر نعمتك، وكَفَرَ بكذا تبرأ منه... وكَفَرَ بالصانع نفاه، و عطّل، وهو الدُّهري والملحد... وكفَرتُهُ كَفراً: سترته،...كَفَرَ النعمة أي: غطاها، مستعار من كَفَر الشيء إذا غطاه، وهو أصل الباب، ويقال للفلاَّح: كَافِرٌ؛ لأنه يَكفُرُ البذر أي يستره»(17) ، وقال النووي : «أي: لا نجحدك نعمتك بعدم الشكر عليها»(18) ، وقال البعلي : «قال صاحب المشارق: فيها أصل الجحد؛ لأن الكافر جاحد نعمة ربه عليه، وساتر لها، ومنه: «تكفرن العشير»(19) يعني الزوج، أي: يجحدن إحسانه، والمراد هنا واللَّه أعلم: كفر النعمة؛ لاقترانه بـ(نشكرك، ونعبدك)... ومعنى العبادة: الطاعة مع الخضوع والتذلل، وهو جنس من الخضوع، لا يستحقه إلا اللَّه تعالى»(20) .
قوله: «وَنُؤْمِنُ بِك»: قال الأزهري المالكي رحمه الله: «أَيْ: نُصَدِّقُ بِوُجُوبِ وُجُودِك، وَجَمِيعِ مَا يَجِبُ لَك عَلَيْنَا»(21) ، وقال الصاوي رحمه الله: «أَيْ: نُصَدِّقُ بِوُجُوبِ وُجُودِك، وَعَظَمَتِك، وَقُدْرَتِك، وَوَحْدَانِيِّتِكَ، إلَى آخِرِ عَقَائِدِ الْإِيمَانِ»(22) .
11- قوله: «ونخضع لك» أي: بقلوبنا وجوارحنا، فكل ذلك لك، وقال الفيومي : «يَخْضَعُ، خُضُوعًا: ذلَّ، واستكان، فهو خَاضِعٌ، وأَخْضَعَهُ الفقر: أذله، والخُضُوعُ قريب من الخُشُوعِ، إلا أن الخشوع أكثر ما يستعمل في الصوت، والخضوع في الأعناق»(23) .
12- قوله: «نخلع من يكفرك» أي: نتبرأ ممن يكفرك ونخلص لك التوحيد ولرسولك المتابعة، قال ابن العربي : «نَخْلَعُ: أي: نترك من يكفرك، ونطرحه بأخرة، فلا يكون منّا في شيءِ، كما نخلع الثّوب عن الظّهر»(24) .
13- قوله: «ونخلع من يفجرك»: قال الراغب الأصفهاني : «وسمي الكاذب فاجراً؛ لكون الكذب بعض الفجور، وقولهم: ونخلع، ونترك من يفجرك، أي: من يكذبك، وقيل: من يتباعد عنك»(25) ، وقال الإمام النووي : «ونخلع من يفجرك: أي نترك من يعصيك، ويلحد في صفاتك، وهو - بفتح الياء، وضم الجيم -»(26) .

ما يستفاد من الحديث:

1- تحقيق العبادة لله وحده هو حق لله على عباده خلقهم من أجله وسيسألهم عنه، قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(27) ، وقال تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾(28) .
2- إمهال اللَّه للكافر هو استدراج له لقوله عز وجل: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾(29) ، وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(30) ، والمبلس هو الباهت الحزين الآيس من الخير لشدة ما نزل به من سوء الحال، ومعنى دابر أي: آخر، أي: أن اللَّه سيأخذهم جميعًا(31) .
وقد جاء في الحديث عنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ» ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾(32) »(33) .
وثبت في الحديث الآخر: عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ»، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾(34) »(35) .
3- المؤمن يوالي أحباب اللَّه ويعصي أعداءه فيفارقهم في عقائدهم وأعمالهم، ولا يواليهم بقلبه، ولا يكثر سوادهم، مع كونه غير منهي عن البر والقسط لهم ما لم يكونوا محاربين.
4- قال الإمام أحمد رحمه الله: «والصحيح أن يبدأ في الدعاء بهذا قبل دعاء: «اللَّهم اهدني فيمن هديت»(36) ؛ لأنه ثناء على اللَّه والثناء مقدم على الدعاء لأنه فتح لباب الدعاء»(37) .
5- هذا الدعاء أثر موقوف على عمر والموقوف: هو أحد أقسام الخبر باعتبار نهاية الإسناد إضافة إلى المرفوع والمقطوع.
أما المرفوع: فهو ما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصريحًا، أو حكمًا من: قوله، أو فعله، أو تقريره.
والموقوف: ما انتهى إلى الصحابي كذلك تصريحًا، أو حكمًا من: قوله، أو فعله، أو تقريره.
والمقطوع: هو ما انتهى غاية إسناده إلى التابعي وأضيف متنه إليه على ما سبق وكذلك اتباع التابعين(38) .

1 البيهقي، 2/ 210، والدعوات الكبير له، 2/ 146، وصححه الألباني في إرواء الغليل، برقم 2/ 171
2 عبيد بن عمير بن قتادة المؤذن، أبو عاصم المكي، ولد على عهد النبي  قاله مسلم، وعده غيره في كبار التابعين، وكان قاصَّ أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر. انظر: طبقات خليفة بن خياط، ص 279، وتقريب التهذيب، 1/ 644
3 ابن أبي شيبة، 2/ 106، برقم 7027، وصححها الألباني إرواء الغليل، 2/ 170، وقال النووي في الأذكار، ص 89 عن قنوت عمر: «وهو موقوف صحيح موصول»
4 عبد الملك بن سويد، سمع ابن سيرين، روى عنه عبد اللَّه بن زياد بن درهم، انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، 5/ 353
5 ابن أبي شيبة 2/ 106، برقم 7029، ومراسيل أبي داود، ص 82، وأشار إلى تقويته الألباني في إرواء الغليل، 2/ 171
6 صحيح ابن خزيمة، 1/ 155، برقم 1100، وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة
7 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
8 شرح مختصر خليل للخرشي، 1/ 283
9 غريب الحديث للخطابي، 2/ 111
10 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1 / 406، مادة (حفد)
11 شرح منتهى الإرادات، 1/ 240
12 غريب الحديث لابن قتيبة، ص 171
13 المسالك في شرح موطأ مالك، 3/ 126
14 مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، 1/ 192
15 درر الحكام شرح غرر الأحكام، 2/ 5
16 حاشية الجمل على شرح المنهج، 1/ 371
17 المصباح المنير، 2/ 535، مادة (كفر)
18 إعانة الطالبين، للنووي، 1/ 160
19 صحيح مسلم، برقم 79
20 المطلع على أبوات المقنع، ص 93
21 الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، 1/ 185
22 حاشية الصاوي على الشرح الصغير، 2/ 53
23 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 172، مادة (خضع)
24 المسالك في شرح موطأ مالك، 3/ 125
25 مفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص 373
26 المجموع شرح المهذب، للنووي، 3/ 502
27 سورة الذاريات، الآية: 56
28 سورة الأعراف، الآية: 6
29 سورة القلم، الآية: 45
30 سورة الأنعام، الآيتان: 44- 45
31 تفسير الجزائري، ص 454
32 سورة الأنعام، الآية: 44
33 مسند أحمد، 28/ 547، برقم 17311، والطبراني في الكبير، 17/330، برقم 913، وفي الأوسط، 9/110، برقم 9272، وحسنه محققو المسند، 28/ 17311. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 562
34 سورة هود، الآية: 102
35 البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد﴾ هود :102، برقم 4686، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، برقم 2583
36 أخرجه أصحاب السنن عن الحسن بن علي ب: أبو داود، 425، والترمذي، برقم 464، والنسائي، برقم 1745، وابن ماجه، برقم 1178، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2/ 172، وتقدم تخريجه قريبًا في حديث المتن رقم 116
37 الشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 20
38 انظر: نزهة النظر لابن حجر، 56: 63


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب