جزاك الله خيرا

حصن المسلم | الدعاء لمن صنع إليك معروفًا | جزاك الله خيرا

جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا (1).

‘If someone does you a favour and you say: Jazakal-lahu khayran.
‘May Allah reward you with goodness.’ …then you have indeed excelled in praising him.


(1) أخرجه الترمذي، برقم 2035، وانظر: صحيح الجامع، 6244 وصحيح الترمذي، 2/200.

شرح معنى جزاك الله خيرا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

675- عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» (1).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله:: «أسدى معروفاً»: قال ابن الأثير : «أسدى وأولى بمعنى: أعطى..» (2).
2- قوله: «معروفاً»: قال ابن الأثير : «المعروف: صفة لمحذوف: أي شيئاً معروفاً، والمراد به: الجميل، والبر، والإحسان في القول والعمل» (3).
3- قوله: «من صُنع إليه معروف»: إما بالفعل أو بالقول، قال ابن منظور : «والصُّنْعُ: الرِّزْق، والصُّنْعُ – بالضم -: مصدر قولك: صَنَعَ إِليه معروفاً، تقول صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً، واصْطَنَعه، كلاهما قَدَّمه، وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي: فَعَلَ، والصَّنِيعةُ ما اصْطُنِعَ من خير، والصَّنِيعةُ ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروفٍ، أَو يدٍ إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها، وجمعها الصَّنائِعُ» (4).
4- قوله: «جزاك الله خيراً»: قال المناوي :: «أي: قضى لك خيراً وأثابك عليه : يعني أطلب من اللَّه أن يفعل ذلك بك» (5).
5- قوله: «أبلغ في الثناء»: أي: بالغ في الشكر، قال المناوي :: «أي: بالغ فيه، وبذل جهده في مكأفاته عليه بذكره بالجميل، وطلبه له من اللَّه تعالى الأجر الجزيل، فإن ضم لذلك معروفاً من جنس المفعول معه، كان أكمل، هذا ما يقتضيه هذا الخبر، لكن يأتي في آخر ما يصرح بأن الاكتفاء بالدعاء إنما هو عند العجز عن مكافأته بمثل ما فعل معه من المعروف» (5).

ما يستفاد من الحديث:

1- قال الصنعاني : «اشتمل على الدعاء والثناء لأن طلب الجزاء من اللَّه يدل على أنه قد أسدى إليه إنعامًا، وأنه قد اعترف به وطلب من الله تعالى أن يكافئه؛ لأنه ليس في قدرته مكافأته، ونكَّر الخير لإفادة التعظيم فقد أبلغ في الثناء» (6).
2- الحث على شكر من أحسن إلى الشخص، وهذا لا ينافي شكر اللَّه عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر الناس، لم يشكر اللَّه» (7)؛ لأن الذي يشكر الناس من باب أولى أن يشكر رب الناس فهو صاحب الإحسان كله، قال اللَّه عز وجل: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ (8).
3- المسلم مدعو إلى مقابلة السيئة بالحسنة أو بسيئة مثلها لقوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ (9) ، فما بالك بمن أحسن إليك؟ قال اللَّه تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ (10)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» (11).
4- في الحديث الآخر عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ، وَمَنِ اسْتَجَارَكُمْ فَأَجِيرُوهُ» (12).
5- قال العلامة ابن عثيمين : «إذا صنع إليك إنسان معروفاً بمال، أو مساعدة، أو علم، أو جاه يعني توجه لك أو غير ذلك؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تكافئ صانع المعروف، فقال: «من صنع إليكم معروفاً فكافئوه»، والمكافأة تكون بحسب الحال من الناس، من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له، ولا يرضى أن تكافئه بمال؛ فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة، وله جاه وشرف في قومه، إذا أهدى إليك شيئاً فأعطيته مثل ما أهدى إليك، رأى في ذلك قصوراً في حقه، لكن مثل هذا ادع اللَّه له؛ فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه، ومن ذلك أن تقول له: «جزاك اللَّه خيراً» إذا أعطاك شيئاً، أو نفعك بشيء، فقل له: جزاك اللَّه خيراً، فقد أبلغت في الثناء؛ وذلك لأن اللَّه تعالى إذا جزاه خيراً، كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة» (13).

1 الترمذي، برقم 2035، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6244
2 جامع الأصول، 2/ 561
3 جامع الأصول، 2/ 562.
4 لسان العرب، 8/ 208، مادة (صنع).
5 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 1/ 526.
6 التنوير شرح الجامع الصغير، 2/ 158.
7 أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، برقم 1955، ومسند أحمد، 12/ 472، برقم 7504، وصححه محققو المسند، والألباني في صحيح الجامع، برقم 6541.
8 سورة القصص، الآية: 77.
9 سورة الشورى، الآية: 40.
10 سورة الرحمن، الآية: 60.
11 أبو داود، كتاب الزكاة، باب عطية من سأل باللَّه، ولفظه كاملاً: «عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 1762.
12 أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرجل يستعيذ من الرجل، برقم 5109، ومسند أحمد، 9/ 266، برقم 5365، وصححه محققو المسند.
13 شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 1498.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 8, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب