Allahumma AAalimal-ghaybi washshahadah, fatiras-samawati wal-ard, rabba kulli shayin wamaleekah, ashhadu an la ilaha illa ant, aAAoothu bika min sharri nafsee wamin sharrish-shaytani washirkih, wa-an aqtarifa AAala nafsee soo-an aw ajurrahu ila muslim. ‘O Allah, Knower of the seen and the unseen, Creator of the heavens and the earth, Lord and Sovereign of all things I bear witness that none has the right to be worshipped except You. I take refuge in You from the evil of my soul and from the evil and shirk of the devil, and from committing wrong against my soul or bringing such upon another Muslim.’ shirk: to associate others with Allah in those things which are specific to Him. This can occur in (1) belief, e.g. to believe that other than Allah has the power to benefit or harm, (2) speech, e.g. to swear by other than Allah and (3) action, e.g. to bow or prostrate to other than Allah.
(1) أبو داود، 4/ 317، برقم 5067، والترمذي، برقم 3629، وانظر: صحيح الترمذي 3/142 .
شرح معنى اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد
1- قوله: «اللهم»: قال ابن منظور : «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ» (2) . 2- قوله: «عالم» أي: أن علم اللَّه محيط بالسرائر، والخفيات، والظواهر، والبواطن، وهذا معنى العليم، والعلاَّم، قال العلامة السعدي : «العالم بكل شيء، أخبره بمدة لبثهم، وأن علم ذلك عنده وحده، فإنه من غيب السموات والأرض، وغيبها مختص به، فما أخبر به عنها على ألسنة رسله، فهو الحق اليقين، الذي لا يشك فيه، وما لا يطلع رسله عليه، فإن أحداً من الخلق، لا يعلمه» (3) . 3- قوله: «الغيب»: هو كل ما غاب عن العباد مشاهدةً، وإدراكًا، قال العلامة السعدي : «التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر، إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره، ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر اللَّه، وخبر رسوله، فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر؛ لأنه تصديق مجرد للَّه ورسله، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر اللَّه به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم يشاهده، وسواء فهمه وعقله، أو لم يهتد إليه عقله وفهمه... ويدخل في الإيمان بالغيب، الإيمان بـجميع ما أخبر اللَّه به من الغيوب الماضية، والمستقبلة، وأحوال الآخرة، وحقائق أوصاف اللَّه وكيفيتها، وما أخبرت به الرسل من ذلك، فيؤمنون بصفات اللَّه ووجودها، ويتيقنونها، وإن لم يفهموا كيفيتها» (4) . 4- قوله: «والشهادة»: كل ما شاهده العبد من الأمور المحسوسة، قال القرطبي : «عالم الغيب والشهادة: أي: هو عالم بما غاب عن الخلق، وبما شهدوه» (5) ، وقال العلامة السعدي : إنه يعلم ما غاب عن العباد من الجنود والمخلوقات التي لا يعلمها إلا هو وما يشاهدونه من المخلوقات (6) . 5- قوله: «فاطر السموات والأرض» أي: ابتدأ خلقهما، قال تعالى: ﴿قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾سورة الإسراء، الآية: 51، قال الطيبي : «وفاطر السموات والأرض»: أي مبدعهما ومخترعهما» (7) ، وقال الإمام ابن كثير : «أَيْ: خَلَقَهُمَا وَابْتَدَعَهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ» (8) . 6- قوله: «رب كل شيء»: من إنس، وجن، وملائكة، وجمادات، وغير ذلك جميع المخلوقات؛ لأن كل مخلوق مربوب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «ولا وجود لشيء إلا بقدرته، ومشيئته، فهو إله الخلق كلهم، لا إله غيره، ولا صلاح للخلق إلا بأن يكون هو المعبود المقصود بالقصد الأول من جميع حركاتهم، فكما أن ما لا يريده ويشاؤه لا يكون، فما لا يراد لأجله ويقصد له؛ فإنه فاسد، لا صلاح فيه، فكل عمل باطل، إلا ما أريد به وجهه» (9) ، وقال الحافظ ابن حجر : «ربكُم وَرب آبائكم الْأَوَّلين، وَالْأَرْوَاحُ مَرْبُوبَةٌ، وَكُلُّ مَرْبُوبٍ مَخْلُوقُ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (10) . 7- قوله: «ومليكه»: أي: مالكه متصرف فيه على حسب إرادته، وحكمته، قال اللَّه تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾سورة الأعراف، الآية: 54 ، قال العيني : «الَّذِي بِيَدِهِ الْملك، والإحياء، والإماتة» (11) . 8- قوله: «أشهد أن لا إله إلا أنت» أي: أقر، وأعترف بتفردك بالألوهية الحق، و بالخلق، والرزق، والتدبير، وأن إليك المرجع والمآب؛ لأنه لا معبود بحق إلا أنت، وقال الإمام ابن القيم : «مَعْنَاهُ، أَعْلَمُ وَأُبَيِّنُ،...وَإِنَّمَا حَقِيقَةُ الشَّهَادَةِ هُوَ تَيَقُّنُ الشَّيْءِ وَتَحَقُّقُهُ مِنْ شَهَادَةِ الشَّيْءِ أَيْ حُضُورِهِ (12) . 9- قوله: «أعوذ بك» أي: ألجأ إليك، وأستجير بك، وأتحصّن قال الراغب الأصفهاني : «والعوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به.... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك (13) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: فَنَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ ... وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛... ويُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الْمَوْجُودِ أَنْ لَا يُضَرَّ، وَيُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الضَّارِّ الْمَفْقُودِ أَنْ لَا يُوجَدَ» (14) . 10- قوله: «من شر نفسي» أي: إذا أمَرتَني بسوء، وجرَّتني إلى الشهوات والشبهات، قال ابن القيم : «استعاذ صلى الله عليه وسلم من شرها عموماً، ومن شر ما يتولد منها من الأعمال، ومن شر ما يترتب على ذلك من المكاره، والعقوبات، وجمع بين الاستعاذة من شر النفس، وسيئات الأعمال» (15) . 11- قوله: «ومن شر الشيطان»: اسم لإبليس الملعون، مأخوذ من شطن أي: بَعُدَ، وإنما سُمّي بذلك؛ لأنه بعيد عن رحمة اللَّه (16) ، قال الإمام ابن القيم : «أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، ولم يقل: من شر وسوسته: لتعم الاستعاذة: شره جميعه» (17) . 12- قوله: «وشركه»: شِرْكه - بكسر الشين، وسكون الراء -: وسوسته للعبد للإشراك باللَّه، ويجوز أن تفتح الشين والراء، فيقال: وشَرَكه، أي حبائله، ومصايده، قال الصنعاني : «ما يدعو إليه، ويوسوس به من الإشراك باللَّه تعالى، وهذا على رواية كسر السين، وسكون الراء، ويروى بفتحهما، أي: حبائله، ومصائده، واحدها شركة، فإن قلت: لما قُدمت الاستعاذة من شر النفس على الاستعاذة من شر الشيطان، مع أن دفع كيده أهم؛ فإنه لا يأتي الشر للنفس إلا من وسوسته» (18) . 13- قوله: «وأن أقترف على نفسي سوءًا»: أي: ألمّ به، وأقع فيه، فأتردّى بسببه في النار، إن لم تتجاوزعني، قال العلامة ابن عثيمين : «أقترف: يعني أجرُّ على نفسي سوءاً، أو أجرُّه إلى مسلم» (19) . 14- قوله: «أو أجره إلى مسلم»: أي : أتسبب في جر الإيذاء لأي مسلم، فأحمل بذلك الأوزار المضاعفة، قال الإمام ابن القيم : «فذكر مصدري الشر، وهما: النفس، والشيطان، وذكر مورده، ونهايتيه، وهما: عوده على النفس، أو على أخيه المسلم، فجمع الحديث مصادر الشر، وموارده في أوجز لفظه، وأخصره، وأجمعه، وأبينه» (20) .
ما يستفاد من الحديث:
سبق ذكرها في شرح الحديث رقم 85 من أحاديث المتن.
1
أبو داود، برقم 5067، والترمذي، برقم 3392، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، برقم 2701
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .