Jabir Ibn ‘AAabdullah (Peace Be Upon Him) related that the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) said: ‘Verily, the best supplication is: Alhamdu lillah ‘All praise is for Allah.’ …and indeed, the best form of remembrance is: La ilaha illal-lah. ‘None has the right to be worshipped except Allah.
(1) الترمذي، 5/ 462، برقم 3383، وابن ماجه، 2/ 1249، برقم 3800، والحاكم، 1/503،وصححه ووافقه الذهبي، وانظر: صحيح الجامع، 1/362.
شرح معنى إن أفضل الدعاء الحمد لله وأفضل الذكر لا إله إلا الله
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
1062- لفظ الترمذي وابن ماجه عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ» (1). 1063- ولفظ البيهقي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» (2). 1064- وعَنْ مُطَرِّفٍ : قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ إِنِّي لَأُحَدِّثُكَ بِالْحَدِيثِ الْيَوْمَ لِيَنْفَعَكَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ: اعْلَمْ أَنَّ «خَيْرَ عِبَادِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ، وَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَعْمَرَ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِهِ فِي الْعَشْرِ، فَلَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ، ارْتَأَى كُلُّ امْرِئٍ بَعْدَمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْتَئِيَ» (3). 1065- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا شَيْءٌ أَكْثَرَ مَعَاذِيرَ مِنَ اللَّهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحَمْدِ» (4).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «أفضل الذكر: لا إله إلا اللَّه»: قال الطيبي : الذكر «إنما جعل التهليل أفضل الذكر؛ لأن لها تأثيراً في تطهير الباطن عن الأوصاف الذميمة التي هي معبودات في باطن الذاكر» (5). 2- قوله: «أفضل الدعاء: الحمد للَّه»: أي: أتمه، وأكمله، قال ابن عبد البر : « فإن الذكر كله دعاء» (6)، وقال الطيبي : «أفضل الدعاء؛ لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله، وأن يطلب منه حاجته» (7). 3- قوله: «الحمد للَّه كثيراً»: قال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ ... فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى» (8)، وقال ابن هبيرة : «كثيرًا ها هنا: صفة مصدر محذوف بتقدير فعل، يأتي المصدر مؤكدًا له، والنكرة في هذا المقام أعم من المعرفة» (9). 4- قوله:«لا إله إلا اللَّه»: أي: قال العلامة ابن عثيمين : «يعني: لا معبود بحق إلا اللَّه سبحانه وتعالى، وألوهية اللَّه فرع عن ربوبيته » (10).
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان فضيلة الحمد لأن حمد اللَّه يتضمن أصلين عظيمين، الأول الإخبار بمحامده عز وجل وصفات كماله، والثاني محبة اللَّه والشوق إليه. 2- على المسلم أن يكثر من حمد اللَّه بلسانه وقلبه وجوارحه. 3- قال شيخ الإسلام : فسمى الحمد للَّه دعاء، وهو ثناء محض؛ لأن الحمد متضمن الحب والثناء، والحب أعلى أنواع الطلب، فالحامد طالب للمحبوب، فهو أحق أن يسمى داعيًا من السائل الطالب، فالحمد دعاء على الحقيقة (11) . 4- لكلمة التوحيد أثر عظيم في تطهير النفس عن كل وصف مذموم فهي تعلق القلب باللَّه وحده لمن فهم معناها وجاهد نفسه عليها فلابد من العلم والاعتقاد والنطق والإخبار بأنه لا معبود بحق إلا هو ولا تنفع هذه الكلمة قائلها حتى يكفر ويبغض ويتبرأ من عبادة الطواغيت، قال اللَّه تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(12) وقال: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)(13)؛ فلذلك جعلت أفضل الذكر. 5- قال ابن عبد البر : «وَفِيهِ تَفْضِيلُ الدُّعَاءِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ، وَتَفْضِيلُ الْأَيَّامِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِتَوْقِيفٍ... وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الذِّكْرِ، فَقَالَ مِنْهَا قَائِلُونَ: أَفْضَلُ الْكَلَامِ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَمَا كَانَ مِثْلُهُ فَإِنَّهَا كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَقَالَ آخَرُونَ: أَفْضَلُ الذِّكْرِ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، فَفِيهِ مَعْنَى الشُّكْرِ وَالثَّنَاءِ، وَفِيهِ مِنَ الْإِخْلَاصِ مَا فِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ اللَّهَ افْتَتَحَ بِهِ كَلَامَهُ، وَخَتَمَ بِهِ، وَأَنَّهُ آخِرُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَنَّةِ» (14).
1
البيهقي في شعب الإيمان، 6/ 213، والشكر، لابن أبي الدنيا، ص 37
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .