Ibn AAumar (Peace Be Upon Him) said: It would be counted that the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) would say one hundred times at any one sitting before getting up: Rabbigh-fir lee watub AAalay, innaka antat-tawwabul-ghafoor. ‘O my Lord, forgive me and turn towards me (to accept my repentance). Verily You are The Oft-Returning. The Oft-Forgiving.
(1) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم. الترمذي، برقم 3434، وابن ماجه، برقم 3814، وانظر: صحيح الترمذي، 3/153، وصحيح ابن ماجه، 2/321، ولفظه للترمذي.
شرح معنى رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
664- لفظ الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ: كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ» (1). 665- لفظ أبي داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (2). 666- لفظ أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ» حَتَّى عَدَّ الْعَادُّ بِيَدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (3).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «كان يعد لرسول اللَّهصلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة»: قال ابن فارس : «فالعَدُّ: إحصاء الشيء، تقول: عددت الشيءَ أعُدُّه عَدّاً، فأنا عادٌّ، والشيء معدود، والعَديد: الكثرة، وفلانٌ في عِداد الصَّالحين، أي يُعَدُّ معهم، والعَدَد: مقدار ما يُعَدُّ، ويقال: ما أكثَرَ عديدَ بني فلان وعَدَدهم. وإنّهم ليتعادُّون ويتعدَّدُون على عشرة آلاف، أي: يزيدون عليها» (4)، قال الطيبي : «المعنى: كنا نكثر أن نعد لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قول: «رب اغفر لي» مائة مرة» (5). 2- قوله: «رب اغفر لي»: أي: أطلب منك المغفرة وهي الصفح عن الذنوب وتبديلها إلى حسنات. قال ابن الجوزي : «الغفران: تغطية الذنب بالعفو عنه، والغفر: الستر، وغَفَرَ الخزُّ والصوفُ ما علا فوق الثوب منها... » (6)، وقال الإمام النوي : «ومعنى سؤاله صلى الله عليه وسلم المغفرة، مع أنه مغفور له، أنه يسأل ذلك تواضعاً، وخضوعاً، وإشفاقاً، وإجلالاً؛ وليقتدى به في أصل الدعاء، والخضوع، وحسن التضرع في هذا الدعاء المعين» (7). 3- قوله: «وتب علي» أي: وفقني لتوبة نصوح تقبلها مني، وتَجُبُّ بها ما مضى من الذنوب. قال الحافظ ابن حجر : «والتَّوبَة تَرك الذَّنب عَلَى أَحَد الأَوجُه . وفِي الشَّرع تَرك الذَّنب لِقُبحِهِ ، والنَّدَم عَلَى فِعله ، والعَزم عَلَى عَدَم العَود ، ورَدّ المَظلِمَة إِن كانَت أَو طَلَب البَراءَة مِن صاحِبها ، وهِيَ أَبلَغ ضُرُوب الاعتِذار ، لأَنَّ المُعتَذِر إِمّا أَن يَقُول لا أَفعَل فَلا يَقَع المَوقِع عِند مَن اعتَذَرَ لَهُ لِقِيامِ احتِمال أَنَّهُ فَعَلَ لا سِيَّما إِن ثَبَتَ ذَلِكَ عِنده عَنهُ ، أَو يَقُول فَعَلت لأَجلِ كَذا ويَذكُر شَيئًا يُقِيم عُذره وهُو فَوق الأَوَّل ، أَو يَقُول فَعَلت ولَكِن أَسَأت وقَد أَقلَعت وهَذا أَعلاهُ انتَهَى مِن كَلام الرّاغِب مُلَخَّصًا، وقالَ : القُرطُبِيّ فِي المُفهِم: اختَلَفَت عِبارات المَشايِخ فِيها، فَقائِل يَقُول إِنَّها النَّدَم، وآخَر يَقُول إِنَّها العَزم عَلَى أَن لا يَعُود، وآخَر يَقُول الإِقلاع عَن الذَّنب، ومِنهُم مَن يَجمَع بَين الأُمُور الثَّلاثَة وهُو أَكمَلها غَير أَنَّهُ مَعَ ما فِيهِ غَير مانِع ولا جامِع، أَمّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُ قَد يَجمَع الثَّلاثَة، ولا يَكُون تائِبًا شَرعًا، إِذ قَد يَفعَل ذَلِكَ شُحًّا عَلَى ماله، أَو لِئَلاَّ يُعَيِّرهُ النّاس بِهِ، ولا تَصِحّ التَّوبَة الشَّرعِيَّة إِلاَّ بِالإِخلاصِ، ومَن تَرَكَ الذَّنب لِغَيرِ الله لا يَكُون تائِبًا اتِّفاقًا، وأَمّا ثانِيًا فَلأَنَّهُ يَخرُج مِنهُ مَن زَنَى مَثَلاً ثُمَّ جُبَّ ذَكَره فَإِنَّهُ لا يَتَأَتَّى مِنهُ غَير النَّدَم عَلَى ما مَضَى» (8). 4- قوله: «إنك أنت التواب»: أي: الذي يتوب على عبده ويقبل توبته كلما تكررت التوبة تكرر القبول (9) . قال الحافظ ابن حجر : «وقَد قالَ الحَلِيمِيّ فِي تَفسِير التَّوّاب فِي الأَسماء الحُسنَى: أَنَّهُ العائِد عَلَى عَبده بِفَضلِ رَحمَته، كُلَّما رَجَعَ لِطاعَتِهِ، ونَدِمَ عَلَى مَعصِيَته، فَلا يُحبِط عَنهُ ما قَدَّمَهُ مِن خَير، ولا يَحرِمهُ ما وعَدَ بِهِ الطّائِع مِنَ الإِحسان، وقالَ الخَطّابِيُّ: التَّوّاب الَّذِي يَعُود إِلَى القَبُول كُلَّما عادَ العَبد إِلَى الذَّنب وتابَ» (10). 5- قوله: «الغفور»: الذي يكثر الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته (11) . قال ابن منظور: «الغَفُورُ الغَفّارُ:... السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ... وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا... وَقَدْ غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (12). 6- قوله: «إنك أنت التواب الرحيم»: قال الطبري : «إنك أنت العائد على عبادك بالفضل، والمتفضل عليهم بالعفو والغفران، الرحيم بهم، المستنقذ من تشاء منهم برحمتك من هلكته، المنجي من تريد نجاته منهم برأفتك من سخطك» (13).
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .