85- لفظ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» هذا لفظ مسلم وغيره (1) . 86- ولفظ الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ، لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى» (2) . 87- ولفظ أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى كَذَلِكَ، لَمْ يُوَافِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى» (3) . 88- ولفظ ابن حبان: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وَإِذَا أَمْسَى مِائَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» (4) . 89- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» (5) . 90- ولفظ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» (6) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «سبحان اللَّه»: أي: أنزه ربي، وخالقي عن كل عيب، ونقص، فهو له الأسماء الحسنى، والصفات العُلا، ومن لوازم ذلك نفي الشريك، والصاحبة، والولد، وجميع الرذائل، ويطلق التسبيح، ويراد به جميع ألفاظ الذكر، ويطلق ويراد به النافلة، وأما صلاة التسابيح، فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها، وقال ابن الأثير : «التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعاً...، فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه» (7) . 2- قوله: «وبحمده»: أي: بتوفيقك، وإعانتك ياربي سبحتك، واللَه عز وجل هو الحميد في ذاته، وأفعاله، وأسمائه، وصفاته، وهو الذي افتتح الخلق بالحمد بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾سورة الأنعام، الآية: 1 ، وهو الذي ختم أمر العالم بالحمد بقوله: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾سورة الزمر، الآية: 75 ، نَزَّه اللَّه «عما يصفه به الواصفون، وسَلَّمَ على المرسلين لسلامة ما وصفوه به من كل نقص وعيب، وحمد نفسه؛ إذ هو الموصوف بصفات الكمال التي يستحق لأجلها الحمد، ومنزه عن كل نقص ينافي كمال حمده» (8) . والحمد هو الثناء، والثناء ناشئ عن التوفيق للخير، والإنعام على المثني، فنزل الناشئ عن السبب منزلة السبب، فقال: ونحن نسبح بحمدك، أي بتوفيقك، وإنعامك، والحمد مصدر مضاف إلى المفعول نحو قوله: من دعاء الخير، أي بحمدنا إياك (9) . 3- قوله: «مائة مرة»: أي: من نوى المائة قالها؛ فيكون بذلك ذكرًا مقيدًا، والحكمة في تحديد المائة يعلمها اللَّه تعالى وحده، قال القاضي عياض : «ذكر هذا العدد من المائة، وهذا الحصر لهذه الأذكار لا دليلَ على أنها غايةٌ، وحدٌّ لهذه الأجور» (10) . 4- قوله: «لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به»: قال المباركفوري : «قال القاري: أي فيهما، بأن يَأْتِيَ بِبَعْضِهَا فِي هَذَا، أَوْ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَهُوَ الْأَظْهَرُ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، أَيِ الْقَائِلُ بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ الْمِائَةِ الْمَذْكُورَةِ، ...قَالَ الطِّيبِيُّ أَنْ يَكُونَ مَا جَاءَ بِهِ أَفْضَلَ مِنْ كُلِّ مَا جَاءَ بِهِ غَيْرُهُ... » (11) . 5- قوله: «إلا أحد قال مثل ما قال»: قال المباركفوري: «إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ، وَأُجِيبَ أَنَّ الِاعْتِرَاضَ الْمَشْهُورَ بِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ مُنْقَطِعٌ، أَوْ كَلِمَةَ أَوْ بِمَعْنَى الْوَاوِ ، إِلَّا مِمَّا جَاءَ بِهِ مَنْ قَالَ مِثْلَهُ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ، قِيلَ: الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ، وَالتَّقْدِيرُ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَهُ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِمُسَاوَاتِهِ، فَلَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا إِلَّا عَلَى تَأْوِيلِ نَحْوِ قَوْلِهِ وَبَلْدَةٌ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، وَقِيلَ بِتَقْدِيرِ: لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ، أَوْ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ... إِلَخْ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلٌ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ» (11) . 6- قوله: «أو زاد عليه»: أي: من نوى الزيادة على المائة، فهو أفضل ممن اقتصر على المائة، ويكون بذلك ذكرًا مطلقًا، وعلى هذا فإن الزيادة لا تضر، بل الذي يضر هو النقصان. قال النووي : وليس هذا من الحدود التي نُهي عن اعتدائها، ومجاوزة أعدادها، وأن الزيادة لا فضل فيها، أو تبطلها، كالزيادة في عدد الطهارة، وعدد ركعات الصلاة، ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير، لا من نفس التهليل، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة؛ سواء كانت من التهليل، أو من غيره، وهذا الاحتمال أظهر، واللَّه أعلم (12) . 7- «غُفِرَتْ ذنوبه»: أي: سُتِرت بمحوها، مع التجاوز عن المؤاخذة ومناقشة الحساب، قال ابن منظور: «الغَفُورُ الغَفّارُ:... السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ... وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا... وَقَدْ غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (13) .
ما يستفاد من الحديث:
1- الحث على تسبيح اللَّه وحمده بالغدو والآصال، وذلك الأمر يجعل صاحبه معلقاً قلبه بمن يعلم السر وأخفى. 2- السنة عقد هذه التسبيحات بيده اليمنى على أنامل أصابعه؛ اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ قال عبد اللَّه بن عمرو ب: «رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه» (14) . 3- إثبات محبة اللَّه للحمد، والثناء عليه عز وجل؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إن ربك يحب الحمد» (15) ، وذلك لمَّا قال الأسود بن سريع رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم: «إني مدحت ربي بمحامد». 4- قال ابن القيم : (16) : وحمد اللَّه على قسمين: أ – حمد الأسماء والصفات، وهذا متضمن للثناء عليه بكماله، القائم بذاته، وعلى ما له من الأسماء الحسنى، والصفات العُلا. ب – حمد النعم، والآلاء: وهذا مشهود للخليقة: برّها، وفاجرها، مؤمنها، وكافرها، وذلك ظاهر بإجابة دعوة المضطرين، وإغاثة الملهوفين، وابتداؤه بالنعم قبل السؤال، ومن غير استحقاق، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها. 5- قال النووي : وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر لمن قال هذا في يومه؛ سواء قاله متواليًا، أو متفرقًا في مجلس واحد، أو في مجالس، ولكن الأفضل أن يأتي به متواليًا أول النهار؛ ليكون حرزًا له في جميع نهاره (17) .
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .