الله أكبر الله أكبر الله أكبر

حصن المسلم | دعاء السفر | الله أكبر الله أكبر الله أكبر

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ (1).

Allahu akbar, Allahu akbar, Allahu akbar, subhanal-lathee sakhkhara lana hatha wama kunna lahu muqrineen, wa-inna ila rabbina lamunqaliboon, allahumma inna nas-aluka fee safarina hatha albirra wattaqwa, waminal-AAamali ma tarda, allahumma hawwin AAalayna safarana hatha, watwi AAanna buAAdah, allahumma antas-sahibu fis-safar, walkhaleefatu fil-ahl, allahumma innee aAAoothu bika min waAAtha-is-safar, waka-abatil-manthar, wasoo-il-munqalabi fil-mali wal-ahl.
‘Allah is the greatest, Allah is the greatest, Allah is the greatest, How perfect He is, The One Who has placed this (transport) at our service, and we ourselves would not have been capable of that, and to our Lord is our final destiny. O Allah, we ask You for birr and taqwa in this journey of ours, and we ask You for deeds which please You. O Allah, facilitate our journey and let us cover it’s distance quickly. O Allah, You are The Companion on the journey and The Successor over the family, O Allah, I take refuge with You from the difficulties of travel, from having a change of hearts and being in a bad predicament, and I take refuge in You from an ill fated outcome with wealth and family.’ birr and taqwa: two comprehensive terms which individually, refer to all good actions and obedience i.e. performing the commanded actions and avoiding the prohibited actions. When combined together, birr refers to doing those actions which have been commanded and taqwa refers to avoiding those actions which have been prohibited. A successor: one who succeeds another due to the latter’s absence or death. This is the correct meaning of the word khaleefah; thus, it is incorrect to believe that Adam is the khaleefah (vicegerent, as is commonly translated) of Allah on earth because Allah is never absent, and will never die. This supplication proves the correct understanding of this term and shows that Allah succeeds us and guards whom we leave behind when we die or are absent. …upon returning the same supplication is recited with the following addition: Ayiboona, ta-iboona, AAabidoona, lirabbina hamidoon. ‘We return, repent, worship and praise our Lord.


(1) مسلم، 2/ 978، برقم 1342.

شرح معنى الله أكبر الله أكبر الله أكبر

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

722- لفظ مسلم عن عَلِيّ الْأَزْدِيِّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ»، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» (1).
723- ولفظ أبي داود أَنَّ عَلِيًّا الْأَزَدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ب عَلَّمَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بِعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنِ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْبُعْدَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ».
وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».
وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجُيُوشُهُ إِذَا عَلَوْا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ» (2).
724- ولفظ الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ كَبَّرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا مِنَ البِرِّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا المَسِيرَ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَ الأَرْضِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا، وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا»، وَكَانَ يَقُولُ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ: «آيِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» (3).
725- وفي رواية لمسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ رضي الله عنه ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ» (4).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّه أكبر» أي: أكبر من كل كبير فهو عز وجل كبير الشأن، كبير القدر، كبير عن مشابهة أحد من خلقه، وقال ابن الأثير : «معناه اللّه الكْبير، وقال النحويون: معناه اللّه أكبر من كل شيء» (5).
2- قوله: «سبحان الذي سخر لنا هذا»: قال العلامة ابن عثيمين : سبحان: تدل على التنزيه: يعني تنزيه اللَّه عز وجل عن الحاجة، وعن النقص» (6)، وقال ابن الجوزي : «سخّر: بمعنى ذلّل لنا هذا المركوب، نجري به حيث نشاء» (7).
3- قوله: «وما كنا له مقرنين»: قال الطيبي : «مقرنين: مطيقين مقتدرين، ... وهو اعتراف بعجزه، وأن تمكنه من الركوب عليه بإقدار اللَّه تعالى، وتسخيره إياه» (8).
4- قوله: «وإنا إلى ربنا لمنقلبون»: قال الطيبي : «ومنقلبون: راجعون إليه، وفيه تنبيه على أن السفر الأعظم الذي بصدده، وهو الرجوع إلى اللَّه تعالى» (9).
5- قوله: «اللهم إني نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى»: البر فعل الطاعات والتقوى ترك المعاصي والذنوب (10)، قال الإمام ابن رجب : «فقدْ يكونُ المرادُ بالبرِّ: معاملةَ الخلقِ بالإحسانِ ، وبالتَقوى: معاملةَ الحقّ بفعلِ طاعتِهِ، واجتنابِ محرماتِه، وقد يكونُ أُريدَ بالبرّ: فعلُ الواجباتِ، وبالتقوى: اجتنابُ المحرماتِ» (11)، وقال ابن علان : «البر - بكسر الموحدة -: أي: الخير، والفضل، أو عمل الطاعة، وعليه فعطف قوله: «والتقوى» من عطف العام على الخاص إن أريد بها الكف عن المخالفة، وفعل الطاعة، وإن أريد بها الكفّ عن المعصية، فهو من عطف المغاير، وسؤال ذلك فيه؛ لأن السفر مظنة ترك البرّ والتقوى إلا بتأييد من اللّه سبحانه» (12).
6- قوله: «ومن العمل ما ترضى»: أي: بكونه خالصًا صوابًا، كقوله: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ (13).
قال ابن علان : «ومن العمل ما ترضى) أي ما تحبه وتقبله» (12).
7- قوله: «اللهم هون علينا سفرنا هذا»: أي: يسره لنا، قال ابن علان : «اللهم هون علينا سفرنا: أي: مشقته، أو المشقة فيه، ووصفه بقوله: «هذا» لما تقدم» (12).
8- قوله: «واطو عنا بعده»: أي قصر لنا مسافته، قال الطيبي : «عبارة عن تيسير السير بمنح القوة له، ولمركوبه، وأن لا يرى ما يزعجه ويوقعه في التعب » (14)، وقال ابن علان : «واطو: بوصل الهمزة: أي: أزل، أو ادفع عنا بعده أي: حقيقةً أو حكماً» (12).
9- قوله: «الصاحب في السفر»: المراد بالصحبة هي المعية الخاصة التي يترتب عليها: الحفظ، والرعاية، والعون، والتوفيق»، قال الطيبي : «الصاحب هو الملازم، وأراد ذلك مصاحبة اللَّه إياه بالعناية والحفظ، والاستئناس بذكره، والدفاع لما ينوبه من النوائب» (15)، وقال العلامة ابن عثيمين : «الصاحب في السفر يعني تصحبني في سفري، تيسره علي: تسهله علي» (16).
10- قوله: «والخليفة في الأهل»: أي: عليك وحدك المعتمد في حفظ أهلي بعدما بذلت لهم أسباب الحفظ من توفير مسكن وملبس ومال، قال الطيبي : «هو الذي ينوب عن المستخلف، يعني أنت الذي أرجوه وأعتمد عليه في سفري، وفي غيبتي عن أهلي، بأن يكون معيني وحافظي، وأن يلم شعثهم، ويداوي سقمهم، ويحفظ عليهم دينهم وأمانتهم» (15).
، وقال ابن علان : «والخليفة: أي: المعتمد عليه، والمفوض إليه حضوراً وغيبة في الأهل، ولا يطلق عليه كل من الصاحب والخليفة من غير قيد... الخليفة: هو الذي ينوب عن المستخلف عنه، والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي أن يلم شعثهم، ويداوي سقيمهم، ويحفظ عليهم دينهم وأمانتهم» (12).
وقال العلامة ابن عثيمين : «الخليفة في الأهل من بعدي تحوطهم برعايتك، وعنايتك، فهو جل وعلا مع الإنسان في سفره، وخليفته في أهله؛ لأنه جل وعلا بكل شيء محيط، واللَّه الموفق» (16).
11- قوله: «اللهم إني أعوذ»: قال ابن علان : «أي: اعتصم» (12)، وقال أيضاً: «المراد الاستعاذة من كل منظر يعقب النظر إليه الكآبة فهو من قبيل إضافة المسبب إلى السبب» (17).
12- قوله: «وعثاء السفر»: أي: مشقته وعناءه، قال الإمام النووي : «الوَعْثاء - بفتح الواو، وإسكان العين، وبالثاء المثلثة، وبالمدّ: هي الشِدّة، وعثاء السفر : تعبه ومشقته وشدته» (18)، وقال القاضي عياض : «شدته ومشقته، وأصله من الوَعْث، وهو الدَّهش، وهو الرمل الرقيق، والمشي فيه يشتد على صاحبه، فجعله مثلاً لكل ما يشق على صاحبه» (19).
13- قوله: «وكآبة المنظر»: أي: سوء الحال الذي يترتب عليه الهم والحزن، قال الإمام النووي : «والكآبة - بفتح الكاف وبالمدّ-: هو تغيُّر النفس من حزن ونحوه» (20)، وقال ابن الأثير : «كآبة المنظر الكآبة : الحزن» (18)، وقال النووي : «الكآبة تغير النفس بالانكسار من شدة الوهم والحزن، وقيل المراد منه الاستعاذة من كل منظر تعقبه الكآبة عند النظر إليه» (15).
14- قوله: «سوء المنقلب»: أي: الرجوع من السفر فأجد ما يحزنني في أهل أو مال أو غير ذلك، قال الطيبي : «أي: ينقلب إلى وطنه، فيلقى ما يكتئب منه من أمر أصابه في سفره، أو ما تقدم عليه، مثل أن يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى، أو قد فقد بعضهم» (15).
15- قوله: «في المال والأهل»: قال ابن علان : «المراد بالأهل أهل البيت من الزوجة والخدم والحشم.
قال ميرك: استعاذ من أن ينقلب إلى وطنه فيلقى ما يكتئب به من سوء أصابه في سفره كأن يرجع غير مقضي الحوائج، أو يصيب ماله آفة، أو كأن يقدم أهله فيجدهم مرضى أو يفقد بعضهم، قال في «الحرز
»: أو يرى بعضهم على المعصية» (17).
16- قوله: «آيبون»: أي: نحن آيبون من آب إذا رجع والمراد راجعون سالمين غانمين»، قال ابن عبد البر : «وَمَعْنَى آيِبُونَ: رَاجِعُونَ» (21).
17- قوله: «تائبون»: أي: من كل ذنب وخطيئة، قال ابن عبد البر : «وَمَعْنَى تَائِبُونَ: أَيْ: مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ عَائِدُونَ، بِمَا افْتَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، وَرَضِيَهُ مِنْهُمْ» (21).
18- قوله: «عابدون»: أي مخلصين العبادة للَّه وحده، فهو المستحق لها، قال الراغب الأصفهاني : «العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو اللَّه تعالى» (22).
19- قوله: «لربنا حامدون»: أي: على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ما ظهر منها وما بطن، قال ابن عبد البر : «حَامِدُونَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ» (21)، وقال ابن علان : «ففيه مقابلة النعم الإلهية بالخدم على قدر الطاقة، والبداءة بالإياب إلى اللّه تعالى من المخالفة لأنها كالتخلية بالمعجمة، ثم التوجه إلى صالح العمل، ثم حمد اللّه على التوفيق له وتيسيره» (23).
20- قوله: «الحور بعد الكور»: قال الطيبي : «أي: من النقصان بعد الزيادة، وقيل: من فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل: من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها» (15)، 21- قوله: «والحور بعد الكون»: وقال النووي : «ورواية النون أكثر، وهي التي في أكثر أصول صحيح مسلم، بل هي المشهورة فيها» (20)، وقال الطيبي : «والكون: الحصول على حالة جميلة، يريد التراجع بعد الإقبال» (24)، وقال الشيخ مبارك: «من الحور بعد الكون» استعاذة من الهبوط بعد الرفعة، لأن السفر مظنة التفريط والظلم.
ورواية الرَّاء استعاذة من النقض بعد الإبرام» (25).

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب قول هذا الدعاء عند بداية السفر بعد الاستواء على المركب لقول الراوي«إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبر ثلاثًا ثم قال: «...».
2- استحباب قول هذا الدعاء عند الرجوع من السفر مع الزيادة التي في آخر الحديث لأن العودة سالمًا نعمة كبرى توجب الحمد.
3- قال الإمام النووي : «وَفِي هَذَا الْحَدِيث: اِسْتِحْبَاب هَذَا الذِّكْر عِنْد اِبْتِدَاء الْأَسْفَار كُلّهَا ، وَقَدْ جَاءَتْ فِيهِ أَذْكَار كَثِيرَة» (26).
4- السفر وإن توفرت فيه وسائل الراحة فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه» (27) وقد شُرع لنا التعوذ مما يسوء المسافر جملة وكان من دعائه أيضًا أنه يتعوذ عند سفره من «الحور بعد الكور ودعوة المظلوم» (28) والمعنى: الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الزيادة إلى النقص.
5- قال العلامة ابن عثيمين : «وإنا إلى ربنا لمنقلبون: هذه الجملة جملة عظيمة، كأن الإنسان لما ركب مسافراً على هذه الذلول، أو الفلك كأنه يتذكر السفر الأخير من هذه الدنيا، وهو سفر الإنسان إلى اللَّه عز وجل إذا مات، وحمله الناس على أعناقهم» (29).
6- الجزء الأخير من الدعاء وهو قوله: «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» يسن للمسلم قوله وتكراره إذا قارب على العودة إلى بلدته لقول أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشرف على المدينة قال: «آيبون ....» فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة (30).
7- قال الطيبي : «وفيه تنبيه على أن السفر الأعظم الذي بصدده، وهو الرجوع إلى الله تعالى، فهو أهم بأن يهتم به، ويشتغل بالاستعداد له قبل نزوله» (14).
8- يستحب للمسافر أن يكثر من الدعاء أثناء سفره، وأن يتحلل من المظالم قبل سفره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده ودعوة المسافر ودعوة المظلوم» (31).
9- يستحب للمسافر إذا قدم من سفره أن يصلي ركعتين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين (32) وتكون هذه الصلاة قبل دخوله على أهله وهي من السنن التي يغفل عنها كثير من الناس.
10- قال الإمام ابن قيم الجوزية : «كيف نبههم بالسفر الحسي على السفر إليه، وجمع لهم بين السفرين، كما جمع لهم الزادين في قوله ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (33) فجمع لهم بين زاد سفرهم، وزاد معادهم، وكما جمع بين اللباسين في قوله: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (34) فذكر سبحانه زينة ظواهرهم وبواطنهم، ونبههم بالحسي على المعنوي، وفهم هذا القدر زائد على فهم مجرد اللفظ، ووضعه في أصل اللسان، واللَّه المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله» (35).
11- المتدبر لهذه النعم حينما يركب وسيلة للسفر يتذكر سفر الآخرة لأن الإنسان في هذه الدار مسافر إلى ربه، قال اللَّه عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ (36)، ولذلك جاء في الآية: ﴿وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾.

1 مسلم، برقم 1342، ورقم 1343
2 أبو داود، برقم 2599، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 7/ 351، برقم 2339
3 الترمذي، برقم 3447، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/ 157، برقم 2734
4 مسلم، برقم 1343
5 النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، 4/ 52، مادة (كبر)
6 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 974.
7 كشف المشكل من حديث الصحيحين، ص 682، وتقدم شرحها مستوفى في المفردة رقم 4 من حديث المتن 206.
8 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1892. وتقدم شرحها مستوفى في المفردة رقم 5 من حديث المتن 206.
9 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1892، وتقدم شرحها مستوفى في المفردة رقم 6 من حديث المتن 206.
10 فقه الأدعية والأذكار ص 265، وقال: هذا عند اجتماعهما أما إذا انفردا فإن كل كلمة لها معنى آخر.
11 تفسير ابن رجب الحنبلي، 1/ 382.
12 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 289.
13 سورة الملك، الآية: 2.
14 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1892.
15 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1893.
16 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 972.
17 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 290.
18 جامع الأصول، 4/ 284.
19 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 4/ 452.
20 الأذكار النووية للإمام النووي، ص 278.
21 الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، 13/ 327.
22 مفردات ألفاظ القرآن، 2/ 57، مادة (عبد).
23 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 307.
24 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1894.
25 تطريز رياض الصالحين، ص 570.
26 شرح النووي على صحيح مسلم، 1/ 496.
27 البخاري، كتاب العمرة، باب السفر قطعة من العذاب، برقم 1804.
28 مسلم، كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، برقم 1343.
29 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم972.
30 البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب ما يقول إذا رجع من الغزو، برقم 3085.
31 أخرجه أحمد، 14/ 243، برقم 8581، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب، برقم 1536، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما ذكر في دعوة المسافر، برقم، 3448، وحسنه لغيره محققو المسند، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3132.
32 البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الصلاة إذا قدم من سفر، برقم 3088.
33 سورة البقرة، الآية: 197.
34 سورة الأعراف، الآية: 26.
35 إعلام الموقعين، 1/ 227.
36 سورة الانشقاق، الآية: 6.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب