Jabir (Peace Be Upon Him) said: ‘He (Peace Be Upon Him) rode Al-Qaswa until he reached Al-MashAAar Al-Haram, he then faced the qiblah, supplicated to Allah, and extoled His greatness and oneness. He stood until the sun shone but left before it rose.’ Al-Qaswa: The name of the Prophet’s (Peace Be Upon Him) camel.
(1) مسلم، 2/ 891، برقم 1218.
شرح معنى ركب النبي صلى الله عليه وسلم القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
927- عن جابر رضي الله عنه قال: «... ثمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ، وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ...» الحديث (1) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اضطجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم»: «اضْطَجَع: نَامَ وَقِيلَ: اسْتَلْقَى، وَوَضَعَ جَنْبَهُ بالأَرض، وأَضْجَعْتُ فُلَانًا إِذا وَضَعْتَ جَنْبَهُ بالأَرض، وضَجَعَ، وَهُوَ يَضْجَعُ نَفْسُه» (2) . 2- قوله: «فإذا صلى الصبح» قال العلامة ابن عثيمين : «لم يبين متى تكون هذه الصلاة، لكن قد ثبت في السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلاها حين تبين له الصبح، ولم يتأخر، فصلاها بغلس» (3) . 3- قَوْلُهُ: «ثُمَّ رَكِبَ»: قال النووي : «فَفِيهِ أَنَّ السُّنَّةَ الرُّكُوبُ، وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَشْيِ» (4) . 4- قوله: «القصواء»: هي لقب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم التي حج عليها، قال الطيبي : «القصواء، والعضباء، والجذعاء، اسم لناقة واحدة، كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم» (5) . 5- قوله: «المشعر الحرام»: هو المكان الذي فيه المسجد الآن في مزدلفة، قال النووي : «الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ ... وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا قُزَحُ، ... وَهُوَ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ فِي الْمُزْدَلِفَةِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ حُجَّةُ الْفُقَهَاءِ فِي أَنَّ الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ هُوَ قُزَحُ، وَقَالَ جَمَاهِيرُ الْمُفَسِّرِينَ، وَأَهْلُ السِّيَرِ، وَالْحَدِيثِ: الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ جَمِيعُ الْمُزْدَلِفَةِ» (4) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «وصف بالحرام؛ لأن هناك مشعراً حلالاً وهو عرفات، ففي الحج مشعران: حلال، وحرام، فالمشعر الحرام مزدلفة، والمشعر الحلال عرفة» (3) . 6- قوله: «استقبل القبلة»: أي: جعل وجهه إلى القبلة، قال الإمام النووي : «قَوْلُهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ: يَعْنِي الْكَعْبَةَ» (4) . 7- قوله: «فدعاه»: أي: دعا اللَّه عز وجل، قال ابن منظور : «الدُّعَاءِ لِلَّهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: فضربٌ مِنْهَا توحيدهُ، والثناءُ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ: يَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنت، وَكَقَوْلِكَ: ربَّنا لكَ الحمدُ، إِذَا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بِقَوْلِكَ ربَّنا، ثُمَّ أَتيتَ بِالثَّنَاءِ وَالتَّوْحِيدِ...وَالضَّرْبُ الثَّانِي مسأَلة اللَّهِ العفوَ وَالرَّحْمَةَ، وَمَا يُقَرِّب مِنْهُ، وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ مسأَلة الحَظِّ مِنَ الدُّنْيَا... وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَذَا جَمِيعُهُ دُعَاء؛ لأَن الإِنسان يُصَدّر فِي هَذِهِ الأَشياء بِقَوْلِهِ: يَا اللَّهُ، يَا رَبُّ، يَا رحمنُ، فَلِذَلِكَ سُمِّي دُعَاءً» (6) . 8- قوله: «وكبّره»: أي بقوله: اللَّه أكبر، قال ابن منظور : «وكَبَّرَ: قَالَ: اللَّهُ أَكبر، وَالتَّكْبِيرُ: التَّعْظِيمُ» (7) ، وقال ابن الجوزي : «أي: أن اللَّه سبحانه أكبر من كل كبير، وأعلى من كل رفيع» (8) . 9- قوله: «وهلّله»: أي: بقوله لا إله إلا اللَّه، قال ابن منظور : «وهَلَّلَ الرجلُ أَي: قَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ» (9) . 10- قوله: «ووحّده»: أي: قال: لا إله إلا اللَّه وحده، قال ابن منظور : «وَالتَّوْحِيدُ: الإِيمان بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَاللَّهُ الواحِدُ الأَحَدُ: ذُو الْوَحْدَانِيَّةِ والتوحُّدِ، وَاللَّهُ الأَوحدُ، والمُتَوَحِّدُ، وذُو الوحْدانية، وَمِنْ صِفَاتِهِ الْوَاحِدُ الأَحد» (10) . 11- قوله: «فلم يزل واقفًا»: أي: على بعيره لقوله في نفس الحديث: «ركب حتى أتى المشعر الحرام». 12- قوله: « حتى أسفر جدًّا»: أي: إسفارًا بالغًا، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم ظل واقفًا حتى تبين ضوء الصبح، ورأى الناس بعضهم بعضًا، والشمس لم تشرق بعد، قال النووي : « قَوْلُهُ: «أَسْفَرَ جِدًّا»: الضَّمِيرُ فِي أَسْفَرَ يَعُودُ إلى الفجر المذكور، أولاً، وقوله: «جِدًّا»: بِكَسْرِ الْجِيمِ أَيْ إِسْفَارًا بَلِيغًا» (4) . 13- قوله: «دفع»: أي: تحرك بناقته صلى الله عليه وسلم (11) ، قال الرافعي : «ثم دفع: سُمّي انصراف القوم من المكان إلى المكان دفعًا؛ لأنهم إذا انصرفوا ازدحم بعضهم بعضًا» (12) . 14- قوله: «قبل أن تطلع الشمس»: قال القاضي عياض : «أي: ترتفع ويظهر طلوعها، وتتمكن، وتباح الصلاة» (13) .
ما يستفاد من الحديث:
1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته مناسك الحج واحدًا بعد الآخر وهذا فيه دليل على أهمية السنة النبوية؛ لأنها مُبَيِّنَة لما أجمله اللَّه في كتابه العزيز. 2- الإكثار من الدعاء والتهليل والتكبير عند المشعر الحرام هو امتثال لقول اللَّه عز وجل: ﴿فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾سورة البقرة، الآية: 198 ، ويدخل في ذكر اللَّه صلاة المغرب، والعشاء جمع تأخير، ثم صلاة الصبح بعد المبيت بها. 3- الحكمة من دفع النبي صلى الله عليه وسلم قبل شروق الشمس، هي مخالفة المشركين؛ لأنهم كانوا يدفعون منها بعد شروق الشمس، وقد خالفهم أيضًا في الدفع من عرفة، حيث كانوا يدفعون قبل الغروب، وهو قد بقي حتى غربت الشمس، وهذا من أجل أن تتميز أمته عنهم. 4- هناك مشعران: مشعر حرام، وهو المزدلفة، وسمي حرامًا لدخوله في حدود الحرم، وسمي بالمزدلفة من الازدلاف، وهو القرب، أما المشعر الحلال، فهو عرفة (14) . 5- قال ابن القيم : وكان له من الإبل القصواء والعضباء وكانت لا تسبق إلى أن سبقها أعرابي على قعود فشق ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن حقًّا على اللَّه ألا يرفع من الدنيا شيئًا إلا وضعه» (15) وكان له من البغال «دُلدُل» أهداها له المقوقس وأخرى يقال لها: «فضة» وكان له من الحمير «عفير» ومن الخيل «السكب» (16) .
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .