يقول بين الركن و الحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة

حصن المسلم | الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود | يقول بين الركن و الحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة

رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١ (1).

The Prophet (Peace Be Upon Him) used to say between the Yemeni corner and the black stone: (Rabbana atina fee alddunya hasanatan wafee al-akhirati hasanatan waqina AAathaba alnnar ) [Al-Baqarah: 201] ‘O our Lord, grant us the best in this life and the best in the next life, and protect us from the punishment of the Fire.


(1) أبو داود، 2/ 179، برقم 1894، وأحمد، 3/ 411، برقم 15398، والبغوي في شرح السنة، 7/128، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، 1/354، والآية من سورة البقرة: 201 .

شرح معنى يقول بين الركن و الحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

920- لفظ أبي داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه (1) ، قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾» (2) .
921- ولفظ أحمد والشافعي عن عَبْد اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ رُكْنِ بَنِي جُمَحَ، وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَاعَذَابَ النَّارِ﴾» (3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «ما بين الركنين»: يريد الركن اليماني والحجر الأسود (4) ، قال القاري : «يقول ما بين الركنين أي: يدعو ويقرأ» (5) .
2- قوله: «ركن بني جمح»: قال الرافعي : «ركن بني جمح: هو اليماني، وفي بعض روايات الحديث: «بين الركن اليماني والحجر» (6) .
3- قوله: «ربنا آتنا»: أي: أعطنا، قال الراغب : «والإيتاء: الإعطاء» (7) .
4- قوله: « في الدنيا حسنة»: أي: كل ما يسر، ولا يضر: من زوجة صالحة، وذرية صالحة، ورزق حلال، وعلم نافع، وعمل صالح، قال القاري : «في الدنيا حسنة أي: العلم، والعمل، أو العفو، والعافية، والرزق الحسن، أو حياة طيبة، أو القناعة، أو ذرية صالحة، وفي الآخرة حسنة أي: المغفرة والجنة والدرجة العالية، أو مرافقة الأنبياء أو الرضاء أو الرؤية أو اللقاء» (8) ، وقال العلامة السعدي : «والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد، من رزق هنيء واسع حلال، وزوجة صالحة، وولد تقر به العين، وراحة، وعلم نافع، وعمل صالح، ونحو ذلك، من المطالب المحبوبة والمباحة» (9) .
5- قوله: «وفي الآخرة حسنة»: أي: بالنجاة من النار وإصابة الفردوس الأعلى وكمال ذلك برؤية وجه اللَّه الكريم، قال القاري : «وفي الآخرة حسنة أي: المغفرة، والجنة، والدرجة العالية، أو مرافقة الأنبياء، أو الرضاء، أو الرؤية، أو اللقاء» (8) ، وقال السعدي : «وحسنة الآخرة، هي السلامة من العقوبات، في القبر، والموقف، والنار، وحصول رضا اللَّه، والفوز بالنعيم المقيم، والقرب من الرب الرحيم، فصار هذا الدعاء، أجمع دعاء وأكمله، وأولاه بالإيثار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به، والحث عليه» (9) .
6- قوله: «وقنا»: من الوقاية، أي: احفظنا، واصرفه عنا، قال الراغب : «الوِقَايَةُ: حفظُ الشيءِ ممّا يؤذيه ويضرّه» (10) ، وقال الراغب الأصفهاني : «أي: احفظنا من الشهوات، والذنوب المؤدية إلى النار» (11) ، وقال القاري : «وقنا أي: احفظنا، عذاب النار أي: شدائد جهنم: من حرها، وزمهريرها، وسمومها، وجوعها، وعطشها، ونتنها، وضيقها، وعقاربها، وحيّاتها، وفسّر علي رضي الله عنه الحسنة الأولى بالمرأة الصالحة والثانية بالحور العين، وعذاب النار بالمرأة السليطة» (8) .
7- قوله: «عذاب النار»: أي: من حرها، وزمهريرها، وسمومها، وجوعها، وعطشها، ونتنها، وضيقها، وعقاربها، وحيّاتها (12) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الدعاء في هذا الموطن العظيم، وهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة.
2- كان هذا الدعاء من أكثر ما يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة (13) .
3- قال شيخ الإسلام : والمناسبة في ذلك أن هذا الجانب من الكعبة هو آخر الشوط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختم دعاءه غالبًا بهذا الدعاء.
4- حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وأقواله، وتقريراته في العبادة، وغيرها، وتبليغها للأمة.

1 عبد اللَّه بن السائب ؛ أبو عبد الرحمن القرشي المخزومي المكي، مقرئ مكة، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، عِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، وكان أبوه شريك النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث، وقد قرأ عبد اللَّه القرآن على أبي بن كعب، وحدث عنه وعن عمر رضي الله عنه، وكان يسكن مكة ومات فيها في إمارة الزبير، وقام على قبره ابن عباس ب يدعو له. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 3/ 915، وسير أعلام النبلاء، 3/ 388، ترجمة رقم (59)، والإصابة في تمييز الصحابة، 4/ 89.
2 أبو داود، برقم 1892، وأحمد، 24/ 118، برقم 15398، ومسند الشافعي،2/ 257، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، 1/354، وقال محققو المسند، 24/ 119: «إسناده يحتمل التحسين»، والآية رقم 201 من سورة البقرة
3 أحمد، برقم 15398، ومسند الشافعي،2/ 257، وقال محققو المسند، 24/ 119: «إسناده يحتمل التحسين».
4 التوضيح لشرح الجامع الصحيح، لابن الملقن، 11/ 366
5 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 9/ 49
6 شرح مسند الشافعي، 2/ 331
7 مفردات ألفاظ القرآن، 1/ 12
8 مرقاة المفاتيح، 2/ 79
9 تفسير السعدي، ص 92
10 المفردات في غريب القرآن، 2/ 881، مادة (وقى)
11 تفسير الراغب الأصفهاني، 1/ 425
12 عون المعبود، 3/ 215
13 البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة»، برقم 6389


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب