اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ

حصن المسلم | دعاء الريح | اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ (1).

Allahumma innee as-aluka khayraha wakhayra ma feeha, wakhayra ma orsilat bih, wa-aAAoothu bika min sharriha, washarri ma feeha washarri ma orsilat bih.
‘O Allah, I ask You for it’s goodness, the good within it, and the good it was sent with, and I take refuge with You from it’s evil, the evil within it, and from the evil it was sent with.


(1) مسلم، واللفظ له، 2/ 666، برقم 899، والبخاري، 4/ 76 برقم 3206، ورقم 4829.

شرح معنى اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

571- لفظ البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ، فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا»(1) .
572- ولفظ مسلم عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾(2) » (1) .

شرح: مفردات الحديث: 1- قوله: «اللهم إني أسألك خيرها»: قال البجيرمي : «سَأَلَ اللَّهَ خَيْرَ الْمَجْمُوعَةِ، لِأَنَّهَا لِلرَّحْمَةِ»(3) ، وقال الصنعاني : «فإنها جند من أجناد اللَّه، يأتي بالخير والشر، فلا يجوز سبّها؛ بل ينتقل إلى سؤال من أرسلها طلبًا لخيرها، وإعاذة من شرها»(4) .
2- قوله: «وخير ما فيها»: قال الصنعاني : «ما اشتملت عليه من الحكمة في إرسالها»(5) ، وقال المباركفوري : «من منافعها كلها»(6) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «وخير ما فيها: ما فيها: أي: ما تحمله من أمور قد تكون نافعة وقد تكون ضارة»(7) .
3- قوله: «وخير ما أرسلت به»، قال الصنعاني : «ويحتمل من فيها الأعوان المرسلون معها، قال الطيبي: يحتمل الفتح على الخطاب ويحتمل بناؤه للمفعول »(5) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «لأنها تارة ترسل بالخير وتارة ترسل بالشر فتسأل الله خير ما أرسلت به»(7) .
4- قوله: «وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها»: قال المباركفوري : «فإنها ترسل بالخير والشر»(6) .
5- قوله: «وشر ما أرسلت به»: قال العلامة ابن عثيمين : «فإذا استعاذ الإنسان من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، وسأل اللَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، كفاه اللَّه شرها»(7) .
6- قوله: «عصفت»: أي: أقبلت هائجة، قال ابن الأثير : «عصفت الريح : إذا هبت هبوبا شديدا»(8) .
7- قوله: «عارض»: «العارض: السحاب الذي يعرض في السماء»(8) .
8- قوله: «تخيلت»: أي: جاءت سحابة يظن فيها المطر مقرونة برعد وبرق، قال ابن الأثير : «المخيلة : السحابة التي يظن أن فيها مطراً، وتخيلت السماء : إذا تغيمت»(8) ، وقال القاضي عياض : «أي: تهيأت للمطر بظهور الخال دونها، وهي سحاب يتخيل فيها المطر»(9) .
9- قوله: «سري عنه»: أي: كشف عنه الحزن وزال عنه القلق والخوف، قال ابن الأثير : سري عنه: «سري عنه هذا الأمر : إذا كشف وأزيل عنه»(8) ، وقال الطيبي : «أي كشف عنه الخوف، وأزيل: يقال: سروت الثوب، وسريته إذا خلعته، والتشديد فيه للمبالغة»(10) .
10- قوله: « لعله»: أي: لعل هذا الأمر أي: الريح.
11- قوله: «قوم عاد»: أي: الذين أرسل اللَّه إليهم نبي اللَّه هود عليه السلام كما قال اللَّه عز وجل: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾(11) .
12- قوله: «لهواته»: قال ابن الأثير : «اللَّهَوَات: جَمْعُ لَهَاة، وَهِيَ اللَّحَمَات فِي سَقْف أقْصَى الفَمِ»(12) .
13- قوله: «يُؤْمِنِّي»: قال ابن الأثير : «فَهُوَ مِنَ الأَمَان، والأَمْن ضِدُّ الْخَوْفِ»(13) .
14- قوله: «تغير لونه»:قال ابن منظور : «تغَيُّر الْحَالِ، وانتقالَها مِنَ الصَّلَاحِ إِلى الْفَسَادِ، والغِيَرُ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ غَيَّرْت الشَّيْءَ فتغيَّر»(14) .

ما يستفاد من الحديث:

1- شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته من ربه ﻷ وشفقته على أصحابه أن يصيبهم ما أصاب الأمم الماضية من ألوان العذاب.
2- الالتجاء إلى اللَّه عند تغير أي مظهر من مظاهر الكون المعتادة؛ لأن الذي يملك كشفها هو اللَّه وحده لا شريك له.
3- قال الإمام العيني : اعلم أن هاهنا ثلاث خيرات: الخير الأول: خير نفس الريح: مثل تلذذ بني آدم ببرودتها في الحر وإعطائها الطراوة والبدارة للنباتات وذهابها بالروائح الكريهة ونحو ذلك.
الخير الثاني: خير ما فيها: مثل نزول المطر النافع؛ لأن المطر لا يجيء إلا ويسبقه الريح.
الخير الثالث: خير ما أرسلت به: مثل السحاب؛ لأنه يجيء بالريح وله خير وشر، خيره مثل المطر النافع وشره مثل المطر الضار.
فافهم(15) .
4- كان من جملة هديه صلى الله عليه وسلم إذا رأى ناشئًا في أفق السحاب – أي سحابًا لم يتكامل اجتماعه – ترك العمل وإن كان في صلاة - أي: دعاء - ثم يقول: «اللَّهم إني أعوذ بك من شرها»، فإذا مُطر قال: «اللَّهم صيبًا هنيًّا»(16) وكانت إذا اشتدت الريح يقول: «اللَّهم لقحًا لا عقيمًا» (17) ولقحًا أي: حاملًا للماء والعقيم الذي لا ماء فيه.

1 مسلم، واللفظ له، 2/ 666، برقم 899، والبخاري، 4/ 76 برقم 3206، ورقم 4829
2 سورة الأحقاف، الآية: 24
3 حاشية البجيرمي على الخطيب، 2/ 250
4 التنوير شرح الجامع الصغير، 11/ 105
5 التنوير شرح الجامع الصغير، 8/ 424
6 تحفة الأحوذي، 6/ 436
7 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1729
8 جامع الأصول، لابن الأثير، 4/ 12
9 مطالع الأنوار على صحاح الآثار، 2/ 490
10 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1326
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 284، مادة (لها)
13 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 69، مادة (أمن)
14 لسان العرب، 5/ 40، مادة (غير)
15 العلم الهيب، ص 411
16 سنن أبي داود، برقم 5099
17 ابن حبان، 3/ 288، برقم 1008، والحاكم، 4/ 286، وصححه، والطبراني في المعجم الكبير، 7/ 33، برقم 6296، وحسنه محققو صحيح ابن حبان، وصححه العلامة الألباني في التعليقات الحسان، 3/ 1004، برقم 1004


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب